الاحتلال التركي يصعد هجماته بالقنابل الفسفورية على زاب
يستخدم جيش الاحتلال التركي بالإضافة لكافة أنواع الأسلحة الكيماوية، القنابل الفسفورية في هجماتها على منطقة زاب، كما أن جرائم دولة الاحتلال التركي بالقنابل الفسفورية تتزايد في المنطقة أكثر فأكثر.
يستخدم جيش الاحتلال التركي بالإضافة لكافة أنواع الأسلحة الكيماوية، القنابل الفسفورية في هجماتها على منطقة زاب، كما أن جرائم دولة الاحتلال التركي بالقنابل الفسفورية تتزايد في المنطقة أكثر فأكثر.
تشن دولة الاحتلال التركي منذ 15 نيسان 2022 هجماتها على مناطق زاب، آفاشين ومتينا بهدف الاحتلال، وتستمر مقاومة مقاتلي حركة التحرر الكردستانية ضد هذه الهجمات بلا هوادة، وفي هذا الإطار، أعلن المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) من خلال بيان أصدره للرأي العام، وأفاد أن جيش الاحتلال التركي استخدم بتاريخ 10 تموز في تمام الساعة 12:50 قنبلة فسفورية ضد خنادق الحرب في ساحة مقاومة منطقة شكفتا برينداران.
استخدم جيش الاحتلال التركي، الذي لا يتمكن الصمود أمام مقاومة قوات الكريلا في المناطق المحتلة، حتى الآن، جميع أنواع الأسلحة الكيماوية، وثقت وحدات الكريلا في قوات الدفاع الشعبي (HPG) لأول مرة أن قنبلة فسفورية قد استخدمت خلال هذه الحرب.
تم قبول القنابل الفسفورية، التي استخدمت في الحرب لما يقرب من مائة عام وتصبح مميتة مع الهواء، كجريمة حرب في بروتوكول 8 حزيران 1997 لاتفاقية جنيف لعام 1949.
لكن رغم ذلك، فإن استخدام القنابل الفسفورية هو أسلوب وحشي ضد الإنسانية، لجأت دول كثيرة لاستخدامها في حربها، وخاصةً الولايات المتحدة الأمريكية (DYE)، روسيا، وإسرائيل، والعديد من الدول الأخرى منذ الحرب العالمية الثانية.
كما أشارت العديد من المصادر الدولية إلى استخدام قنابل الفوسفور خلال حرب إسرائيل على لبنان التي حدثت في عام 2006، وكذلك الحرب في سوريا والعراق، وحرب روسيا على أوكرانيا، بينما تستخدم القنابل الفسفورية لإبادة ’قوات العدو‘ في منطقة ما، والقضاء عليهم في وقت قصير.
مقدار حرارة القنبلة.. 1300 درجة
عندما تنفجر قنبلة فسفورية تنتج حرارة مقدارها 1300 درجة، والدخان الذي يصدر يقطع أنفاس الإنسان فجأةً ، حيث يكفي 50 غرام منها لقتل الإنسان، ويستمر تأثير الفوسفور السمي من 5 إلى 10 أيام، وفي هذه الحالة يحترق جسم الإنسان من الداخل باتجاه الخارج.
كما يؤثر دخان الفوسفور وترابه على عمق جسم الإنسان، مما يتسبب في حرق الأعضاء البشرية وفي وقت قصير يحرق الشخص من الداخل، فعندما يحترق جسم الإنسان بسبب قنبلة الفوسفور، في تلك الحالة يصعب وقايته من هذا الحريق، وعندما يؤثر على جلد الإنسان، فإنه يحرق في الغالب، ويمكنه أيضاً حرق العظام.
استخدمت دولة الاحتلال التركي الفوسفور في سري كانيه
رأى الرأي العام العالمي، خلال فترة الهجمات الاحتلالية التي شنتها دولة الاحتلال التركي على منطقتي كري سبي وسري كانيه مدى وحشية أسلوب استخدام القنابل الفسفورية، حيث استخدم جيش الاحتلال التركي في 19 تشرين الأول 2019 قنبلة فسفورية ضد قوات سوريا الديمقراطية (QSD) والمدنيين في سري كانيه، وأفادت منظمات حقوقية في المنطقة أن 33 شخصاً قد حُرقوا، 23 منهم مدنيين و10 آخرين من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية نتيجة استخدام الفوسفور.
ولم يتم العثور على معلومات أو وثائق فيما يتعلق بهوية 6 أشخاص الذين قد حرقوا بشكل يتعذر التعرف عليهم خلال هجوم الفوسفور من قبل دولة الاحتلال التركي.
توثيق استخدام الفوسفور من قبل الباحثين السويسريين
أجرى الباحثون السويسريون بعد أشهر قليلة من مجزرة سري كانيه التي ارتكبت بقنبلة الفسفورية، اختباراً على مقاتل مصاب من قوات سوريا الديمقراطية وأعلنت عن نتائج هذا الاختبار، الخبراء الذين حللوا العينة، إلى جانب مستوى عالٍ من الفوسفور، حددوا أيضاً الحرق الكيماوي في العينة.
وعلى الرغم من توثيق استخدام دولة الاحتلال التركي للقنابل الفوسفور الأبيض والقنابل الكيماوية أثناء تنفيذ هجماتها الاحتلالية، وفي هذا السياق، زعمت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية (OPCW) أن "تركيا لم تستخدم أسلحة كيماوية" ودافعت عن دولة الاحتلال التركي.
الدولة التركية استخدمت الفوسفور مرات عديدة
استخدمت دولة الاحتلال التركي القنابل الفسفورية عدة مرات خلال فترة مقاومة الإدارة الذاتية في شمال كردستان، وتم استخدامها على وجه الخصوص في الهجمات الكثيفة لجيش الاحتلال التركي على مدينة نصيبين، التي بدأت في آذار 2016، حيث استخدمت القنابل الفسفورية ضد المدنيين ووحدات حماية المدنيين (YPS)، وأحرق الجنود الأتراك العديد من المباني في نصيبين بقنابل الفوسفور.
وكذلك، عندما بدأ مقاتلو حركة التحرر الكردستانية حملتهم المسماة " حرب الشعب الثورية" في خريف 2011، استخدم جيش الاحتلال التركي مرة أخرى قنابل الفوسفور، كما تعرضت المناطق التي سيطر عليها مقاتلو الكريلا خلال هجوم جيش الاحتلال التركي في صيف 2012 للقصف بأسلحة الفوسفور وألحقت أضرارا كبيرة بطبيعة كردستان، وإحدى هذه المناطق كانت الغابة في منطقة أردويل التابعة لناحية شمزينان، وقد احترقت مساحة واسعة من هذه الغابة بقنابل الفوسفور في تموز 2012، واستمر الحريق الذي اندلع نتيجة استخدام الفوسفور لعدة أيام بسبب تأثير حرارة الصيف.
اعترف يالمان باستخدام الفوسفور
وفيما يتعلق باستخدام الأسلحة الكيماوية الفسفورية، اعترف القائد العام لقوات الدرك في ذلك الوقت، الجنرال المتقاعد آيتاج يالمان، بأنه أمر في 19 كانون الأول 2000 بارتكاب المجزرة على السجون باسم "العودة إلى الحياة"، كما تحدث يالمان في المحكمة الجزائية الأصلية الثانية في بودروم في عام 2013 بشأن استشهاد 12 سجيناً سياسياً في سجن بايرام باشا واعترف باستخدام غاز الفوسفور ضد السجناء السياسيين.
وأدعى يالمان أنهم استخدموا قنبلة فسفورية لأجل خلق الضباب، لكن، وثق الخبراء أن أجسام العديد من السجناء احترقت بسبب الفوسفور، وقال أحد السجناء: "ملابسنا لم تحترق، فقط أجسادنا كانت محترقة"، وبهذه الطريقة أشار إلى استخدام القنبلة الفسفورية، أما بالنسبة للشرطة والجنود الأتراك الذين شاركوا في ارتكاب المجزرة داخل السجون واستخدموا أسلحة كيماوية مثل الفوسفور، فلم يتم محاكمتهم بجدية ومحاسبتهم.