أصيبت المقاتلة في وحدات المرأة الحرة (YJA Star)، زارين امد، في كوباني اثناء انضمامها للمقاومة ضد قوى الظلام والرجعية داعش في 25 تشرين الثاني عام 2014، وهناك أصيبت إصابة بليغة وفتحت عينيها بعد ثلاثة أشهر ووجدت نفسها على قيد الحياة مرة أخرى، لأنها لا تسمح لليأس بأن يصل لها وهي الان مصدر الروح المعنوية لجميع رفاقها.
انضمت زارين آمد الى حركة الحرية عام 2014، ولدت وترعرعت في امد الا ان أصولها تنحدر من مدينة موش الكردستانية، وفي29 تشرين الثاني من العام ذاته توجهت مع مجموعة من رفاقها الى كوباني لتنضم الى المقاومة ضد عصابات تنظيم داعش الإرهابي وهناك اصيبت اصابة غادرة ولم تعد تتمكن من الحركة والكلام وفقدت على إثرها ذاكرتها.
ومن أجل أن تستعيد ذاكرتها طلب الاطباء بان تلتقي مع اشخاص كانت تعرفهم لكي تستعيد ذاكرتها، وعليه تأتي عائلتها لكنها لم تتعرف عليهم ولم يساعدها ذلك في استعادة ذاكرتها، حاول الأطباء مساعدتها بعرض رايات وحدات حماية المرأة ووحدات حماية الشعب، لكن دون فائدة ولم تظهر أي ردة فعل لكنها بمجرد ان نظرت الى صورة القائد اوجلان بدأت بالصراخ وعادت الى الحياة مرة اخرى بعد هذا المشهد.
وتتحدث المقاتلة صورخين ماكو عن كيفية تعرفها على زارين عن طريق انضمامها الى مجموعة الشهيدة برجم في بوطان عام 2012 وهناك تعرفت عليها عن قرب وقالت: "كانت تشد الانتباه دائما من خلال تصرفاتها وروحها المعنوية والمرحة مع رفاقها وولائها وصداقتها القوية معهم بحيث ان الذي يتعرف عليها للمرة الاولى كانه يعرفها منذ سنين بسبب معاملتها الطيبة وقلبها النظيف المرح وهذا ما كان سبباً لان يكون لزارين تاثيراً كبيراً علي؛ اتصفت زارين بروح رفاقية جماعية حيث كانت تحضر الطعام وتساعد كل رفاق المجموعة بالرغم من تعبها وبالرغم من ساقاها المتورمتان من الكدمات والجروح فلم يستثني يوما تعبها وجروحها من ان تقوم بدورها كمقاتلة ورفيقة في كل شيء يطلب منها". وتواصل صورخين حديثها عن صداقتها مع زارين وكيف انهم التقوا مرة اخرى في كوباني عام 2014 بعد ان تعرفوا على بعضهما في جبال كابار وبعد ان امضوا رفقة طويلة في الدرب لكن هذه المرة رفقتهم للطريق كانت صعبة ومليئة بالمفاجآت حيث ان زارين جاءت الى كوباني بصفتها قناصاً خبيراً وهنا قامت بواجباتها ولم تكن مهتمة ابدا لتعبها وساقاها المتورمتان لأنها كانت تملك روحا قتالية فذة محبة للوطن وقائدها
تغير مصير المقاومة في كوباني بعد ان جاءت زارين مع مجموعتها من امد واصبحت المقاومة أشرس بسبب المعنويات النضالية التي كانت تبديها زارين ومجموعتها خلال المقاومة، حيث كبدت داعش خسائر فادحة، كانت متمرسة في عمليات القنص وتمكنت من قتل قناصين من تنظيم داعش الارهابي في الجبهة التي كانت تقاتل فيها في قرية كانيه كردان
بالرغم من الحرب الشرسة الا انها كانت دائما تضحك
لم يؤثر ثقل الحرب على زارين ابدا لأنها كانت تستمد قوتها وثقتها بنفسها من كل شيء في حين اننا كنا نجد صعوبة في التنفس في كل مكان في كوباني بسبب الحرب والشهداء والمصابين كنا نتنفس الصعداء إلا انها كانت تمزح وتضحك بحماسة ومعنويات عالية وكانت تبدي معنويات عالية ولا تظهر الخوف بما يجري حولها بالرغم من اقتراب العدو من نقاط تمركزها في قرية موريشت بنار
أصبحت مثالا للشجاعة واظهرت طريق الانتصار
وتروي صورخوين اللحظات التي كانوا يقاتلون فيها وكيف قامت زارين بخطوة كبيرة عندما قامت باستهداف قناصي داعش وإزالتهم من الطريق الاستراتيجي لكوباني وقالت: "كان هذا الطريق سبيلاً لدعم المقاتلين بالأسلحة والذخائر وهو الطريق الذي كنا ننقل الشهداء والجرحى من المنطقة، حيث بدأ الهجوم العنيف في الصباح الباكر كنا نستعد للتحرك لكن داعش هاجم بداية ولم نكن نعلم ان عصابات داعش تمركزت في البيت الذي امامنا حيث كانت فرصة التحرك بالنسبة لنا ضئيلة جداً، فقاموا باستهدافنا واستشهد الكثير من مقاتلينا واصيب الكثير ايضاً وفي تلك اللحظات عملت زارين على استهداف قناص داعش من على سطح منزل في كانيه كردان، وهنا اخذنا نفسا عميقا وكانت هذه خطوة ناجحة امدتنا بالمعنويات حيث قاتلنا حتى المساء واستطعنا ان ننقل شهداءنا وجرحانا وذخائرنا من ذلك الطريق وكانت نتيجة هذا القتال العنيف استشهاد مقاتل وسقوط سلاح زاغروس -1 في يد داعش وهذا ما ادى الى اتخاذ داعش خطوة كبيرة بتقوية صفوفه واشتدت المعركة اكثر حيث تمركزت زارين في النقطة الاساسية للعمل على قنص العدو وهنا اظهرت شجاعة زارين بالنسبة لرفاق دربها واظهارها بانتصار كوباني لكنها اصبحت الهدف الاساسي لعصابات داعش الإرهابية.
وهنا بدأ قناصي داعش باستهداف زارين حيث أطلقوا ثلاث رصاصات الا ان الاولى والثانية لم تصبها ولكن الثالثة اصابت راسها بسبب ظهور خصل من شعرها وهنا لم نكن نعرف انها استهدفت لكن من خلال صراخ رفاقها المقاتلين عرفنا انها اصيبت وكما عرفنا ان القيادي كلهات استشهد ايضاً وكان هذا اليوم في 29 تشرين الثاني عام 2014
أثرت إصابة زارين علينا بشكل سلبي حيث انهارت قوانا كما وأنها اثرت على الجبهة المقاتلة في كانيه كردان لان المعركة التي كانت تدور فيها هي حرب قناصة ولم يكن باستطاعتنا التحرك من دون قناصين كنا قوتين مجابهة لبعضها قوة تحارب بإصرار متسقة فلسفة القائد اوجلان وتصر على الحرية واصبحت عقبة امام تقدم داعش في كوباني وقوة تريد الاستيلاء على كوباني، ومن خلال مقاومة زارين والمئات من المقاتلين وجهت لداعش ضربة قوية في هناك لأنها كانت حرب الوجود ولا الوجود".
اعتقدت صورخوين بان زارين استشهدت بسبب نقلها الى مكان اخر للمعالجة وعدم رؤيتها لفترة طويلة ولكنها عرفت بعد ذلك انها حية وتتعالج بعد ان رات رفيقة مقاتلة كانت مع زارين اثناء العلاج وتحدثت لها عن زارين واصابتها حيث انها غابت عن الوعي لمدة ثلاثة شهور وبعد معالجتها اخبرهم الاطباء بانهم يجب ان يجلبوا اشخاصاً او اشياء كانت تحبها تؤثر عليها ولكي تستعيد ذاكرتها ارسلوا وراء عائلتها التي لبت نداءهم ولكنها لم تتعرف عليهم، عرضوا امامها صور مقاومة كوباني ورايات وحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة، الا انها لم تبدي اية نتيجة لكنها بمجرد ان وقع عينها على صورة القائد اوجلان حتى اصبحت تصرخ وتتحرك، صورة القائد كانت سبباً بإحياء روحها وبث الحياة فيها وجعلتها تستعيد ذاكرتها وتستجمع قواها وبالرغم من انها لا تستطيع على الحركة والكلام الا انها تقوم بنفس الواجب الذي كانت تقوم به اثناء وجودها في كوباني بانها تعطينا روحاً معنوية مقاتلة ثائرة من اجل البقاء
اللقاء الثالث
وعن لقائها الثالث بزارين تحدثت صورخين: "عندما جاء الاطباء وقالو لنا من يعرف الرفيقة زارين حيث كانت تقاتل في جبهة كانيه كوردان وهي الان في المشفى فأسرعت الى المشفى ولكنني لم اتوقع ان تكون هي وعندما رأتني بدأت بالصراخ مرة اخرى وعرفتني وكانت مستاءة لان الاطباء كانوا ينادونها زيرين وطلبت مني ان اقول لهم بان اسمها زارين وبعد معالجتها عادت الى كوباني الا ان ذاكرتها قد خانتها ولم تسعفها".
كان الرفاق يتجمعون حولها دائما
كما وتتحدث صورخوين عن حب وولاء زارين للحياة حيث كانت اجتماعية محبة لغيرها تعرفهم وتتعرف عليهم حيث كان يتجمع حولها جميع الرفاق بسبب معاملتها الطيبة ووقفتها المتواضعة، كانت تحب الحياة بشكل مختلف تماما حيث كان ولائها وشغفها وحبها للقائد اوجلان لا يوصف وكما ان اخلاصها للقائد وتفانيها لفكره وفلسفته والسير على نهجه هو الذي منحها القوة لكي تستطيع العيش في هذه الحياة بالرغم من كل ما جرى لها
وتتحدث نوال عن زارين
بالرغم من تواجد زارين ونوال في كوباني مع بعضهما إلا انهما لم يعرفا بعضهما البعض لان كل واحدة منهما كانت تقاتل في جبهة مختلفة لكن صدى اسمها كان معروفا لجميع الجبهات بسبب قتالها الشرس وتمرسها في عمليات القنص ووجها الضحوك المبتسم ولكن في فترة العلاج تعرفت نوال عكيد كوجر على زارين عن قرب وبسبب اصابتها في راسها لم تكن قادرة على الكلام كثيرا عن زارين لكن من انفعالها وحماسها كان باستطاعتنا ان نعرف مدى حبها لزارين وتعلقها بها كثيرا، كما تحدثت لنا ايضا عن فترة العلاج التي استمرت 9 اشهر حيث كانا يذهبان سويا للعلاج الفيزيائي وبالرغم من ان اصابتهما كانت مماثلة الا ان زارين كانت مختلفة تماما من حيث حماسها وقوتها كانت لا ترضخ ابدا للمرض ولإصابتها، كما اصبحت مصدر للقوة يستمد منها رفاقها المعنويات، كانت تحاول كثيراً من اجل ان تتكلم وان تستعيد حركتها.
وتتحدث مزكين ادريس التي اصيبت بالشلل بسبب اصابتها في حملة منبج عام 2016 عن معرفتها بالرفيقة زارين عام 2017 عندما كانت مصابة بالرغم من عدم معرفتها بها شخصيا لكنها تعرفت عليها من خلال حديث رفاقها الجرحى عنها بانها لم تستسلم لمرضها واصابتها، وكانت دائما صاحبة حماس وارادة قوية في تمسكها بالحياة كانت معروفة للجميع حيث تعرفت عليها شخصياً في منزل الجرحى في قامشلو عندما جاءت من كوباني من اجل العلاج وقالت: "بقينا مع بعضنا خمس أعوام، كانت تمضي يومها كاملا برفقة صور القائد و الشهداء وتتابع اخبارهم وبالرغم من اصابتها الحرجة الا انها لم تؤثر على مشاعرها بل حولت هذه الإصابة الى مصدر للقوة لها وبروحها المعنوية اعطت معنى اخر للحياة وبريق عينيها التي تشع منها الامل والحياة اصبح مصدرا القوة لنا".