قوات الدفاع الشعبي تعزي عائلة الشهيد فدكار شنكالي برسالة في ذكرى استشهاده
تمت قراءة رسالة القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي في مراسم استذكار الشهيد فدكار شنكالي.
تمت قراءة رسالة القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي في مراسم استذكار الشهيد فدكار شنكالي.
أقيم استذكار للمقاتل في قوات الدفاع الشعبي فدكار شنكالي الذي استشهد عام 2019 نتيجة هجمات دولة الاحتلال التركي الفاشية، بمراسم شعبية مهيبة، وتم خلال مراسم الاستذكار قراءة رسالة القيادة المركزية لقوات الدفاع الشعبي.
وتم قراءة الرسالة من قبل عضوة حركة المرأة الكردية الإيزيدية ريهام حسن.
وجاء نص الرسالة كما يلي:
إلى العائلة العزيزة والوطنية للشهيد فداكار
"هناك أوقات من البطولة في تاريخ الشعوب، وهؤلاء الأبطال من الشعوب يتركون بصماتهم على العصر، عندما تكون حياة الشعوب مهددة، وتُفقد الحرية، ويكون سيف الظالمين معلقًا فوق رؤوسهم، هناك حاجة إلى بواسل وأبطال، إذا لم يخرج القادة والأبطال من داخل الشعب، إذا لم يخوضوا النضال التحرري، فإنَّ هذا الشعب سوف ينصهر ويمحو من الوجود، لأن كل الشعوب والأمم تنهض على أقدامها بفضل نضال الأبطال والرواد، وتخوض حرب الحرية بشجاعتها، وتتزين روحانيتها بالقيم المقدسة التي خلقها الشهداء.
لقد بدأت أعظم حقبة من البطولة في تاريخ شعب كردستان مع نضال حزب العمال الكردستاني، منذ نشأته إلى يومنا هذا، خاض حزب العمال الكردستاني نضالاً من أجل الحرية بفضل عشرات الآلاف من الشهداء، وقدم التضحيات العظيمة، وخلق قيماً لا تقدر بثمن، وخلق مستوى عال من الروح المعنوية والفخر والاعتزاز حول جيش الشهداء.
لقد قاد نضال الشهداء شعبنا إلى رفع راية الحرية والاستقلال، لقد سعى الأعداء والمتحلين دائمًا إلى تشويه حقيقة الشهداء، وتصوير الاستشهاد على أنه موت، وإضعاف الروح المعنوية لنا، لكن حزبنا، حزب العمال الكردستاني، عارض دائمًا هذا المفهوم الخاطئ ووقف في وجهه، واستخلص دروسًا مهمة من استشهاد كل رفيق ورفيقة وجعله سببًا للانتقام للشهداء.
إن نضال حزب العمال الكردستاني الذي دام قرابة خمسين عاماً هو دليل على هذه الحقيقة، في نضال حزب العمال الكردستاني، أصبح الشهداء هم القيم العليا وقادة النضال ومرقداً للحقيقة ونوراً يضيء طريق ودرب النضال، انَّهم حقاً الخالدين الحقيقيين.
نحن كحركة وشعب كردي كنا دائماً فخورين بشهدائنا ونعنز بهم، لأننا بفضلهم حصلنا على الشرف والكرامة والعزة، وبفضل نضالهم سنحصل على الحرية، الحقيقة هي أننا مدينون بكل شيء لقائدنا وشهدائنا وشعبنا، وباعتبارنا أتباعًا لرفاقنا الشهداء، فإنَّنا نسعى دائمًا إلى تعريف المجتمع بأكمله والعالم بشهدائنا.
لأنه كلما عرفنا شهداءنا وتعرفنا عليهم وأحيينا حياتهم أكثر، كلما تمكنا من تخليدهم أكثر، الشهداء هم مصدر قوتنا وهم شرفنا وكرامتنا وقيمنا العليا والمقدسة، ونحن نؤمن أنكم كعائلة الشهداء ستظلون فخورين دائمًا بشهيدكم الجدير والشجاع والبطل، وترفعون من مستوى وطنيتكم وستكونون جديرين لذكراهم.
عائلتنا العزيزة؛ ننقل لكم تحياتنا واحترامنا ونقدم تعازينا باستشهاد ابنكم ورفيقنا العزيز فدكار، كما تابعتم عن قرب، فقد كانت هناك هجمات مستمرة من قبل العدو ضد شعبنا وحركتنا خلال السنوات العشر الماضية، ومن خلال هذه الهجمات فإنَّهم يحاولون تدمير القائد آبو وحركتنا وشعبنا بأكمله، إنَّ شعبنا يناضل ضد هذه الهجمات في جميع أنحاء البلاد، ومقاتلو حرية كردستان يقاتلون بالروح الفدائية كل يوم.
ونتيجة لهذا النضال الذي كان مليئا بالعمل الشاق والدؤوب وبالتعب وبدماء الآلاف من شهدائنا فإنَّنا سننتصر حتما، ليس لدينا أي شك في هذا، ويجب ألا يكون لديكم أي شك أيضًا، لقد أصبح رفيقنا فداكار أيضًا أحد أبطال شعبنا في النضال التحرري، ومن المناسب أن تكونوا فخورين بأنفسكم لتربية مثل هذا الابن المخلص والبطل والفدائي وقُمتم بتقديمه فداءً لشعبنا.
عائلتنا العزيزة؛ لم ينسى رفيقنا فدكار الذي شعر وعانى عن قرب آلام شعبنا الإيزيدي أثناء فترة الإبادة ، أبداً صرخات تلك الأمهات والأطفال الذين تم استهدافهم وتم خطفهم، وفي ذلك اليوم الأسود، وعد بأن يكون مقاتلاً لأجل شعبها وأن يصبح سيف الانتقام لشعبنا، وعلى هذا الأساس، عندما وصل إلى مرحلة الشبيبة ، أدرك بأنَّ الوقت قد حان ليصبح مقاتلاً من أجل وطنه.
انضم رفيقنا فدكار إلى صفوف وحدات حماية شنكال بحماس وإصرار وبكل عزيمة، وأصبح مصدراً للقوة والمعنويات لجميع رفاقه بشخصيته المتفهمة ووجهه الباسم دائماً، أنَّ رفيقنا العزيز فدكار، الذي تعلم الكثير من رفاقه مثل الشهيد مام زكي، والشهيد دلشير هركول، والشهيد عكيد جفيان، أراد دائمًا أن يكون جديرًا بعملهم، عمل الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم من أجل حرية شعبنا.
وقد أثبت هذا النهج طيلة حياته بشخصيته الصادقة النقية والمخلصة، لقد أدى رفيقنا فدكار واجباته الثورية والوطنية على أعلى مستوى أثناء وجوده في شنكال، وتوصل إلى نتيجة مفادها بأنَّ ضمان حرية شعبنا الإيزيدي وشعبنا الكردي يحتاج إلى نضال شاق وعمل دؤوب، وعلى هذا الأساس اتجه نحو جبال كردستان الحرة، وكما أصبح رفيقنا فدكار قدوة ومثلاً عالياً لكل شباب ايزيدخان بحياته ونضاله، فإنَّه أصبح أيضاً قائداً لكل الشبيبة الثورية الكردية باستشهاده.
نحن كقوات الدفاع الشعبي وأتباع رفاقنا الشهداء سنواصل السير على خط الشهداء حتى نضمن حرية كردستان، سنواصل النضال حتى آخر نفس من أجل الانتقام للشهداء، وعدم ترك دماء الشهداء تذهب سدىً، وسننتصر حتماً، وبهذه المشاعر نحيي جميع أهلنا في شنكال في شخصكم ونقدم لكم مرة أخرى تعازينا الحارة ونقول "الشهداء خالدون، الشهداء خالدون، الشهداء خالدون".