قوات الدفاع الشعبي تكشف عن سجل اثنين من شهداء الكريلا - تم التحديث
كشفت قوات الدفاع الشعبي عن سجل اثنين من قوات الكريلا، كانا قد استشهدا في بوطان، وقالت: "لم يتنازل رفيقا دربنا عباس وخمكين عن النضال الفدائي حتى أنفاسهما الأخيرة، واستشهدا معاً".
كشفت قوات الدفاع الشعبي عن سجل اثنين من قوات الكريلا، كانا قد استشهدا في بوطان، وقالت: "لم يتنازل رفيقا دربنا عباس وخمكين عن النضال الفدائي حتى أنفاسهما الأخيرة، واستشهدا معاً".
وجاء في بيان المركز الإعلامي لقوات الدفاع الشعبي (HPG) ما يلي:
"أثناء قيام رفيقي دربنا خمكين وعباس بواجبهم في منطقة برواري التابعة لـ سيرت في 12 تشرين الأول 2022، انخرطا في معركة ضد العدو، وحاربا ضد العدو بشجاعة كبيرة، حيث أن العدو الذي لم يقدر على مجابهة رفيقي دربنا الأبطال، لجأ إلى استخدام تقنيات الحرب والطائرات الحربية، وشن الهجوم على رفيقي دربنا بطريقة دنيئة، وبدورهما، لم يتنازلا عن النضال الفدائي الآبوجي حتى أنفاسهما الأخيرة، واستشهدا معاً.
أمضى كل من رفيقي دربنا خمكين وعباس، اللذان يتشابهان بالجوهر والشخصية والقرية وفترة الانضمام ضمن صفوف النضال وعمرهما، سنوات نضالهما في ساحات مختلفة، ولكن بنفس الطريقة، وأصبحا من أبناء المختارين والأكثر قيمة لدى شعبنا، والذين تحولوا إلى مناضلين وقادة بارزين لحزبنا، ومزجا الطبيعة البطولية لأهالي بوطان مع النضال الفدائي الآبوجي في شخصيتهما، وسارا بمسيرة بطولية وأسطورية في سهول وجبال كردستان، فقريتي هيشات و أوراخ اللتان لديهما أبطال من هذا القبيل، وسيتفخر أهالي بوطان وجميع أبناء الشعب الكردي دائماً ببطولتهما، وسوف يستذكرونهما كرموز لنضالنا وكـ مناضلين مثاليين.
وبهذا الإيمان وبهذه المشاعر، نتقدم بالعزاء لعائلاتهما العزيزتين الوطنيتين وإلى جميع أبناء شعب كردستان، ونجدد العهد بعدم التنازل أبداً في السير على خطى خط الشهداء"
المعلومات التفصيلية حول سجل رفيقي دربنا الشهداء هي كالتالي:
الاسم الحركي: خمكين هيشاتي
الاسم والكنية: عرفان جاغلا
مكان الولادة: سيرت
اسم الأم – الأب: مقبولة – رمضان
تاريخ ومكان الاستشهاد: 12 تشرين الأول 2022\ بوطان
*******
الاسم الحركي: عباس هراكول
الاسم والكنية: سرحد إيبكتن
مكان الولادة: سيرت
اسم الأم – الأب: أمينة - خليل
تاريخ ومكان الاستشهاد: 12 تشرين الأول 2022\ بوطان
خمكين هيشاتي
وُلد رفيق دربنا خمكين في قرية هيشات التابعة لناحية برواري في سيرت في العام 1984، عندما انطلقت قفزتنا في 15 آب، التي أصبحت بمثابة ميلاد للشعب الكردي، ونشأ في قرية هيشات الوطنية التي تقع عند منحدرات جبل هراكول تحت تأثير كريلا حرية كردستان وأصوات معركة الحرية، و انخرطت قرية هيشات ومحيطها في مقاومة لمئات السنين انطلاقاً من مير بدرخان إلى مقاومة العشائر والنضال الأسطوري لكريلا حرية كردستان، وتطورت قرية هيشات، التي تستند على جبال كردستان الشامخة، بالقيم الاجتماعية والمشاعر الوطنية والولاء للأرض، وشكل هذا الأمر تأثيراً قوياً على شخصية رفيق دربنا خمكين، وعمل في الأعمال القروية كأبن من أبناء عائلة مزارعة وكادحة، وتنفس من الهواء النقي للجبال، واضطر إلى الذهاب لمدارس الدولة التركية لبضع سنوات، لكنه ترك المدرسة فيما بعد.
كان رفيق الدرب خمكين إنساناً طيباً من أناس بوطان من الناحية الشخصية، الذي لم تفسد فطرته الطبيعية، وكان شخصية تتحلى بالعفوية والصداقة والنقاوة، ودفعه قلبه وعقله النقي لأن يبحث عن الحرية والحقيقة والجمال، وعلى الرغم من الظروف القاسية للكريلا، جذبت الروح الرفاقية لحزب العمال الكردستاني، والحياة الأخلاقية، والحالة التجمعية الديمقراطية، والروح الفدائية لمقاتلي الكريلا من أجل رفاق دربهم، رفيق دربنا خمكين، وتقرّب رفيق الدرب خمكين من الكريلا بشوق كبير لرؤية جمال الجمال والعيش معه والشعور بالحرية ولتحرير شعبه ووطنه، وتقهقرت هيبة جيش الاحتلال التركي في الهجوم الذي شنّه في العام 2008 على زاب، حيث لحقت هزيمة نكراء بالجيش التركي الفاشي، وفقد جنرالاته قيمتهم، وأدت هذه المرحلة إلى خلق معنويات كبيرة لدى الشعب الكردي، وكانت هذه الروح المعنوية نتيجة سمات الكريلا التي لا تُقهر وتُعتبر مصدراً للأمل، وشكل هذا الأمر أثراً كبيراً على الشبيبة أكثر من غيرهم، وفي خضم هذه المرحلة والجو، قرر رفيق دربنا خمكين الانضمام إلى صفوف الكريلا، وعلى هذا الأساس، انضم مع أحد رفاق دربه من القرية إلى صفوف قوات الكريلا في صيف العام 2009.
وانضم رفيق دبنا خمكين إلى صفوف الكريلا من ساحة كاتو في بوطان، وشارك لمدة 15 يوماً في تدريبات المقاتلين الجدد، وبدأ بالممارسة العملية، وكان التدريب في شمال كردستان لمدة 15 يوماً فقط كافياً لرفيق دربنا خمكين في ظل أسوأ الظروف وأصعبها، وأصبح هذا التدريب أساساً لمسيرة الكريلا بالنسبة له، وفي وقت لاحق، خاض رفيق الدرب خمكين الممارسة العملية للكريلا على مدى 8 سنوات متواصلة في بوطان، وأظهرت حقيقة وممارسة رفيق الدرب خمكين أن فهم حزب العمال الكردستاني لا تتحقق بالتدريب القليل أو المكثف؛ وليس بخوض الحديث لأيام؛ بل يكون بقلب نقي وأخلاق صادقة وتعامل مثابر ووعي وشخصية ناضجة، وإن الحقيقة التي وصفها القائد أوجلان بالقول "إن أعضاء حزب العمال الكردستاني يفهمون على بعض بالنظر إلى أعين بعضهم البعض، ولا يحتاجون إلى الحديث المستفيض"، قد تجسدت في أسلوب المشاركة الصادقة والفطرية لرفيق الدرب خمكين، وفي الحقيقة، منح رفيق دربنا خمكين شخصيته للكريلا وللحياة الكريمة لحزب العمال الكردستاني من خلال شخصيته الإنسانية الصادقة والجميلة، واتخذ من القائد والشهداء كدستور بالنسبة له.
وأطلق رفيق دربنا خمكين اسم خمكين سرحد ضمن صفوف الكريلا، ولكن كون أنه من قرية هيشات، كان معروفاً لدى رفاق دربه باسم خمكين هيشاتي، ولأن قرية هيشات بالإضافة إلى وطنتيها، وكذلك بعد انضمام الرفيق خمكين، انضم العديد من الشبان من قرية هيشات إلى صفوف قوات الكريلا، ويمكن القول تقريباً أن العدد الأكبر من الكريلا قد خرجوا من هذه القرية أكثر من جميع نواحي كردستان، وإن الانضمام الصادق والشجاعة المثالية لكريلا قرية هيشات ضمن صفوف النضال التحرري، وكذلك استشهاد العديد من رفاق الدرب الأبطال، أمثال باور هيشاتي ، ودارا هيشاتي، وهراكول، وهيفي هيشاتي، وبروسك هيشاتي، جعلوا من قرية هيشات تتمتع بمكانة حاسمة وهامة في النضال التحرري، وكان رفيق الدرب خمكين أحد هؤلاء الشبان الأبطال في قرية هيشات، وخاض الممارسة العملية من العام 2009 حتى العام 2017 في بوطان وبشكل مكثف في جبال كاتو، ولم يترك أي حجر وصخرة في جبال كاتو إلا وقام بالسير عليها، ولم يترك شجرة إلا وقد تفيّئ تحت ظلها، ولم يترك نهراً إلا وقد شرب الماء منه، وكان رفيق الدرب خمكين مطلعاً على كل تفاصيل الساحة وظروف فصول السنة وجغرافية وطقس ومياه المنطقة مثل "الماعز البري"، وكان قد نقش في عقله متى تتساقط الثلوج في جبال كاتو، ومتى يشتد البرد، وفي أي ساحة وكيف يجب أن يقيم المرء فيها، ومتى يذوب الثلج الكثيف في الشتاء، ومتى تتفتح الزهور في سفوح الوديان، وبهذا السبب، كان رفيق الدرب خمكين يعني اتحاد الكريلاتية مع كاتو، وشارك في كاتو، بكل شيء من القتال إلى قيادة الفريق والوحدة، ومن توصيل البريد إلى العمل اللوجستي، والمشاركة في الأنشطة العسكرية، وأعمال التمركز، كما أنه كان يشارك في أي عمل يُسند له، وعمل لفترة في أنشطة وحدات حماية المدنيين (YPS)، وأنجز هذا العمل بنجاح كبير.
وأدرك رفيق الدرب خمكين أن حرب الشعب الثورية لا يمكن أن تتم فقط من خلال قوات الكريلا فحسب، بل يتوجب على الشعب الكردي من صغرهم حتى كبيرهم أن يقوموا بحماية أنفسهم، لذلك أولى أهمية كبيرة للأعمال التي تخص الحماية الذاتية، وانضم إلى هذا العمل على مستوى القيادة من أجل تحقيق الحماية الذاتية لأهالي بوطان، وقد أدت الشخصية الشعبية القوية جداً لرفيق الدرب خمكين إلى أن يكون ناجحاً في الأعمال الخاصة بالعلاقات مع الشعب، وكان رفيق دربنا يحظى بالاحترام بين أبناء شعبنا في كل ساحة يعمل فيها، وكان يحظى بمحبة واهتمام أطفال الكرد.
وبقدر ما كان رفيق دربنا خمكين متعمقاً في الجانب العملي والعمل المثابر، فقد اتخذ من الأيديولوجية الآبوجية دائماً أساساً بالنسبة له للتدريب والتعمق فيها أكثر فأكثر، حيث كان يتدرب في معسكر شتوي في بوطان ويناقش قضايا النضال، وقيّم نضاله الجنسي والطبقي، وبدأ بكل ربيع بتصميم كبير وحافز قوي لخوص النضال، وناضل باستمرار في كل عام، وعمل رفيق الدرب خمكين على مدى 8 سنوات من الممارسة العملية المستمرة في بوطان، انطلاقاً من القتال إلى القيادة وتولي المسؤولية على جميع المستويات، ومن ثم في العام 2017، انتقل إلى مناطق الدفاع المشروع، رفاق دربه الذين رأوا المهارة الإنسانية العالية ومشاركته العفوية والتعامل الصادق لرفيق الدرب خمكين، شجعوه للانضمام إلى المرحلة التدريبية في مدرسة مظلوم دوغان المركزية للحزب، من أجل تطوير وتعزيز نفسه بشكل أكثر، ومن أجل إنجاز مسؤوليات أكثر أهمية، وتعمق رفيق دربنا خمكين في المدرسة المركزية للحزب بشكل موسع حول الأيديولوجية الآبوجية ونموذج القائد ونضال الخط التنظيمي ضمن حزبنا وتكتيكيات العصر للكريلا، كما تلقى الدروس المهمة بهذا الصدد، ومزج تجربته القوية والدروس العملية إلى أجواء الأكاديمية، وأصبح دليلاً للحياة بالنسبة لرفاق دربه، ولم يتكبر رفيق الدرب خمكين أبداً على رفاق دربه من خلال شخصيته المتواضعة والقائمة على الروح الدرويشية، ووطد علاقة قوية من الروح الرفاقية مع كل رفيق من رفاق الدرب، وقد رأت قيادة حزبنا المشاركة الجوهرية لرفيق دربنا خمكين، وأرادت أن يستمر في دورة تدريبية أخرى، وأن يتولى المسؤولية ويتعمق أكثر فأكثر، وانتقل رفيق دربنا، الذي استمر في دورتين تدريبيتين، مرة أخرى بوطان من أجل وضع تعمقه وأساليب نضاله وأسلوبه وإيقاعه قيد التطبيق العملي من خلال الوعي القوي الذي كان قد استلهمه من تدريب الحزب.
وكان رفيق الدرب خمكين قد أوضح بأن المسير نحو بوطان ليس بالأمر العادي، بل إنه المسير من أجل الانتقام للشهداء والوفاء بمسؤوليات المرحلة ومن أجل أن يكون جديراً للقائد والشعب، وأنجز رفيق الدرب خمكين مسيرة النصر نحو بطان بحماس كبير ورغبة عظيمة، وبمجرد أن وصل إلى بوطان أخذ على عاتقه تولي مهمة قيادة المنطقة على الفور، وسرعان ما انضم إلى المرحلة العملية، وإن انتقال رفيق الدرب خمكين من جديد إلى بوطان أصبح محل ثقة ومعنويات عالية بالنسبة لجميع رفاق الدرب، وفي جبال بوطان التي وُلد وعاش فيها، وبدأ منها حياة الكريلاتية واكتسب الخبرة والتجربة، تقلد هذه المرة المسؤولية كقائد، وأظهر مثالاً عظيماً للروح الفدائية، وأصبح رفيق دربنا الذي هو بعمر قفزة 15 أب، السائر على خطى الشهداء الخالدين، وناضل عشرات الآلاف الأبطال في هذه الجبال وأصبحوا أبطالاً، وكان يوجه الضربات للعدو المحتل المستعمر في كل فرصة سانحة له، وأصبح لديه أسلوب ناجح بشجاعته العالية وعدم خشيته.
وأصبح رفيق الدرب خمكين اسماً فارقاً في مسيرة نضالنا، وتجسيداً لمعايير الأشخاص الأحرار لحزب العمال الكردستاني في الشخصية، وللشخصية المتواضعة، وللروح الرفاقية المخلصة، والروح الفدائية الآبوجية وثورية الدراويش، وأثناء قيام كل من رفيقي الدرب خمكين وعباس بأداء واجباهما، انخرطا في الحرب ضد العدو، وحاربا بأسلحتهما الفردية ضد المئات من جنود الاحتلال وتقنياتها الحربية حتى أنفاسهما الأخيرة، واستشهد رفيق الدرب خمكين، الذي لم يعرف الاستسلام من خلال شخصية النضالية الآبوجية، ولم يستسلم حتى أنفاسه الأخيرة وحارب بشجاعة، وإن المسيرة الثورية لـ خمكين هيشاتي، التي أصبحت مثالاً لرفاق دربه، باتت منبع شرف عظيم بالدرجة الأولى لأهالي هيشاتي وبوطان ولرفاق دربه، وسيصبح رفيق الدرب خمكين مثالاً يُحتذي به من خلال مهارته الإنسانية العالية و موقفه القوي والمقاوم وثورية الدراويش وقيادته، وسنتمسك بإحياء ذكراه في خضم نضالنا.
عباس هراكول
وُلد رفيق دربنا عباس في قرية آوراخ التابعة لناحية بروري في سيرت، وتقع قرية أوراخ أيضاً في نفس الجغرافية التي تتواجد فيها قرية هيشاتي، وعلى مقربة من بعض، ولديه علاقة قرابة مع قرية هيشاتي، وتعتبر قرية أوراخ من القرى القديمة في بوطان التي تستند على جبال هراكول، حيث إن الوعي والتنشئة الاجتماعية فيها قويتان، ولم تنفصل أبداً عن ترابها، وهي منطقة تتمتع بالتمسك بهويتها الثقافية والروح الاجتماعية القوية وتاريخها، وما زالت محافظة على هذه السمة حتى الآن، وبعد أن وصل مقاتلو كريلا حرية كردستان إلى بوطان، وطد أهالي المنطقة، الذين يتمتعون بمشاعر وطنية قوية، علاقتهم أكثر مع النضال التحرري، ولا تزال هذه العلاقة مستمرة بقوة حتى هذه الفترة، وقدم أهالي قرية أوراخ تضحيات كبيرة على مدى المرحلة الممتدة لـ 40 عاماً، ودفعوا أبنائهم الأعزاء والشجعان للانضمام إلى صفوف نضالنا، حيث استشهد من عائلة وأقارب رفيق دربنا عباس، شقيقه عيسى إيبكتن في العام 1990 في كفر، وابن عمه عمر (أحمد إيبكتن) في العام 1988، وابنة عمه جيان هراكول (هندستان إيبكتن) في العام 2015 بمدينة كوباني، واستشهد من أقاربه أيضاً، زنار (طلعت إيلهان) في العام 2015 بمدينة كوباني، وابنة خاله سرهلدان (ديلا أيهان) في العام 2020 بمنطقة هراكول.
ونشأ رفيق دربنا عباس في منطقة من هذا القبيل وضمن ثقافة اجتماعية من هذا النوع، ولم يذهب إلى مدارس الدولة التركية، وتعلم القراءة والكتابة من تلقاء نفسه، ونشأ في كنف الحياة القروية الطبيعية والجماعية، حيث كان منهمكاً مثل عائلته في الأعمال الزراعية، وكان يرمن قوت يومه من خلال الزراعة، وتنحدر عائلة رفيق دربنا عباس من القسم الكورمانجي للشعب الكردي، وهي عائلة صامدة لم تقع تحت تأثير نظام الحداثة الرأسمالية وتسير خلف المصالح الخاصة، وقد شكلت هذه السمات للعائلة تأثيراً على شخصية رفيق دربنا عباس، وجعلته ينشئ على أخلاق قوية وتربية اجتماعية، ولم يكن رفيق الدرب عباس، الذي كان يتحلى بشخصية وأخلاق قوية، غير مبالٍ بالنضال التحرري لشعبنا، فمنذ ريعان شبابه وقع تحت تأثير حقيقة القائد أوجلان، وقد أدرك رفيق الدرب عباس، من خلال تأثره من القائد، والروح الرفاقية لحزب العمال الكردستاني ، والحياة الفدائية لرفاق الدرب الشهداء، بأنه كشخصية كردية مشرّفة يجب أن يتصرف بمسؤولية، وانطلاقاً من هذا الأساس، انخرط في العمل ضمن صفوف الكريلا في منطقة هراكول، وقام بعمل النشاط العسكري، حيث إن مهمة النشاط العسكري هي بحد ذاتها محفوفة بالخطر، ويصبح دائماً هدفاً للعدو، ومثل التنفس من الكريلا، قاد نشاطه على الرغم من جميع المخاطر بطريقة ناجحة، ولكن لم يجد رفيق الدرب عباس هذه المهمة التي قام بأدائها من خلال تضحيات فدائية كبيرة كافية بالنسبة له، وقرر بأنه ينبغي الانضمام بشكل كامل ضمن صفوف النضال، وعلى هذا الأساس، انضم مع اثنين من رفاق دربه في منطقة هراكول إلى صفوف قوات الكريلا.
وكان رفيق دربنا عباس، الذي انضم إلى صفوف الكريلا في هراكول، معجباً دائماص بشموخ جبال هراكول، وأراد أن يصبه أسداً من أسود هذا الجبل، ومقاتلاً من مقاتلي الكريلا الذين لا يُقهرون، وبهذه الغاية، أطلق على نفسه اسم عباس هراكول، وخاض حياته الثورية بهذا الاسم، وتعلّم رفيق دربنا عباس، الذي كان عاشقاً للحياة الطبيعية والجبلية للكريلا، حياة الكريلا بسرعة مبكرة دون أن تواجهه أي صعوبات أو مشقات، باعتبار أنه بالأساس كان بوطانياً وجبلياً، وانتقل إلى منطقة بوطان، وتلقى تدريبات المقاتلين الجدد في غضون عدة أيام وانتقل إلى الممارسة العملية للكريلا، وعلى الرغم من أن رفيق الدرب عباس لم يذهب إلى المدرسة ولم يكن لديه الكثير من المعرفة النظرية، إلا أنه أدرك الطبيعة الحقيقية لحزب العمال الكردستاني من خلال مشاركته الطبيعية الفطرية والصادقة والبسيطة، وبهذا الشكل، انضم بإيمان راسخ إلى الممارسة العملية، وأظهرت مشاركة رفيق الدرب عباس بأن المشاعر الحقيقية والأصيلة تمنح الإنسان وعياً وإرادةً قوتيين للغاية، وانخرط رفيق دربنا عباس، الذي واصل مسيرة الكريلا على هذا الأساس، في الممارسة العملية بمنطقة بستا حتى العام 2013، وشارك بفعالية في الأنشطة العسكرية وملاحم حرب الشعب الثورية ما بين أعوام 2010 و 2011 و 2012، ودفعت الشجاعة العظيمة لرفيق الدرب عباس، وقلبه الذي لا مكان للخوف فيه، وغضبه الشديد ضد العدو المحتل والمستبد الذي دمر جغرافية كردستان، أن يتولى زمام القيادة في الأنشطة العسكرية، حيث أصيب في أحد هجمات العدو خلال العام 2011، واتخذ من هذا الأمر تجربة عسكرية بالنسبة له وواصل نضاله.
ولم يجسد رفيق الدرب عباس في ذاته شخصيته المثابرة وشجاعته في الحرب، بل رسخ في الوقت ذاته أيضاً، الإيديولوجية الآبوجية والسمات الثورية في شخصيته، وبذل جهداً كبيراً للغاية لكي يصبح شخصية حرة، وأوضح رفيق الدرب عباس أن من لا يقوم بتدريب نفسه ليس بمقدوره أن يمنح المعنى الحقيقي للحياة، لذلك حاول على الدوام الاستجابة للمرحلة من تدريب نفسه، وحقق في الشخصية البوطانية الموجزة والمثابرة مسيرة على خط البطولة من خلال النضالية الآبوجية والمعرفة القوية، وانتقل رفيق دربنا عباس إلى مناطق الدفاع المشروع بناءً على مرحلة انسحاب كريلا شمال كردستان التي تطورت في العام 2013، ومنذ اليوم الأول من انضمام رفيق الدرب عباس الذي كان منخرطاً في مرحلة عملية متواصلة، أتيحت الفرصة له في مناطق الدفاع المشروع بتلقي التدريب الحزبي والتعرف بقوة على حزب العمال الكردستاني والأيديولوجية الآبوجية، ومن هذا المنطق، تلقى في العام 2014 تدريباً على تكتيكات الأسلحة الثقيلة لأول مرة في الأكاديمية العسكرية التخصصية، وأصبح مقاتلاً محترفاً في القسم التكتيكي، وبعد الأكاديمية العسكرية التخصصية، التحق مباشرةً بمرحلة التدريب في أكاديمية الشهيد إبراهيم على أساس تعزيز سماته القيادية، وتلافي أوجه القصور في نضال الكريلا، وإبراز أسلوب القيادة الصحيحة وممارستها العملية، وقد أصبحت المرحلتين الأكاديميتين فرصة عظيمة لتعميق وتطوير رفيق دربنا عباس، وأصبح في الوقت نفسه مناضلاً وقيادياً آبوجياً بارعاً، بحيث يمكنه تلبية متطلبات العصر.
وإن تعاون مرتزقة داعش وفاشية دولة الاحتلال التركي، التي هي حقيقة يدركها الجميع وتتأكد بوضوح بشكل يومي، أطلقت في العام 2014 هجوماً مفتوحاً على مصراعيه ضد الشعب الكردي، حيث شنّت الدولة التركية ومرتزقة داعش هجوماً بشكل مشترك ضد الشعب الكردي بهدف القضاء عليهم، وقد تم اختيار كوباني من أجل ذلك على وجه الخصوص، لكن كوباني لجمت فاشية الدولة التركية ومرتزقة داعش، وسطرت بطولة مشرّفة بموقفها الأسطوري الذي دخل التاريخ، بحيث جعلت البشرية جمعاء مندهشة أمامها، وعندما شُنّت الهجمات على كوباني في العام 2014، حمل رفيق دربنا عباس، الذي كان أحد الفدائيين الآبوجيين، سلاحه على الفور، وبارد إلى التحرك من أجل وقف زحف هجوم الإبادة هذه ضد أبناء شعبنا، وبانضمامه إلى قوى الحرية في روج آفا، قدم فائدة كبيرة لأبطال الشعب الكردي من خلال خبراته في حياة الكريلا وحارب ضد فاشية داعش بشجاعة كبيرة، وتولى رفيق دربنا عباس من خلال موقفه الحازم ويقظته العسكرية، مسؤولية الوحدة الأمنية المعنية بأمن رفاق دربنا في قيادة حزبنا، وتولى تنفيذ هذه المهمة الحساسة والخطرة على مدى عامين بكل إخلاص وحذر كبير، واتخذ من أسلوب وموقف رفاق دربه في قيادة الحزب كمثال يتقيد به، واكتسب خبرة مهمة في النضال التنظيمي.
وانضم رفيق الدرب عباس، الذي أنجز هذه المهمة الحساسة بنجاح، إلى الأنشطة التدريبة في مدرسة مظلوم دوغان المركزية في العام 2018، لتعميق الخبرة التي اكتسبها من خلال نموذج القائد وللوصول إلى تأسيس الكادر الحزبي القيادي، وإن تعميق المعيار الأيديولوجي للمرحلة التدريبة وسط الحزب، ومناقشة مشاكلنا التنظيمية بانفتاح وشجاعة كبيرة، والبحث عن حلول لمشاكلنا النضالية، ومحاولة فهم أسلوب والإيقاع الآبوجي، أدى إلى ظهور تطورات مهمة للغاية لدى رفيق دربنا عباس، واتخذ رفيق الدرب عباس، الذي يشعر بالمسؤولية تجاه خط حرية المرأة والنضال التحرري للمرأة، من كسر الصور النمطية للأيديولوجية الذكورية السائدة هدفاً منشوداً بالنسبة له، والسعي لترسيخ موقف الرجل الحر في شخصيته، وأن يكون رفيق الدرب الحقيقي مع المرأة الحرة، وبهذا المعنى، ناضل ضد الجوانب الإقطاعية في شخصيته، وحاول خوض نضال التمييز الجنسي بشكل مؤثر، وتمكن في الأماكن التي مكث فيها، من كسب محبة واحترام جميع رفاق دربه، ورفيقات دربه على وجه الخصوص.
وأخذ رفيق الدرب عباس على عاتقه المسؤولية على مستويات مختلفة، انطلاقاً من المقاتل إلى قائد لفريق، ومن قائد فريق إلى قائد جبهة، وركز على تعريف القائد أوجلان "المعركة هي التي تبحث عن قائدها" وحاول أن يخلق في شخصيته استجابة لذلك الأمر، حيث لم يعتبر رفيق الدرب عباس القيادة كواجب ورتبة، بل يقيّمها كمبدأ للحياة واسماً للقيادة في حزب العمال الكردستاني، ولهذا السبب ايضاً، أوضح أن كل مناضل من مناضلي حزب العمال الكردستاني هو قائد وقيادي بارز، واتخذ هذا الأمر دائماً كأساس بالنسبة له، وبعد أن أنهى تدريبه في ربيع 2018، أصر برغبة ومحبة وتحدي الانتصار على الذهاب مرة أخرى إلى بوطان وتم قبول اقتراحه.
وعاد رفيق الدرب عباس إلى منطقته كقائد آبوجي لديه خبرة كبيرة في الحرب وقدم تضحيات عظيمة لشعبه، وانتقل إلى بوطان وشارك في قيادة هراكول، ولاحقاً شارك في القيادة أيضاً لمنطقة كاتو، وتولى القيادة فيها بطريقة فعالة، ونظراً لمعرفته الجيدة لبوطان، فقد تولى القيادة في جميع أنشطته، وكان يجد الحلول أينما كانت تحدث فيها العقبات، وأصبح رفيق الدرب عباس على الدوام منبعاً للروح المعنوية بالنسبة لجميع رفاق دربه من خلال مشاركته الحقيقية والفدائية والمتواضعة.
وأثناء قيام كل من رفيقي دربنا عباس وخمسين بواجبهما، دخلا في معركة مع العدو، ونتيجة لذلك، حاربا بشجاعة كبيرة، والعدو الذي لم يستطع الصمود أمام رفيقي دربنا الأبطال، أقدم على شن الهجوم بطريقة وحشية على رفيقي دربنا باللجوء إلى استخدام أقسى التقنيات الحربية، وارتقى رفيقي دربنا عباس وخمكين إلى مرتبة الشهادة سويةً دون أن يتنازلا عن الفدائية النضالية حتى أنفاسهما الأخيرة".