كتب عضو اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني (PKK) مراد قره يلان، مقالة بمناسبة الذكرى السنوية لصيام الموت العظيم في 14 تموز، وجاءت المقالة على النحو التالي:
قبل كل شيء، استذكر في الذكرى السنوية الـ 41 المقاومين البارزين لصيام الموت العظيم في 14 تموز، كل من محمد خيري دورموش وكمال بير وعاكف يلماز وعلي جيجك بكل احترام وامتنان، وأنحني أمام ذكراهم بكل احترام، ونجدد عهدنا بالسير على خطاهم حتى النهاية وتبني ذكراهم.
إن مقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز هي بمثابة تجسيد للموقف الأيديولوجي-الفلسفي للقائد أوجلان، حيث أصبح حينها المجتمع الكردستاني مجتمعاً مهزوماً من جميع الجهات ويعاني من آلام الموت من خلال سياسات وممارسات الإبادة الجماعية الجائرة، وبات المجتمع منهكاً، وكان على وشك الانقراض، ولم يكن النهوض بالمجتمع من جديد وإعادة بث الروح فيه وتوجيهه نحو المقاومة، إلا من خلال تقديم تضحية عظيمة وموقف فدائي وشجاعة عظيمة بقيادة البارزين، وقد رأى القائد أوجلان هذا الأمر في الخطوات الأولى، وقام بتشخيصها بشكل صحيح، حيث أجرى التعمق والتدريب للمجموعة الأولى في هذا الإطار، وبالطبع رسخ هذا الأمر أيضاً في شخصيته وقام باتخاذ الخطوات، لذلك، إن أول شخص تصرف بمشاعر الروح الفدائية ضمن صفوف حركتنا هو القائد أوجلان نفسه، وأسس هذا الموقف لقائدنا وهذه الروح والتعمق اللذين منحهما للمجموعة الكوادر الأساسيين.
خلقت مقاومة 14 تموز موقف الانتصار
بدأت الحركة الآبوجية، التي حققت تعمقها وأيديولوجيتها الراسخة وموقفها وإحساسها الفدائي في هذا السياق، المرحلة الحزبية على هذا النحو، وإن حقيقة هذا الموقف الذي بدأ من حقي قرار؛ وصل إلى السجن مع مظلوم دوغان، الذي نفذ العملية الفدائية في ظل الظروف القاسية بدون أي تردد، ومع كل من فرهاد كورتاي ومحمود زنكين وأشرف آنيك ونجمي أونر، الذين أضرموا النار في أجسادهم، وبعد عملية فرهاد، صادف رفيق الدرب خيري دورموش أثناء توجهه إلى المحكمة رفيق الدرب كمال بير، وقال له، "ماذا سنفعل يا كمال؟"، أجابه الرفيق كمال بالقول "يجب أن نريق دمائنا"، فمن خلال هذا التعامل للموقف الروحي-الفدائي تم التأكيد عليه بشكل عالي، لذلك، فإن مقاومة صيام الموت العظيمة في 14 تموز هي مقاومة تاريخية، وتحظى بأعلى مستوى في فدائية الحركة الآبوجية التي رسمت الخط، وهي ذلك الموقف الذي أكد على طرق وأساليب موقف النصر في ظل أقسى الظروف، وأظهر كيف بالإمكان إيجاد الطرق في ظل انعدام الإمكانيات، وكيف يمكن خلق الانتصار.
وإن الموقف المهيب الذي يعتمد على الروح الفدائية العالية، والذي تشكل انطلاقاً من حقي ومظلوم ومقاومة 14 تموز، بشر بانتصار حزب العمال الكردستاني وأظهر طريق الانتصار، وإن منظور هذه الحركة، الذي كيف يقوم بتحويل الصعوبات إلى الانتصار، وكيف يتغلب على العقبات والصعوبات بالنجاح، قد تم التأكيد عليه بشكل ملموس في هذه المرحلة.
وكان كل من رفاق الدرب خيري وكمال ومظلوم من أكثر رفاق الدرب الداعمين للقائد أوجلان في الخارج من خلال ممارستهم العملية ومشاركتهم في مرحلة خوض النضال، وعلى الرغم من تقديمهم الخدمة الأكبر في الممارسة العملية، إلا أن هؤلاء الرفاق البارزين عبروا عن النقد الذاتي خلال مرحلة السجن وتوجهوا إلى خوض مقاومة السجون، وكان رفيق الدرب خيري قد قال في معرض حديثه في المحكمة: "لقد ناضلتُ لسنوات في صفوف التحرير من أجل النضال التحرري الوطني لشعب كوردستان، ولم يكن لدي أي مآرب شخصية، لأنني لم أفعل المزيد بعد، وليكتبوا على شاهد قبري، رحل هذا الإنسان مديّناً لشعبه"، وأيضاً عندما توجه الحاكم في المحكمة بالقول لـ كمال بير "قمتم بإنشاء الجيش الشعبي"، أجابه رفيق الدرب كمال بير بالقول "كنا نرغب كثيراً في إنشاء جيش التحرير الشعبي الكردستاني، لكننا لم نتمكن من ذلك، فلو كان قد تم إنشاء الجيش الشعبي، لكان عددنا هنا أقل بكثير، ولكان صوتنا أعلى بكثير"، وهذه العبارات إلى جانب كونها الحقائق التي عبّر عنها رفاق دربنا البارزين، لكنها في الوقت نفسه كانت نقداً ذاتياً نابعاً من القلب للقائد وللشعب وللنضال، كما أنه بالأساس بناءً على هذا التعامل، قدموا أكبر دعم للقائد بموقفهم وعمليتهم التاريخية في سجن آمد التي كانت أكبر حصناً للاضطهاد، وفي ظل تلك الظروف التي كانت تشهد فيها عقبات كثيرة أمام العودة إلى الوطن وتطوير النضال، تصاعدت ذهنيات المصفين، وتعالت هذه الصرخة في سجن آمد، وأصبحت هذه المرحلة التاريخية أهم وأقوى خطوة عززت ساعد القائد أوجلان والثوريين.
المصدر الأساسي للقوة ضد 12 أيلول هو مقاومة السجون
في 12 أيلول عام 1982، فرضت الطغمة العسكرية الفاشية سلطتها في تركيا وكردستان، كما فرضت الصمت المميت على البلاد بأكملها، في مثل هذا الوضع، كان السير نحو الوطن والتوجه إلى الجبال التي لم يعرفها أحد، مستحيلاً إذا لم تكن هناك روح فدائية وحسّ التضحية، طبعاً الكثير من الناس الذين ضَعُفوا في هذا الأمر، وقعوا بطرق وأساليب مختلفة، لكن المصدر الأكبر الذي أدى إلى نجاح حركتنا، كانت صرخة مقاومة سجن آمد، وروح مقاومة 14 تموز، هذه الروح، خلقت مثل هذا الشعور بين جميع الكوادر والمتعاطفين، هؤلاء الرفاق بهذه الطريقة وفي أصعب الظروف والشروط، ضحوا بأنفسهم من خلال الصيام حتى الموت، ونحن كرفاقهم في الخارج، علينا أن نقف أمام جميع أنواع الصعوبات وأن نواصل نضالنا، وإذا لزم الأمر يجب علينا أن نضحى بأرواحنا، لذلك، فإن مقاومة سجن آمد التي بدأت بمظلوم، تصاعدت عبر فرهاد، ووصلت إلى أعلى مستوياتها مع مقاومة 14 تموز، وأصبحت المصدر الرئيسي للقوة.
أساس بناء الكريلا وتطوير حركة كريلا كردستان، كانت روح المقاومة هذه، والتي تم إظهارها من قبل القائد آبو، لم يكن عملاً سهلاً في ذلك الوقت، لأن الكوادر المتعلِّمون والساكنون في المدن، لم يكونوا يعرفون جيداً حياة الجبال والبراري، لم يكونوا يملكون تجارب ولا يعرفون مناطق بوطان وغرزان والمناطق الأخرى من وطنهم، توجهوا إلى تلك المناطق عن طريق شخص دليل وجهاز البوصلة، الآن المر سهل، هناك آثر الكريلا في كل منطقة من كردستان وأصبح المجتمع معروفاً، في ذلك الوقت، لم يكن هناك شيء من هذا القبيل، لم يكونوا يعرفون لا الجبال ولا المجتمع، أغلب الكوادر كانوا يناضلون في مدن كردستان التي كانوا يتعلمون فيها، لم يكن شيئاً عادياً لأن يتمركزوا في بوطان أو غرزان أو في المناطق المركزية في كردستان، ويعرفوا الناس هناك وإقامة العلاقات معهم ويعرفوا الجبال والمنطقة ووطنهم، فقط الأشخاص الذين يملكون شعور عالي من التضحية وإيمان كبير، كانوا يسيرون بعشق كبير من أجل هدفهم، هذا ما كانوا يستطيعون فعله، المحاولات الأيديولوجية للقائد وروح مقاومة سجن آمد، كانت أساس هذا الشيء، إن روح مقاومة سجن آمد فتحت الطريق أمام الحل، وطرحت فكرة" كيف نستطيع إزالة الصعوبات، كيف نستطيع بإرادة عالية وتصميم، تحقيق ما لا يمكن تحقيقه"، لذلك في أساس العودة إلى الوطن وبعدها في أساس قفزة 15 آب، هناك هذه الحقيقة، ولذلك تم تنفيذها بقيادة قاداتنا الأبطال عكيد واردلان وبدران وغوزلوكلو وعلي وأمين تشتان وساري عمر.
إن قفزة 15 آب، كانت قفزة نُفِّذَت بروح فدائية عالية، بهذا الشكل تمت السيطرة على مخفر الجندرمة التركية في دهي في غضون دقيقة ونصف، لم يكن من الممكن مهاجمة منطقة من هذا النوع والسيطرة عليها في فترة زمنية قصيرة إلا بشجاعة عالية وبلا خوف وبفدائية، يمكن القول أن روح الهجوم والمقاومة هذه تحولت إلى أسلوب بين الكريلا، ومن ثم أصبحت روح التحرر من كل صعوبات النضال، عندما تعمقت الكريلا في هذا الإطار، أزالت كل المصاعب والصعوبات أمامها واكتسبت إرادة المقاومة والنصر.
روح التضحية والإبداع التكتيكي للكريلا
بلا شك، الموقف الفدائي والتضحية بالنفس ليستا كافيتين بالنسبة للكريلا، بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز ألا يكون هناك إبداع تكتيكي، إلى جانب الروح الفدائية، كان للإبداع التكتيكي دور في تطور الكريلا، في التسعينيات، تحول هذا الموقف الروحي إلى أسلوبٍ تكتيكي عام 1996 مع العملية الفدائية التي نفذتها الرفيقة بيريتان (كُلناز كاراتاش) والعديد من المناضلين الآخرين، وكذلك في شخص الرفيقة زيلان (زينب كناجي)، هذه الروح التي نعتبرها روح زيلان وعكيد، ظهرت ضد واقع المؤامرة الدولية ضد قائدنا، وتحولت إلى شخصية تحمل شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا"، وفي نفس الوقت تحولت هذه الروح والعقلية التكتيكية إلى تأسيس تنظيم للفدائيين، مما لا شك فيه، أن أساس هذا الأمر هو التنظيم القائم على العمق الأيديولوجي المبني على فلسفة القائد أوجلان، وتطوير الكوادر والإحساس بالتضحية.
إنها لحقيقة؛ عندما ننظر بتمعن إلى تاريخ قوات كريلا حرية كردستان، سيتبين أن مقاتلي الكريلا لم يقاوموا فقط الظروف الطبيعية وقوى العدو بدعم من رؤوس الأموال العالمية، بل قاوموا ضد الخيانة الداخلية والعديد من هجمات نهج العمالة، وضد الهجمات الكبيرة للمؤامرة الدولية أيضاً، استجابت الكريلا بروح الأيديولوجية الابوجية والرفاقية والشجاعة والتضحية والتصميم القائم على الفدائية الأبوجية الغير أنانية، لجميع الصعوبات بتضحية كبيرة وبطولية في جميع الظروف، وظهر جلياً أساس هذا الموقف الغير أناني والحازم مع مقاومة 14 تموز، باختصار، كانت روح المقاومة دائماً أكبر وأهم مصدر لقوة الكريلا، تشكلت ثقافة التضحية الابوجية بهذه الطريقة وأصبحت المصدر الرئيسي لقوة الكريلا، بالإضافة إلى ذلك، لدينا حقيقة أخرى معروفة في تاريخنا النضالي: لم تتعرض حركتنا أبداً للانزعاج الشديد في مواجهة هجمات القمع والاستعمار والقوى المهيمنة بدعم من القوات الكردية العميلة، كانت الصعوبات ناتجة عن مشاكل عدم أداء دور القيادة التكتيكية والتصفية الداخلية، خاصة وأن القيادة التكتيكية لم تلعب دورها ولم تؤد واجباتها بشكل كاف والفجوات الكبيرة التي تسببت في حدوث خسائر عديدة، وفي مواجهة مشاكل التنظيم والنهج هذه، وجنباً إلى جنب مع نضال القائد أوجلان الاستثنائي، فإن روح التضحية والإيمان والتصميم الابوجية، والتي تعد القوة الرئيسية للكريلا، جعلت جميع كوادر الحزب وداعميه يعملون على إزالة كافة الصعوبات.
ولهذا فإن بقاء الكريلا وقدرتها على مقاومة جميع أنواع الصعوبات له عاملان أساسيان هما روح التضحية والإبداع التكتيكي، كما يعلم أولئك الذين يتابعون عن كثب، كانت هناك فترات حاولت فيها اتجاهات التصفية المختلفة أن تستفيد من الفراغ الناجم عن عدم القدرة على تطوير الإبداع التكتيكي بشكل كافٍ وعدم قدرة القيادة التكتيكية على الاستجابة للمشاكل في بعض المراحل المهمة من تاريخنا، وبالرغم من كل هذا، نجحت قوات الكريلا بالبقاء واقفة على اقدامها ضد المفاهيم الخارجة عن النهج ومفاهيم التصفية بفضل الفدائية والتصميم وروح التضحية الابوجية وتبنت نهج القائد أوجلان.
بلا شك، كانت القوة الرئيسية للكريلا في مواجهة مثل هذه الصعوبات الداخلية والخارجية هي إرادتهم القوية، والتي تتكون من الأيديولوجية الابوجية وفلسفتها وحس التضحية التي تخلقها، هذا هو الخط التحرري الذي طورته الإرادة، لذا فإن أسلوب الحياة التحررية وحس الرفاقية وروح التضامن وقوة الإرادة التي نشأت على محور نهج حرية المرأة، طورت مقاتلي الكريلا وجعلتهم غير قابلين للهزيمة، من المؤكد أن موقف المرأة الحرة على وجه الخصوص له مكانة مهمة في هذا.
داعش لم تكن لتهزم لولا روح المقاومة للكريلا
كما هو معروف، ظهرت بعض التنظيمات في الشرق الأوسط، وعلى رأسها القاعدة ثم داعش، أكثر ما ظهر لدى داعش أنه جعل الموت سهلاً على الذين يؤمنون بالذهاب إلى الجنة، من المعروف أنه كان يطور إحساسا كبيراً بالتضحية بالنفس لدى الأشخاص الذين يقنعهم أنه سيذهبون إلى الجنة عندما يموتون، لذلك، وفي عام 2014، أصبحت داعش قوة كبيرة خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، ليس في الشرق الأوسط فقط، بل كان تهديداً كبيراً للعالم بأسره، في ذلك الوقت، لم يكن بوسع أي تنظيم أو دولة الوقوف أمام هجمات داعش، أينما شنت داعش هجوماً، فإنها كانت تنتصر، لأنهم كانوا يرون أن داعش أشخاص لا يخافون الموت ولم يتمكنوا من أن الوقوف أمام هذه القوة.
في البداية هاجم هذا التنظيم على شنكال بكل قوته، ثم هاجم كوباني، وليس من قبيل المصادفة أن الحركة الابوجية هي الوحيدة التي هزمت هذه القوة، تمكنت روح الفدائية الابوجية فقط من الصمود أمام هجماتهم، في البداية، مع التدخل في شنكال، مع المقاومة الكبيرة لبرخودان ودلكش وأرمانج وكنجو، ثم في كوباني، بفضل المقاومة الفدائية الكبيرة لمئات الأبطال، والتي تجسدت في شخص أرين ميركان وكلهات، تم دحر وهزيمة داعش، لولا روح المقاومة العظيمة هذه، لكان من المستحيل إيقاف داعش وهزيمته.
عندما يتم تقييم مثل هذه الانتصارات، سوف يتضح كيف أن روح الفدائية لمقاومة 14 تموز كانت حاسمة في تطور الكريلا.
مقاومة زاب هي ذروة روح 14 تموز
من المعروف أن الدولة التركية مؤخراً وبدعم من حلف شمال الأطلسي (الناتو) وتواطئ الحزب الديمقراطي الكردستاني، وكذلك مع صمت العراق وبعض القوى الأخرى، بدأت هجوماً كبيراً لتدمير مناطق الدفاع المشروع ومن ثم القضاء على كافة انجازات شعب كردستان، وفي العام الماضي، وضعت خطة ضد مناطق الدفاع المشروع قيد التنفيذ على أساس هذا المفهوم، في شهر شباط 2021، شنت هجمة مفاجئة على غارى لاحتلال منطقة القيادة المركزية، وفي مواجهة هذه الهجمات على منطقة استراتيجية لنضالنا، في نفق سيان، تم خوض المقاومة بقيادة الرفاق شورش بيتوش شباب، جودي، باور، أردال، أركيش وأفا رش، وكذلك في الخارج عبر الفرق المتنقلة بالموقف المهيب للرفاق سارة غويي، فرمان، روجهات، خيري، سفيان، تم الرد على هذا المفهوم الكبير للدولة التركية وتم دحر العملية الأولى، ثم بعد ذلك، وفي نيسان 2021، شنت الدولة التركية موجة كبيرة من الهجمات من الحدود الشمالية، ومنذ ذلك الحين، تشن الدولة التركية هجمات عنيفة للسيطرة على خطوط آفاشين وزاب وماتينا والقضاء على الكريلا في تلك المناطق.
في هذا الوقت، تم شن هجمات كبيرة للغاية بدعم من الحزب الديمقراطي الكردستاني وإذن من القوى الدولية باستخدام أسلحة محظورة وبمشاركة العراق في هذه العملية، لما يقرب من عامين ونصف، نفذوا مئات الآلاف من حالات القصف، واستخدموا جميع أنواع الاسلحة الكيماوية، تم استخدام القنابل الحرارية، وإلقاء القنابل الفوسفورية، وأخيراً، تم استخدام القنابل النووية التكتيكية ضد قواتنا في زاب ومتينا وآفاشين، من الواضح في هذه الهجمات التي استخدمت فيها أحدث التقنيات في ذلك الوقت، أن الدولة التركية لم تكن قادرة على تحقيق أي نتائج، بلا شك، ظهرت روح الفدائية العظيمة التي بدأت في العام 2021 مع الرفيق شورش بيتوش شباب واستمرت مع سرحد وبوطان وزينارين وجومالي وجافري وهجار وريبر ثم في عام 2022 في مواجهة هجمات أكثر شراسة مع الرفاق باكر كفر وأفزم جيا وشرزان وآرين ودليل زاغروس ونالين وكوفن ونوري وبرفين وهلبست وفداي كوبانيان في أساس انتصار قوات الكريلا.
في تقييمات رفاقنا حول مقاومة زاب، أشاروا إلى أن هذه المقاومة هي ذروة روح 14 تموز، حقيقةً، يمكن القول إن مستوى قوات الكريلا في هذه الفترة هو أعلى مستوى لروح 14 تموز، بالطبع، هذا ليس في زاب فقط، نفس الروح موجودة في جميع أنحاء شمال كردستان، على سبيل المثال، المقاومة العظيمة لـ ليلى سورخوين، ياشار بوطان، هيجار زوزان، جانشير روجهلات وغمكين سرحد هي أمثلة واضحة لهذا الأمر، لذلك، يمكن القول أن روح 14 تموز الموجودة لدى مقاتلي الكريلا هي في أعلى المستويات حالياً.
نهج 14 تموز سيحقق إنجازات عظيمة في المستقبل
مقاومة الكريلا بالفدائية وروح التضحية فقط لن تكون كافية ضد أسلحة الدمار الشامل قوى الرأسمالية العالمية والحداثة الرأسمالية التي تستخدم التكنولوجيا التي تطورت في عصرنا كسلاح فتاك للقتل، ولكن لا يجوز ألا يكون هناك روح التضحية أو بعبارة أخرى، روح 14 تموز في مواجهة هذه الهجمات، والضمانة الأساسية لذلك هي موقف والروح الابوجية الرفاقية الفلسفية التحررية الخلاقة، ومع ذلك، إن لم يتم هذا بإبداع تكتيكي متجدد، فسيكون من المستحيل على الكريلا مقاومة هجمات أسلحة القتل الحديثة، وسيواجهون خطر الإبادة. لذلك، كانت إحدى النقاط الرئيسية التي حققتها قوات الكريلا خاصة في السنوات الثلاث الماضية، الاولى هي رفع الروح المعنوية وحس التضحية، والثانية هي توسيع التكتيكات، تطوير تخصص الكريلا ضمن إطار مشروع إعادة التشكيل، وإنشاء أساليب حرب مجموعات صغيرة ذات قوة ضاربة بدلاً من الوحدات الكبيرة السابقة، وتطوير حرب تحت الأرض، ركز مقاتلو حرية كردستان من الناحية التكتيكية على هذه القضايا الثلاث واتحدوا مع منظور حرب الشعب الثورية للقائد أوجلان بروح التضحية والإبداع التكتيكي، مما أوصل الكريلا إلى المستوى الحالي.
بلا شك، هذا لا يعني أن كل شيء انتهى بنجاح، فالحرب مستمرة على وجه الخصوص، ففي الجولة الأولى، لم تنجح الدولة التركية وجيشها وتحالفاتها وبالدعم الداخلي والخارجي المقدم لها وكذلك باستخدام التكنولوجيا والأسلحة المحظورة من تحقيق أي نتائج، هذه حقيقة، كما إن الجولة الثانية مستمرة أيضاً، مما لا شك فيه، بسبب الخبرة العالية للكريلا واتساع التكتيكات، فضلاً عن ضعف العدو، هذا يظهر إنه سيتلقى الهزيمة في الجولة الثانية أيضاً.
بالطبع، أثناء ذكر ذلك، لا يمكن الادعاء بأن قوات الكريلا مثالية، لكن جيش الكريلا قد أوصل الفدائية الأبوجية إلى مستوى معين على محور 14 تموز، حقيقةً، لا يمكن الحديث عن أي نقص في هذا الصدد، إلا أنه لا يزال هناك نقص في الدائرة التكتيكية، هناك حالات غير مكتملة بعد؛ هناك جوانب تضعف العملية، وهناك خصائص كلاسيكية للكريلا، لا يمكن القول إنه تمت إزالة الخصائص الكلاسيكية للكريلا بالكامل، لا يزال هناك أوجه قصور، لكن الشيء المهم هو أن الدائرة الأساسية قد تحققت، يمكن القول إن هذا قد تحقق.
على المستوى الحالي، حقق مقاتلو الكريلا نتائج مهمة في النضال ضد الإبادة ليس فقط لشعب كردستان، بل لشعب تركيا وجميع شعوب المنطقة أيضاً، وفقا لهذه النتائج، من الواضح أن كريلا حرية كردستان، كممثلين للحرية والديمقراطية ضد الفاشية، سوف يلعبون دوراً مهماً في المستقبل، إن روح الفدائية الابوجية ونهج 14 تموز، والإبداع التكتيكي، تجعل من قوات الكريلا غير قابلين للهزيمة، كما يظهر أنها ستحقق إنجازات عظيمة في المستقبل.