قره يلان: يجب أن تكون المصالح الوطنية هي الأساس وليس المصالح التنظيمية

دعا عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان جميع القوى الكردستانية، ولا سيما الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، إلى التصرف بمسؤولية لخلق استراتيجية مشتركة في هذه الفترة التاريخية.

أكد عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني مراد قره يلان، أنهم يمرون بفترة مهمة وتاريخية، مضيفاً: ”الخطر على روج آفا كبير، ولكن الفرصة أيضاً كبيرة، يجب على شعبنا في روج آفا وشمال وشرق سوريا أن يكون مستعداً في مواجهة كل أنواع الهجمات".

وأجاب عضو اللجنة التنفيذية في حزب العمال الكردستاني، مراد قره يلان، على الأسئلة المطروحة عليه في البرنامج الخاص الذي بثته فضائية ستيرك-TV، وجاء في المقابلة التي أُجريت معه يوم 14 كانون الأول الجاري، وأُذيعت كاملة في الليلة الماضية، ما يلي: 

وّجه رئيس حزب الحركة القومية دولت بهجلي دعوة في 22 تشرين الأول، ومن ثم في 23 تشرين الأول أجرى عمر أوجلان لقاءً مع القائد آبو في إمرالي، وفي هذا اللقاء، قال القائد آبو إن نظام التعيب والإبادة لا يزال مستمراً والتطورات اللاحقة تؤكد ذلك، ماذا يمكنكم أن تقولوا بخصوص هذا الأمر؟

في البداية وقبل كل شيء، كان من الجيد أن عمر أوجلان ذهب إلى إمرالي والتقى بالقائد آبو بعد 44 شهراً، وقبل ذلك، لم يكن لدينا أي معلومات عن وضع القائد، ولكن مع إجراء هذا اللقاء، تلقينا المعلومات من القائد آبو، وكان هذا أمراً جيداً، ولكن كما أوضح القائد آبو، فإن نظام التعذيب والإبادة لا يزال مستمراً، وقد ظهر ذلك بوضوح منذ ذلك الحين، حيث لا يزال غياب القانون في سياسة الدولة تجاه إمرالي مستمراً.

وقد أدلى عمر أوجلان ببعض المعلومات الجديدة قبل بضعة أيام في خطابه في البرلمان بصفته نائباً في البرلمان، وأفاد بأن القائد آبو قال: ”إذا تهيأت الفرصة يمكنني أن أقوم بدوري“، موضحاً أن الفرصة التي تحدث عنها لم تكن فرصة شخصية، وأنه لا يطلب أي شيء لنفسه، ولكن يجب تهيئة الأرضية، وهذا يعني أن الدولة يجب أن تتخذ خطوات، يجب أن تتخذ خطوات سياسية وأن تهيئ الأرضية حتى يتمكن القائد آبو من القيام بدوره ويبذل الجهود من أجل التوصل إلى إيجاد الحل، بعبارة أخرى، كيف سيكون هناك حل دون تهيئة الأرضية؟ بالطبع لن يكون هناك حل.

والآن تقدم الرئيسان المشتركان لحزب المساواة وديمقراطية الشعوب بطلب للذهاب إلى إمرالي، على الرغم من مرور الكثير من الوقت عليه، إلا أنه لم يتم الرد حتى الآن، وبعبارة أخرى، تم خلق مثل هذا الجو، وكأنه إذا ذهب وفد أو مسؤولو حزب المساواة وديمقراطية الشعوب إلى الجزيرة، وإذا حصل ذلك اللقاء، فإن كل شيء سيتحقق فجأة أو سيتطور الحل! ليس من الصواب خلق مثل هذا القناعة أو تكوينه بشكل عفوي، ومما لا شك فيه أن الرغبة في الذهاب إلى إمرالي ليست خاطئة، لكن المقاربة على أساس ”إذا ذهبنا ستُحل القضية“ ليست صحيحة، لذلك، بالإضافة إلى الرغبة في الذهاب إلى إمرالي، من الضروري أيضاً طلب اتخاذ خطوات، ويجب على الأشخاص المؤيدين للحل أن يطالبوا الدولة باتخاذ خطوات، فالدولة لا تزال مستمرة في سياستها السابقة، ولا داعي لإحصاء ممارساتها في هذا الصدد واحدة تلو الأخرى؛ فهي معروفة بالأساس، حيث تستمر الهجمات ضد قواتنا، وتستمر سياسة تعيين الوكلاء، وتستمر الهجمات ضد روج آفا، باختصار وإيجاز، لا تزال سياسة العداء مستمرة ولا يوجد أي تغيير في الممارسة العملية، حينها، كيف سيقوم القائد آبو باتخاذ خطوات جديدة في ظل هذه الظروف؟ ومع ذلك، هناك حاجة لأن تتخذ الدولة خطوات، لكن لم يحدث شيء حتى الآن، لا يوجد سوى دعوات دولت بهجلي، ولا يوجد شيء آخر باستثناء ذلك.

هناك شيء آخر أصبح برز إلى الواجهة في هذه المرحلة: على سبيل المثال، حتى الآن كان أعضاء حزب العدالة والتنمية والكثير من الأوساط يقولون إن حزب الحركة القومية ودولت بهجلي هما العقبة أمام حل القضية الكردية، لكن الآن اتضح أن الأمر ليس كذلك، فالعقبة أمام الحل ليست حزب الحركة القومية بل حزب العدالة والتنمية، فحزب العدالة والتنمية يتصرف بعقلية فاشية وعنصرية، فقد جمع طيب أردوغان حوله بضعة كرد أعداء لبني جلدتهم، ويعادي الشعب الكردي في جميع أجزاء كردستان بشكل لم يُرى له مثيل على مر التاريخ، وقد برز هذا الأمر إلى السطح الآن، ويجب على المرء أن نتصرف وفقاً لهذا الواقع، ويجب على شعبنا بشكل خاص أن يرى هذا الواقع جيداً؛ على كل من يؤيد الحل أن يناضل ويسعى إلى جعلهم يتخلون عن هذا العداء، وهذه العنصرية، وهذه الفاشية، وهذه السياسة القائمة على القمع والموت، ولهذا الشعبب، فإن النضال مطلوب، وإلا فإن القائد آبو لا يملك عصا سحرية في يده ليقول ”ليأتي الحل“، وسيأتي الحل على الفور، بعبارة أخرى، ليس من الصواب أن نطلب من القائد آبو مطالب دون اتخاذ أي خطوات، وهذا يعني ممارسة الضغط على القائد آبو، لذلك، ينبغي التعامل معه في هذا الإطار، أولاً وقبل كل شيء، يجب على السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية اتخاذ خطوات من أجل الحل، ويجب أن يكون هذا المطلب في صدارة الأولويات.

بعد 27 تشرين الثاني، حصلت في سوريا تطورات لم يتوقعها أحد، هاجمت قوات هيئة تحرير الشام العديد من المناطق ووصلت إلى دمشق خلال 12 يومًا واضطر نظام بشار الأسد إلى الاستسلام وتم استبدال الحكومة، ما هو تقيمكم في هذه العملية؟

كما ذكرت، سقط نظام البعث ،لم يقيموا الوقت جيداً وخاصة في السنوات الـ 13 الماضية، حيث تم إجراء العديد من الدعوات؛ وقد جرت محاولات كثيرة لكنهم لم يقدموا على التغيير والتحول، ولم يستمعوا إلى الدعوات، إنَّهم يريدون فقط مواصلة السياسة القائمة على الاستخبارات والعنف بطريقة مستدامة، ثم في هذه الأيام الـ 12، بسبب الانحلال الداخلي، سقطت الحكومة دون  خضوعها لأي معركة جدية ،ولو أنَّها منذ البداية، أي منذ عام 2011 وما قبله، أقدموا على التغيير والتحول الديمقراطي، وحل القضية الكردية وتعزيز الديمقراطية في البلاد، لم يكن ليحدث هذا، لكنهم أصروا على موقفهم ووقفوا في وجه الحق، لذلك فشلوا وسقطت الحكومة وعلى الرغم من سهولة تدميرها، إلا أن هناك أيضاً تدخلاً ضد سوريا والقوى الدولية متورطة ولها يد في هذه القضية أيضاً وتبين أن الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وإنجلترا وتركيا شاركت في هذا التدخل.

والآن هناك أجندة لإعادة تصميم خارطة سوريا ويمكن ملاحظة أن هناك صراعا بين القوى المشاركة في هذه اللعبة وهدف الجميع مختلف، هدف تركيا مختلف؛ هدف إسرائيل والأطراف الأخرى مختلفٌ أيضاً، وأنَّ دولة الاحتلال التركي تحاول أن تصمم خارطة سوريا وفقاً لنفسها، بل إنَّها تعتبر هذه العملية بمثابة الثورة السنية -الإسلامية ويعتبرها انتصاراً لها ومؤخراً، في خطاب طيب أردوغان في إرضروم، تبين أن أردوغان يرى في رفع العلم التركي في حلب انتصاراً، باختصار، تحاول تركيا أن تنظم كل شيء وفقاً لسياساتها.

في الأساس، كانت الجماعات الموجودة في تركيا والتي تطلق على نفسها اسم المعارضة، قد أنشأت بالفعل حكومة مؤقتة وفي السنوات الخمس أو الست الماضية، كانت تلك الحكومة موجودة؛ وكان فيها رئيس وزراء، الآن يتواجدون في ديلوك وإسطنبول، أرادت تركيا بشكل أساسي جلب حكومة المعارضة هذه إلى دمشق والوصول إلى السلطة وكان هذا طلب تركيا ومع ذلك، ما يمكن رؤيته هو أنَّ الذين صمموا اللعبة لم يقبلوا ذلك واختاروا فتح الطريق أمام جبهة قائد هيئة تحرير الشام محمد الجولاني ومن هذا المفهوم تبين أنَّهم يحاولون توحيد وإعادة تصميم سوريا تحت قيادته وكان على تركيا أيضاً أن تقبل ذلك وهذا ليس مطلب حكومة حزب العدالة والتنمية، لقد قام حزب العدالة والتنمية بإعداد أنصاره وأرادهم أن يصلوا إلى السلطة ومع ذلك، ليس لديهم أي أساس أو قوة،و الجهة التي تتمتع بالقوة الرئيسية هي هيئة تحرير الشام ومن المعلوم أنَّ قائد هيئة تحرير الشام لديه اتصالات معينة. ويبدو أنهم يحاولون تغيير أنفسهم وعلى هذا الأساس فتح لهم الأمر.

والآن دولة الاحتلال التركي مضطرة للقبول بذلك، لكنها هذه المرة تفرض نفسها على محمد الجولاني والحقيقة هي أنَّ دولة الاحتلال التركي ساعدت "هيئة تحرير الشام"، لكنها نظمت الجماعات المرتبطة بها بشكل منفصل وكما نظمتها حكومة المعارضة والجيش الوطني السوري وأطلقوا على هذه القوة اسم الجيش الوطني السوري، وألحقوها بأنفسهم وبطبيعة الحال، فإنَّ ارتباط جيش وطني بدولة أجنبية أمر لا ينبغي أن يحدث، وحزب العدالة والتنمية يفعل في الغالب عكس ما يقوله وهذا وضع مماثل فيما يتعلق بمسألة الجيش الوطني السوري باختصار، أرادت دولة حزب العدالة والتنمية إيصال القوات التابعة لها إلى السلطة، لكن عندما لم يحدث ذلك، فرضت هذه المرة على هيئة تحرير الشام و ذهب إبراهيم كالين ورئيس المخابرات القطرية إلى هناك معًا؛ لقد أثاروا بعض الحركات التي أعطت رسالة "نحن معًا". هناك مثل هذا الوضع الآن.

حسنًا، إلى متى يمكن أن يستمر الوضع الحالي كما هو موضح؟ بل إلى متى سيسمحون بإعادة بناء سوريا بقيادة محمد الجولاني؟ لا شيء يمكن أن يقال عن هذا الآن، هذه المواضيع هي للنقاش وإذا كانت هناك مشكلة تتعلق بهذا فلا يزال هناك قلق واحتمال نشوب حرب داخلية؟

الخطر الأكبر هو دولة الاحتلال التركية، لأن دولة الاحتلال التركية لها أهداف مختلفة وكما شرحت، فهم يريدون تصميم وبناء كل شيء وفقًا لسياساتهم، هدفهم الأولي والرئيسي هو منع الكرد من الحصول على مكانة في بناء سورية الجديدة، في الوضع الحالي، يسيطر الكرد والعرب والآشوريون السريان معًا على ما يقرب من ثلث سوريا، تركيا تريد الآن تدمير هذا ولذلك فإنَّ هدفها الأول هو ألا يكون للكرد مكانة هناك ، إنَّهم يحاولون بناء سوريا المركزية ويؤكدون على ذلك ويحاولون ربط هذا البلد بالعقلية العثمانية الجديدة، أي أنهم يريدون أن يأخذوا سوريا تحت حمايتهم، لا يخفى هذا على أحد ،وفي كل خطاب يعبرون عن ذلك بطريقة ما.

إلى أي مدى ستسمح القوى الأخرى المشاركة في هذه اللعبة بذلك؟ هذه مسألة نقاش وبطبيعة الحال، كما ترون، لم يحدث كل شيء حسب رغبة دولة الاحتلال التركية، ولن يسمحوا أن تسير كل شيء وفقاً للسياسة التركية، لأنَّهم لم يطوروا هذا لتركيا، نعم؛ ولتركيا أيضاً دوراً في هذا الأمر، ولكن لديها أيضاً الإرادة وإلى أي مدى سيسمح هذا بتحقيق رغبات تركيا؟ لأن الهدف الرئيسي لهذه اللعبة هو خلق أمن إسرائيل، بمعنى آخر، تم وضع خطة على أساس إنهاء التهديدات ضد إسرائيل لكن تركيا تحاول تطوير عملية معاكسة، أي تحاول تركيا إعادة الخطة الإسلامية السنية التي فشلت في مصر، وتطبيقها في سوريا وهذا من شأنها أن تعزز الإسلام السياسي وهناك بالفعل علامات على ذلك وهذا سوف تأتي معها المخاطر، لذلك، هناك احتمال لمزيد من الحرب والصراع على سوريا.

 فمن الواضح أنَّ مرحلة جديدة قد بدأت في سوريا، وهذا ليس بالنسبة لسوريا فحسب، بل يعني بداية عهد جديد لمنطقة الشرق الأوسط برمتها ويجب أن نرى هذا ومن المقرر أن تستمر هذه الخطة ومن الآن فصاعدا سيتم استهداف دول  أخرى، و تتم ذكر اسم العراق وبعض الدول الأخرى، أي أنَّ هذه الخطة ستستمر في الشرق الأوسط ضمن إطار ما ولذلك فهو يعبر عن زمن جديد في المنطقة؛ وفي إطار هذا الزمن الجديد يتم تقييم كل شيء ومن المقرر تصميم المنطقة على هذا الأساس.

لقد قمتم بتقييم العملية، ما الذي يتوجب على الكرد، وخاصة الأطراف الكردية في روج آفا، أن يفعلوا في هذه العملية؟

وكما هو معروف في الماضي، فقد تم وضع خطط إعادة التصميم عدة مرات في منطقة الشرق الأوسط، ولكن لم يتم ضمان مكانة الشعب الكردي فيها والآن، في هذه الخطة لإعادة تصميم الشرق الأوسط من جديد، من الواضح أنه لم يكن لدولة الاحتلال التركي أي دور أو مكانة فيها، ولكن بطريقة ما، انضمت بعض القوى إلى جانبها وبذلك أصبحت لها مكانة في هذه الخطة ولكن دولة الاحتلال التركي تحاول ألا يكون للكرد مكانة في هذه الخطة وكما هو الحال مع اتفاقية لوزان، فهي تحاول منع ذلك  وخاصة أنه لا تريد أن يكون لهم مكانة وكثيراً ما اعتبرت دولة الاحتلال التركي قبول وضع جنوب كردستان خطأً وهذا ما قاله أردوغان بنفسه والآن لا يريدون تكرار نفس الخطأ – وهو بالأساس ليس خطأً حقيقياً – في روج آفا، وبطبيعة الحال، يحاولون تنفيذ هذه السياسة بشكل عام.

 وفي وقت حيث يجري إعادة تصميم خارطة المنطقة، فإنَّ أكثر ما يحتاج إليه الشعب الكردي هو استراتيجية مشتركة، إذا لم يضع الشعب الكردي استراتيجية مشتركة في هذه العملية التاريخية، فسوف يرتكب خطأً تاريخياً، وعندما نقول هذا، فإنَّنا لا نقول إنَّهم يجب أن يكونوا معًا ويفكروا في نفس الشيء، و يجب أن تكون هناك استراتيجية مشتركة للكرد ويجب على كل تنظيم أن يساهم في نجاح تلك الاستراتيجية وإذا لم يحدث ذلك فإن دولة الاحتلال التركي لا تنظر إلى الكرد كشعب، بل كقبائل و ترى القادة في الجنوب كزعماء القبائل ولذلك فإنَّ ادعاء دولة الاحتلال التركي هو أن الكرد ليس لديهم أمة، و هذه هي الطريقة التي يقيمون بها، نعم، يقولون إن الكرد موجودون، لكنهم يقولون إنَّهم جزء من الأتراك أو أنَّهم شيء مختلف وفي الواقع، فإنَّهم لا يوضحون  هذا، يحاولون أن  يجعلوا من أنفسهم حكاماً و لذلك، فإنَّ الشعب الكردي ضد هذه السياسة، التي لا تعترف بهم ولا تريد للشعب الكردي أن يشارك في هذه العملية، لهذا السبب يجب بكل تأكيد أن يتحد الشعب الكردي بطريقة ما ويتوصل إلى استراتيجية مشتركة.

لذلك، في هذا الوقت المهم، أدعو جميع المسؤولين عن السياسة الكردية، وفي المقام الأول حزب الديمقراطي الكردستاني  PDK،وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني YNK،وحزب الاتحاد الديمقراطي PYD، وجميع القادة ورؤساء الأحزاب في جميع أجزاء كردستان الأربعة والمثقفين والجميع  إلى الوقوف اتجاه مسؤولياته والقيام بواجباته في هذه اللحظة التاريخية، وعدم الإصرار على مواقفه و ولا يقف أحد في طريق توحيد منصة ذات اختلافات فكرية وأيديولوجية و يجب أن تكون المصالح الوطنية هي المصالح الأساسية وليست المصالح التنظيمية، كما بينتُ، حتى لو لم يكن هناك اتحاد منظم ، يجب أن يكون هناك حوار؛ ويجب أن يكون هناك نهج والقضية الآن في روج آفا هي أنه لا ينبغي ترك الشعب الكردي في فراغ سياسي، والشعب الكردي ليس ضعيفاً هناك؛ لديه كل الفرص، ولكن لكي ينجح، يجب على كل حزب وكل سياسي كردي دعم روج آفا، أنَّ موضوع أغلاق الحدود الجنوبية" معبر سيمالكا" ، كيف سيتم تفسيره! يجب القضاء على مثل هذه الأشياء وفي هذا الوقت المهم، لا ينبغي أن يكون هناك أي انقسام بين الكرد؛ التاريخ يملي هذا.

يجب على الجميع أن يدركوا ذلك؛ ما لم تقبل دولة الاحتلال التركي الكرد وحقهم في الهوية، وتحل القضية الكردية، فإنَّ الكرد في الأجزاء الأخرى لن يكونوا أصدقاء أبدًا، لأنه مهما كان الجزء فإنهم يخافون من كل الكرد الذين حصلوا على حقوقهم ولهم مكانة، والآن ترى روج آفا أنَّها تمثل تهديدًا لنفسها ، لماذا؟ لأنَّها تعتقد أنه سيكون مثالاً ونموذجاً وأنَّ الكرد في الشمال سيهدفون أيضًا إلى الحصول على مكانة لهم ولهذا السبب يرى الخطر.

لذلك، وإلى أن تحل دولة الاحتلال التركي القضية الكردية داخل نفسها، فإنَّها ستستمر في معاداتها للكرد، ربما، كما هو الحال الآن، ستقيم بعض الروابط التكتيكية مع الجنوب، لكنها تعارضها كاستراتيجية وعلى الجميع أن يرى ذلك ويعرف ما تعنيه الصداقة مع دولة الاحتلال التركي و التي لا تجلب ثمارها أيَّ فائدة على الشعب الكردي وهذه الحقيقة ينبغي النظر إليها، وعلى أساسها يجب على الجميع أن يبنوا سياسة وطنية،و هذه هي مصلحة شعبنا ولهذا أدعو مرة أخرى كل من يعتبر نفسه مسؤولاً إلى النظر في موقفه ونهجه و يجب تجنب الأخطاء في هذا الوقت.

أستطيع أن أوضح هذا بشكل عام، فقد أصبح هذا  محكوماً من جانب روج آفا أيضاً، نحن نرى؛ لمدة 2-3 أيام، يتحدث المسؤولين في روج آفا عن الوحدة الداخلية ونحن نرى هذا صحيحاً ونؤيد هذه الفكرة بكل الطرق،و يجب على مكونات غرب كردستان أن يشكلوا وحدتهم الخاصة، وأن يصبح صوتاً واحداً، وبالتالي يذهب إلى دمشق  ،هناك حاجة لهذا وبطبيعة الحال، فإن روج آفا كردستان ليست وحدها؛ ومعهم إخوة وأخوات عرب وآشوريين وسريان؛ وينبغي أن يصبحوا صوتًا واحدًا معهم، فيجعلون أنفسهم واحدًا في القوة والإرادة وبهذه الطريقة، سيكون صوتهم أقوى، لذلك، هذا يشترط  على روج آفا.

وفي روج آفا، حتى الآن، هنالك بعض الأطراف الكردية في الدائرة التي يسمونها المعارضة "الائتلاف "  ربما مع هذه الجهات، كان لديهم الأمل في الوصول إلى هدفهم والحصول على بعض المكتسبات وفي برنامج هذا الجهة الذي يسمى المعارضة، لا يتحدث كثيراً عن حق الكرد ولكن لا تزال هناك مثل هذه الرغبة في بعض الأطراف،و لكن الآن دخلت المعارضة نفسها إلى مآزق وحالة من الفراغ السياسي، لأنهم لا يملكون الكثير من القوة؛ لا أحد يأخذ الأمر على محمل الجد وحتى الآن، فهم في وضع يتوجب عليهم تغيير أسمائهم، لأنه حتى الآن كان نظام البعث يطلق عليهم المعارضة، فمن سيطلقون عليه المعارضة من الآن فصاعدا؟ يجب أن نعلم أنه لن يأتي بأي فائدة من هناك.

ومع ذلك، وعلى الرغم من حدوث هذا الوضع، إلا أن بعض مسؤولي المجلس الوطني الكردي يتحدثون باسم الحرب الخاصة لدولة الاحتلال التركي وعليهم أن يتركوا هذه اللهجة،هل من وظيفتهم التحدث كمحامين ومتحدثين باسم تركيا؟ أنَّ دولة الاحتلال التركي كدولة مهيمنة وقمعية تريد تدمير الشعب الكردي، أولاً، تعال إلى أرضك، أي تعال إلى أرض الكرد، وكفى لكم  تخدمون الأخرين والآن دع بعض الكرد يتحدون ويخدمون أنفسهم وهذه هي الحقيقة وفي هذا السياق نعتقد أنه سيتم خلق الوحدة في روج آفا.

وبطبيعة الحال، فإنَّ كردستان كلها تحتاج إلى الوحدة، و لأنه يمكن ملاحظة أن هذه العملية لا تقتصر على سوريا وسوف تمتد ومن المحتمل أن تكون هناك تطورات جديدة في هذا السياق غداً في العراق. أي أن هناك حاجة إلى الاتحاد وبالطبع فإنَّ هذا الاتحاد الذي أتحدث عنه ليس خيالياً إلى هذا الحد؛ لا توجد وحدة في الطريقة التي يجتمع بها الجميع ويقولون "لقد أصبحنا واحدًا" ولسوء الحظ، فقد رأينا أن هذا لا يتقدم بسرعة في كردستان ولكن على الأقل أن يكون هناك حوار وعلى الأقل أن تكون هنالك استراتيجية مشتركة وعلى الجميع أن يكونوا مسؤولين في هذا الاتجاه ويقومون بمحاولاتهم.

يتبع....