قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، خلال استذكاره لقائد قوات الدفاع الشعبي (HPG)، لإيالة ماردين، هورام آوير: "انضمام قيادينا العظماء مثل الرفيق هورام مثال لنا ونحن نعده من الأبطال الخالدون والذين سيبقون الشعلة التي تنير درب نضالنا".
واستذكر عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني (PKK)، مراد قره يلان، قائد قوات الدفاع الشعبي (HPG)، لإيالة ماردين، حسن محمود (هورام آوير) من شرق كردستان والذي استشهد في 30 آذار 2021 في ماردين وقال:
"كان الرفيق هورام آوير من شرق كردستان؛ كان هناك الكثير من النقاش حول حركتنا في شرق كردستان في العقد الأول من القرن الحالي، حيث تعرّف الرفيق هورام الذي كان شاباً في ذلك الوقت، على حركة حرية كردستان؛ القرية التي ينحدر منها رفيقنا هورام لم تنشط فيها حركات التحرر ولم ينضم أحد لأية حركة، الا انها قرية وطنية ومخلصة للقضية الكردية، والأسرة التي ترعرع فيها وطنية أيضاً؛ درس هورام هندسة الحاسوب في جامعة كردستان في سينه، وخلال تعليمه في الجامعة أجرى بحثاً عن الانتفاضات الكردستانية، وعن سبب فشلها، وحينها سمع عن حركة التحرر الكردستانية واجرى بحثاً عليها، وادرك ان القائد اوجلان قد اثبت في كتاباته سبب فشل هذه الانتفاضات، وعليه كان يناقش رفاقه في الجامعة عن كتابات القائد، وعن شرحه المعمق حيال فشل الانتفاضات الكردستانية، وحينها يتخلى مع 6 من رفاقه عن الجامعة وينضمون الى حركتنا حركة حرية كردستان عام 2006 بعد تعمقهم فيها، وبعد انضمامهم وجدوا سبل الحياة الناجحة خلالها
شارك في مقاومة بوطان
عمل رفيقنا في شرق كردستان لفترة، لكنه كان يرغب بالعمل في جميع أنحاء كردستان، لذلك اراد الذهاب إلى أجزاء أخرى من كردستان، حيث استقر في جزيرة بوطان عام 2013، وبعدها انضم الى قيادة إيالة بسته ومنها الى إيالة جودي وفقاً ما اقتضت وظيفته، وهناك تسلم مهمة القيادة محل القيادي كلهات عندما توجه الى كوباني للانضمام إلى المقاومة حيث استشهد فيها.
يعمل الرفيق هورام أيضا في إيالة جودي، حيث انضم للعديد من العمليات العسكرية في جودي، سلوبي، جزير وألكه، كما قام بمهمات عظيمة اثناء انطلاق مقاومة الإدارة الذاتية، لأنه كان على صلة بمقاومة سلوبي وجزير وانضم لمراحل الاستعداد لها، وقاد المقاومة ضد عملية جيش الاحتلال التركي الذي لم يتمكن من دخول أحياء جزير لمدة 9 أيام، كان ذو شخصية فعالة ومتقدمة من الناحية العسكرية.
بعد المجازر في جزير وسلوبي، دخل رفيقنا هورام، مع 60 رفيقاً كانوا تحت قيادته، إلى سلوبي في 4 نيسان الذي يصادف عيد ميلاد القائد اوجلان، وقاتل لمدة يومين الى جانب رفاقه والحق خسائر فادحة بصفوف الجيش التركي، وبعدها توجه الى إيالة جودي، كان قيادياً عظيماً، وكان يأخذ مكانه ضمن فرق الكريلا المتنقلة في بوطان وشارك في العديد من العمليات العسكرية، وبعدها أصبح قيادياً لإيالة ألكه".
لعب دوراً ريادياً في حرب بوطان
وذكر قره يلان أنه بعد أن شنت دولة الاحتلال التركي عملية واسعة النطاق في منطقة كاتو جيركا، أصيب هورام بجروح خطيرة نتيجة غارة جوية، وقال: "بعد الهجوم الذي تعرض له رفيقنا هورام، خضع للعلاج، وبفضل شخصيته المحاربة وروحه النضالية توجه الى بوطان في وقت قصير، والذي ترك بصمة نضالية فيها كما ترك بصمته في المناطق التي ناضل فيها قبل مجيئه الى بوطان التي تتصف بصعوبة تضاريسها ولا يمكن لأي احد البقاء فيها، كان مقاتلاً كردستانياً يناضل من اجل كردستان، لهذا عدّ نفسه من بوطان، كان ذو شخصية ديمقراطية ووطنية اختار فكر وفلسفة القائد اوجلان واتخذها اساساً لنضاله، لذا لم يكرس نضاله للدفاع عن إقليم معين، واطلق على نفسه اسم هورام آوير حتى لا يسئ شعب هورامان فهمه وهذا دليل واضح بأنه كان مرتبط بجوهره والذي اصبح ذو هوية وطنية، وهذا المبدأ الصحيح بالنسبة لنا، الا نتمسك بالذهنية العنصرية وان نناضل من اجل كردستان ولا نفرق بين إقليم أو منطقة وهذا ما جعله ذو شخصية وطنية ومحبوب’ أينما كان يناضل.
كان انضمامه لصفوف الكريلا أيديولوجيا
ومن السمات الأخرى لرفيقتا هورام أنه انخرط في صفوف الكريلا أيديولوجياً واستراتيجياً وبتصميمٍ عال، لذلك لم ينضم إلى صفوف الكريلا لوحده فقط، بل دفع العديد من زملائه في الجامعة للانضمام معه، وكان يسعى لدفع شبيبة قريته وعائلته للانضمام الى الحركة لأنه كان يدرك جيدا بأنه الطريق المقدس.
سار على درب القيادي سمكو
عمل استاذاً في أكاديمية أبولو لمدة عام بعد تلقي العلاج، كان ذو شخصية متطورة أيديولوجيا ونظرياً، لكنه توجه الى إيالة ماردين وفقاً لاقتضاء وظيفته في تلك المرحلة، وكان رفيقنا يرغب في مواصلة نضاله في شمال كردستان، كان يسير على خطى القيادي سمكو الذي توجه من شرق كردستان وخاض نضالاً لا مثيل له في الأجزاء الأربعة من كردستان وصولاً إلى البحر الأسود، لكن الرفاق طلبوا منه ان يبقى في ماردين وعليه تم تعيينه قيادياً لإيالة ماردين، وحينها لعب دوراً مهماً وعملياً، وشارك بالعديد من العمليات بلا تردد وخوف، لذا تم انتقاده في العديد من المرات، على سبيل المثال، شارك في العمليات العسكرية في بوطان وتم انتقاده على ذلك.
كان مقاتلا شجاعاً
حينها لم يسمح للقياديين في المشاركة بالعمليات العسكرية وكان يطلب منهم حماية أنفسهم وعدم المشاركة في العمليات، وتم تحذيره من ذلك، كان ذو شخصية شجاعة لا يهاب شيئاً، لكنه كان يُطلَب منه الا يتواجد في كل مكان وان يكون اكثر حرصاً لأن العدو يستهدف القادة بشكل رئيسي، لكن رفيقنا هورام لم يأبه لذلك، وكان يرغب بالتواصل مع الجميع، لذا يمكننا القول بأن هذا كان سبباً لاستشهاده، مثال على ذلك، أراد اللقاء مع الرفاق في كربوران، اعتقد كان يتم مراقبة الرفيقان عكيد ورستم، ليس لدينا معلومات كافية، لكننا نشك بأن رفيقنا هورام كان مستهدفاً ايضاً، حينما كان الرفيق ريبر قيادياً لإيالة كربوران وكان متواجداً في ولاية آمد الكردستانية، وقد دعاه رفيقنا هورام، نستطيع القول بأنه عندما تم استهدافه كان معه الرفيق ريبر ورفاق من كربوران، حيث شن العدو هجوماً جوياً ضد منطقة باكوك ومن ثم شن هجوماً برياً وحينها استشهد رفيقنا هورام مع كل من الرفاق ريبر، عكيد ورستم.
استشهاد رفيقنا هورام خسارة كبيرة بالنسبة لنا، لأنه كان يقوم بواجبات كثيرة في ولاية ماردين، ومنها مهام إرسال قوات الكريلا إلى مناطق مختلفة ويأمرهم بالانسحاب منها بعد تنفيذ عملياتهم، كان لا بد من تنسيق هذا العمل، وعدم المشاركة بشكل مباشر، لكنه أراد أن يفعل كل شيء بنفسه، وقد تسبب هذا أيضاً في حدوث بعض المشكلات الأمنية، لقد تم تحذيره بشأن هذا الأمر، لكنه كان ذو شخصية قيادية ولديه خبرة أيديولوجية وسياسية وتنظيمية وعسكرية، لذلك كان يمكنه أن يفعل الكثير من الواجبات، لهذا نعد استشهاده خسارة كبيرة بالنسبة للجميع.
بحث عن الحقيقة ووجدها في حزب العمال الكردستاني
كل شهادة رسالة لنا، فبعد استشهاد الرفيق هورام، استشهد ستة من رفاقنا في نفس المكان، لهذا نعد استشهاد شهداء باكوك رسالة بالنسبة لنا، لذا يجب أن نحافظ على ذكراهم في مسيرتنا النضالية.
يعد انضمام قياديين عظماء مثل الرفيق هورام الى حركتنا، رمزاً ومثالاً نحتذي به، والمنظور الأساسي لحركتنا، نحن نعدهم ابطال خالدون، سينيرون دربنا النضالي من خلال نضالهم ووقفتهم البطولية، وعليه يجب ان نخلد ذكراهم ونضالهم في حرية كردستان، في الحرية الجسدية للقائد اوجلان، وبهذه الطريقة يمكننا تحقيق أهدافهم ومواصلة دربهم.
كان رفيقنا هورام يبحث عن الحقيقة وعليه انضم إلى حزب العمال الكردستاني (PKK)، كشاب كردستاني أراد أن يرى ثورة وأن يترك بصمته فيها، ووجد في حزب العمال الكردستاني السبيل الوحيد لتحقيق هذه الثورة، ومنها انضم لصفوف مقاتلي الكريلا، من قرية جاورو في هورامان انطلق كنسر يحلق في سماء الحرية، وترك بصمته في كل مكان ناضل فيه، لذا يعد رمزاً للكرامة والشرف لكردستان والشعب الكردي.