هيفي نودا: دولة الاحتلال التركي هُزِمَت أمام الكريلا ولذلك تستخدم الأسلحة الكيماوية

صرحت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK‎) هيفي نودا، أن الدولة التركية تُهزم أمام مقاومة الكريلا، ولهذا السبب تستخدم الأسلحة الكيماوية، وقالت: أنه لا ينبغي اعتبار الأسلحة الكيماوية على أنه أمر طبيعي.

قيمت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية ( (KJKهيفي نودا في الجزء الثاني من مقابلتها مع وكالة فرات للأنباء، جرائم الحرب التي ارتكبتها الدولة التركية وهزيمتها أمام مقاومة الكريلا.

وأفادت هيفي نودا إن موضوع استخدام الأسلحة الكيماوية هو موضوع خطير للغاية وقالت: "الأمر لا يتعلق فقط بمقاتلي الكريلا أو الشعب الكردي، فإذا لم يتم منعه سيكون له عواقب وخيمة للغاية على شعوب المنطقة والإنسانية.

حيث أن استخدام الأسلحة الكيمياوية  والتي تعد أسلحة محظورة دولياً، يُعتبرجريمة حرب في قانون الحرب الدولي، وبهذه الذريعة احتلت الولايات المتحدة العراق وحاكمت صدام، وأن أحد الأسباب الرئيسية لاتخاذ موقف ضد نظام الأسد في سوريا هو الادعاء بأن النظام استخدم الأسلحة الكيماوية ضد المعارضة، كما تم الادعاء بأن إيران تحاول صنع سلاح نووي وتم فرض حصار ضدها، لا شك أن هناك العديد من الأمثلة التي حدثت في تاريخ القرن العشرين وفي الآونة الأخيرة، ما نريد التأكيد عليه هو أن الأسلحة الكيماوية والنووية هي السلاح الرئيسي للقوة المهيمنة في هذا العصر، الغرض منه هو استخدام هذه الأسلحة لارتكاب مجازر وترهيبهم وتحييد القوى البديلة الأخرى.

بالطبع، معيار الحكم في القانون الدولي في هذا الصدد يتشكل وفقاً للمصالح الإمبريالية، في الأساس، القوى الدولية المهيمنة ليست ضد الأسلحة الكيماوية والنووية، المهم بالنسبة لها هو من يمتلك هذا السلاح سواء يخدم مصالحها أم لا، لذلك، تعتبر الأسلحة الكيماوية والأسلحة النووية التكتيكية التي تستخدمها الدولة التركية الفاشية في مناطق الدفاع المشروع جرائم حرب تماماً وهي ضد القانون الدولي والأخلاق الاجتماعية والإنسانية.

كما يظهر استخدام هذه الأسلحة في هذا الوقت أن الجيش التركي فشلت تكتيكياً، ولا يمكنه محاربة مقاتلي الكريلا بتقنياته الحربية الحالية، لكن جوهر المشكلة هو أن الفاشية التركية تريد استخدام الأسلحة الكيماوية والتكتيكات النووية لإكمال سياستها في إبادة الكرد، والقوى الدولية تغض الطرف عن ذلك وتدعمه بهذه الطريقة.

مقاومة الكريلا هي دعوة للإنسانية

أشارت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية(  (KJK هيفي نودا إلى أن القوى الدولية والقوى الإقليمية والشعوب المضطهدة يجب أن يعلموا أن الأسلحة الكيماوية والتكتيكات النووية التي تستخدمها الدولة التركية الفاشية ضد الكريلا لن تقتصر على جبال كردستان اليوم.

وتابعت، "تقاوم قوات الكريلا بعزم كبير وروح التضحية وخبرة تكتيكية – تقنية وبإرادة استثنائية، هذا ليس ادعاء، الاسم مكتوب عليها، أسلحة كيماوية فيمكنها أن تحيدك رغماً عنك، لذلك، تتطور مقاومة مقاتلي الكريلا  في هذا الوقت بإرادة غير عادية.

تحارب وتقاوم الكريلا بوعي كبير للحرية والإنسانية، من ناحية الفاشية التركية هذا ليس قتالاً، إنها تستخدم دهاءها لتحقيق النصر دون قتال، وللحرب أيضاً تعريف، وهجمات الفاشية التركية  تتجاوز تعريف الحرب ويحول هذا التعريف إلى حالة غير قانونية ولا معيار لها ولا حدود لها، والأسوأ من ذلك، أنها تعتبرها طبيعية وتضفي عليها الشرعية، هذا الوضع خطر كبير جدا على الإنسانية، يقوم مقاتلو الكريلا بحماية القيم الإنسانية بإرادة غير عادية ضد فاشية العصر، وحماية قيم الحرية، المساواة، العدالة، الحب، الرفاقية، الوطنية وحب الطبيعة، إن نضال قوات الكريلا هذا هو دعوة للجميع لتصعيد النضال وتبني القيم الإنسانية، يجب على كل شخص يملك ضمير أن يسمع هذه الدعوة والانضمام إليها  ويصبحوا قوة فعاليات شعبية لمنع استخدام الأسلحة النووية التكتيكية والكيماوية ".

يجب منعها بالتأكيد

صرحت هيفي نودا أنه إذا لم تتم مواجهة الفاشية التركية ومنعها، فستتمكن من تحقيق أهدافها في الهيمنة في المنطقة على العرب، السريان، الأرمن، الشركس، اللاظ والشعوب الأخرى والطبقة الكادحة المضطهدة وضد المذاهب والمرأة وكافة المكونات بسهولة.

وتابعت هيفي نودا، "إذا تم استخدامه في الجبال اليوم، فسيتم استخدامه في المدن غداَ، وقد رأينا في تعاون الدولة التركية مع داعش إلى أي مدى يمكن للدولة التركية أن ترتكب الوحشية لتحقق أهدافها في الهيمنة، حدث هذا في الآونة الأخيرة، ويتذكرها الجميع، لولا الدولة التركية لما كان تنظيم داعش الإرهابي بهذه القوة، ولما كان لها تأثير على المنطقة، لذلك يجب منع استخدام الأسلحة الكيماوية، ويجب عدم قبولها بأي شكل من الأشكال وإظهار الموقف في كل مكان.

في هذا الصدد ، يمكن تشكيل مبادرات إقليمية ودولية وتنظيم فعاليات من قبل الأشخاص الذين لديهم حس المسؤولية، الوطنيين، الأصدقاء والثوار الديمقراطيين، في البداية،  ينبغي لمنظمة حظر الأسلحة الكيمياوية أن تضغط على المنظمات الدولية ذات الصلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة، لذلك، فإن الوقفة الاحتجاجية لأحد أقارب الكريلا أمام منظمة حظر الأسلحة الكيماوية هي موقف ذات معنى حقاً، لذا أحيّي هذه الفعالية وأدعو شعبنا في أوروبا إلى دعم وتبني هذه الفعالية وتعزيزها".

يجب ألا يُنظر إلى استخدام الأسلحة الكيمياوية بأنه أمر طبيعي

وقالت هيفي نودا: "يجب أن يعلم الجميع أن استخدام الأسلحة الكيماوية ليس أمراً طبيعياً، وإضفاء الشرعية على هذا يعني أن مستقبلنا سيكون خاضعاً لقوى الهيمنة الفاشية، وإذا لم يتم مواجهة هذه القوى ومنعها، فلا يمكن ضمان مستقبل أحد، إذا لم يتم منعها والوقوف في وجهها، فستكون خطراً كبيراً على مستقبل أطفالنا، نساءنا، رجالنا، مجتمعنا وطبيعتنا، لذلك ، فإن الأمر لا يتعلق فقط بتبني مقاومة الكريلا، بل هو أيضاً مسألة دعم مقاومة الكريلا، وضمان المستقبل، الحياة الاجتماعية والطبيعية".

كما دعت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) هيفي نودا الإنسانية وخاصة النساء إلى تصعيد النضال ضد هذا الشيء.

الدولة التركية تُهزم لذلك تحاول أن تعكس الحقائق

تابعت هيفي نودا ، "أعرب وزير الخارجية الأمريكي السادس والخمسون، هنري كيسنجر، الذي رأى نتائج حرب فيتنام بشكل جيد، بقوله،"أن مقاتلو الكريلا يحققون المكتسبات ما لم تُهزَم، والجيوش التقليدية تقدم خسائر ما لم تنتصر"، بهذه الطريقة، سلط الضوء على حقيقة الكريلا التي لا تُهزَم، واليوم في كردستان لم يخسر المقاتلون الآبوجيون في مقاومتهم على مدى 38 عام أمام الهجمات بالأسلحة الثقيلة، ولن يفشلوا ويثبتون قوتهم ويظهرون انتصارتهم، كما تحاول قوات جيش الدولة التقليدية أيضا التستر على فشلها على مدى 38 عاماً باستخدام الأسلحة النووية التكتيكية والكيمياوية ومحاولة عكس الحقائق، يجب أن تتحد انتصار قوات الدفاع الشعبي ومقاتلات وحدات المرأة الحرة في عامها 38 مع انتفاضة المشرفة لشعبنا وتمهيد الطريق للنصر، وهذا ما نحن بأمس الحاجة إليه اليوم".