قائد مقاومة نصيبين: كاوا

حينما قال "أنا ذاهب لأوقف العدو، من سيأتي معي؟" تبعه رفاقه، أينما كانت الحرب صعبة ومستعرة، كان كاوا هناك، لم يترك أبداً محاربيه لوحدهم.

كنت جبلنا الشامخ وسهلنا الي لا مثيل له، كان لك العديد من المحبين، كنت جبالنا التي لا مثيل لها، حيث احتضنت العديد من الأبطال، كنت جبل باكوك كبركان المقاومة أمام نصيبين، كنت أومريا.

نُصيبين يا مدينة الجمال، لقد كبّرتِ الأبطال بأغاني الحرية، بحسرة الحرية...تدفقوا إلى السهول والوديان كحمم بركان البطولة،

وخاصةً نحوك...
دخل كاوا موطنكِ
قاد جميع رفاقه الكريلا
أتى إلى نصيبين بإصرار لخوض نضال الحرية
كنت كاوا

كنت تتوق لهذا والآن حان جاء اليوم الذي كنت تنتظره، ووصل إلى نصيبين بهذا الشعور وألقى تحيته الثورية بهذه الطريقة
في البداية للشهيد كلهات، كوجر، ثم للشهيد أليقا

إن القيادة هي أهم عامل مؤثر في مسيرة المقاومة، كما أن مشاركة القيادة والموقف القيادي يوضحان مسار المقاومة، ارتاحت قلوبنا في هذا الصدد، لقد أصبحت كاوا المسلح في عصرنا الحالي ضد جميع النماردة.

لم يتخلى كاوا عن عمله كحداد، وحمل السلاح

كانت ثقتنا فيه لا نهاية لها

من كان بإمكانه أن يهزمنا؟! أوقد الرفيق كاوا شعلة المقاومة ضد جميع أنواع الإبادة التي كان يفرضها غضب النماردة ونار حريتنا التي كانت تصل إلى باكَوك، توقد في أومريا.

ولد الرفيق كاوا في إحدى القرى الواقعة على ضفاف نهر الفرات في ناحية خلفتي بمنطقة رها، ولأن عائلته ذهبت إلى أوروبا، شارك من هناك في أنشطة الشبيبة، بحسرته للجبال الحرة، توجه إلى جبال كردستان الحرة من أوروبا في عام 2009.

تطوّر في وقت قصير، وتوجه إلى منطقة بوطان في شمال كردستان عام 2012، وتلقى مهمته الكريلاتية في ناحية باكوك بمنطقة ماردين في خريف نفس العام.

لفت كاوا الأنظار إليه من خلال طول قامته وعيناه الكبيرتان، وكان يعبر عن كلماته التي لم يستطع التعبير عنها من خلال آلة الطنبور، فعندما كان يعزف على الطنبور، كانت أصابعه تتحد مع النوتات الموسيقية، لم يكن يستطع التحدث عما بداخله، لم يكن يستطيع أن يغني ويعزف في آنٍ واحد، ولكنه كسر ذلك من خلال أغنيته 'bir ay dogan'.

كان حتى نهاية المطاف مخلصاً لرفاقه، لم يره أحد إلا وأحبه، لم يره أحد ساكناً قط، بل كان دائم التوجيه والتصرف، يجوب في الأحياء واحدة تلو الأخرى، يحدد مكان كل حاجز وخندق وسياج، يتناقش مع الإدارة، يجمع الشباب ويعرّفهم على بعضهم ويتعرف إليهم واحداً واحداً ويجتمع بهم على الدوام.

حينما قال "أنا ذاهب لأوقف العدو، من سيأتي معي؟" تبعه رفاقه، أينما كانت الحرب صعبة ومستعرة، كان كاوا هناك، لم يترك أبداً محاربيه لوحدهم، كان دائماً ما يوقظ في رفاقه روح الاثارة ويحيي فيهم شيئاً جديداً، من عمر السابعة الى السبعين كان دائم الحضور في المواقف التي تتطلب الشهامة حيث أصبح بالنسبة للجميع مصدراً للقوة وصاحب روح معنوية حاضرة.

كان دائماً مختلفاً في كل شيء، بوقفته العظيمة ... بحمله لمنظاره ... بسلاحه، اظهر روحه وجوهره بأجمل لون وحلة، كان يحل بكلامه الذي كان محل صدق وثقة أية مشكلة تظهر أينما كان، لم يكن ليغادر أي مكان حتى يتأكد أنه وجّه رفاقه وساعدهم على أكمل وجه.

كان يمنح القوة في أي موقع يزوره، ولهذا فقد احبه الجميع، كما لو انه كان بالنسبة لهم لون الحياة.

كاوا الذي كان قائد مقاومة نصيبين، كان قد عرّف نفسه للجميع على انه صاحب المواقف الشهمة والرفيق الأمين، لم يتوقف أبداً، وجد لنفسه مكانا في قلوب الجميع، كان يسعى جاهداً لفعل المزيد والمزيد، في هذه المقاومة كان له هدف ورسالة واضحة: لن تسقط نصيبين وسنغير المشروع كما نريد.

الرفيق كاوا استشهد... لا نعلم إذا ما كان قد تم قبوله أم لا، لكن الذي نعلمه جيداً أنه ترك أثراً في قلوب الناس أجمع.
في مقاومة نصيبين من أجل تحقيق الإدارة الذاتية ... استشهد كاوا جكدار ( وقاص تومن ) في أيار عام 2016 في نصيبين.