قيّمت عضوة القيادة العامة لقوات سوريا الديمقراطية نوروز أحمد، لوكالة فرات للأنباء بخصوص الذكرى الرابعة للنصر الذي تم تحقيقه من قبل قواتهم في الباغوز والنضال الجديد ضد داعش ونتائجه.
وأكدت نوروز أحمد إنهم يمرون بمرحلة مهمة، وتابعت بالقول: "لأنه في هذا الوقت انتهت خلافة داعش، وهذا تحقق بفضل شعبنا في المنطقة الذي تكبد خسائر فادحة بتعرضه للهجمات والانتهاكات، حيث خلق الانتصار الذي تم تحقيقه في الربيع ربيعاً جديداً، وكان يوماً مهماً جداً للعالم أيضاً، لم يكن هذا النصر لشعوب المنطقة فقط، لأن داعش كان يمثل تهديداً للعالم أجمع، بالطبع، في مثل هذا اليوم المهم، نستذكر مرة أخرى شهدائنا الذين خاضوا نضالاً لا مثيل له من أجل تحقيق هذا النصر.
انتهت "دولة الخلافة" مع تحرير الباغوز، كما ذكرنا آنذاك، لا يزال هذا الفكرمستمراً، في الوقت نفسه، أثرت داعش على العديد من الدول والعديد من الأشخاص، حيث لا تزال الخلايا النائمة لداعش موجودة في المنطقة، بعد تحرير الباغوز تسللوا بين المدنيين واختبأوا في المناطق المحيطة، بالطبع لديهم أيضا أنصار، لهذا قلنا أن العمليات ضد الخلايا النائمة لداعش ستستمر، وتم تحقيق العديد من الانتصارات العظيمة في هذا السياق، بعد تحرير الباغوز، تم إلقاء القبض على العديد من المرتزقة الذين كانوا يديرون الخلايا وما زالت عملياتنا مستمرة.
وذكرت نوروز أحمد إنه في السنوات الماضية تم تنفيذ عمليات واسعة النطاق ضد الخلايا النائمة في المنطقة، وتم إحباط هجمات داعش في بعض المناطق، وقالت: "منذ تحرير الباغوز لم يتوقف نضالنا بل استمر بطرق مختلفة، حيث تظهر الحصيلة العامة لنضالنا على مدى السنوات بوضوح، فالخطر لم ينته بعد، مازال مرتزقة داعش يحاولون إعادة تنظيم انفسهم في المنطقة، من خلال تنظيم الهجمات من قبل عائلاتهم والمرتزقة المعتقلين في السجون، ويتم خوض نضال مشتركا لا مثيل له من قبل قيادة قوات الاستخبارات في قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي للسيطرة على هذه المناطق.
وبحسب المعلومات الاستخباراتية التي تلقيناها، فقد تم تنفيذ عشرات العمليات ضد تنظيم داعش في مخيم الهول، تل براك، تل حميس، الرقة، دير الزور، الطبقة، صرين والعديد من المناطق الأخرى، كما نفذت مرتزقة داعش، خاصة بعد الهجمات على سري كانيه، كري سبي، العديد من الهجمات واسعة النطاق في المنطقة مثل الهجمات على سجني الرقة والصناعة في الحسكة، وخلال هذه الفترة نفذ تنظيم داعش الإرهابي 352 عملية إرهابية، وأسفرت العمليات التي نفذت مع التحالف الدولي وقوى الأمن الداخلي عن إلقاء القبض على 2323 مرتزق بينهم 397 قتيلاً، ولا يزال التحقيق مع المرتزقة المعتقلين جارياً.
وأوضحت نوروز أحمد أنه خلال العمليات الأخيرة بلغ عدد مرتزقة داعش الذين تم اعتقالهم في مناطقهم أكثر من 10 آلاف شخص، وتابعت، "المرتزقة الذين تم اعتقالهم في الباغوز ما زالوا تحت سيطرتنا، هناك سجناء من 60 دولة، وتم تنفيذ العديد من العمليات الهامة في عام 2023، بناء على معلومات تتعلق بمحاولات اختطاف عوائل مرتزقة داعش وإعادة تنظيم داعش.
كما أكدت إن اعتقال مرتزقة داعش في السجون يشكل العبء الأكبر على كاهل قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، لأن السجون في المنطقة ليست قوية كما كانت من قبل وفي الوضع الحالي السجناء متوزعون في المنطقة، كما نتحمل المصاريف المتعلقة بالصحة، والملابس، والأمن، إلخ، التي يتم صرفها على مرتزقة داعش المسجونين، إذ إن التحالف الدولي ضد داعش لم يتحمل سوى 10% من هذا العبء، والباقي يتم تركه على عاتقنا، وعلى الرغم من وصول المنظمات الدولية إلى المنطقة خاصة بعد الهجوم على سجن الصناعة، إلا أن هذا الدعم لم يكن كافياً، ما يجب فعله هو أن تأخذ كل دولة مواطنيها إلى بلدها، لكن هذا لم يحدث بشكل كبير، إن محاكمة مرتزقة داعش في المنطقة ليس بالمهمة السهلة، يجب إنشاء محكمة دولية، ومع ذلك، لم يتم اتخاذ أية خطوة في هذا الشأن، معظم معتقلي داعش وعائلاتهم من العراق، ولترحيل مرتزقة داعش جرت مفاوضات مع الحكومة العراقية، لكن هذا العمل يسير ببطء شديد، وبحسب الأوضاع في منطقتنا فإن هؤلاء السجناء يشكلون عبء كبير بالنسبة لنا، لأن منطقتنا تُقصف باستمرار بالطائرات والمدفعية، لا يمكننا حمل عبء هؤلاء السجناء وحدنا، لانه يشكل تهديد وخطر للعالم اجمع.
وذكرت نوروز أحمد أنه يتم خوض نضال مشترك قوي مع التحالف الدولي من أجل القضاء التام على داعش الإرهابي، ولفتت الانتباه إلى الدولة التركية التي تشكل العقبة الأكبر أمام هذا النضال.
وفي هذا الصدد، قالت نوروز: "إن أبرز مثال على ذلك مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي على الحدود التركية في منطقة خاضعة للسيطرة التركية، بات الجميع يعرف شراكة الدولة التركية مع داعش، حيث اعترف المرتزقة الذين اعتقلناهم خلال التحقيق أنهم تدربوا في تركيا وأرسلتهم الاستخبارات التركية إلى المنطقة، وهم يتلقون أوامرهم من الدولة التركية ومن الواضح أن مرتزقة داعش تعمل بأسماء مختلفة في الأراضي المحتلة، حيث يرتكبون كافة أنواع الانتهاكات بحق المجتمع من خطف وقتل في المناطق المحتلة، هذه الممارسات التي يتم ارتكابها ضد المرأة لا تختلف عن فكر داعش، ولأن قوات سوريا الديمقراطية تناضل من أجل سوريا وشعبها، لذا فإن من المهام الرئيسية للقوات تحرير هذه المناطق المحتلة، حيث تستمر الأعمال العسكرية في نواح عديدة، من أجل تحرير المناطق المحتلة وعودة أهلها إلى أراضيهم بسلام.