وذكر القائد العام لمركز قوات الدفاع الشعبي مراد قره يلان، أن دولة الاحتلال التركية قالت بشأن هذا الصيف "سنكمل الدائرة هذا الصيف" وأشار إلى نهاية شهر تشرين الأول وقال "في فترة جدا قريبة سننهي العملية وسنغلق القفل"، وذكر أن الدولة التركية لن تتمكن من تحقيق ذلك وأعلن قره يلان أن الحرب مستمرة و لم يتم إنشاء سياج، ولم يتم إنهاء عملية المخلب القفل.
وقال قره يلان حول المناقشات التي تجري في أنقرة: "نحن كحركة لسنا ضد عملية الحل الديمقراطي ومع ذلك، لن نسمح بالسياسات المضللة الخادعة التي يتم تنفيذها بتكتيكات الحرب الخاصة وبالطبع فقد تغيرت الظروف ولن تتكرر الأشياء الماضية وإذا تم خلق وضع يراعي مصالح تركيا وفيه وطنية حقيقية وسيتم اتخاذ بعض الخطوات الجديدة على هذا الأساس فإن الطرف الكردي لن يقول لهذا، لا، لكنه لن يطأ على عرش مبتل مرة أخرى و لا يوجد حل إذا لم يكون في إطار حرية القائد آبو وبالطبع وكما أشار القائد آبو، بأن حزب العمال الكردستاني في السياسة الديمقراطية القانونية الكردية لها دور مهم في الحل وأنَّ السياسة التي تنتهجها الحكومة بسيطة من الناحية التكتيكية حيث تحاول أن تجعل الأطراف الكردية تتصارع فيما بينها ولذلك لا ينبغي أن يقاتل أحد ضد الآخر، بل يجب أن يؤخذ دور كل كيان كردي في الاعتبار".
وتحدث القائد العام لمركز قوات الدفاع الشعبي عن ذلك مرحلة بمرحلة و كيف وقع الجانب التركي الذي قال "القفل سيُغلق" في تشرين الثاني، في الفخ و ذكر كيف بدأوا يبحثون للهروب من الفخ، كان النظام العسكري التركي يخطط بشكل أساسي بأنه في عام 2021 بإزالة جميع قواعده عن طريق التقنية في كل مكان من كارى إلى قنديل في غضون ثلاثة أشهر.
وأوضح قره يلان أن المقاومة الكردية مستمرة وأدلى بالمعلومات التالية: "في الشمال لم يكن من الممكن القضاء على حزب العمال الكردستاني ولم يتمكن من تشتيت مراكز قيادة حزب العمال الكردستاني ولم يتمكن من القضاء على مناطق الدفاع المشروع ولم تتمكن من القضاء على مناطق مثل شنكال ومخيم مخمور ولم تتمكن من تصفية ثورة روج آفا بشكل كامل ومواصلة الاحتلال وقال قره يلان إنه على الرغم من أن دعوة دولت بهجلي تحمل مضموناً غير عقلاني لن يقبله الكرد أبداً، فمن الناحية الجوهرية هي دعوة اعتبر فيها القائد آبو كمحاور ولذلك تم الادلاء بهذا البيان وقال قره يلان: "هذه هي الحقيقة، حسب هذه الحقيقية إذا تم هذا التقارب فإنه حتماً سيجد جوابه من الكرد".
بدأت هجمات جيش الاحتلال التركي ضد الكرد في 25 تموز 2015، مع اجتياح برادوست وخاكورك في 14 كانون 2017 بدأت المرحلة الأولى و في 11 أذار 2018، بأسم "القرار" المخلب 1 و 2 و 3 والتي بدأت في 27 أيار 2019 وبعد الهزيمة في كارى، تليها "مخلب النمر "" ومخلب البرق وثم مخلب السيف" وفي 16 حزيران إلى 17 نيسان 2022 وأطلق حملة تحت اسم "المخلب القفل". وبقدر ما يمكن رؤيته من الخارج، منذ كانون 2017، يحاول جيش الاحتلال التركي حسب مفهوم الاحتلال احتلالها والتوسع فيها و يتم تنفيذ القوة العسكرية والمعدات الحربية والخدمات اللوجستية والاقتراب من مواقع الانتشار والتواصل والتعاون مع القوات المحلية وفقًا لهذا المفهوم.
ومن المؤكد أنه في هذه العملية تم استخدام الأسلحة التقليدية في بعض المدن الشمالية وتم احتلال ثلاث مناطق مهمة في روج آفا و نحن نتحدث عن حرب شاملة مستمرة منذ 9 سنوات وهذه المقاومة من جانب الكرد دفع الجانب التركي إلى مطالبة القائد عبد الله أوجلان بالتحدث في البرلمان.
و تحدث القائد العام لقيادة مركز قوات الدفاع الشعبي مراد قره يلان لصحيفة يني أوزغور بوليتيكا بخصوص الموضوع.
قبل أن نطلب منكم تقييم المراحل المهمة للسنوات التسع الماضية من وجهة نظركم، دعونا نسأل في البداية، ما هو نوع الحكومة الموجودة في مواجهتكم وماذا أرادت أن تفعل؟
من المهم أن نقيّم في البداية بإيجاز مستوى وغرض السلطة الحاكمة الذي تطور ضمن نظام الدولة التركية، إن السلطة التي تشكلت أساساً بعد سيناريو الانقلاب المسيطر عليه في 15 تموز 2016، والتي أنشئت لتنفيذ "خطة الانهيار" في تشرين الأول 2014، والتي تم وُضعت أسسها في عام 2015، ليست سلطة طبيعية، فهي سلطة تشكلت نتيجة التقاء العروق القومية-العنصرية من الجناحين اليميني واليساري داخل الدولة وتحالفا بينهما وتشكلا بهذه الطريقة، واجتمع حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وأرغنكون وأنصار التفاح الأحمر معاً بتنسيق من أردوغان وتم تشكيل هذه الحكومة بدعم من هذه القوى، وهذا الشكل من الحكومة هو سلطة وحكومة حرب لا تشبه أي حكومة أخرى منذ أربعينيات القرن الماضي، والتي تستخدم أيضاً جميع أساليب الحرب الخاصة.
سياقها الأيديولوجي هو الاتحاد والترقي
إن مهمتها الرئيسية هي منع الكرد من المشاركة في إعادة تصميم الشرق الأوسط من جديد، وضمان عدم حصولهم على مكانة في الشرق الأوسط، وألا يكون لهم اعتراف، وجعل تركيا قوة إقليمية من خلال احتلال حدود الميثاق الملي، إنها في الأساس سلطة حرب ذات استراتيجية سرية تقوم على الإبادة الجماعية بحق الشعب الكردي وتهدف إلى تمدد تركيا، إنه نظام فاشي مستبد يتكون من تنظيمات لديها هذا الغرض، وسياقها الأيديولوجي ليس الكمالية بل خط الاتحاد والترقي، فالحكومة التي تقوم على هذه العقلية تريد استدامة نظام فاشي عنصري للجيش والشرطة، فهي حكومة حددت لنفسها مهمة تشكيل نظامها وفقاً للحرب في جميع الجوانب السياسية والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية والدبلوماسية وغيرها.
ما أرادت أن تفعله منذ 9 سنوات
لذلك، إن الحرب التي تشنها في كردستان خلال السنوات الـ 9 الماضية، لا تشبه حروب السنوات السابقة، إنها حرب واسعة وشاملة تشنها الدولة بكل قوتها، ولقد أرادت السلطة التركية بهذه الطريقة كسب هذه الحرب من خلال وضع كل شيء على المحك، بما في ذلك تسويق وضع تركيا الجيوسياسي والجيوستراتيجي واللعب بين القوى الدولية ومحاولة الحصول على دعمها، وهدفها الملموس هو هزيمة وإنهاء حزب العمال الكردستاني في شمال كردستان، وتفكيك جميع مراكز قيادة حزب العمال الكردستاني في مناطق الدفاع المشروع، والقضاء على مناطق الدفاع المشروع، وتصفية أماكن مثل شنكال ومخيم مخمور، وتصفية ثورة روج آفا والإدارة الذاتية الديمقراطية لشمال وشرق سوريا بالكامل، واحتلال تلك الأماكن، وبالأساس أعدت الدولة التركية نفسها من جميع النواحي، ووضعت كهدف ذي أولوية القضاء على جميع مكتسبات الكرد على أساس تصفية الحركة الآبوجية في الأجزاء الأربعة، وتستخدم منذ 9 سنوات كل قوتها من أجل ذلك وتشن حرباً شاملة.
يتحدث الجانب التركي عن إنشاء "ممر أمني" بعمق 30-40 كيلومتراً على طول "حدود جنوب كردستان"، وقال وزير الدفاع التركي يشار غولر: "سنكمل الطوق هذا الصيف“، وقال الرئيس التركي في 13 تموز: ”سنغلق القفل قريباً جداً في منطقة عمليات المخلب في شمال العراق“، ما هو مقصدهم من الناحية الجغرافية ومن ناحية الحرب؟ هل هم حقاً في مستوى من هذا القبيل؟
على الرغم من أن مسؤولي الدولة التركية يتحدثون عن ”المنطقة العازلة“ مساحتها بين 30-40 كيلومتراً، إلا أن هدفهم الرئيسي هو تدمير قواتنا في جميع مناطق الدفاع المشروع بما فيها قنديل واحتلال تلك الأماكن ومن ثم السيطرة على حدود الميثاق الملي ووضعها تحت سيطرتها، والمقصد بـ 40 كيلومتراً هو منطقة كارى، لا يوجد شيء من هذا القبيل حتى الآن، وفي الوضع الراهن، يحتل الجيش التركي منطقة في حفتانين على بعد حوالي 8 كيلومترات داخل الحدود، كما أنه يريد احتلال منطقة تبلغ مساحتها حوالي 20 كيلومتراً في متينا، لكن في الوضع الحالي، لا تزال الحرب مستمرة هناك ولم يحققوا هدفهم في الاحتلال بعد، وهناك حرب ومقاومة كبيرة في غرب زاب، وإلى الشرق من زاب، احتلوا الخط الممتد إلى كوروجهرو، وتبلغ مسافة هذا الخط من الحدود حوالي 20 كيلومتراً، كما أن المناطق المحتلة في خاكورك مجزأة، وقاموا بالتقدم إلى الداخل على شكل ذراع، حيث هناك احتلال من قبل الدولة التركية حتى منطقة لاليكان، ولكن هناك أيضاً وجود للكريلا في المنطقة نفسها، وتصل مسافة التقدم هنا إلى 20 كيلومتراً، أما منطقة خنيرة، فلا يمكنهم احتلالها، وقد أحرزوا مستوى معين من التقدم هذا العام، لكن منطقة خنيرة لا تزال تحت سيطرة الكريلا، وإذا كانوا يقصدون بـ ”إغلاق القفل“ المناطق المحتلة التي تبلغ مساحتها حوالي 8 كيلومترات في بعض الأماكن و20 كيلومتراً في أماكن أخرى، فإن الحرب مستمرة في ثلاثة أماكن مختلفة في هذه المناطق، وبعبارة أخرى، هناك تواجد للكريلا في متينا وغرب زاب وعلى خط خنيرة-خاكورك، ولم يتحقق هناك شيء من 'استكمال الطوق'، و 'إغلاق القفل'، وما إلى ذلك، وقد وضع أردوغان هدفاً نصب عينيه في 13 تموز، وربما كانت هذه هي خطته، لكن الجيش التركي لم يتمكن من تحقيق هذا الهدف. والحقيقة هي على هذا النحو.
إذا أخذ المرء بعين الاعتبار قوة العدو والدعم المقدم له، وكذلك الصعوبات والمشقات التي تواجهها الكريلا، كيف يمكنكم تعرّيف الوضع الحالي؟ وماذا يمكنكم أن تقولوا لشعب كردستان وللناس الذين يؤمنون بالنضال التحرري الكردستاني؟
إن منطقتنا، منطقة الشرق الأوسط، تغلي اليوم، فالحرب العالمية الثالثة في المنطقة في حالة تصعيد، وعلى ما يبدو أنها ستتصاعد أكثر فأكثر، حيث أن القوى الهيمنة العالمية تسعى إلى إعادة تصميم المنطقة من جديد بهذه الحرب، وهذا ما يُرى بوضوح، وتحاول القوى الاستعمارية في كردستان، وعلى رأسهم نظام حزب العدالة والتنمية-حزب الحركة القومية- وأرغنكون الحالي، عدم إعطاء مكان للشعب الكردي في التصميم الجديد للمنطقة، لترك الكرد بلا اعتراف؛ وهذا يعني أيضاً الإبادة الجماعية، وكل جهودهم حالياً مركزة في هذا السياق، وإن أكثر ما نحتاجه في هذه الفترة هو المجتمع المنظم والوحدة، وهناك حاجة ماسة للوحدة الوطنية الديمقراطية في كردستان ووحدة القوى الديمقراطية اليسارية الاشتراكية لشعوب المنطقة، وعلى الرغم من أن انحياز الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى جانب النظام الفاشي-المستبد في تركيا يشكل عائقاً في الفترة في هذا القبيل، إلا أن النضال وصل إلى مستوى معين، وشعبنا وصل إلى مستوى معين من الوعي والتنظيم، ولذلك، هناك ظروف ملائمة لنا أكثر من أي وقت مضى لبناء خط نضال ثوري من خلال التغلب على جميع أنواع العقبات التي تواجهنا، وهذه الحرب التي تدور رحاها في المنطقة بمجازر قاسية إلى ستجلب معها بعض التغييرات الجذرية، وفي حين أن هذه المرحلة قد تنطوي على بعض الجوانب الخطيرة، إلا أنها ستحمل المزيد من الفرص والمزايا، وعلينا باسم شعوب المنطقة، أن نعزز خط المقاومة الديمقراطية الثورية بقوة ضد القوى التي تريد جر المنطقة إلى الظلام.
يجب أن نخفف أعباء الملقاة على عاتق القائد أوجلان
في هذا الصدد، إن كردستان هي الأرضية التي تتكثف فيها التطورات ويكون لها تأثير أكبر، والمشكلة اﻷكثر خطورة في الوضع الحالي هي أن نظام التعذيب والإبادة ﻻ يزال مستمراً على القائد أوجلان، وعلى الرغم من أن الحملات التي تم تطويرها ضد هذا الأمر والنضال على المستوى الوطني والدولي بأشكال مختلفة هي حملات قيمة، إلا أنها تظل ضعيفة للغاية أمام النضال الذي يعززه القائد أوجلان في إمرالي، ولا يمكننا القول بأننا قد أدينا مسؤولياتنا بما فيه الكفاية في هذا الصدد، وإن موقفنا هو موقف النقد الذاتي تجاه القائد، ويتعين علينا تطوير النقد الذاتي من خلال التركيز أكثر على الممارسة في الخط الصحيح، وإن كحركة وكشعب يتعين أن نستجيب بشكل أقوى لواقع القائد أوجلان، وأن نخفف من أعبائه ونشد على يديه، وبقدر ما نركز على ذلك ونكون ناجحين في هذا الصدد، سنتمكن أيضاً في الاستجابة للأحداث والتطورات في الوطن والمنطقة.
نعم للحل الديمقراطي، لا لتكتيكات الحرب الخاصة
هناك مناقشات وضعتها السلطة الحاكمة لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية مؤخراً على جدول الأعمال، إنهم يناقشون أنفسهم وكأن هناك مرحلة جديدة، ولكن لم يصل شيء إلى جانبنا، وإلى جانب الكرد، ونحن كحركة لسنا ضد مرحلة الحل الديمقراطي، فبعد كل هذه التجارب، لن نفسح المجال أمام سياسات الخداع التي يتم تنفيذها في سياق تكتيكات الحرب الخاصة، بالطبع، لقد تغيرت الظروف، ولا يمكن أن يكون هناك تكرار للقديم، وهذا صحيح، حيث لم تكن هناك جدية وصدق في الماضي، فمن ناحية، كانت الدولة التركية تواصل إجراء اللقاءات مع قائدنا، قائلة ”سنقوم بتحقيق الحل“، ومن ناحية أخرى أيضاً، كانت تستعد للحرب من خلال اتخاذ قرار ”خطة الانهيار“، وفي نهاية المطاف، تم رفض الاتفاق المشترك الذي تم التوصل إليه نتيجة المناقشات، وبعد قراءة الاتفاق في قصر دولما بهجة، كان من المقرر أن يدعو القائد أوجلان إلى عقد مؤتمر حزب العمال الكردستاني ووضع اللمسات الأخيرة على هذه المرحلة في شهر نيسان، وبينما كان يتم التحضير لذلك، أنكر طيب أردوغان نفسه الاتفاق ورفضه وفرض نظام التعذيب والإبادة والحرب، والواقع هو على هذا النحو، والآن، من ناحية، يتم التحدث من ناحية وكأن هناك شيئاً جديداً، ومن ناحية أخرى، يتم التلويح بالعصا وإطلاق التهديدات، فنحن نخوض نضالنا ولا نحتاج إلى أحد.
لا ينبغي لأحد أن يخطئ في الحسابات
علاوة على ذلك، يقول البعض في بعض المناقشات ”لقد قمنا بإضعاف أو حتى القضاء على حزب العمال الكردستاني داخل حدودنا، إنه موجود فقط في العراق وسوريا“، هذه المقولة بعيدة كل البعد عن الحقيقة وهي عبارة عن تلاعب، فنحن فكرنا بطريقة استراتيجية، وقد تعمدنا الاعتدال إلى حد معين في شمال كردستان، والذين يرون في نهجنا هذا على أنه بمثابة ضعف، سيكتشفون غداً كم هم مخطئون بشدة، وبشكل عام، فإن قوتنا أقوى مما كانت عليه قبل 10 سنوات، وربما كان هناك بعض الانخفاض في حركة الكريلا في شمال كردستان، لكن لا ينبغي لأحد أن يخدع نفسه بهذا الأمر، لدينا أرضية قوية وإمكانات ومواقع، فالدولة التركية تقول منذ 4-5 سنوات أنها قضت علينا في شمال كردستان، وهذه كذبة كبيرة، فباستثناء أيلاة أو أيلاتين غير أساسيتين، لا تزال قواتنا تحافظ على موقعها في كل مكان، ولذلك، لا ينبغي لأحد أن يخطئ في حساباته، فالذين يخطئون في حساباتهم سيلحقون الضرر بأنفسهم.
لن يقول الجانب الكردي لا، ولكن لن يطأ على اللوح المبلل
إذا كان هناك وضع تتطور فيه الوطنية الحقيقية التي تراعي مصالح تركيا، وعلى هذا الأساس سيتخذون بعض الخطوات الجديدة، فإن الجانب الكردي لن يقول لا لهذا، لكنه لن يطأ على اللوح المبلل أبداً، وعلى الجميع معرفة ذلك، وإن أي مساعي إلى التوصل إلى حل لا يتمحور حول حرية القائد أوجلان ليس لها أي معنى بالنسبة لنا، وإذا كان يجب التعامل مع المرحلة بأساليب جديدة، وليس تكراراً للقديم، فيجب التعامل معها في هذا السياق، وينبغي التعامل مع القائد أوجلان في إطار قانون مانديلا، وإقامة حوار معه، وبهذه الطريقة سيتم توفير حل دائم للقضية.
يجب تجنب التكتيكات البسيطة والرخيصة
ومما لا شك فيه، كما أشار القائد أوجلان، أن حزب العمال الكردستاني والسياسة الكردية القانونية-الديمقراطية لها أداور مهمة في الحل، وما يقوم به النظام هو تكتيك بسيط يتمثل في تأليب أحدهما على الآخر، ولا بد من تجنب ذلك، فإذا تم أخذ بعين الاعتبار الدور الذي يمكن أن يلعبه كل مكون من مكونات الجانب الكردي، فمن الواضح أنه لن تكون هناك مشكلة، وبالأساس، فقد كانت الدولة التركية قبلت في الماضي القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني كمحاور في حل القضية الكردية، كما أنه أسندت مرة أخرى دوراً للسياسة الديمقراطية القانونية، ولا يمكن التراجع عنها الآن، ولا يمكن أن يكون من حسن النية جعلها موضوعاً للنقاش، فمع من واصلت الدولة ”محادثات أوسلو“ لمدة ثلاث سنوات؟ وعلى أي أساس أجريت محادثات إمرالي؟ لقد استمرت هذه المحادثات لأن الدولة قبلت بالقائد عبدالله أوجلان كمحاور.
يعتبر دولت بهجلي على أنه محاور
إن دعوة دولت بهجلي الأخيرة، على الرغم من أنها تستند إلى ذهنيته الخاصة ولديها مضمون غير عقلاني والتي لا نقبلها أبداً، إلا أنها دعوة تعتبر القائد أوجلان على أنه محاور، وهذه الحقيقة ظاهرة للعيان، وبدون رؤية هذه الحقيقة، لن يكون هناك حل بالإصرار على نسخة مختلفة، هذه هي الحقيقة، وإذا كانت هناك مقاربة وفق هذه الحقيقة، فبالطبع ستقابل بالمثل من الجانب الكردي، أما إذا لم يكن الأمر كذلك، فإن المقاربات التكتيكية في إطار البحث عن الخروج من حالة الضيق لن تثمر عن أي نتائج، وبلا شك، الجانب الكردي اعتاد على مثل هذه المناورات التكتيكية.
وكنتيجة، أود أن أصرح؛ إن مقاتلي ومقاتلات حرية كردستان لن يفسحوا الطريق أبداً أمام تكتيكات الحرب الخاصة، وفي هذه الفترة التاريخية المهمة، وبعزيمة عالية، ستؤدي دورها أكثر من أي وقت مضى في خط القائد أوجلان وستقوم بواجبها بشكل لائق، وبفضل خبرتها المتراكمة التي تستند عليها وأدائها الأيديولوجي والسياسي والعسكري، ستقاوم بشكل أقوى وستنتصر بالقتال.