من منشورات معصوم قورقماز ـ 5

جلب العدو من أجل استعادة هيبته المفقودة، قوات الكوماندوس الجبلية وهاجم الشعب من خلالهم، جبالنا أرهقت هؤلاء القوات.

بعد وصولنا إلى قاعدتنا السرية ومن أجل تقييم عمليتنا، عقدنا اجتماعاً وقيّمنا انتصارنا ونواقصنا، ولحماية المكتسبات كان لا بد من تعزيز العمل العسكري والسياسي.

كان واضحاً ان العملية ستجلب معها نتائج سياسية، أعضاء الوحدة جميعهم كان لهم نفس الاعتقاد حيال هذه المسائل، وانتهى الاجتماع بإعداد تقرير التقييم والنتائج، ومن أجل الاستعداد للقيام بعمليات جديدة، بدأت أعمال الراحة والتدريب والاستطلاع.

ونتيجة هذه العملية، ظهر لدى الرفاق حالة من الحماس والشجاعة ومطلب كبير، رفيقنا القروي المدعو (B) الذي كان مثالاً بهذا الخصوص، انضم للعمل السياسي حديثاً، لقد أظهر وعي وايمان ومقاومة ووطنية أهالي قريتنا بطريقة لا مثيل لها، لقد شارك بنشاط في الاستعدادات للعملية، أثناء العملية كان في المقدمة ودخل مبنى العدو، وقاتل بشجاعة وأثناء الانسحاب قدم مساهمة عظيمة ومهمة في إزالة العراقيل والمصاعب، على الرغم من أنه كان العضو الأكبر سناً في وحدتنا، إلا أنه كان أكثر اعتماداً على الذات ونشاطاً منا جميعاً، قبل العملية، عندما كنا نراقب مبنى العدو لاكتشافه، سألت، كيف يجب أن يتم الهجوم؟ قال:" إذا لم ندخل إلى المبنى ونستخدم السلاح، فلن يحدث ذلك''، حسنًا، كان قرويينا واحد من هذا القبيل، كما أظهر القرويون الآخرون الذين شاركوا في العملية قوتهم في الشجاعة والفن، أصبحت قوة قرويو كردستان بركان الثورة مع القيادة الصحيحة، هذا ما تم إثباته.

بعد العملية، جاء العدو وترجّى الشعب

بعد العملية جاء العدو متوسلاً الشعب وقال:" إن دولتنا لا تستأهل ذلك، حرام، لا تفعلوا هذا الشيء، سوف نسوي لكم الطرقات ونمدّد لكم المياه والكهرباء، نحن ننتمي إلى نفس الدين".

عندما سمعنا هذه الاقوال من القرويين، تذكرت خطابات المرشحين السياسيين للانتخابات في الماضي في وصف الجيش التركي بأنه "جيش عظيم"، حيث أصبح صغيراً بهذا القدر، وفي وضع هؤلاء الناخبين السياسيين المتسولين، حيث كان الأهالي يسخرون منهم ويقولون" بعد ان تلقى ضربة، أصبح مؤدباً وعاقلاً، وفهم فقرنا وتآخينا".

من أجل استعادة هيبته المفقودة، هاجم العدو الأهالي بمساعدة قوات الكوماندوس الجبلية، هذه المرة بدأ الجنود في البكاء والشكوى، قالوا إن خدمتهم العسكرية أوشكت على الانتهاء، يريدون البقاء على قيد الحياة، جبالنا جعلت من "كوماندوس الجبل" مرهقين، قام العدو بنشر كتائب خاصة من قوات الكوماندوس والجندرمة والشرطة والكونتر كريلا وأزال معظم المخافر، أولئك الذين أبقوهم في مكانهم، كان عددهم ثلاثة أضعاف، وكل جندي يقوم بالمناوبة لمدة ثلاث إلى أربع ساعات، وعلى الرغم من ذلك، لم يشعروا بالأمان واستمروا في إرسال التحيات إلى الأنصار، نشرت الوحدات العملياتية قواتها بما لا يقل عن 20 مروحية في جميع القرى في منطقة ما، ولكن في فترة وجيزة، اجتمعوا مرة أخرى في مراكز معينة وبدأوا بعملية سرية، كانوا يتحركون بثقة ويحدثون ضجيجاً، لدرجة أنه كان من المستحيل عدم ملاحظة وصولهم، بهذه الطريقة، حاولوا عدة مرات أن يجتمعوا ويتفرقوا، لكنهم لم يحصدوا نتائج، لم يستفيدوا شيئاً سوى التعب والارهاق، أعرب بعض قادة الاحتلال عن هذا بشكل جيد للغاية.

اعتراف أحد قادة الاحتلال

مثلاً، قال أحد الضباط أمام القرويين: "لو كنا نواجه جيش لكنا قضينا عليه، ولكن هؤلاء ، يباغتوننا ويوجهون لنا ضربات قوية ويختفون، وعندما نقوم بمطاردتهم، فإنهم يقطعون الطريق الذين يسلكونه في ثلاث ساعات، ونحن نستغرق عشر ساعات للوصول.

نعم، كان الضابط يقول الحقيقة، نوه إلى هزالة الجيش البرجوازي المنظم، كما قال ضابط آخر، بأنهم بقوا لا حول لهم ولا قوة في هذه الظروف وأنه وصل إلى القرية مستنداً على عكازة، وقال:" أين هم الآبوجيون، فليأتوا وليطلقوا عليّ رصاصة ويخلصوني من هذا العذاب"، كانوا يخافون من صوت ثمار الجوز أثناء سقوطها في الليل، حيث قطعوا الكثير من أشجار الجوز، كما قتلوا العديد من الحيوانات لعدم قولها كلمة السر، إن الاحتلال الفاشي هو عدو جميع الأحياء، وفي الليل وبسبب صوت خشخشة صغيرة، كانوا يأتون في الصباح ويرشقون وابل من الرصاص في المكان الذي صدر من ذلك الصوت، لقد فقدوا ثقتهم بأنفسهم، كانوا يطردون القرويين الذين كانوا يقومون معهم بدور المناوبة من خلال قول" أنتم عناصر تابعون للآبوجية".

كان قد أثمر الأمل، ولكن كان هناك قلق أيضاً

هذا الخوف أدى لأن يخطئ العدو مرات كثيرة، كما تراخى الانضباط كثيراً في صفوف الجيش، ووفقاً لأقوال جندي أسير لدينا، من أجل استعادة الانضباط الذي فقده الجنود، كان يتعرض في كل ليلة جندي للتعذيب في المخفر، ولإيجاد حل لهذا الوضع وخوف الجنود، اجتمع القادة الفاشيون في شهر تشرين الأول في المنطقة، ولكن لأنهم كانوا يتلقون الرد، كانوا يجدون صعوبة، أصبحوا في وضع يتم الرد عليهم ولا يصدر منهم أي صوت، أهلنا في شمزينان وجليه وألكيه وشرناخ ردوا على كنعان ايفرين وتورغوت أوزال وقائد الأركان العامة والمسؤولون الآخرون بالأنشطة والفعاليات.

المسؤولون الفاشيون فقدوا هيبتهم

وبدلاً من إنقاذ مناصبهم، فقد المسؤولون الفاشيون هيبتهم أكثر، كان هذا صعبًا جدًا بالنسبة لهم، ومن أجل استعادة هيبتهم، قرروا توزيع السلاح على الأهالي، لكن الأهالي ردوا عليهم بسلبية، قالوا "السلاح الذي أعطيناهم، سيسقط في أيدي الآبوجيين بعد أيام قليلة" وبذلك فشلت خطتهم،

ترك المحتلون هذه الخطة في توزيع السلاح على الأهالي، كما قلّصوا من حركة الطائرات والحوامات، ترك العدو كافة الخطط والالاعيب، وتخلي عن احراق البيوت، العدو الذي ترك كافة ألاعيبه ومخططاته، وقتل الأهالي وإحراق المنازل والتعذيب، لم يستفد شيئاً، لم ينجح عقلهم وجيشهم وتقنياتهم، قادتهم الكبار وكأنهم نسوا تقنياتهم، يستشيرون الأهالي من أجل حماية مخافرهم، كان يقول أحد القادة للقرويين، أنهم يريدون بناء جدار حول المخافر بالكامل، واستشار القرويين بهذه الفكرة، ورد القرويون بالقول" إذا بنيتم الجدار، سوف يبقى الحراس في الخارج وسيكون هدفاً، ويوجد العديد من الأمثلة لهذا الشيء، ولكننا سنكتفي بهذا، كما انه عندما كانت تصيب بعض الرصاصات لكتيبتهم التي كانت تعتبر مكان آمن لهم، كان يؤثر على أمانهم، فيطلقون قنابل مضيئة حتى الصباح، كلما كان يرى الأهالي خوف وضعف العدو، كان يتحرر من المواقف الخادعة، والعدو لم يكن ينتظر ذلك على هذا المستوى، يحاولون إعداد انفسهم للقيام بعمليات أكبر.

تنامى الأمل ولكن كان هناك قلق أيضاً.

(من يوميات معصوم قورقماز(عكيد) التي تم اعدادها بعد قفزة 15 آب).