مجزرة هولير إحدى المجازر التي ارتكبتها خيانة عائلة البرزاني

ليلى أرزو إلهان هي ابنة محمود آفاروف. والذي اغتيل في مجزرة هولير. ليلى لم ترَ والدها وكانت تأمل رؤيته لكن القتلة والخيانة لم يسمحوا بذلك.

بالتزامن مع الذكرى السنوية لمجزرة هولير، كتبت ليلى أرزو إلهان لوكالة هاوار للانباء عن تلك الخيانة والمجزرة.

"عندما نقول خيانة، يمكن للمرء أن يقول عنها إنها التفكير فقط في المصالح الشخصية والتفكير في الذات فقط، ومن جهة أخرى عقد الاتفاقيات والتحالفات القذرة ضد شعوبهم.

عندما ننظر إلى تاريخ الإنسانية وخاصة عندما ننظر إلى تاريخ الشعب الكردي، فإننا نرى أن الخيانة والنضال كانا دائماً متلازمين كنهرين أو كنهجين. إذا تحدثنا عن تاريخ الخيانة، فنحن بحاجة إلى التحدث قليلاً عن الميثولوجيا والعودة قليلاً إلى بداية تاريخ البشرية.

خيانة الشامان للآلهة الأم وتنظيم الشباب ضد كدح النساء والأمهات والإنسانية. سنرى بوضوح كيف تتم السيطرة على كدح ونضال الإنسان أو المجتمع عبر الخيانة.

ليس من الضروري التعمق في  التاريخ لتفسير الخيانة، لأن ما سنبحث عنه في التاريخ  ماثل أمامنا اليوم بأكثر الطرق وضوحاً وعرياً. وبناء عليه، عندما نتحدث عن خيانة الحزب الديمقراطي الكردستاني، وخاصة عائلة البرزاني، منذ عهد جمهورية كردستان (مهاباد)، فإن الغدر بالدكتور شفان وأصدقائه، القضاء على حركات الحرية في روجهلات، التعاون مع دولة الاحتلال التركي للقضاء على حركة الحرية الكردية، فإننا سوف نكتب عنها لسنوات ولن ننتهي. لذلك دعونا ننظر إلى يومنا الراهن، فإذا نظرنا إلى حادثة الاستيلاء على الأقنعة الواقية من الأسلحة الكيماوية التي تستخدمها الدولة التركية في زاب ضد كريلا حرية كردستان، وكذلك استقبال قاتل الآلاف من النساء والأطفال وأبناء شعبنا في عفرين وكذلك رئيس حزب هدى بار، الذي تعهد بقتل الشعب الكردي، سوف نفهم ونكتشف خيانة عائلة البرزاني بأوضح صورة.

مجزرة هولير إحدى هذه المجازر التي ارتكبتها خيانة عائلة البرزاني.

نحن كأهالي مخيم الشهيد رستم جودي شهدنا عن قرب هذه الخيانة التي ارتكبتها عائلة البرزاني. نحن أبناء المجتمع في المخيم كنا نناضل منذ سنوات ضد وحشية ومحاولات الاستسلام التي تفرضها الدولة التركية المحتلة. لكي لا نتنازل عن هويتنا الكردية، تركنا أماكننا وانتقلنا إلى باشور كردستان. حيث كان من المفروض أن باشور محررة، وتأسست هناك إرادة كردية. لكن للأسف كما يقولون "الخيال مختلف عن الواقع" في جنوب الوطن شهدنا حقيقة هذه المقولة بأقسى طريقة. منذ عام 1994 وحتى يومنا هذا، نرى هذه الخيانة الخطيرة لعائلة البرزاني في أقسى الصور.

لقد جربت الدولة التركية المحتلة ولا تزال تجرب كل السبل والوسائل للقضاء على حركة حرية الشعب الكردي وإبادة  الشعب الكردي.  لكن أكثر السبل التي جربتها هي سبيل الخيانة. ومع الأسف فإن الشعب الكردي، وبشكل خاص المجتمع في مخمور عانى كثيراً من هذه الخيانة.

في عام 1997 واجهنا وجه الخيانة بأقسى الأشكال. في عام 1997 قتل العشرات من أبطال الشعب الكردي على يد الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة هولير. الثوار الذين قاتلوا وناضلوا ضد الدولة التركية لسنوات في كل الظروف الصعبة، قُتلوا على يد الكرد الخونة.

محمود آفاروف (والدي) كان أحد هؤلاء الأبطال

عندما كنا نقيم في المخيم وسمعنا أن والدي انتقل إلى باشور، كنا سعداء جداً. كان سبب سعادتنا أننا سوف نرى والدنا الذي لم نره أبداً. على الرغم من أنه لم يكن بيننا، إلا أنه كان في باشور وكان قريباً منا، ويمكن أن نلتقي به. لكن ما فعلته بنا الدولة التركية، فعله بنا أيضاً الكرد الخونة في باشور أيضاً. لسنا الوحيدين الذين عانينا من آلام الخيانة القاسية، فقد عانى آلاف الأشخاص مثلنا وما زالوا يعانون.

ليس من الضروري أن أخوض في عمق هذه المجزرة، لأن هذه الخيانة التي ارتكبتها عائلة البرزاني كما قلت في البداية ليت أمراً مضى عليه الوقت وكأنه شيء حصل ومضى. بل إن هذه الخيانات ووجوههم القذرة تظهر بوضوح اليوم أيضاً. أليسوا هم الذين يعتقلون الساسة والثوار الذين حاربوا من أجل حرية الشعب الكردي لسنوات، وسلموهم لأعداء  الشعب الكردي. أليسوا هم  من يستقبل قتلة الشعب الكردي على السجادة الحمراء؟ أليسوا هم الذين يبيعون أنفسهم ويقتاتون على دماء الشعب الكردي كل يوم؟

لذلك فإن جراحنا سوف تظل تنزف وسوف تفتح جراح جديدة في أجسادنا وعقولنا، إذا لم يتم  قطع وتجفيف جذور الخيانة القذرة.

لكي نتمكن من مداواة جراحنا والحد من فتح جراح جديدة، نحتاج إلى اقتلاع الجذور الفاسدة التي زرعها الأعداء في أجسادنا. إن السبيل الوحيد للتخلص من جذور الخيانة هذه هو تصعيد النضال والمقاومة ضد الخيانة. كلما تصاعد نضالنا وكلما عززنا تنظيمنا سنتمكن من مداواة جراحنا. عندها سنتمكن من الوفاء بالتزامنا بذكرى الأبطال.

في شخص والدي، أستذكر بإجلال  كل شهداء مجزرة هولير وشهداء حرية الشعب الكردي. وعهدنا هو النضال ضد الخيانة أضعافاً مضاعفة من نضالنا ضد الاحتلال".