ماذا ناقش البارزاني في زيارته الأخيرة إلى بغداد...؟

قالت أوساط سياسية كردية إن زيارة رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني لبغداد لم تسفر عن أي اختراقات فعلية في القضايا الخلافية بين الطرفين، ولاسيما فيما يتعلق بملف النفط والغاز.

أشار مصادر لوكالة روج نيوز إلى أن البارزاني زارة بغداد بدعوة من الدولة التركية لتقليل غضب العراقي ضده بعد ارتكبتها بحق السياح في زاخو.

قالت صحيفة العرب اليوم إن “أوساطا أوساط سياسية كردية قالت إن زيارة رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني لبغداد لم تسفر عن أي اختراقات فعلية في القضايا الخلافية بين الطرفين، ولاسيما فيما يتعلق بملف النفط والغاز، في ظل تمسك الطرفين بموقفهما.

تحذر هذه الأوساط من أن استمرار الخلافات بين بغداد وأربيل حول النفط والغاز ستكون له تداعيات خطيرة، حيث إنها تعطل مناخ الاستثمار في هذا القطاع، لاسيما مع إبداء عدد من الشركات الغربية نيتها الانسحاب وإعلان بعضها تعليق مشاريع جديدة كانت تعتزم القيام بها داخل الإقليم.

وزار البارزاني يوم السبت إلى العاصمة العراقية بغداد، في زيارة هي الثانية له منذ تسلمه منصبه قبل نحو ثلاث سنوات، حيث تصدر ملف النفط والغاز أجندة الزيارة.

وعقد رئيس حكومة الإقليم، التي تتمتع منذ تسعينيات القرن الماضي بحكم ذاتي، لقاءات مع كل من رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ورئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي، ورئيس المجلس الأعلى للقضاء فائق زيدان.

وأعلن بيان صادر عن مكتب الكاظمي أنه تم الاتفاق على “تعميق الحوارات بين وزارة النفط الاتحادية ووزارة الموارد الطبيعية في الإقليم، لمعالجة القضايا العالقة، واستمرار العمل للوصول إلى حلول مشتركة، وتحقيق حالة التكامل في إدارة الملف النفطي”.

وفي المقابل لم يصدر عن البارزاني أي موقف عن الزيارة التي قام بها لبغداد، وتوضح الأوساط السياسية الكردية أن ذلك يعود إلى أن زيارة رئيس حكومة كردستان لم تكن على قدر التطلعات، حيث إن السلطة المركزية في بغداد تتمسك برؤيتها للتسوية المستندة إلى تنفيذ قرار صادر عن المحكمة الاتحادية العليا في فبراير الماضي، والذي يقضي بتسليم النفط المنتج على أراضي كردستان إلى الحكومة المركزية، مانحاً بغداد الحقّ في مراجعة العقود النفطية مع الإقليم وإلغائها”.

وبحسب مصدر سياسي عراقي ومصادر صحفية لوكالتنا، فإن الهدف من الزيارة المفاجئة لرئيس حكومة إقليم كردستان مسرور بارزاني إلى بغداد كان لمناقشة مجزرة الدولة التركية في زاخو ولتقليل الاحتجاجات ضد الاحتلال التركي.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها وكالة روج نيوز، فإن “مسرور بارزاني زار بغداد بناء على طلب السلطات التركية ولعب دور الناقل أو الوسيط”.

وبحسب المصادر ذاتها، “فقد بعثت الدولة التركية برسالة إلى السلطات العراقية عبر مسرور بارزاني أبلغتها أنها إذا لم تتخذ قرارات قاسية ضد الدولة التركية وتتخذ خطوات ضد تركيا ولا تسبب أي مشاكل، فإن الدولة التركية مستعدة لتعويض عائلات الضحايا!”.

وأشار المصدر إلى أن العراق يريد إغلاق معبر إبراهيم خليل الحدودية كاحتجاج ضد الاحتلال التركي، لذلك طالب البارزاني العراق بعدم اتخاذ مثل هذه الخطوة.

ولم يشر المصدر إلى ما إذا كانت السلطات العراقية وافقت على مناقشة هذا الموضوع مع البارزاني أم لا، كما لم يعرف ردها بعد.