قراءة رسالة القائد آبو ورفع صورته في مدينة وان الكردستانية

تم قراءة رسالة القائد آبو خلال فعالية 8 آذار التي تم تنظيمها بمناسبة يوم المرأة العالمي ورفع صوره في مدينة وان الكردستانية.

اجتمعت آلاف النساء في مدينة وان للاحتفال بفعالية يوم 8 آذار يوم المرأة العالمي التي تم تنظيمها في حديقة موسى عنتر للسلام تحت شعار " نحن ننتفض ضد إبادة المرأة، ونسير نحو الحرية " مرددين دون توقف شعارات " المرأة، الحياة، الحرية "و" لا حياة بدون القائد ".

حيث تم قراءة دعوة القائد آبو ورفع صوره خلال الفعالية.

وجاء في نص رسالة القائد آبو، ما يلي:

” إن مبدئي الأساسي هو حياة ملحمية معكن!

إنني أدرك أنكنّ تختبرنَ الواقع الإنساني بكل أشكالها في الأرض الوجودية، أنتنّ نساء لديكنّ قيم ساحرة، لم أتخلى عن الحياة معكنّ على الإطلاق، أصبحت هذه الحياة بهذه الحالة مبدأ حياتي الأساسي الذي يبقيني على قيد الحياة، ولكن، ولأول مرة، سيكون الواقع مهيباً وحراً لهذه الدرجة، وسيكون مهيباً مثل البدايات الأخرى في مزوبوتاميا، ربما أيضاً قد حصل ذلك بالفعل، ولا تزال قضية حرية المرأة تحافظ على أهميتها، حيث إن المرحلة التشاركية الديمقراطية هي نسخة محدّثة من التنشئة الاجتماعية للمرأة الرائدة، ولا يمكن اكتساب الحقيقة الاجتماعية إلا من خلال هذه الأسلوب، وما لم يتم هزيمة ثقافة الاغتصاب/التحرش الجنسي، لا يمكن أن تبرز الحقيقة الاجتماعية إلى الواجهة في مجالات العلوم وعلم الجمال والدين، وكما أثبتت الماركسية، فإن نجاح الاشتراكية لن يكون ممكناً، ما لم يتم خنق واستئصال الثقافة الذكورية المتجذرة في مجتمع العصر الجديد، فالطريق إلى الاشتراكية يمر عبر حرية المرأة، وما لم تتحقق حرية المرأة، لا يمكنكم أن تكونوا اشتراكيين، ولا يمكن للاشتراكية أن تتحقق، ولا يمكن الوصول إلى الاشتراكية بدون الديمقراطية، فأول اختبار لي مع الاشتراكية، تحدد بكيفية أسلوب التحدث إلى امرأة، ومن لا يعرف كيف يتحدث إلى امرأة لا يمكن أن يكون اشتراكياً، حيث أن اشتراكية الرجل مرتبطة بنوع علاقته مع المرأة.

إن القداسة تخص المرأة، فهي تمثل الكون بذاته، أما الرجل فهو كوكب منحرف يدور في فلك هذا الكون، والمرأة هي التي أوجدت اللغة عند مناداتها للطفل لأول مرة، فالمرأة هي مبتكرة الثقافة، والمرأة هي مبتكرة المجتمع، فالقداسة والألوهية ينتميان أيضاً إلى المرأة، ولقد طوّرتُ للمرأة أيديولوجية تحرير المرأة مكونة من أربع طبقات، إنها نظرية، ثقافة المرأة الرائدة، عصر الآلهة في الفترة ما بين الألف العاشر والألف الرابع قبل الميلاد، وتبدأ الديانات التوحيدية مع بابل، حيث تُعتبر الملحمة البابلية هي ملحمة استعباد المرأة، وخلق الملحمة البابلية هي إحدى الركائز الأساسية في أساطير مزوبوتاميا، وقد بدأت ثقافة المرأة في الاندثار في الفترة ما بين الألف الرابع والألف الثاني قبل الميلاد، وبعد أن دُمرت ثقافة المرأة الرائدة، ظهرت امرأة القصر مع الميتانيين، وكانت نفرتيتي أيضاً امرأة من القصر، لقد تحولت امرأة القصر في تلك الفترة خلال المرحلة التاريخية إلى ربة منزل في هذا العصر، وكما تعلمنَّ أن هناك ثقافة وتقاليد الساتي، ففي الثقافة الساتية، يتم إلقاء المرأة في النار وحرقها، وكانت هذه الممارسة الأكثر شيوعاً في عام 1832، وفيما بعد، وضع البريطانيون حداً لهذه الثقافة.

إن الانبعاث الذي سيحدث مرة أخرى مهم جدًا، لا ينبغي تقييم المرأة من حيث المعايير البيولوجية، بل من حيث المعايير الثقافية والاجتماعية والتاريخية، كما تقول سيمون دي بوفوار: "المرأة ليست من الولادة بل من الوجود"، أنا لست ضد الحب والزواج، ولكن، يتم ارتكاب العديد من جرائم القتل الوحشية كل يوم باسم الحب، كيف يقتل المُحب حبيبه؟ هذا ليس حباً، حتى الآن، أقدمت العديد من النساء على الانتحار بسبب هذا النوع من العلاقات، كما أن هناك ثقافة المرأة الحرة، المستوى الذي وصلتنّ إليه قريب من هذه الثقافة، المرأة تحاول أن تخرج خارج حدود الامومة والزوجة، ولكنكنّ لا تزلنَ تحصلن على 10 % من ثقافة حرية المرأة، والشيء الأساسي هو محاربة العقلية، النظام الاجتماعي الذي يهيمن عليه الذكور يخلق العديد من المشاكل للنساء، هناك عنف، وهناك استغلال، وهناك زنا المحارم، وهناك اغتصاب، والفتيات معرضات للقتل، ماذا ستفعلنَ عندما يُقتل الأطفال في المستقبل...؟ عندما أتحدث عن ثقافة الساتي، فإنني ألفت الانتباه إلى هذه الحقيقة، يجب عليكنّ محاربة هذه الثقافة والعقلية بهذا المفهوم، في هذا المجال لديكم نواقص وخلافات، حرِّرنَ أنفسكن من هذه النواقص والخلافات.

إن قضية المرأة أعمق من قضية الشعب الكردي، هناك مثل هذه المشكلة، في هذا المجال حققنا بداية صغيرة، إن ثقافة الحرب والصراع تُمارس بالأكثر ضد المرأة، إن هزيمة هذه الثقافة هي المُحرِّك لنضالنا، والسياسة الديمقراطية هي روح هذا العصر، ولغة هذا العصر هي لغة السلام، دعوة "السلام والمجتمع الديمقراطي" هي في الوقت ذاته نهضة من أجل المرأة، أحيّي النساء اللواتي يستمعنَ إلى ندائي، ويؤمننَّ بالعيش المشترك، بعشق مم وزين، وبعشق درويش عفدي الحديث، وأبارككنّ بيوم 8 آذار اليوم العالمي للمرأة العاملة.

مع تحياتي ومحبتي".