بخصوص الوضع في العراق وفي جنوب كردستان والتطورات والأزمة في العراق وفي جنوب كردستان، أجرى لقاء مؤلف من قسمين مع السياسي المعروف من جنوب كردستان محمد أمين بنجويني.
يتضمن القسم الأول الوضع في العراق والأزمة وتدخلات القوى الخارجية في العراق وأسباب فشل تشكيل الحكومة العراقية.
بناءً على مطالب الشعب، أجريت انتخابات مبكرة في 10 تشرين الأول 2021، لقد مر قرابة 9 أشهر على الانتخابات، لكن لم يتم تشكيل الحكومة، ما هي المشكلة الرئيسية التي تقف عقبة أمام تشكيل الحكومة؟ من هي الأيادي الأجنبية التي تتدخل في الشأن العراق؟
هناك أسباب عديدة، منها تدخل دول الجوار والدول الكبرى، إيران تسعى لتعزيز وجودها في العراق من الناحية السياسية والاقتصادية والعسكرية، إيران تعتبر نفسها صاحبة العراق وتريد تسليم السلطة في العراق للشيعة، والآن هي في أيديهم، لا يريدون التخلي عنها بسهولة، سبب آخر هو الخلافات بين أمريكا وإيران، كانت إيران وأمريكا في مشاكل مع بعضهما البعض خلال الحرب الباردة، كلاهما يريد زيادة سلطتهما في العراق، ينقسم الشيعة في العراق إلى قسمين، جزء يخص إيران وجزء يخص السيستاني الموجود في النجف، لا يزال لبريطانيا يد في العراق، أيضاً، من ناحية أخرى، تدخلت تركيا في العراق، هم على اتصال بشكل خاص مع العرب السنة من الإخوان، بالإضافة إلى ذلك، أصبحت النزاعات بين الكرد أحد أسباب عدم تشكيل الحكومة، هذه كلها أسباب رئيسية لعدم تشكيل الحكومة حتى الآن.
ماهي المشاكل الداخلية بين الطراف العراقية...؟ لماذا لا يستطيعون تشكيل الحكومة...؟ فهل بسبب أنهم لا يثقون ببعضهم البعض...؟
الشيعة لا يتخلون عن الحكم، وهي تملك نفوذ في العراق، يبلغ تعداد الشيعة في العراق قرابة 65 بالمائة، على الرغم من أن الدستور الذي تم وضعه كان جيدًا حسب كلامهم، إلا أنه "دستور ديمقراطي توافقي"، واتفق السنة والشيعة والكرد على ذلك، تسبب انتاج النفط العراقي، إلى عدم اتفاق السنة والشيعة، وكذلك عدم الاتفاق بين الكرد والحكومة المركزية، وظهور صراع بينهما، كما أدى إلى عدم اتفاق الشيعة التابعون لإيران والتابعون للنجف وحدوث أزمة بينهم، عند النظر إلى هذا بشكل عام، فإن كل هذه الأسباب أدت إلى عدم تنفيذ الدستور. كما أنهم لم يتمكنوا من تشكيل حكومة حتى بعد هذه الانتخابات الجديدة، محاولات كل القوى والجماعات والاحزاب هي للحصول على المزيد من اموال النفط، الحرب كلها من أجل النفط، كما زادت عليها القضايا الطائفية، كما تم بحث قضية الشعب والأمة، القضية الأهم هي من سيكون في السلطة ويستولي على أموال النفط.
مالذي يجب فعله من أجل التخلص من هذا الوضع...؟
من أجل حل كافة المشاكل هناك حاجة إلى دستور أساسي، تضمن حقوق كافة القوميات والمكونات، كان قد وافق ثمانون بالمائة من الشعب العراقي على هذا الدستور، كل الأطراف سواءً كانوا كرداً أم عرب أم شيعة أم سنة أو مكونات أخرى، حينما يستلمون السلطة لا يطبقون الدستور مثلما هو، فلو تم تطبيق الدستور لن تبقى مشكلة بين الكرد والحكومة المركزية، إذا كان بإمكانهم الحد من نفوذ الدول الأجنبية التي تؤثر على العراق مثل تركيا وإيران، وإذا تمكنوا من منع الدول الأجنبية من الدخول إلى الاراضي العراقية، فيمكنهم حل جميع المشاكل وفقًا للدستور، ولكنهم لا يسمحون بذلك، قد يتم تشكيل الحكومة في الأشهر المقبلة، هذا رأيي الشخصي، أتوقع أن تندلع حرب كبيرة في العراق، ممكن أن تكون بين الشيعة أنفسهم، أو بين السنة والشيعة مرةً اخرى، أو بين الكرد والحكومة المركزية، ثلث المساحة التي يسيطر عليها الكرد محتلة من قبل الدولة التركية، ومن المتوقع أن تحتل المزيد، الأحداث أكدت ما قلناه قبل 5 سنوات من الآن، ان الدولة التركية احتلت قسماً من جنوب كردستان وتحتل قسماً من العراق ، نقول هذا منذ 5 سنوات، أن القضية ليست حزب العمال الكردستاني وليست قضية " القضاء على الإرهاب"، يل احتلال جنوب كردستان واحتلال الموصل وكركوك، الآن باتت تؤمن القوى السياسية في العراق بما قلناه قبل 5 أو 6 سنوات، إن حزب العمال الكردستاني والكريلا كانوا قد حذروا من هذا الشيء وأنهم لم يأتوا إلى هنا من أجلنا، بل جاؤوا بهدف الاحتلال، الآن، أدلى وزير الخارجية العراقي ببيان في مجلس الأمن للأمم المتحدة وقال:" إن تركيا تحتل قسم كبير من العراق وإقليم كردستان، يجب عليها الخروج" الان فقط وصلوا إلى تلك القناعة.
من أجل الحد من تدخل الايادي الخارجية في العراق، مالذي يجب فعله دون انحياز...؟
لا يمكن، هناك جهود، ولكن أي نوع من الجهد، تريد أمريكا قطع أو تقليص نفوذ إيران في العراق، في الوقت نفسه، تريد إيران أيضاً تقليص السياسة الأمريكية والأطراف المرتبطة بها، من ناحية أخرى، تستعد تركيا لاحتلال جزء من العراق، من الموصل إلى كركوك وخانقين، توجد معظم الثروة الموجودة فوق وتحت الأرض في هذه المنطقة، برأيي أن الحرب ستقع، سوف تسيل الدماء، حسب توقعي، ستأتي القوات الأمريكية والبريطانية إلى المنطقة بطريقة سياسية وعسكرية مرةً أخرى، هذه المشكلة سوف تُحَل بأيديهم، أو بالعكس، إذا حدث تغيير في إيران وتركيا، وإذا حدث تغيير في هذين البلدين، فقد يكون هناك تغيير تدريجي في العراق أيضاً، أعتقد أن الحل الأقرب هو أن الحرب ستندلع، وهذه الحرب والصراعات الحالية ستستمر حوالي 8-10 سنوات، بعد ذلك أية قوة ستنتصر، فسوف تكون قادرة على إحلال السلام والأمن في المنطقة.
ما هو اقتراحكم من أجل خروج العراق من هذا الوضع...؟
الشيء الأفضل للعراق هو ان يتفق الشيعة فيما بينهم والكرد يتفقون فيما بينهم، هناك خلافات داخل السنة، ولكن بفضل الدول العربية والسعودية، يقوم آخرون بتنظيم أنفسهم، فلو اتفق كل هؤلاء، وأيضاً الاتفاق فيما بينهم حول تقاسم البترول ومشتقاتها، والاتفاق أيضاً حول تقاسم الحكومة بين الأطراف، حينها تنحل المشاكل، لماذا أقول ذلك، من أجل التخلص من هذا الوضع، يلزم 8 أو 10 سنوات وذلك من أجل أن تتشتت هذه القوى وتتقلص نفوذهم، وتتبدد طاقاتهم، حينها سيستمعون لبعضهم، فإذا اتفقوا فيما بينهم، من الممكن تشكيل حكومة خلال عدة أعوام.