كانوا ست رفاق ...الشهداء هم منابع القوة
يُعتبر جبل آغري من أعلى الجبال في شمال كردستان، والهيبة العظيمة التي يملكها هذا الجبل تجعل من كل مقاتل في قوات الكريلا يعشقه.
يُعتبر جبل آغري من أعلى الجبال في شمال كردستان، والهيبة العظيمة التي يملكها هذا الجبل تجعل من كل مقاتل في قوات الكريلا يعشقه.
عند كتابة الكريلا لمذاكرتها اليومية يعبر عن كل ما يجول في داخله من مشاعر، هذه الذكريات التي كتبها المقاتل "آغري آزاد" في مذكراته اليومية في العام 2022 على قمم جبل آغري الواقعة في منطقة سرحد والتي تحدث فيها آغري آزاد عن الكريلا الذين استشهدوا في جبل آغري.
نور وجوههم أضاء العالم
هنا، يتحدث مقاتل الكريلا "آغري آزاد" عن جمال وجه جميع المقاتلين الستة الذين كانوا رموزاً للحرية واستشهدوا ببطولة كبيرة في جبل آغري، ويقول؛ "حسناً، أيها الرفاق، انظروا إلى جبال آغري، كيف انتابه الحزن اليوم على مقاتليه الأبطال الذين استشهدوا بتاريخ 31-12-2020، لن ينتهي حزن جبل آغري حتى يُأخذ بثأر هؤلاء الرفاق؛ آغري الصغير يبكي ويصرخ وينادي على آغري الكبير: " إلى متى، سيجري الحال على هذا المنوال أيها الكبير؟ كم سنفقد بعد المزيد من الرفاق المقاتلين؟ كانوا ست مقاتلين، كانوا ست رفاق، كانوا ست رفاق يصرخون وينادون: أيها الرفاق "سرخابون، لقمان، باران، عاكف، شرفان، أصلان"، كنتُ أقول بأن يتم دفع ثمن هذه الحرية، ولكن لم أكن أتصور بأن يكون الثمن كبيراً إلى هذا الحد، يلتف إلى جبل آغري الكبير ويقول: هل ترى؟ شاهد كيف ضحى هؤلاء المقاتلين بأرواحهم من أجلنا، انظر إليهم كيف تم صفهم، الرفيق شرفان الآن أمام الرفيق سرخابون، وعاكف، ولقمان، وأصلان، والرفيق باران يليهم في الصف، إن نور وجوههم أضاء العالم، أنظر إليهم يا آغري، كيف يمسكون بأيدي بعضهم البعض، يتأملون في وجهي ووجهك أيها الجبل ويقولون "لم يتبق سوى القليل، لم يتبق سوى القليل" كل واحد منهم في يده حمامة، لقد كانت حمائم الجميع بيضاء، وكانوا ينظرون إلى بعضهم ليجعلوا حمائمهم تطير سويةً إلى السماء، حلّقوا بحمائمهم والتفتوا إلى الرفاق الذين كانوا خلفهم ليودعوهم، واستمروا في سفرهم، ولكن الابتسامة لم تفارق وجوههم".
الشهداء هم منابع القوة والشموخ
يقول الكريلا "آغري" إن تحرير كردستان لن يأتي بدون ثمن ويؤكد على أهمية الشهادة ويقول؛ "آغري الكبير بذاته متأثر جداً بهذا الوضع، لكنه لا يريد أن يُشعر الآخرين به، ويحبس دموعه حتى لا تنهمر، يتحدث بصمت في نفسه ويقول: آه، آه يا آغري الصغير، أنا أقدّر مكانة مشاعرك وآرائك وصرخاتك، وينتابني الآن رغبة كبيرة بأن أصرخ وأنادي بصوتٍ عالٍ، لمــــاذا؟
لكن أعلم جيداً بأن عدونا سيكون سعيداً بهذه الصرخة، لذا سأخفي صراخي، أيا آغري، ارفع رأسك وأنظر حولك، واشعر بقائدنا، ألم نكن أنا وأنت اللذان قال عنهما العدو: لقد دفنتُ كردستان التي كنتم تبحثون عنها في قمم جبل آغري وصببتُ الإسمنت عليها، تأمل أيها الجبل وانظر من أيقظ هذا الشعب ومن أيقظني وأيقظك من السبات العميق، ألم يكن القائد "أوجلان"؟ ولأجل ذلك انتفض القائد وقال لنا ولكل العالم "إن تحرير كرستان هو تحرير هذا الشعب"، إن تحريري وتحريرك من هذه الحدود المصطنعة سيكلفنا الكثير من التضحيات، لأن بلوغ الحرية ليس بالأمر السهل، فنحن ندفع منذ سنوات أثماناً باهظة من أجل ذلك، امسح دموعك ولتكن على علم بأنه للوصول إلى المستويات العالية والكبيرة ولتحقيق أهدافك، يتم دفع أثمان باهظة للغاية، فالشهادة هي أساس الحياة الحرة، والشهادة هي منابع القوة، نحن نستمد قوتنا من هؤلاء الرفاق الشهداء، فالوعد الذي قطعنه للشهداء، هو أننا لن نترك دمائهم تذهب سدى وسنسير على خطاهم"
وهنا يعبر آغري عن غضبه من المحتلين ويعد بالانتقام للشهداء، " قم يا آغري الصغير وارفع رأسك وانظر لـ آغري الكبير وشاهد مقاتلو الحرية، مهما حدث فلن ندع عدونا يستهزء بنا، فبغض النظر عن حجم ومقدار ما نقدمه من أثمان باهظة الثمن، فيحب علينا أن نملأ الأرض من تحت أقدامهم بالثعابين والعقارب.
أسند آغري الصغير رأسه على ركبة آغري الكبير، متأملاً الشمس، وهو ينظر إلى الحمائم الست التي تطير حول الشمس، ومن ثم قال آغري الكبير لـ آغري الصغير: قم، لم يتبق سوى القليل، سنقضي على سطوة هؤلاء المتسلطين، انهضوا يا مقاتلي الحرية، فعيونهم علينا، قم ولنمسك بأيدي بعضنا مع مقاتلي الحرية، قم، فلقد حان وقت تحرير القائد "أوجلان"، قم وانهض، لقد حان وقت الانتقام للشهداء، وحان وقت استقلال كردستان ".