كان يريد أن يحارب مثل سمكو سرهلدان

كان المقاتل "سنكر بولا" من قوات الدفاع الشعبي-HPG ، الذي استشهد في 11 تموز\يوليو 2018 في منطقة أمانوس خلال غارة جوية للدولة التركية، واحداً من آلاف الأبطال الذين تركوا بصماتهم على تاريخ نضال الشعب الكردي.

عندما ينظر سنكر بولا (جمال حسن نجاد) إلى ثوار هذه الأرض الذين يضحون بأرواحهم على الجبال من أجل حرية هذه الأمة ويقاتلون بروح فدائية جنباً إلى جنب مع رفاقهم في الخنادق ضد أعداء كردستان، يقول لنفسه: "لماذا أنا جالس هنا ولا أقاتل من أجل هذه الأرض الخاضعة لسيطرة المحتلين؟ هل دمي أغلى من دمائهم؟ وهل أنا مثلهم لا تجري دماء هذا الوطن في عروقي؟ القضية لها معاني سامية ويتوجب عليّ أن أحارب من أجل نبع دمائي ومن أجل وطني الذي تم احتلاله". لم يقبل ضمير جمال تلك المساواة وقرر أن يتوجه هو الآخر إلى أحضان طبيعة كردستان ويقاتل إلى جانب الشباب الثوريين على أرضه ضد المحتلين لكردستان. كان جمال يعرف بأن المكان الذي يريد أن يقود فيه هذا النضال هو جبال كردستان الحرة وحزب العمال الكردستاني، عندما التقى جمال بحزب العمال الكردستاني لأول مرة ، أدرك أن حزب العمال الكردستاني حركة جادة وحركة إنسانية لجميع الأشخاص المحبين للحرية. عندما تعرف جمال على حزب العمال الكردستاني لأول مرة، أدرك أن حزب العمال الكردستاني حركة جادة وحركة إنسانية لجميع الأحرار. وإنطلاقاً من هذا الأساس، انضم إلى صفوف قوات الكريلا في العام 2015، إن الشعور الذي كان ينتابه في ذلك الوقت، والذي دفعه للقتال إلى جانب رفاقه في الطبيعة الخلابة لكردستان ضد العدو المتعطش للدماء، كان السبب لأن يسمي نفسه "سنكر بولا" وأن يجعل من صدره درعاً مثل خندق فولاذي ضد أعداء أرضه، وعدم السماح بانتهاك المزيد من حقوق شعبه وأرضه.

الفلسفة الآبوجية هي كالبحر

عندما كان يذكر اسم حزب العمال الكردستاني على لسانه، كانت ترتسم ابتسامة خافية على شفتيه، مع الحديث حول حزب العمال الكردستاني كانت تلك الابتسامة تتحول إلى ضحكة وتلك الضحكة تبقى على شفتيه إلى الأبد، لقد وجد سنكر هذه الحياة الجديدة بالنسبة له أنها حياة لا مثيل لها، والحياة الرفاقية التي وجدها ضمن حزب العمال الكردستاني لم يسبق أن رأى مثيلاً لها في المجتمع، وهذه الحياة الرفاقية كانت السبب في جعل سنكر يعشق أكثر حياة الكريلا والرفقة الفريدة لرفاقه.

إن التفاني الذي وجده لدى رفاق دربه خلقت في ذاته شخصية مضحية، فالشجاعة والقوة التي وجدها لدى الكريلا، تطورت لديه رويداً رويداً، وجعلت منه شخصاً لا يهاب من أي عدو، ويخطو خطوات في الحياة الثورية من خلال الثقة بشعبه. إن الأمل الذي وجده في هذه الحركة والشعب الكردي جعله يثابر على الانتصار ويطور نفسه أكثر ليضمن ذلك، كان سنكر يتحدث عن مشاعره أمام حزب العمال الكردستاني وكينونة حزب العمال الكردستاني، "يمكن للمرء أن يتحدث عن حزب العمال الكردستاني وكينونة حزب العمال الكردستاني ، لكن لا يمكنه وصف هذا الشعور الداخلي بشكل عام، حتى لو تحدث عنه لسنوات، لا يمكنه وصف عظمة وحياة وحقيقة حزب العمال الكردستاني. فالفلسفة الآبوجية هي بحر، ومهما تحدث الإنسان عنها، فلا يمكنه حتى الحديث عند قطرة واحدة من ذلك البحر، ومن خلال الفلسفة الآبوجية والهدف الذي نقاتل من أجله، لا نخشى أي عقبات وحيثما تكون هناك حاجة، سنواصل نضالنا هناك، وكما قال الشهيد قاضي محمد: "إذا كان هنالك حاجة إلى رأسٍ واحد من أجل الحرية، فليكن ألف رأس قرباناً لها"، وإنطلاقاً من هذا الأساس، نحن أيضاً نكافح ونطور أنفسنا."

كان يصدر من صوته صدى الوفاء للوطن والشعب

لقد نشر سنكر صوته الجميل في نسمات صمت الطبيعة وملئ طبيعة كردستان بألحان جميلة بصوته المؤلم، عندما كان يبدأ في لحن الأغاني، كان يرفع من حماسة الطبيعة الخلابة لكردستان، وينثر الطمأنينة بصوته الجميل في آذان رفاقه وكائنات الطبيعة، كنا نشعر في لحن صوت الرفيق سنكر الذي يصدح به وكأنه لحن فريد من نوعه في الطبيعة بكل العواطف والملذات في قلبه، وكان يصدر من صوته صدى شعور الوفاء للوطن والشعب، لقد أسر هذا الصدى جميع العقول الحالية.

كان حلمه هو أن يضرب العدو في مكانٍ لم يكن يتصوره

لقد جعل سنكر من الشخصية الثورية العظيمة وعكيد شرق كردستان الشهيد سمكو سرهلدان بالنسبة له الأساس الثوري والحياة الحقيقية، كان يريد أن يسير على الدرب الذي مر به الرفيق سمكو ويتوجه إلى مناطق ديرسم والبحر الأسود، من أجل أن يأسر قلوب شعب تلك المنطقة ويقاتل من أجل ذلك الشعب مثل الرفيق سمكو، كان حلمه هو أن يوجه الضربات للعدو في مكان لا يتوقع وجود الكريلا فيه، لقد أراد أن يثبت للعدو المحتل بأن لحزب العمال الكردستاني مقاتل من كريلا قادمٌ إليك من شرق كردستان ويوجه لك ضربات مع رفاقه في منطقة خاضعة لسيطرتك، وهذه بحد ذاته أكبر معركة ضد ذلك العدو، وبهذا الموقف، أراد أن يثبت أيضاً أن كردستان جزء واحد وبأنه مستعد للقيام بواجبه الثوري من أجل حرية كردستان في كل جزء من أجزاء كردستان، وفي عام 2017، وبناءً على اقتراحه، توجه الرفيق سنكر إلى إيلة أمانوس وواصل نضاله الثوري هناك، وقد خلق ذهابه إلى منطقة أمانوس شعوراً بالرضا في نفسه، وبهذا الشعور، سارعلى طريق أمانوس الوعر والصعب، حتى وصل إلى طبيعة أمانوس الخلابة، وهناك واصل نضاله الممزوج بشعور الانتقام والكراهية ضد العدو المحتل لجميع شهداء درب الحرية، وقام بواجبه في النشاطات الثورية بروح فدائية.

بقي خالداً إلى الأبد في قلوب رفاق دربه

كان سنكر يعلم بأنه لا يوجد مكان للموت لدى حزب العمال الكردستاني، فالمستوى الأخير لمقاتلي الكريلا هو أنهم يصلون بشموخ إلى المرتبة العالية للشهادة، والتي يعتبرها سنكر أيضاً هي حياة جديدة، كان يعلم أيضاً أنه حتى بعد الاستشهاد ضمن حزب العمال الكردستاني، سيبقى دائماً حياً على الدوام في قلوب رفاقه وفي التاريخ الذي كتبه مع رفاق دربه.

وفي 11 تموز/يوليو 2018، ونتيجةً لغارة جوية للدولة التركية المحتلة على منطقة أمانوس، انضم سنكر إلى قوافل الخالدين وترك بصماته في كتاب تاريخ نضال الشعب الكردي وبقي خالداً في نفوس رفاق دربه، وكما كان يعلم هو بنفسه، أنه طالما بقي هنالك ثائر في كردستان، سيعيش سنكر إلى الأبد.