كالكان: حزب العمال الكردستاني حوّل الكرد إلى قوة منظمة ـ تحديث

قال عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان: "لقد كسر الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني هيمنة العدو، ورفع وعي المجتمع الكردي، وخلق فيه الشجاعة والتضحية والإرادة، وجعله قوة منظمة، وقام بتدريب وتنظيم المرأة الكردية".

وأوضح كالكان أنه قبل تأسيس حزب العمال الكردستاني، كان الشعب الكردي يخفي هويته إلى حد ما، وقال: "لكن الآن أصبحت هوية تسلط الضوء على الإنسانية، اليوم الشعب الكردي الذي كان يهرب من لغته وكان مضطهداً قبل 50 عاماً يردد الشعارات باللغة الكردية وشعار المرأة، الحياة، الحرية، بالطبع كل هذا تحقق من خلال النضال".

وأجاب عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني دوران كالكان على أسئلة وكالة فرات للأنباء ANF بمناسبة الذكرى السنوية الـ 44 لحزب العمال الكردستاني,و الجزء الأول من المقابلة كالتالي:

يستقبل حزب العمال الكردستاني ويبارك بالذكرى السنوية الرابعة  والأربعين لتأسيسه وفي نفس الوقت هناك مسيرة قيادية مستمرة منذ أكثر من نصف قرن، ما حقيقة القيادة التي تجسدت خلال فترة نصف القرن هذه؟

أن مؤسس حزب العمال الكردستاني والشخص الذي أوصله إلى يومنا هذا هو القائد أوجلان، في البداية، أحيي المقاومة التاريخية في إمرالي والقائد أوجلان، نحن في العام الخمسين للقيادة والحزب، وندخل الذكرى السنوية الخامسة  والأربعين لحزب العمال الكردستاني،  وعليه أهنئ جميع رفاقنا وشعبنا وخاصة القائد أوجلان بمناسبة عيد الانبعاث عيد الحزب، واستذكر في شخص الرفيق حقي قرار شهداء هذا الحزب الأبطال على مدى خمسين عاماً بكل احترام وحب وامتنان، أحيي الذكرى الرابعة والأربعين لتأسيس الحزب وأتمنى التوفيق لكل من يناضل من أجل الحرية والديمقراطية.

نحن ندخل الذكرى الـ 45 للحزب بمقاومة كبيرة، مقاومة بقيادة إمرالي، وفي خضم خوض مقاتلي قوات الدفاع الشعبي ومقاتلات وحدات المرأة الحرة مقاومة بطولية في جميع أنحاء كردستان، وخاصة في زاب، آفاشين ومتينا، ندخل العام الخامس والأربعين بمقاومة تليق بحقيقة حزب العمال الكردستاني، في البداية، أحيي مقاتلي الكريلا الأبطال الذين يناضلون في زاب، آفاشين ومتينا، حيث في كل مكان يقاومون، وشعبنا، شبيبتنا، نسائنا الذين يقاومون مرة أخرى، كما استذكر شهداء مقاومة زاب وآفاشين ومتينا بكل احترام.

حزب العمال الكردستاني هو حركة شعبية، حركة نسائية وشبابية، إنها حركة مقاومة عظيمة تسمى بشكل عام حركة الحرية، إنها حركة تأسست وتطورت من قبل القائد أوجلان، لذلك نسميها حركة القيادة والشهداء، إن تاريخ المقاومة الممتد على مدى 50 عاماً هو أيضاً تاريخ 50 عاماً من مسيرة القائد، وفي كل لحظة من السنوات الخمسين هذه هناك بصمات للقائد أوجلان والنضال الذي طوره، عندما يتعلق الأمر بما ظهر في نضال حزب العمال الكردستاني على مدى 44 عاماً، فإن أول شيء سننظر فيه هو تحقق القيادة العظيمة.

لقد تعرفت على القائد أوجلان في تشرين الأول 1973، كان يعيش مع حقي وكمال في منزل بهجلي ألفر، بالطبع، عقد الاجتماع الذي وضع أسس حزب العمال الكردستاني في نوروز، حيث كانت تتشكل المجموعة الآبوجية، عندما رأيت القائد أوجلان لأول مرة، كان يقرأ كتاباً، وكان كل من في ذلك المنزل يقرأ الكتب، كنا أنا والرفيق جمعة ومعنا الرفيق حقي ندرس الرياضيات في نفس الكلية، وعندما كنا نتوجه للحصول على الكتب تعرفت على القائد أوجلان وكمال بير.

تولى القائد المسؤولية بخبرة ووعي كبير

في أوائل السبعينيات ، كانت هناك مقاومة كبيرة في تركيا وكردستان، كانت هناك ثورة شبابية في العالم عام 1968، لكن النتائج كانت تتجه نحو الدمار، كانت آثار الثورة الجديدة واضحة في العديد من الأماكن، كانت هناك أيضاً حركة ثورية في تركيا، لكن قادتها قُتلوا في عامي 1972 و 1973، في كردستان هزمت جميع المقاومات في شمال كردستان وشرقها، وكانت هناك مقاومة في جنوب كردستان، وكانت لها تأثيرعلى كردستان بأكملها، في بداية عام 1975، مع الاتفاق الجزائري، تم كسر وهزيمة المقاومة في جنوب كردستان، كانت هناك مقاومة كبيرة، وكان هناك أمل، لكن الهجمات الرجعية قتلت القادة الذين خلقوا هذا الأمل في تركيا وكردستان وتم تصفية الحركة، كانت هناك فجوة في القيادة، وتولى القائد أوجلان بوعي الواجبات والمسؤوليات في مثل هكذا مرحلة، كما تحمل عبء تلك المسؤولية، ونجح في تنفيذ هذه المهمة والمسؤولية على مدى 50 عاماً، هناك أمثلة قليلة على مثل ذلك، سواء من حيث الشروط أو من حيث القيم التي تم إنشاؤها، وأيضًا لأنها تستمر دون انقطاع لمدة نصف قرن.

تم تحقيق هذا التطور بفضل جهود القائد أوجلان، لقد تم ذلك بحس المسؤولية لديه ومهارته، كان القائد دائماً يقرأ ويجري بحوثه، قرأ في الغالب كتباً عن النصف الثاني من القرن التاسع عشر والنصف الأول من القرن العشرين، كيف ظهرت القضية الكردية، ومن أسسها، ما نوع هذه المشكلة، كيف تم تشكيل النظام الرأسمالي العالمي، ماهو شكل هذا النظام العالمي، ماذا حل بالكرد والشعوب لوصولهم لهكذا حال، لماذا حدثت الثورة في روسيا عام 1917 ولم تنتشر إلى مناطق اخرى وكيف ستنتشر؟ كان يحاول فهمها جميعاً، بمعنى آخر، كان يحاول استيعاب وفهم تجارب ومعرفة الشعوب الأخرى، كان يحاول أن يفهم كتابات وآراء الآخرين، وأراد أن يتعلم منهم ويفهم تركيا وكردستان وفقاً لذلك.

لقد ظهر حزب العمال الكردستاني نتيجة لقوة فهم هذا الجهد البحثي والدراسي، قرأ جميع المصادر وعلمنا إياها، وقرأنا أيضاً، والرفيق مظلوم هو أكثر من قرأ، ذهبنا إلى المكتبات، وحاولنا أن نجد أماكن الكتب، تم فحص جميع المصادر باللغة التركية، وفي بيان وبرنامج حزب العمال الكردستاني ظهرت المعرفة النظرية والخط الاستراتيجي والأيديولوجي ومستوى الوعي الذي نسميه الخط الإيديولوجي السياسي لحزب العمال الكردستاني، نتيجة لهذه الدراسات، هكذا تأسس حزب العمال الكردستاني، ومن أجل سد الفجوة القيادية في كردستان وقيادة المجتمع حتى في أسوأ الأوضاع، تم استلام مهمة القيادة بهذه الطريقة.

تحقق ميلاد عظيم بالرغم من الظروف الصعبة

عرفت المرحلة الثانية أيضاً، عندما توجهنا منذ تموز 1979 وحتى الآن إلى الخارج، والشرق الأوسط ، ساحة لبنان وفلسطين، كان الشرق الأوسط في خضم استعار الحرب، وانهيار الشاه في إيران، كان هناك ثورة, وحدثت حركة كبيرة في العالم العربي بقيادة المقاومة الفلسطينية، وقوع الانقلاب العسكري الفاشي في تركيا في 12 أيلول1980، وبدأت العراق بمهاجمة إيران، وبمقولة أخرى يمكننا القول بأن الشرق الأوسط كان في وقت مشتعل للغاية في المجال العسكري، في بداية تلك الفترة ، كان القائد أوجلان يدرس ويبحث بشكل مكثف من أجل فهم تلك المرحلة، لكنه حول قوته إلى ممارسة عملية مع الأشياء التي قرأها ، وحمل على عاتقه مسؤولية التدريب، ودرب الكوادر، القياديين والمقاتلين ، ولكي يصعد من دور الكريلا في كردستان أعطى كل زخمه للممارسات العملية، في خضم هذه المقاومة العظيمة للكريلا ، انهارت الاشتراكية الحقيقية في بدايات التسعينيات،  لقد ظهر وضع  جديد للعالم ، وأراد أن يفهم الوضع الجديد هذا، وأن يقود حزب العمال الكردستاني ويطورمن مقاومة الحرية في كردستان، حيث دخل هذه المرة في مرحلة التقييم والتحليل, ومن أجل وضع هذه الأشياء في الممارسات العملية في مرحلة كهذه ، تم الإعلان في 1 أيلول 1998 عن وقف أطلاق النار، بدون شك كان هدف القائد تقييم هذا الوضع الجديد، وكان بحاجة إلى التغيير والتحول ، فالقوى التي خلقت وأسست القضية الكردية هاجمها نظام الحداثة الرأسمالية بمؤامرة دولية، ذهب القائد إلى أوروبا وتعرف على النظام الأوروبي. بعد مؤامرة 15 شباط ، ظهرالوضع في إيمرالي، بحث القائد وحلل مرة أخرى في إيمرالي، وصاغ معرفته وقيم مقاييسه وافكاره وفقاً لذلك، وحقق ذلك على أساس النقد والنقد الذاتي، أن القائد أوجلان هو أحد القادة البارزين  في التاريخ الذين حققوا مثل هذا التغيير والتحول القوي في التاريخ.

أدت نتيجة القائد أوجلان إلى ثورة فكرية وثقافية عظيمة، وهذا ما نسميه بالتحول النموذجي، إنها ثورة عظيمة في المفهوم، لقد عاش في مثل هذه الثورة، في الحقيقة لقد عاش في منتصف التسعينيات، تم اتخاذ خطوة صغيرة في منتصف الثمانينيات، ومن ثم تم اتخاذ بعض الخطوات في منتصف التسعينيات خلال مرحلة المؤتمر الخامس، وأراد من خلال وقف النار في 1 أيلول 1998 ، خلق أرضية  للتغيير والتحول وثورة في المفهوم، لكن حصل هذا الشيء في إيمرالي، وتم بناء وجهات نظر ومبادئ جديدة من أجل حرية جميع المضطهدين، من أجل الحياة الديمقراطية والحرة للإنسانية ، وبهذه الطريقة تم خلق نموذج جديد على أساس ثورة الحقيقة، يعني حياة مجتمع بدون سلطة وبدون دولة، وتم تشكيل قيادة ومهد الطريق للإنسانية وعلمها ، وعلى أساس حرية المرأة ، ظهر هيكل قيادي يعرف الحرية الاجتماعية ،الحياة الأجتماعية ، والإدارة الديمقراطية ، والكونفدرالية الديمقراطية.

هذه هي حقيقة القائد أوجلان، حاول من خلال الكردايتية التي كانت قبل 50 عاماً فهم الحياة من خلال التعلم من الآخرين، واليوم من خلال شخصية القائد أوجلان ، تأسست كردايتية تمهد الطريق للجميع وتتولى القيادة خلال التطورات التي تصاعدت  في كردستان ،وأظهر تطور القيادة لهكذا مستوى، في أصعب الظروف ، وفي أضعف المراحل حيث كانت الفرص محدودة ، حدثت ولادة عظيمة، هذه هي حقيقة القائد، من أجل جميع الشعوب، ومن أجل جميع النساء والشبيبة ،ومن أجل الإنسانية جمعاء، ومن أجل الكرد، الذين هم أعظم قيمة لنضال الخمسين عاماً ، وأعظم مفهوم للقيادة، إن نظرية النموذج الديمقراطي والبيئة والمطالبين بالحرية والحداثة الديمقراطية التي طرحها القائد أوجلان هي نظرية جديدة، على الأقل هذه هي النظرية التي تصف حقيقة الحياة الحرة في القرن 21.

هنالك نضال للقائد ولحزب العمال الكردستاني على مدى 50 عاماً، ما هي منجزات هذا النضال الممتد لـ 50 عاماً؟ وعلى أي أساس تم بناء أدوات تنظيم الكرد؟  

إن الأرضية التي حدثت من خلال القائد، أحدثت التغيير والتطور أيضاً لدى المجتمع الكردي ، وإن الخصوصية الرئيسية لهذه الأرضية هو أن المجتمع يتطور ضمن أقل الإمكانات، فإذا ما قمنا من الناحية المادية، والإمكانيات والفرص بتقييمها، فتُعتبر الأقل، حيث تم إنجاز التطور في وضع كهذا، على أي حال، هذه هي خصوصية الثورة الكردستانية، وقد وصل النضال إلى هذه المرحلة من خلال اجتياز العقبات والصعوبات، ومن الضروري أخذ هذا الأمر جيداً بعين الاعتبار والحسبان، وإن الذين يخافون بسرعة عند قلة الفرص، والذين يصابون بالتشاؤم ويقولون بأن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل، هم بالأصل لم يفهموا شيئاً من هذا التطور، وإنهم بعيدون كل البعد عن جدلية التطور هذه، ويجب وصفهم بـ المشاعر والأفكار البرجوازية الصغيرة، وبالفقيرة والبائسة، وفي الحقيقة أيضاً، إنها حالة بائسة تربط كل شيء بالأمور المادية والفرص، وتجد الحياة هناك ولا يمكنها خلق أي شيء، في حين أن تطور ثورة الحرية في كردستان ليس كذلك.          

وماذا خلق هذا التطور، وما الذي غيّره؟ لم يكن للكرد قبل 50 عاماً أي اسم، حيث كانوا ينادوهم باسم الشرقيين، وكان بعض الكرد أيضاً يصفون أنفسهم بالشرقيين، لم يكن يقولون كردستان، بل كانوا يقولون عنها المنطقة الشرقية والجنوب شرقية للأناضول، ما علاقة الأناضول بـ مزوبوتاميا؟ لقد أصبحت الهوية الكردية حينها هوية يتم تجنبها وإخفائها، لم يكن الكرد يرغبون بالتعريف عن أنفسهم كـ كرد، وكانوا يخجلون من هويتهم، لكن الآن في الوقت الحالي الكردياتية أصبحت هوية تنير الإنسانية، فاليوم، العالم أجمع ينادي بشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وتصدح الشعارات الكردية، وتسير البشرية باللغة الكردية تحت قيادة المرأة، فمن كردٍ تركوا لغتهم الأم قبل 50 عاماً، وصلنا إلى عالم يتحدث فيه المضطهدون والإنسانية باللغة الكردية، وكل هذا جاء من خلال النضال، حيث ظهر حزب العمال الكردستاني في الميدان مثل كردستان، فعندما قال حزب العمال الكردستاني كلمة "كردستان"، قال الكثيرون عنهم، "محرضين"، كانوا يقولون، إن استمريتم في قول ذلك فسوف يمارسون الضغوط أكثر، كان هنالك خوف وخشية من ذلك، لقد قام حزب العمال الكردستاني بتعريف جنوب، وشمال، وشرق وغرب كردستان، ومنح حزب العمال الكردستاني للكرد، الهوية، والكرامة، والإدارة، والفكر، والتنظيم والكثير من القيم، ومنح الحياة والموت المشرفيين، ولنتذكر المقولة الأخيرة للشيخ سعيد وسيد رضا، إنها ليس كلمات من محض الصدفة، بل إنها كلمات تنير التاريخ وتفرض المسؤولية على المستقبل، إنها أمور في غاية الأهمية.       

اليوم، بات الجميع يعرف الكرد وكردستان، ونضال حرية كردستان، ونضال المرأة والشبيبة الكردية، ويحاولون من هنا تعلم النضال، حيث طور القائد أوجلان حزب العمال الكردستاني وأكسبه ذلك الأمر على مدى 50 عاماً، البعض كانوا يعتبرون التطور مثل دكتاتورية كبيرة أو بناء دولة، لكن لا يوجد شيء من هذا القبيل، ولم يكن يستطع بناء جيوش كبيرة، لأنه لم يكن هناك الكثير من الأموال، ولم يمنح أحد الحياة المادية، بل أوجد حياة إنسانية، كريمة وفخورة وحرة، إذاً الحياة الحرة والكريمة لا تقاس بالحياة المادية، والذين يقيسون الحياة بالمادية فهم بعيدون كل البعد عن القيم الإنسانية.

أريد أن أطرح نفس السؤال في سياق الثقافة والفن. كيف كان الوضع قبل 50 عاما؟ ما الذي تحقق في هذا الصدد وما هو دور الدراسات الثقافية والفنية في التغيرات الاجتماعية؟

الفن والأدب يحددان شكل مبادئ ومعايير الحياة الفردية والاجتماعية. ولكن للفن والأدب أسس ايضاً. انهما ليسا أشياء يمكنهما التطور في كل مكان، وفي جميع الأوقات، وبكل الظروف. فالشخص هو الذي يطورهما. يجب على المرء أيضا أن يكون على مستوى معين لتطويرهما، كالوعي ، والتحليل ، واكتساب الشخصية، والمعايير ... مرة أخرى، يجب أن تكون قد ظهرت القيم التي تحلل الفرد والمجتمع. لم يكن هناك شيء من هذا القبيل قبل خمسين عاماً في كردستان. لأن المقاومة انكسرت في الأجزاء الأربعة من كردستان، وتسيدت سلطة الاستعمار والإبادة. واستمرت عمليات الإبادة والصهر الثقافي في كل الساحات. دعك من تطور الهوية، والشخصية، والتدابير الكردوارية، كان هناك هروب من الكردية. وقال القائد أوجلان وحزب العمال الكردستاني عن ذلك؛ الإبادة القومية والتحول القومي. عندما تكون هناك إبادة، ولا يوجد فن وأدب، سيتحقق الضياع. عندما تأسس حزب العمال الكردستاني، شارك على مستوى الشباب في الأنشطة الفنية بشكل فعال. لم يحمل حزب العمال الكردستان السلاح بسرعة ولم يتوجه الى الجبال ولم يقاتل. خلقت مقاومة حزب العمال الكردستاني الشخصية التي ستطور الفن والأدب، والأرضية التي ستكون موضوعاً للفن والأدب.

حيث تم بناء هذه الأرضية عندما ظهرت مقاومة الكريلا خاصة، ولم يكن من الممكن وجود الفن والأدب الكردي قبل 50 عاماً، وقالوا إن حزب العمال الكردستاني يتعرض لانتقادات بسبب أنشطته اللغوية في عام 1994، وقال القائد عبد الله أوجلان، "تفضلوا، إذا لم يكن الشعب حراً، فكيف يمكن أن تكون لغتهم حرة"، يجب أن يكونوا أحراراً قبل ذلك، وسيكافحون من أجل حريتهم. كان هناك نقاش أدبي، وانتقد ياشار كمال "هل هناك رواية لقاطعي الطرق؟" ان الكريلا تخلق أرضية الرواية، نحن الذين نخلقها، دعه يأتي ويرى جبال كردستان كيف تكتب الروايات هناك، كيف يتم تحليل الشخصيات وكيف تظهر القيم الإنسانية الجديدة؟ دعه يرى هذه الأشياء".

هناك مسيرة للقائد والحزب منذ 50 عاماً، وهناك حرباً مستمرة للكريلا منذ 40 عاماً، في الواقع، إذا تم اتخاذ مقاومة الدفاع المشروع كأساس بعد عام 77، فهناك مقاومة الدفاع المشروع تقدر بـ 45 عاماً وعشرات الآلاف من الأبطال، وتم القيام بعشرات الآلاف من العمليات البطولية في هذه المرحلة، وتم التغلب على هذه الصعوبات والعقبات، وكافح الشعب والمجتمع. ما هي القيم الإنسانية، كيف للانسان ان يكون انساناً، بأي قيمة يكون المجتمع مجتمعاً، وما هي المعايير الموجودة، وما هي الأشياء المزيفة التي تنطوي عليها هذه الأشياء، وآثار السلطة والدولة، ومصالح الاستغلال الذي يهيمن عليه الذكور، لقد تم فصلها عن بعضها البعض.

ان التطور الأكبر سيكون في مجال الفن والأدب

الانسان الحر، المرأة الحرة، الرجال الأحرار، الحياة الحرة، لقد ظهر للتو مجتمع ديمقراطي، وان مجتمع الأمة الديمقراطية يفيد بهذا، وان التطور الذي يحدث في كردستان هو هذا بعينه. هذا كله تقدم عظيم. وبعبارة أخرى، فإن أقوى أرضية للفن والأدب موجودة حالياً في كردستان، حيث ان كل واحد من هذه السنوات الخمسين من النضال، كل واحد من هذه البطولات الكبيرة، هي تحليل للإنسانية. وان ما يحدث في كل قرية، وفي كل حي، وفي كل عائلة هو تحليل اجتماعي. وبين جيمع مجتمعات العالم، أقوى أساس للفن والأدب في كردستان، في المجتمع الكردي. إنها مثل القيم التي أوضحها النضال من أجل الحرية في كردستان. كما تمتلك المجتمعات الأخرى قيماً، معظمها تستند إلى 50 عاماً، 100 عام قبل ذلك، كالذي يحدث في كردستان. ويتم ذلك في شخص الكريلا الذين يقاتلون ضد الأسلحة الكيمياوية والنووية التكتيكية في زاب وأفاشين.

وكان النضال من أجل الحرية صعباً في كل مكان، لكن كردستان تختلف عن كل الأمكنة، حيث ان المجزرة التي ترتكب في كردستان لا وجود لها في أي مكان آخر، لهذا السبب يكافحون ضدها، وإذا لم تستطع الكفاح، فلا يمكنك الفوز. كما تتحقق الحرية الوطنية بحرية المرأة وبحرية المجتمع. النضالات مترابطة للغاية، وأن أرضية الفن والأدب قوية للغاية. لكن هل الفن والأدب يتطوران في هذا المستوى؟ لا، إنه ضعيف للغاية، هناك العديد من هجمات الأعداء، وهناك صعوبات في إيجاد الفرص. وللقيام ببعض الأشياء، هناك حاجة إلى المزيد من الفرص الجزئية، لكن هذه ليست الأشياء الرئيسية، ولهذا السبب هناك ضعف في موقع الواقع الإنساني الحي، وفي تحليل الكفاح العسكري الأيديولوجي. ولم يدخل مجال الفن والأدب بالضبط في مثل هذا الخط. ولم يفهموا الكريلا، ولم يفهموا خط القائد. كيف عاش القائد 50 عاماً وكيف كان يعمل وكيف بدأ من انقرة ويعيش ويعمل في إمرالي الان؟ هذه هي الحياة الحقيقية والحرة والواقعية، وهم بعيدون عن هذا.

وان أولئك الذين يسمون أنفسهم فنانين أو كتاباً لا يرون هذه الحقيقة، كيف يقاوم الكريلا في زاب، ويحاربون الأسلحة الكيمياوية والنووية، وكيف يقاومون في تلك الأنفاق؟ هذه هي الحياة الحقيقية، هذه هي الحقيقة، هذه هي الحياة الحرة، وهذه هي قيمة الإنسانية، وبخلاف ذلك لا توجد حقيقة في الحياة، ولا يمكن فحصها أو سماعها أو الشعور بها، لماذا؟ هذا يعني أنه لا يزال هناك تأثير للعقلية والعواطف وسياسات الاحتلال والإبادة. وان التحليل الذاتي ضعيف، لذا فإن النقد الذاتي متدني ايضاً. يوجد مثل هذا الوضع بحيث لا تستطيع فردانية البرجوازية الصغيرة أن تنقذ نفسها من الحياة المادية للحداثة الرأسمالية، إنها عالقة هناك، ولا يمكن أن يصبح اجتماعيا، ومع ذلك، فإن ما يقصد بالكاتب أو الفنان هو انه يجب يتخلص الشخص من الفردانية، ويأتي هذا بمعنى أن تكون اجتماعياً وشعبياً.

كما هناك مستوى معين، يساهم بشكل كبير في النضال، وبهذه الوسيلة أرحب بكادحي الفن والأدب وأتمنى لهم التوفيق. حيث انه مجال يستحق الاهتمام والمناقشة. ونعتقد أن التطور الكبير الذي ينتظرنا سيكون في مجال الفن والأدب. وستحقق الثورة، باعتبارها ثورة ثقافية كبيرة، المزيد من التقدم في الفن والأدب.

ومن السمات التي ميزت حزب العمال الكردستاني عن التنظيمات الأخرى، هو أنه رأى ان الكفاح المسلح ضرورة أساسية. وفي هذا الإطار، ما هي نتائج وتأثيرات الكفاح المسلح على أجزاء كردستان الأربعة؟

ان الصراع المسلح مجال مهم، كانت كردستان منطقة مثيرة للجدل منذ البداية. يقول البعض أن حزب العمال الكردستاني والأسلحة متشابهان. هناك الذين يفكرون كذلك. قال البعض أن هذا خطأ كبير، وتحدثوا بكل أنواع الكلام، يفعلون ذلك من الخارج، لكنهم يفعلون ذلك أيضاً باسم الكرد. إنهم القومية البدائية، والخاضعون، والقومية البرجوازية الصغيرة. لقد رأينا هذا كثيرا. ولقد خضنا حربا كبيرة، وتم اثبات آراء القائد عبد الله أوجلان، بشأن المقاومة المسلحة بشكل كامل، كما تحقق التطوير والتشكيل الذي استند إلى أفكار القائد عبد الله أوجلان. وهذه الحقيقة واضحة. ماذا كانت أفكار القائد عبد الله أوجلان؟ يجب أن تعرف هذه الاشياء أيضاً، حيث من الضروري التخلص من المعلومات الخاطئة في هذا الشأن، ولقد جعل القائد عبد الله أوجلان، هذا مبدأ في مرافعاته الأخيرة وقال: "إذا كنا نمتلك كل قوة العالم، فلن نهاجم أحداً، وإذا اجتمع العالم كله وهاجمنا، فلن نتخلى عن حقوقنا الديمقراطية المشروعة ابداً". هذا هو خط حزب العمال الكردستاني للقائد عبد الله أوجلان، هذا هو خط المقاومة، وتتقدم المقاومة والكفاح المسلح نحو الامام على هذا الأساس، وبهذا المعنى، فهي نضال الدفاع المشروع، إنه ببساطة الحفاظ على الدفاع الذاتي.

وكان الكفاح المسلح ضرورياً لكردستان، ويجب أن نقول ذلك، لأنه كانت هناك إبادة ثقافية، حيث تم تدمير وصهر اللغة، والتاريخ، والثقافة، والبلد، والاسم، وكل شيء. صحيح أنه كان هناك استغلال اقتصادي وسياسي، لكن كلها كانت تلتجئ الى القوة العسكرية، كانت تنفذ من قبل السلطة العسكرية. المعنى من وراء كل منهم، كان هناك سلطة عسكرية وعنف يتم الالتجاء اليه كأساس. كان من المستحيل التغلب عليها، وتحرير اللغة، وتطوير الثقافة، والحفاظ على التاريخ، والتحدث باللغة الكردية، والتعلم باللغة الكردية قبل هزيمة هذه السلطة العسكرية. لم يكن بالامكان تحرير المجتمع من دون ذلك. انظروا، حيث تم اعتقال 9 صحفيين على الفور لأنهم قالوا إن الأسلحة الكيمياوية تستخدم اليوم. ولأن البروفيسورة طالبت بالتحقيق، زجوا بها في السجن. على ماذا يعتمدون ويعتقلون؟ انهم يعتمدون على قوة العنف وشرطتهم العسكرية ويعتقلونهم ويزجون بهم في السجون. في ذلك الوقت، لن تكون قادراً على إحراز تقدم في مجالات أخرى، والوقوف على قدميك، ان لم تضرب وتكسر وتدمر هذه القوة العسكرية.

لن يكون هناك تطور ديمقراطي في كردستان حتى يتم كسر العنف

لا يمكنك بناء لغتك وثقافتك وتاريخك واقتصادك وسياستك، بسبب تدميرها جميعاً من قبل العنف العسكري، وسنكون قادرين على تطويرها فقط عندما يتم هزيمة تلك القوة المدمرة، وهذا ما حدث طبعاً، وهذه هي الطريقة التي ظهرت بها السياسة الديمقراطية في بداية التسعينيات، بالتحدث باللغة الكردية، وخلق الفن والأدب، وافتتاح الدورات، وتمكن المجتمع الكردي من انشاء ادارته الذاتية، وتقدم كل هذا بكفاح الكريلا، وكان هذا هو مفهوم حزب العمال الكردستاني، وعلى الجميع فهمه بشكل صحيح.

اولاً، لن يحدث أي تطور وطني وثوري وديمقراطي وتحرري في كردستان حتى يتم كسر قمع الاحتلال من خلال النضال الثوري والقوة.

ثانياً، يمكننا هزيمة عنف الاحتلال الفاشي بالدفاع الذاتي على أساس مبدأ الدفاع المشروع، ويجب أن تكون المقاومة والكفاح المسلح الذي ستديره على هذا الأساس، على أساس الدفاع الذاتي، أي أنه يجب أن يقوم على حماية وجود المرء وحريته، ولا ينبغي أن يتعلق الأمر بتدمير الآخرين أو السيطرة عليهم أو قمعهم، وهذا ليس هو الحال في حزب العمال الكردستاني، وان النهج المسلح لحزب العمال الكردستاني مبني على قول القائد عبد الله أوجلان "إذا كنا نمتلك كل قوة العالم، فلن نهاجم أي شخص، وإذا اجتمع العالم كله ضدنا، فلن نتخلى عن حقوقنا الديمقراطية المشروعة"، وحدث هذا التطور للمقاومة المسلحة على أساس قوات تحرير كردستان  (HRK)، وجيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK)، وقوات الدفاع الشعبي (HPG) تماماً في مثل هذا الإطار. وبدأ الكفاح المسلح بعد استشهاد حقي قرار، من أجل الانتقام له. وجاء هذا القرار بعد استشهاد الرفيق حقي. كل كادر سيحافظ على أمنه الشخصي اثناء النضال. ولهذا السبب، سيكون حذراً في تحركه. وكان أول استخدام للقوة المنظمة هي الانتقام لحقي قرار، ثم جاء انتقام خليل جافغون، ولقد تطورت مقاومة حلوان للانتقام لشعب سويرك ولتحقيق دفاعها الذاتي.

حزب العمال الكردستاني حول الشعب الكردي إلى قوة منظمة

وفي النهاية تم مهاجمة جميع أجزاء كردستان الأربعة، وكل قيم الشعب الكردي في انقلاب عسكري فاشي بتاريخ 12 أيلول 1980، حيث شرعوا لتدمير كردستان بالكامل. وبدأت حملة الكريلا لحماية الشعب الكردي وكردستان ضد ذلك بتاريخ 15 آب 1984، كما يستمر خط الدفاع هذا حتى يومنا هذا، وإن مقاومة الكريلا المستمرة اليوم في زاب وأفاشين ومتينا ومناطق أخرى من كردستان هي مقاومة قائمة على هذا الأساس. واتضح مدى صحة هذا. حيث كسرت سلطة العدو، وحذرت المجتمع الكردي، ودربته، وأعطته الهوية والشرف والكرامة والشجاعة والتضحية والإرادة، وأوصلته إلى مستوى قوة منظمة، وقامت بتدريب وتنظيم المرأة الكردية. كانت هناك حاجة إلى مقاتلات الكريلا. لا أحد يستطيع أن يقول أي شيء مختلف بعد الآن.

كما ان هجمات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية واضحة، وإذا كان الأشخاص الذي يقولون إن هذا لا ينبغي أن يكون هناك حرباً مسلحة، لنعمل بالسياسة، سأقول فقط إنه أحمق، لقد سمعنا أشخاصاً يقولون هذا منذ 50 عاماً، ان حزب العمال الكردستاني قد كافح ضد هذا، لطالما خلق حزب العمال الكردستاني التطور، وعزز من نفسه، وقد أكد التاريخ على مدى صواب القائد عبد الله أوجلان، وحزب العمال الكردستاني. وما زال أولئك الذين ثبت أن كلماتهم خاطئة منذ 50 عاماً، وأولئك الذين تم الكشف عن أخطائهم، يقولون نفس الشيء، ان كلامهم فارغ، ويجب التخلي عنهم، بعبارة أخرى، يجب أن يتم النظر إلى الكفاح المسلح لحزب العمال الكردستاني على أنه القوة لخلق ثورة الحرية العظيمة، وبناء الانسان الحر، ومجتمع ديمقراطي، وتعزيز المرأة الحرة.

ولقد تم تطويرهم بالفعل من خلال هذا النضال، دعونا نرى ماذا جلبت معها؟ هل بنت دكتاتورية جديدة للدولة، أو خلقت قوة لقمع واضطهاد الآخرين، أم أنها صنعت بكوات مثل البارزاني؟ كلا، ماذا صنعت؟ لقد طورت الشعب الحر، والمرأة الحرة، والمجتمع الديمقراطي، والأمة الديمقراطية، والسياسة الديمقراطية، ومهدت الطريق أمامهم. لقد أصبح من الواضح مدى صحة هذا ومعناه، وما مدى ضرورته لتقدم المجتمع والإنسان.

يتبع...