جيفتجي: يخافون من اللغة الكردية

قالت مدرّسة اللغة الكردية حمدية جيفتجي اوكسوز بأنّ أول ما قام به وكلاء الدولة بعد مجيئهم هو إغلاق رياض الأطفال، وأضافت: "إن دلّ ذلك على شيء فيدلّ على خوفهم من هذه اللغة".

إنّ المدارس ورياض الأطفال الكردية والفعاليات الثقافية التابعة لحزب الشعوب الديمقراطي كانت قيد العمل، أمّا بالنسبة إلى التي كانت مهمّشة من قبل وكلاء الدولة الذين تمّ تعيينهم بين عامي 2016 و2019 تمّ إغلاقها.

في عام 2016 تمّ تعيين وكلاء للدولة في بلدية وان التي يتجاوز عدد سكانها مليون وثلاثمائة ألف نسمة، حيث تمّ إغلاق الروضة الكردية التابعة لتلك البلدية تمّ إيقاف الأنشطة الثقافية باللغة الكردية.

إنّ روضة الفراشة ومركز الرعاية النهاري كانا يواصلان عملهما باللغة الكردية وكان فيهما ساحة كبيرة ليلعب الأطفال فيها. بالإضافة إلى بركة رملية، حديقة جميلة، موقف سيارات، وساحة خارجية. وكان يعمل عشرين شخصاً في الروضة التي تتسع لتسعين شخصاً، وكان فيها قاعات للمسرح والسينما والموسيقى والرقص وملعب للأطفال. كان يحوي كل فصل ثمانية عشرة طالباً، وتُقدم خدمات للأطفال ما بين 0 ـ 6 سنوات.

إنّ وكلاء الدولة في وان قاموا بمنع التدريس باللغة الكردية، بالإضافة إلى تغيير اسم الروضة ومركز الرعاية النهاري واستبدلوا الدروس الكردية بأخرى تركية.

 تمّ فصل حمدية جيفتجي التي كانت تدرّس في الروضة، حيث ذكرت بأنّه تمّ إغلاق مؤسسات اللغة الكردية بعد تعيين وكلاء الدولة هناك، وبيّنت ما يلي: "كنت أدرس في الروضة ومع قدوم الوكلاء تمّ إزالة اللافتات الكردية لروضة الأطفال، كما تمّ استبدال لغة التدريس الكردية باللغة التركية. وتمّ فصل المدرسين المتمكّنين من تعليم اللغة الكردية. وهذه دلالة أخرى واضحة وصريحة على خوفهم من هذه اللغة."

كانت اللغة الكردية لغة الحياة بأكملها

أشارت جيفتجي إلى أنّه تمّ افتتاح روضة الأطفال في الخامس عشر من حزيران عام 2015 وذلك في اليوم العالمي للغة الأم وتابعت: "كان يوجد في الروضة خمسة فصول وتمّ تسجيل ثمانين طالباً فيها، وتمّ تعليم الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين(0-6) سنة فقط باللغة الكردية. حيث تمّ إغلاق الحضانة مع مجيء وكلاء الدولة والتي كانت قد افتُتِحت بناءً على رغبات واحتياجات أهالي المنطقة.

عندما كنت أعمل في تلك الحضانة في البداية توجهنا للأهالي آخذين طلباتهم بعين الاعتبار. وبعد تجهيز البنية التحتية للحضانة كانت تلك أول حضانة كردية في المنطقة، حيث تمّ افتتاحها بحماس كبير.

كانت أول حضانة كردية في المنطقة تحظى باهتمام ورغبات الأهالي."

حولوها جميعها للتركية!

وأشارت جيفتجي في نهاية حديثها، إلى أن لغة الحياة في روضات الأطفال كانت اللغة الكردية بالكامل، وتابعت قائلةً:

"بالرغم من وجود 80 طالباً في رياض الأطفال إلا أن هناك الكثير من الطلاب، كانوا يصطفون حتى يتم تسجيلهم، كان هناك اهتمام كبير، كنا نخطط لافتتاح رياض أطفال جديدة، ولكن مع تعيين وكلاء الحكومة، توقفت جميع أعمالنا، بعد أن تغيرت لغة الحياة، تم إزالة اللوحات الكردية، وغيرت أسماء الأقسام، وبالتالي حذفوا جميع سجلات الأطفال الكرد، وفي النهاية طردوا المعلمين الذين يعرفون اللغة الكردية جيداً ويريدون تقوية اللغة الكردية في الروضة، وعينوا حصصاً للتعليم التركي بدلاً من الكردي، وهذا يوضح أيضاً مدى خوفهم من اللغة الكردية".