حزب العمال الكردستاني: ثورة روج آفا ستكبر وستسمر في الأيام القادمة

حيا حزب العمال الكردستاني ذكرى ثورة روج آفا وقال :" لدينا القناعة بأن الثورة ستكبر أكثر في الأيام القادمة ، وستستمر إلى أبعد حد ".

أصدرت اللجنة القيادية في حزب العمال الكردستاني بياناً بمناسبة ذكرى ثورة روج آفا .

وجاء في نص بيان حزب العمال الكردستاني  :

"نحيي ثورة الحرية ، ثورة 19 تموز ، في ذكراها العاشرة، ونهنىء الشعوب في شمال وشرق سوريا، وقوى الحرية ، أصبحت هذه الثورة التاريخية أمل لكل الإنسانية ،وتستمر منذ عشرات الأعوام بكل تصميم وعزم وقدمت الآلاف من الشهداء،كما نستذكر بكل احترام وتقدير جميع شهدائنا ومن خلال شخص الرفيقة زيلان كوباني ، وخبات ديرك ، ولدينا القناعة بأن الثورة ستصعد من نضالها وستصبح أقوى في الأعوام القادمة.

الثورة ستكبر وستسمر إلى مدى بعيد

بداية كل ثورة،  الأسبوع الأول والشهر الأول والسنة الأولى والعشر سنوات الأولى مهمة ،  لأنها صعبة وقاسية ، وهكذا اتجهت المرحلة التاريخية لثورة الحرية في روج آفا ، آمن في البداية الكرد والشعب في شمال وشرق سوريا ببعضهم البعض ، وساندوا بعضهم من اجل تخطي جميع الصعاب التي واجهتهم ، وأوصلوا هذه الثورة إلى هذا المستوى ، الآن  مضى وقت الثورات التقليدية الحرة وبدأت مرحلة الثورات العصرية و الاحترافية ، كما أننا نعتقد بأن الثورة ستكبر وستستمر في المستقبل .

النموذج الابوجي سيستمر وسيؤثر بشكل صحيح

من الواضح أن ثورة الحرية في روج آفا هي نقطة الانطلاق حيث تم تطبيق ايديولوجية الحداثة الديمقراطية للقائد عبد الله أوجلان في هذه المرحلة وبهذا العمق ، كما تم إعداده على أساس العمل التربوي والتنظيمي لـلقائد أوجلان ، والذي قاده  القائد أوجلان بنفسه لمدة 20 عاماً خلال الأعوام 1979-1998، وبهذه الطريقة تم وضع أسس الثورة و نجحت ، وفي هذا السياق فقد اصرت على تطبيق نموذج المجتمع الديمقراطي والبيئي وحماية حرية المرأة ، حتى لو كانت هناك بعض النواقص والأخطاء ، ومن خلال الاستفادة من الدروس والتجارب من السنوات العشر الماضية ، سيتم تطبيق النموذج الابوجي بشكل صحيح وفعال في الايام المقبلة.

نجحت ثورة الحرية في روج آفا في مرحلة العشر سنوات الاخيرة من خلال تطبيق  خط الامة الديمقراطية ، اجتمع شعب شمال وشرق سوريا، في البداية الشعب الكردي والعربي، الاشوريين ، السريان، الارمن ، التركمان والشركس على خط الامة الديمقراطية ، بالرغم من أنهم يعيشون في منطقة مليئة بالدماء بسبب الحرب القومية ، وخلقوا حياة حرة وإدارة ديمقراطية ، وأظهروا للعالم أجمع أنهم يمكنهم العيش مع بعضهم البعض بحرية ، وبدون حرب وإراقة الدماء ، وقد تم ذلك كله ضمن شروط وظروف جميع الهجمات الاحتلالية والتحريض والاستفزاز، لذلك فأننا نهنىء ونحيي مرة أخرى أبناء شعبنا في شمال وشرق سوريا .

النساء في مرحلة القيادة

واتضح في نفس الوقت ان ثورة الحرية في روج آفا هي ثورة حرية المرأة ، في هذه المنطقة التي شهدت ثورات عديدة ، التحولات والتغيرات الكبيرة التي يمكن ان تحصل خلال مائة عام ، حصلت خلال الاعوام العشرة الماضية، شاركت النساء التي لم تكن بمقدورها في السابق الخروج من نطاق البيت والعائلة والمشاركة في الحياة ، في الانضمام الى جميع مجالات الحياة السياسية والاجتماعية ، بفضل التعليم والعمل التنظيمي للمساواة والقيادة ، النساء الذين تحرروا على اساس الوعي والتنظيم ، خلقن مجتمع حروأمن ، وادارة ديمقراطية ، وما لاشك فيه ، وبالرغم من كل التطور والتقدم الذي لاحقت العديد من الثورات ، الا انه يجب القيام بالعديد من الاعمال الاخرى ، كما انه يتوجب اتخاذ العديد من الخطوات ، كما اننا نعتقد انه في السنوات العشرة القادمة سيتم اتخاذ الخطط والتجارب التنظيمية في تقدم اكثر .

بعد هجمات الارهابيين ، توجد حكومة حزب العدالة والتنمية والحركة القومية

من المعروف بأن ثورة الحرية في روج آفا بدأت بدون إراقة الدماء ، لكنها تعرضت منذ العام الأول  للهجوم من قبل العصابات الفاشية من عدة جهات ، في البداية هاجمت عصابات داعش، الجيش السوري الحر  (OSO) ،جبهة النصرة وهي الجناح السوري للقاعدة ، والعديد من العصابات الارهابية ، الثورة وحاولت قمعها، وأكثر من هذا ، فان حكومة العدالة والتنمية والحركة القومية كانت وراء هذه الهجمات بشكل علني وواضح كما كان لها تأثيرها أيضاً على هذه العصابات ، وكان هذا واضح للغاية أنه في تشرين الأول عام 2017 وبعد هزيمة داعش في الرقة ، هاجمت دولة الاحتلال التركي في كانون الثاني عام 2018 بقيادة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ، عفرين واحتلتها ، ولهذا السبب فقد مضى تسع سنوات من الثورة وهي تقاتل ضد هجمات حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية .

كانت قوية بشخصيتها الأممية

أهالي شمال وشرق سوريا وقوى الحرية الـ (YPG-YPJ ) قدّموا أكثر من عشرة آلاف شهيد خلال تسع سنوات من أجل حماية ‏البلاد والثورة، ومن أجل حماية وتعزيز ثورة الحرية التي هي أمل الإنسانية، المقاومة التي ظهرت، تجاوزت شمال وشرق سوريا ‏وانتشرت في جميع أنحاء العالم وتحولت إلى مقاومة الانسانية الحرة، من آسيا إلى أوروبا وأمريكا، انضم مئات الشباب من جميع ‏أنحاء العالم إلى المقاومة في شمال وشرق سوريا، قاتلوا بشجاعة واستشهدوا، عزز هذا الطابع الدولي لثورة الحرية في روج آفا، ‏ودفعها إلى الأمام، بهذه المناسبة، نستذكر مرةً أخرى الشهداء الاممين في ثورة روج آفا باحترام وامتنان ونقول إنه في اليوم ‏العالمي للنضال من أجل الحرية والديمقراطية سوف نتبنى ذكراهم.‏

سوف تتحرر المناطق المحتلة

هنا علينا أن نوضح هذه الحقائق، لقد تصدى أهالي شمال وشرق سوريا وقوى الحرية لكل هجمات المرتزقة وعلى رأسها داعش ‏الارهابي في شرق الفرات وأنقذت البشرية من بلائها، وفي وضع عجزت فيها الجيوش عن الوقوف في وجه تنظيم ‏داعش الارهابي وفرت من مواجهتها، هزمت قوات الحرية في روج آفا مرتزقة داعش من كوباني وحتى الرقة، مما ‏وضع حداً لحكمهم في المنطقة، لذا فهي ذات أهمية تاريخية، جعل هذا من ثورة الحرية في روج آفا ثورة ناجحة، نؤمن ‏أن نفس الموقف سوف يظهر ضد الهجمات الاحتلالية لحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية، وسيتم تحرير ‏المناطق المحتلة.‏

مما لا شك فيه أن جهود الثورة في بناء الحياة الجماعية، وتطوير الإدارات الذاتية الديمقراطية، وبناء نظام الكونفدرالية ‏الديمقراطية وتطويره، هي محاولات مهمة على المستوى التاريخي، وهي مثال وتجارب للجميع، كما أنه من المهم جدًا ‏أن يتوجه المجتمع بأكمله، وخاصة النساء، من سن السابعة إلى السبعين إلى التدريب والتوعية والتنظيم الذاتي من أجل ‏حماية الثورة والوطن، وهذا محل اثارة وحماس، نعتقد أن كل هذا سيتحقق في المستقبل.‏

يجب ان تكون هناك استعدادات من كافة النواحي

بالتأكيد المهمة لم تنتهي والثورة لم تنتهي بعد، كل شيء بدأ للتو، كما يمكن أن تحدث عقبات وصعوبات جديدة، تتواصل ‏الهجمات والتهديدات بالغزو من قبل مختلف القوى في الدولة التركية، كل هذا متعدد الوجوه وهناك حاجة للاستعدادات ‏من جميع الجهات، نحن نعتقد بأن أهالي شمال وشرق سوريا وقوى الحرية على علم بكل هذا، يدربون ويحضرون ‏أنفسهم على هذا الأساس، إلى جانب إلحاق الهزيمة بجميع أنواع هجمات الاحتلال، سينفذون أيضاً مهام إعادة الإعمار ‏بنجاح، على هذا الأساس، ستكون ثورة الحرية في روج آفا دائمًا أملًا للبشرية المضطهدة، في هذا الإطار نبارك مرةً ‏أخرى الذكرى السنوية العاشرة لثورة روج آفا، ونأمل الانتصار لمحاولات شعوب شمال وشرق سوريا في توسيع ‏وتصعيد الثورة، نقول أن شعبنا والإنسانية سيكونون إلى جانبهم في كل الأوقات وسيساندوهم بكافة الاشكال.  ‏