هيزل أوزغور: قادت بيرتيان خط المقاومة ضد نهج الاستسلام

قالت عضوة المجلس القيادي في وحدات المرأة الحرة –ستار (YJA Starê) هيزل أوزغور:" قادت بيريتان خط المقاومة ضد الاستسلام، وبعد استشهادها ابتكر القائد أوجلان فكرة تجييش المرأة ".

استشهدت المقاتلة في الكريلا ( كلناز كاراتاش) في 25 تشرين الاول عام 1992 ، بعد أن قاومت هجمات دولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني ضد كريلا حرية كردستان، وبمناسبة الذكرى الثلاثين على استشهاد بيريتان، تحدثت عضوة المجلس القيادي في وحدات المرأة الحرة –ستار هيزل أوزغور لوكالة فرات للأنباء (ANF) وقدمت هذه التقييمات:

" استذكر في الذكرى الثلاثين لاستشهاد الرفيقة بيريتان وفي شخصها، جميع شهداء الحرية بكل احترام، كان عام 92 عاماً مهماً لحركتنا، لأن دولة الاحتلال التركي والقوى الدولية والقوى الكردية التي اتحدت تحت مفهوم القوى الدولية، حيث بدأوا معاً بعملية في جنوب كردستان وخاكورك وحفتانين، كانت هذه الحرب عنيفة، وكانوا يهدفون إلى تسليم حركتنا وتصفيتها، بالتأكيد شنت حرب عنيفة ضد هذا الشيء في خاكورك وحفتانين، وخاصة في خاكورك ظهرت حرب عنيفة ضد قوى الاتحاد الوطني الكردستاني و الحزب الديمقراطي الكردستاني ودولة الاحتلال التركي .  

أظهرت موقفها ضد التصفية والاستسلام

انضمت الرفيقة بيريتان في هذه الأثناء إلى الحرب كقائدة فريق، وقبل ذلك شاركت في العمل الإعلامي ، وقامت بالعمل القيادي في عملية روباروك ، وشاركت في حرب خاكورك عام 1992 ، على مستوى قيادي وقادت الحرب ، في هذه الأوقات كانت هجمات العدو عنيفة وأرادوا في خاكورك فرض الاستسلام على الحركة ، كان فرهاد قيادياً في المنطقة في ذلك الوقت ، حيث تطور نهج الاستسلام في شخص فرهاد الذي استسلم لقوى الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني ودولة الاحتلال التركي بدون شروط ، لكن رفاقنا الذين قاتلوا في تلك الاوقات ، ضحوا بأرواحهم من أجل هذه الحرب، ومن أجل أن لا يقبلوا بنهج الاستسلام ، أبدوا مقاومة لا مثيل لها ، وأظهرت الرفيقة بيريتان موقفها ضد نهج الاستسلام قبل الكل في قيادتها للمقاومة ، من جهة قبل فرهاد بنهج الاستسلام ، ومن جهة أخرى ظهرخط المقاومة من خلال شخص الرفيقة بيريتان ، وكانت العملية التي قامت بها الرفيقة بيريتان كموقف حيال العدو، وأشارت إلى إنه يجب ألا نخضع للعدو وأن نقاتل حتى النفس الأخير، أصيبت الرفيقة بيريتان في ذلك الوقت لأنه لم يبق شيء تفعله، ولم تستسلم للعدو رغم المطالبات بالاستسلام، وألقت بنفسها من المنحدر وارتقت شهيدة، بالطبع هناك معنى مختلف لهذه العملية ، خط التضحية بالنفس لدى حزب العمال الكردستاني الذي لم يكن ضد العدو فقط، بل تطور ضد جميع أساليب التصفية، وتاريخ حزب العمال الكردستاني مليء بهذه الأمثلة وهناك العديد من الرفاق الذين ضحوا بأرواحهم لإظهار موقفهم ضد العدو،  وبدأوا بخطوات جديدة على هذا الأساس.

تأقلمت بسرعة مع ظروف وخصوصيات الجبال

كانت الرفيقة بيريتان مثقفة ومتعلمة، وتأقلمت بسرعة مع ظروف الجبال، وأرادت تعلم إيديولوجية حزب العمال الكردستاني بشكل سريع ، وتمثيل النضال في الداخل والخارج على نهج القائد عبد الله أو جلان وإيديولوجية حزب العمال الكردستاني ، ولهذا السبب لم تقيد نفسها بالعمل الحالي ، ولم تقبل بالحياة العادية وأظهرت موقفها دائماً تجاه ذلك، في ذلك الوقت كان هناك بعض المواقف الإقطاعية التي كانت تقول يجب أن تعمل الرفيقات في المجال الإعلامي فقط ولا تشاركن في الحرب ،  لكن الرفيقة بيرتيان كانت ضد هذه العقلية وتفشل تلك الأفكار من خلال مواقفها ونضالها، والقول بإن المرأة يمكن أن يكون لها دوروقيادية في كل المجالات ، وطورت الرفيقة بيريتان موقفها هذا كثيراً وخاصة في ساحة الحرب ، وأثبتت ذلك في حزب العمال الكردستاني بعمليتها في التضحية والمقاومة وموقفها ضد الاستسلام ، على الرغم من أن الرفيقة بيريتان لم تنضم إلى التنظيم منذ فترة طويلة ، لكنها أمضت نضالها في الوقت القصير على أكمل وجه، وعلى هذا الأساس ، اقترحت على القائد أوجلان أن يكتب عن مسيرة حزب العمال الكردستاني والقائد، لفت هذا الاقتراح للرفيقة بيريتان انتباه القائد أوجلان، وعندما يريد القائد البدء بهذا الاقتراح، تستشهد الرفيقة بيريتان في هذه الحرب، وعندما تحدثوا للقائد عن أسلوب استشهادها ، قام القائد بتقييم عملية الرفيقة بيريتان ضد الاستسلام بشكل موسع ضمن حزب العمال الكردستاني وخاصة من جهة المرأة الكردية ، وبدأ القائد من أجل شخص الرفيقة بيريتان بالتحليلات في ذلك العام ، أظهر طريقان، طريق المقاومة،والموقف الفدائي ضد العدو وعدم الخضوع له من خلال شخص الرفيقة بيريتان،  وطريق الخيانة والاستسلام الذي اظهر في شخص فرهاد، وعلى هذا الأساس ولكي يتمكن القائد باتخاذ خطوة وأن يكون لديه رد على استشهاد الرفيقة بيريتان ويقدم هدية لجميع النساء ، يجري القائد نقاشات موسعة مع الرفيقات.

خلقت فكرة تجييش المرأة بعد استشهاد الرفيقة بيريتان

قام القائد في عام 1993 بخطوة كبيرة في التنظيم وتخليداً لذكرى استشهاد الرفيقة بيريتان ، بإنشاء الجيش النسائي ووضع أطروحات له ، وتم الأعلان رسمياً عن تجييش النساء في حزب العمال الكردستاني في كانون الأول عام 1993 على اساس خط التضحية للرفيقة بيريتان .

 كان تجييش المرأة خطوة كبيرة في حركتنا وخاصة للنساء، شارك عدد كبير من الرفيقات في الحركة قبل تشكيل الجيش، وكان بإمكانهم تنظيم أنفسهن، لكن لم يتم تشكيل تنظيم رسمي، عندما تم الإعلان عن الجيش النسائي في جميع مناطق الكريلا ، الجنوب والشمال ، تم تأسيس مؤسسات وهيئات خاصة بالمرأة، وتطورت الفعاليات الخاصة بالمرأة، كان تجييش المرأة خطوة مهمة في جيش التحرير الشعبي الكردستاني (ARGK) .

كانت المواقف الأقطاعية لم تكن موجودة تجاه المرأة في مجتمع واحد بل في جميع أنحاء العالم، وكانت الحرب مجرد عمل للرجال فقط ووفقاً لذلك لا يمكن للمرأة أن تقاتل، كان تجييش المرأة خطوة كبيرة ضد هذه العقلية، وتبين إن عمل المرأة لا يقتصر على انجاب الأطفال ، ولا أن تقاتل في المواقع الخلفية فقط، بل يمكن للمرأة من خلال قوتها الطبيعية أن تقاتل وتحمي نفسها وتحمي وطنها وأن تكون قيادية في خلق حياة حرة.

في أثناء الحرب،  لا تشن الحرب بعقل الرجل فقط ، بل بعقل المرأة أيضاً، على الرغم من أن الشعوب ناضلت من أجل حريتها ، إلا أن القوى المهيمنة  التي تم تنفيذها بالعقلية الذكورية ، جلبت معها الاحتلال والمجازر،

لذلك كان من الضروري في العالم خوض هذه الحرب الحالية في إطار مفهوم القانون وحقوق الإنسان،  لهذا ، كان هناك الحاجة إلى بديل ، بالتأكيد هذا البديل سيديره عقل المرأة، لأن المرأة منذ بداية الإنسانية وحتى يومنا الحاضر، كانت تمثل العدالة والحرية، وكانت الحاجة إلى أن تتطور الحرب بعقل المرأة، وتأتي ببديل معها ، هناك جيوش اجتماعية وعسكرية وسياسية ، بأت النساء في كل المجالات على العمل والإرث الذي خلقته المرأة في النضال ويستمر الجيش النسائي حتى يومنا هذا ، وكان هناك جهد كبير من الرفاق في تأسيس جيش المرأة، مثل الرفيقة مريم، بسي، عزيمة وجيان ، ورفاقنا اليوم مثل شيلان كوباني ، دلال آمد والعديد من الرفاق الآخرين، حيث كان لهم جهد في تطوير جيش المرأة، ويقدم حتى اليوم هذا الجهد والعمل على إرث هؤلاء الرفاق،وفي عام 1996 ظهر نفس الموقف من خلال شخصية الرفيقة زيلان وسما، يستطيع المرء القول بأن خط التضحية في شخصية النساء الكرد وخاصة في حزب العمال الكردستاني مثل ميراث متداول حتى يومنا هذا .

يجب على النساء أن تكون يداً واحدة ومنع المجازر التي تلاحق المرأة

استمر هذا الخط  حتى يومنا هذا في شخص الرفيقة سارة وروكن خلال العملية التي قاموا بها في ميرسين، وستستمر التضحية الفدائية حتى ينتهي الظلم والاحتلال وخطط التصفية على حركتنا وشعبنا، وهذا مهم جداً بالنسية لنا، لأن حركة المرأة اليوم تقوم على أيديولوجية تحرير المرأة،  هذا الموقف الذي ظهر في حركة حرية المرأة ، لم تكن محصورة اليوم على المرأة الكردية وكردستان فقط ، بل أثر على العالم أيضاً وتتخذ كل النساء من موقف المرأة الكردية مثل نموذجاً لها،  وفي شخصية جينا أميني التي قتلت على يد النظام الإيراني بطريقة وحشية، وبدأت انتفاضة كبيرة وتستمر حتى يومنا هذا ، في الحقيقة كانت هذه الانتفاضة ضد السلطة الذكورية المتوارثة، ولأن المرأة لم تستطيع تحمل كل ذلك ، ولكن كان لشعار " المرأة، الحياة، الحرية" صدى وخاصة في شرق كردستان وإيران، وقد أهدى قائدنا هذا الشعار للمرأة وتطور هذا الشعار على اساس الإيديولوجية، وهذا يدل بإن فلسفة وإيديولوجية القائد أوجلان يتم قبولها في جميع أنحاء العالم، لأن هذا الشعار لم يتم ترديده من قبل النساء فقط، بل كان له صدى على كل شخص في العالم .

الأشخاص الذين يقودون هذه المرحلة هم النساء ، لأن النساء يستطيعون تنظيم أنفسهم أكثر في جميع أنحاء العالم على أساس العمل الاستراتيجي ووالفكر والفلسفة، ولهذا السبب فأن النساء تأخذ حصتها أكثر في الحروب التي تشن في الشرق الأوسط ، من الضروري على جميع النساء في الشرق الأوسط، العرب، الفرس، الأشور، الأرمن والكرد أن يتخذوا موقفاً من هذه الحرب والسعي لإيقافها، وخلق حياة حرة ، هادئة وعادلة محل الحرب ، هذه النتاجات التي تظهر حالياً بفضل رفاقنا الشهداء ، وتطورت من خلال شخصية الرفيقة بيريتان  و زيلان .  

يقاتل رفاقنا اليوم في خنادق الحرب بخط المقاومة والتضحية ضد العدوالقاتل والفاشي  ، بالرغم من مطالبات العدو بالاستسلام ، وبالرغم من جميع تقنيات العدو المتطورة ، لا يستطيع المرء وصف والتعبير عن هذه المقاومة التي تتجلى على أرض الواقع بالكلمات، إن ثقافة المقاومة والتضحية التي تركها لنا رفاقنا ، تتصاعد حتى يومنا هذا على إرث النضال، المهم هو أننا نتوج هذا النضال بالانتصار ونجعله هدية للقائد ولشعبنا ولرفاقنا الشهداء ".