هيلين أوميت: لا ينبغي لنا القبول أبداً بقرار مجلس أوروبا - تم التحديث

أكدت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني هيلين أوميت، أنه لا ينبغي القبول أبداً بقرار مجلس أوروبا الذي منح الوقت لتركيا، وقالت: "من الضروري أن ننقل نضالنا إلى أعلى المستويات في كل المجالات".

تحدثت عضوة اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني هيلين أوميت، في البرنامج الخاص على قناة مديا خبر (Medya Haber) وقيّمت قرار لجنة وزراء مجلس أوروبا بشأن انتهاكات الحقوق بحق القائد عبدالله أوجلان، وقالت هيلين أوميت في مستهل حديثها: "أحيي بكل محبة وشوق القائد أوجلان الذي يبدي مقاومة تاريخية في إمرالي، وقد مرت 26 سنة منذ 9 تشرين الأول 1998، ومع حلول 9 تشرين الأول المقبل سندخل العام السابع العشرين".

وذكرت هيلين أوميت أن الشعب الكردي، بقيادة حزبهم، منخرط في خوض الفعاليات في كل مكان منذ 26 عاماً، وينتفض في مواجهة المؤامرة الدولية، وأضافت: "الشبيبة لا تتوقف على الإطلاق، ولا يزالون بنفس الوتيرة أيضا، وقد كانت هناك مؤخراً المسيرة الطويلة في أوروبا، التي جرت في جو من الحماس والإثارة، ويواصلون خوض فعالياتهم بغضب شديد ضد المؤامرة الدولية، والقوى المتآمرة والنظام الذي يحتجز القائد أوجلان أسيراً في إمرالي. 

وانخرطت الحركات النسائية، وحركة المرأة الحرة الكردستانية، في مساعي مماثلة طوال هذه السنوات الـ 26، وقامت النساء بخوض الفعاليات بكل الأشكال في الأجزاء الأربعة من كردستان، انطلاقاً من السجون إلى الجبال، ومن الشوارع إلى الأحياء، وفي الوقت الراهن، يقاومنَّ بحملة شعاع الشمس في شمال كردستان، ويقاومنَّ في أوروبا على أساس الدفاع عن النفس في إطار الحملة ضد المؤامرة الدولية وحقيقة الإبادة الجماعية في إمرالي.

وهكذا قضى المجتمع الكردي هذه السنوات الـ 26 بشكل عام على هذا النحو، ومنذ 26 عاماً والمجتمع الكردي منخرط في حرب من أجل الوجود والحرية، من صغيرهم إلى كبيرهم، انطلاقاً من السجون إلى كل مجالات المجتمع".

وصرحت هيلين أوميت أنه في الوضع الحالي، تم تشكيل رأي عام واسع جداً، وتابعت قائلةً: "لقد تشكل الرأي العام في جميع أنحاء العالم، وتحولت الحياة التي بدأها في إحدى القرى في رها، الآن إلى واقع مقاومة على المستوى العالمي، وهناك مثل هذا الواقع من قِبل القائد أوجلان، كما عبر 69 مفكراً وعالماً من الحائزين على جائزة نوبل عن موقفهم حيال ذلك".

"الكرد لم يعودوا بمفردهم، ولم يعودوا شعباً بلا محامين"

كان يُقال عن الكرد إنهم شعب بلا محامين، فقد أدلى 1500 محامٍ من جميع أنحاء العالم ببيانات في أوروبا، وتشكل واقع من هذا القبيل في كردستان والعالم، ولم يعد أحد يستطيع أن يقول عن الكرد، إنهم شعبٌ بلا محامين، وظهرت مثل هذه الحقيقة الدفاعية على أساس الحرية الجسدية للقائد أوجلان ضد نظام الإبادة الجماعية في إمرالي، وبرز على أساس القائد مثل هذا الإطار القانوني الذي يعبر عن واقع كردستان ويدافع عن حقوقه ويسعى إليه.

وقد كانوا يقولون عن الكرد، إنهم شعب بمفرده، في حين وصلوا إلى مستوى بحيث يناضلوا مع أصدقائهم في كل أنحاء العالم.

وكان هناك هدف من النوع للمؤامرة الدولية: كان هدفها هو تصفية الحركة التحررية الكردستانية، واحتجاز القائد أوجلان في نظام الإبادة الجماعية في إمرالي، والقضاء على هذه الانتفاضة والمقاومة الهادفة للكرد، ولكن برز مثل هذا المشهد، حيث لا زال الكرد مستمرين في النمو والانتشار في كل خطوة منذ 26 عاماً ويواصلون مقاومتهم بقوة".

وأكدت هيلين أوميت أنه ينبغي عليهم النظر إلى القرار الذي اتخذته لجنة وزراء مجلس أوروبا من هذا المنظور، وأضافت قائلةً: "لو لم تكن هناك مقاومة مهيبة من النوع، ولو لم تكن هناك مثل هذه المقاومة التاريخية، وإذا لم يدمج الشعب الكردي حريته، ووجوده، ومعركته من أجل هويته مع حرية القائد أوجلان، ولو لم يخلق رأياً عاماً واسعاً لهذا الأمر، لما كان بإمكانه الحصول على نتيجة من القبيل، وإذا كان عليهم الإدلاء ببيان من القبيل، فيجب حينها حتماً رؤية العلاقة بين هذا وذاك".

"لم يعد بالإمكان تنفيذ واقع إمرالي بعد الآن"

ونوّهت هيلين أوميت إلى البيانات التي أدلت بهما كل من منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) ومنظومة المرأة الكردستانية (KJK) المتعلقة بهذا القرار، وقال بهذا الخصوص: "لقد تم التأكيد على أن هذا القرار كان في الواقع استمراراً لحالة الخروج على القانون المحيطة بنظام الإبادة الجماعية في إمرالي.

وفي عام 2014، اتخذت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قراراً، ورد فيه، إن احتجاز شخص مدى الحياة وتلاشي الأمل في إطلاق سراحه، هو أمر مخالف للاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، وقد اُتخذ هذا القرار قبل 10 سنوات مضت، وقيل فيما يتعلق بقائدنا والرفاق الآخرين الذين معه، وكذلك بعض الرفاق في السجون الأخرى، إن هذا يعد انتهاكاً لهذا الاتفاقية، ولذلك، توصلت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان قبل عشر سنوات مضت إلى نتيجة مفادها أن هناك وضع غير قانوني من هذا القبيل، وفي الواقع، هذا الوضع ليس بالأمر الجديد.

وحالياً هو العام 2024، وقد مرت 10 سنوات، ومرة أخرى منحوا سنة واحدة للدولة التركية الفاشية، والاستياء نابع من ذلك، وهذا القرار ليس قراراً جديداً، حيث أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هذا البيان في 18 آذار 2014، والآن، يقومون بتأجيله لمدة عام ويقولون إنه في تشرين الثاني 2025، إذا لم يكن هناك تغيير في مسار القانون بتركيا، فيمكنهم اتخاذ القرار.

وهناك واقع لإمرالي انكشف وبات مكشوفاً ولم يعد بالإمكان تنفيذه، ومن الواضح والمعلوم كيف يُستخدم نظام الإبادة الجماعية في إمرالي كمركز في الحرب ضد الكرد، وعلاوة على ذلك، أظهرت المؤسسات الأوروبية أيضاً تواطؤها في هذا الشأن، ولهذا السبب، أصدرت كل من منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) وكذلك منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بياناً من القبيل، وقالتا، تخلوا عن هذا القرار، وغيروه، وأظهروا موقفكم، نعم، نحن كحزب، وكحزب العمال الكردستاني نؤيد هذه البيانات الصادرة، ولا بد من خوض نضال قوي للغاية حتماً من أجل هذا الأمر".

"قرار مجلس أوروبا هو قرار سياسي وأيديولوجي"

وأفادت هيلين أوميت بأن القرار المتخذ هو قرار سياسي وأيديولوجي، وأنه لا يمت بأي صلة إلى القانون، ويجب فهمه جيداً واتخاذ موقف ضده، وتابعت حديثها بالقول:

"نحن نعلم جيداً أن القوى الغربية، وقوى الحداثة الرأسمالية المتمركزة في أوروبا، تتدخل حالياً مرة أخرى في الشرق الأوسط، في مقابل ذلك أيضاً، فإنهم يرون أن وجهة النظر التي يمثلها القائد أوجلان والنموذج الذي يمثله القائد أوجلان، على أنهما بمثابة خطر كبير، وقد يبدو هذا مجرداً بعض الشيء للناس، ولشعبنا وللشبيبة، ولا بد للناس من فهم التاريخ جيداً، ومعرفتها جيداً، من الضروري أن يفهموا جيداً لماذا أُحيكت الألاعيب بحق الشعب الكردي إلى هذا الحد، وهذا ليس مفهوماً بشكل متزايد بالنسبة للعديد من الكرد والعديد من الشبيبة الكردية، لماذا يجب على العالم الاهتمام بالكرد؟ في حين أن القوى الدولية تتعامل مع الكرد في سياق مخططاتها الإقليمية بسياسة فرق تسد، لاحظوا، من يتم تقسيمهم وإدارتهم هم الكرد، وبهذه الطريقة، يحكمون السيطرة على، ويطلقون التهديدات لإيران، ويسيطرون على العراق وسوريا، ولذلك، يسعون في ظل ظروف الحرب العالمية الثالثة، لأن يبقى المجتمع الكردي والوجود الكردي والجغرافيا الكردية على هذا النحو، ومن المؤكد أن لهذا القرار صلة بذلك، فهو قرار سياسي، للدفاع عن مصالح بعض الأوساط، وأيديولوجي، فما هو الواقع الذي يمثله القائد أوجلان؟ يمثل القائد أوجلان درب حرية الشعوب، ويمثل البديل القائم على تعايش الشعوب معاً، ولهذا أيضاً، فهو يمثل حرفياً حلاً عالمياً.

"يجب علينا رفع النضال الأساسي إلى مستوى أعلى"

ما الذي يجب القيام به في مواجهة ذلك؟ هذا هو المهم، ينبغي علينا الارتقاء بالنضال الذي قمنا بخوضه حتى الآن في كل المجالات الأساسية إلى مستوى أعلى، ولا يمكننا أن نقول مثل هذا؛ لقد قمنا بالفعاليات بلا كلل على مدار 26 عاماً، ولم نتوقف، ولم نعرف أي عقبات، وقدمنا التضحيات بكل الأشكال، لكن التغيير ضئيل، لا ينبغي لأحد أن يفكر بهذه الطريقة، ولهذا قلتُ هذا في البداية، لم يعد بالإمكان إنكار وجود الكرد، فالشعب الكردي بات لديه الآن أصدقاء، وبات مجبراً على الجميع أن يعتبروا الشعب الكردي بمثابة قوة منظمة، وعليهم أن ينظروا إليه كمحاور، وربما لم يعترفوا به بشكل رسمي، ولكن حتى لو كان مجزأً، فحيثما كان تواجد الكرد منظماً وواعياً، وكان منخرطاً في خضم التحركات والفعاليات، فإن الجميع يعترفون بهم ويرونهم ويتعاملون معهم وفقاً لذلك، وعلينا أن نرفع التنظيم في كردستان ومستوى وعي الشعب الكردي بشكل أكبر، وحثه على الانتقال إلى الفعاليات والحصول على النتائج بهذه الطريقة.

ويجب أن نكثف الضغوط في المقام الأول على المؤسسات في أوروبا، ولا ينبغي لنا القبول بهذا هذا الحكم الصادر أبداً، كما أن محاكمة القائد أوجلان هي بالأساس مثال على الخروج عن القانون.

فهل يجوز محاكمة مستقبل شعب، ووجود شعب، من جانب واحد؟ وهل يجوز محاكمة النضال التحرري لشعب في المحاكم التركية؟ وهل يمكن أن يخرج أي شيء عادل من هنا؟ ينبغي للمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان أن ترفض ذلك في البداية، لا يمكنهم محاكمة الوجود الكردي والنضال التحرري للكرد، ولا أحد لديه مثل هذه الحق أو الإرادة، فالدفاع المشروع والدفاع عن النفس والحرب من أجل الوجود هي حق من الحقوق، ولا أحد لديه القوة الكافية للوقف في وجه ذلك.

وعلى هذا الأساس، فإنني أدعو كافة شرائح المجتمع الكردي والناس الشرفاء والرأي العام الديمقراطي وفي مقدمتهم نساء وشبيبة كردستان للوقوف في وجه هذا القرار ودحره والعمل على ضمان الحرية الجسدية للقائد أوجلان، وحتماً سوف نحقق النجاح".

"لنغير العالم من خلال الفعاليات الخلاّقة"

وذكّرت هيلين أوميت في نهاية حديثها بأن مؤامرة 9 تشرين الأول الدولية تدخل عامها السابع والعشرين، وأضافت: "أود أن أقول للمرأة والشبيبة والشعوب إنه ينبغي عليكم إقامة صلة بين الحرية الجسدية للقائد أوجلان ونضالكم التحرري، وعلى هذا الأساس، مهما كانت القرارات التي ستتخذ بشأننا، فنحن لدينا تلك الإرادة لتغيير هذه القرارات، فليس هناك مصدر للقوة أعظم من المجتمع، وكل شيء يحدث داخل المجتمع.

فكلما كان الفرد اجتماعياً، كلما كان أقوى، ويمكن لذلك الفرد أن يكون شخصية، ويمكنه أن يكون موجوداً، ويمكن أن يكون لديه معنى، وأوجه الدعوة للجميع؛ على أساس الحرية الجسدية للقائد أوجلان، حاولوا أن تفهموه، وقوموا بخوض نضال أكثر إثماراً من أجل الحرية الجسدية للقائد أوجلان، واجتمعوا معاً من أجل ذلك، وغيروا العالم من خلال الفعاليات الخلاّقة".