حارب حتى الطلقة الأخيرة والرمق الأخير

عندما شاهد ماسيرو آمد أثناء مناوبة الحراسة اقتراب جيش الاحتلال التركي من الأنفاق، بدأ بمحاربتهم حتى أخر طلقة واخر رمق.

وُلد ماسيرو آمد (برات إيباك) في مدينة آمد، وتربى ضمن كنف عائلة وطنية، وبفضل هذا الأمر تعلم بأنه يجب مواجهة سياسات الانحلال بشتى الطرق، وبدأ بالبحث عن تلك الساحات ليقوم بوضع الأمور التي تعلمها قيد التنفيذ، حيث انضم إلى نشاطات الشبيبة، وتعرض في أحد الأنشطة الثورية لإطلاق نار من الشرطة وجُرح على إثرها، وهذا الجرح دفعه لأن يتخذ قراره الصريح ويتوجه إلى جبال كردستان بهذا الجرح، وهكذا أصبح في العام 2015 رفيق درب عشاق الجبال في أيلات آمد في منطقة الشهيد كندال، وانتقل إلى روجآفا، حيث شارك في تلك المراحل لست سنوات بدون انقطاع.       

اتجه نحو جبال زاغروس

عاد وتوجه إلى جبال زاغروس، وتحدث عن الكرامة الثورية ضمن حزب العمال الكردستاني قائلاً: "أن تكون عضواً ضمن حزب العمال الكردستاني، وأن تكون ثورياً في حزب العمال الكردستاني، وأن تكون ثورياً في ثورة كهذه هو بحد ذاته أمر عظيم."، كان مدركاً  لقوة حل النموذج التحرري للمرأة والديمقراطية والبيئة، ومن خلال هذا الإدراك، سعى جاهداً لتحليل الأشخاص ضمن النظام، حيث قام بالقضاء على تأثير النظام في نفسه، وخاض نضالاً أيديولوجياً من هذا النوع،  وكلما كان يتعمق في التحليل، كان حبه للجبال يكبر أكثر كلما تعمق فيه، وتعلم الكثير من الأمور من رفاق دربه.

حاول الوصول في اللحظات الأخيرة

عندما عمل في الأمور العملية بجبال زاغروس، حاول إعادة بناء كلمة رفيق الدرب من جديد، لقد كانت روح الرفاقية بالنسبة له أمراً مختلفاً جداً، وكان يشعر في كل درب من دروب جبال زاغروس بالروح الرفاقية هذه.  

وعندما كانت الحرب على أشدها في زاب، احتل مكانه ضمن الصفوف الأمامية من المعركة، وشارك ضمن المرحلة الثورية لصقور زاغروس ضد هجمات جيش الاحتلال التركي التي بدأت في بدأت في نيسان 2021، وشارك لفترة طويلة في العديد من العمليات بمنطقة آتروش.  

وفي نيسان 2022، رد على الهجمات في منطقة آتروش وانضم إلى العمليات الثورية، وحارب ضمن أنفاق الحرب بمنطقة الشهيد برخدان، وفي 22 نيسان وعندما كان العدو يريد الاقتراب من الأنفاق، شعر بهم أثناء قيامه بمناوبة الحراسة، ولم يتواني لسد الطريق أمام العدو وبدأ بمحاربته حتى أخر طلقة في سلاحه، حيث وأثناء الرد على العدو تعرض لجروح بليغة في الكتف والبطن والرأس، ولكن على الرغم من كل هذا الجروح أراد إبلاغ رفاق دربه بأن العدو يريد الدخول إلى داخل الأنفاق، وحاول ذلك جاهداً حتى اللحظات الأخير، ولكنه خطى عدة أمتار فقط، ونادى على رفاق دربه حتى النفس الأخير.  

استشهد الكريلا ماسيرو في صباح يوم 22 نيسان خلال قتاله ضد العدو، حيث حارب ضد العدو حتى الطلقة الأخيرة، وحاول حتى أنفاسه الأخيرة إبلاغ رفاقه باقتراب العدو، وأصبح صوته الأخير صوت رفاقه.