تحدثت عضوة اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني (PKK) خالدة أنكيزك، عن عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني قاسم أنكين، الذي استشهد في 27 أيار 2020.
أوضحت أنكيزك أن شهر أيار هو شهر الشهداء، مستذكرةً كل من القيادي حقي قرار ودنيز كزميش وإبراهيم كايباك كايا وفرهاد كورتاي ومحمود زنكين وأشرف آينك ونجمي أونر، الذين استشهدوا في شهرأيار، كما استذكرت أنكيزك قاسم أنكين أيضاً، الذي استشهد في 27 أيار 2020، وقالت بهذا الصدد: "استذكر في شخص الرفيق قاسم أنكين شهداء شهر أيار وجميع شهداء الحرية بكل احترام وأجلال، ونجدد عهدنا بإيصال نضالهم الذي ضحوا بأرواحهم في سبيله إلى النصر.
هذه هي الذكرى السنوية الثالثة لاستشهاد الرفيق قاسم أنكين، بدأ حزبنا، حزب العمال الكردستاني بمسيرته كحزب الشهداء، وإننا نتبنى حقيقة حزبنا بالسير على خط شهدائنا ونناضل، كيف أن حزب العمال الكردستاني أصبح حزباً من خلال الشهداء، فقد تعاظم من خلال الشهداء، ووصل إلى هذا المستوى من خلال الشهداء، وأصبح لدى حزب العمال الكردستاني معنى من خلال الشهداء، وبات يحظى بكرامة، وأصبحوا مع حزب العمال الكردستاني أعظم القيم للشعب، فإن لم نكن نتعامل مع حقيقة الشهداء بهذه الطريقة، فحينها، لما كنا قد منحنا الشهداء حقهم.
لقد كان الرفيق قاسم رفيقاً مخلصاً للقيم الوطنية ولترابه منذ طفولته، ولم ينشأ الرفيق قاسم مثل أي شخص في أوروبا، بل جاء إلى ساحة القائد ككادر حزبي، والتحق بالتدريبات وانتقل إلى ساحات الكريلا، وتأقلم مع حياة الكريلا في غضون فترة قصيرة، وكرّس أكثر من 30 عاماً من عمره في النضال، وأدى واجباته ومامه بمسؤولية منذ ريعان شبابه".
رسخ الرفيق قاسم في شخصيته سمات المناضل الآبوجي
وأشارت أنكيزك إلى أن الرفيق قاسم أنكين، قاد نضالاً عظيماً في أصعب الأماكن وأقسى الأوقات، وقالت بهذا الخصوص: "لقد ناضل الرفيق قاسم ضد خط التصفية وضد العدو وهجماته في كل ساحة من الساحات من الناحية الأيديولوجية وكذلك من الناحية الجسدية، وهذا الأمر أيضاً، دفع الرفيق قاسم لأن يتكون لديه خبرات عظيمة للغاية، ونحن فخورن جداً بأننا كنا رفقاء مع شخص مثله وخضنا العمل معه، فعندما كنا منخرطين في العمل مع الرفيق قاسم، كما نستمد دائماً القوة منه، وباعتبار أن الرفيق قاسم كان قد أفصح عن ذاته على خط الحزب والقائد، فقد رسخ في شخصيته سمات المناضل الآبوجي، لذلك، يمكن للمرء القول بأن الرفيق قاسم كان ثورياً حقيقياً.
وكانت هناك دائماً طاقة إيجابية في الساحات التي كان يتواجد فيها الرفيق قاسم، وأظهر ذلك الأمر لمحيطه ودفع رفاق دربه في المشاركة لخوض النضال، وقد كان لدى الرفيق قاسم قوة طبيعية من هذا القبيل، حيث كان يمنح الطاقة والحماس والمعنويات لرفاق دربه، وكان رفيقاً مثقفاً، ويدرّب نفسه بشكل جيد، وينظم وقته جيداً، وكان منغمساً على الدوام في القراءة، وإجراء البحث، حيث كان منخرطاً في البحث على وجه الخصوص حول الكرد وكردستان والتاريخ الكردي والجغرافيا، وكان لديه الكثير من المحاولات والجهود الحثيثة في هذا الصدد، وكان يطور نفسه كثيراً فيما يخص موضوع الذهنية والفلسفة والسياسة والثقافة والأيديولوجية، ولهذا السبب، كان له درواً بارزاً في الأنشطة التدريبية، وحيثما كان يتواجد الرفيق قاسم، كان الأنشطة التدريبية تجري بشكل منظم وعلى أكمل وجه، وكان يدرب جميع المناضلين وكوادر الحزب المقاتلين".
كان كادحاً إعلامياً كبيراً
وذكرت أنكيزك بأن عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، قاسم أنكين، كان يتولى قيادة الأنشطة الإعلامية أيضاً، وقالت بهذا الخصوص: "لقد كان لدى الرفيق قاسم طاقة كبيرة، بحيث كان ينظم الأنشطة الإعلامية، وكان يؤدي دوراً بارزاً في تطوير الإعلام من الناحية الأيديولوجية، وكان يتولى القيادة في هذا المجال، فعلى سبيل المثال، كان يكتب لجميع الصحف والمجلات، ويَعدّ البرامج للقنوات التلفزيونية، وكان يقدم مجهوده النظري للإعلام، ويتولى القيادة لهذا العمل، وكانت هناك بعض المفاهيم الخاطئة في المجال الإعلامي، على سبيل المثال، جميع الأنشطة الإعلامية كانت مستقلة عن جميع الأمور، وليست متعلقة بالأيديولوجية، وكانت الأنشطة الإعلامية تُخاض كما لو أنه ليست هناك أي أيديولوجية خلف أي إعلام، حيث كانت هناك تصرفات من هذا القبيل ترزح تحت تأثير الليبرالية.
وكان الرفيق قاسم يحارب ضد هذا المفهوم، ويخوض نضالاً كبيراً، وكان يسعى إلى تطوير وتعزيز الأنشطة الإعلامية والدعائية-التحريضية في إطار المعايير الأيديولوجية، وإلى القيام بتنظيمها وجعلها ملكاً للمجتمع، وركّز على هذا الأمر، بحيث لا ينفصل العمل الإعلامي عن المجتمع، ويجري خوضه من خلال ارتباطه مع المجتمع، وانضم الرفيق قاسم، مثل كل من الرفاق دوزدار ونوجيان وشيلان ودنيز وغوربتللي أرسوز، إلى قافلة شهداء خط الإعلام الحر، ويمكن للمرء أن يقول بأن الرفيق قاسم كان ناشطاً كبيراً في الإعلام، وانضم إلى قافلة شهداء الإعلام الحر، وما يتوجب على إعلامنا القيام به، هو أن يتخذ من المعايير الأيديولوجية كأساس على خط الشهداء، ويعزز النضال انطلاقاً من هذا الأساس.
ولقد كان الرفيق قاسم فناناً ورياضياً أيضاً، يغني ويرقص ويكتب الشعر حيثما حل، كما أنه كان يجب الرياضة، ويقيّمها أيضاً كمسألة صحية، حيث كان يعتبر الرياضة كجزء لا يتجزأ من حياة الكريلا، وكان الرفيق قاسم في الوقت نفسه، عسكرياً وقائداً قوياً للغاية، ويشارك على الدوام آرائه حول التكتيكات والساحة والحرب، ويقدم الاقتراحات، وأصبح من خلال هذه السمات ثورياً كبيراً".
سيستمر هذا النضال حتى تحقيق أهداف شهدائنا
لفتت عضوة اللجنة القيادية لحزب العمال الكردستاني، خالدة أنكيزك، الانتباه إلى رفاقية قاسم أنكين مع المقاتلات الكريلا وقالت: "كانت رفاقية قاسم مع رفيقاته المقاتلات خاصة جداً، لقد طوّر نفسه جيداً في الإطار الأيديولوجي والتنظيمي، وأدرك فلسفة وفكر القائد جيداً، بذل جهوداً كبيرة في أن يصبح رجل حر على خط القائد، وتكوين رفاقية مع المرأة، وكان جانبه الروحي أيضاً قوياً جداً، حيث كان توأمه فتاة، وكان علاقته مع والدته وأخوته قوية جداً، لذا كان أسلوبه في التعامل مع رفيقاته المقاتلات طبيعياً جداً، وبالتأكيد كان يقيّم قضية المرأة في السياق الأيديولوجي والتنظيمي، ونحن فخورون جدا لأننا عملنا وناضلنا مع رفيقنا قاسم.
لقد أحدث استشهاد الرفيق قاسم فراغاً كبيراً في حياتنا، ولن نعتاد أبداً على كونه بعيداً عنا جسدياً، لكن هذا كشف الحقيقة أيضاً، كلما كبر حزبنا، حزب العمال الكردستاني، زادت القيم التي يخلقها ويقدم التضحيات أكثر، استشهاد الرفيق قاسم ثمن نضالنا، من الصعب علينا أن نملأ مكانه، لكن بصفتنا رفاق الرفيق قاسم، سنجعل ذكراه حية في كل لحظة من نضالنا، شخصيته ستنير مستقبلنا كمنارة، لذا نستذكر الرفيق قاسم مرة أخرى بكل احترام وتقديروننحني إجلالً وإكباراً أمام ذكراه، سيستمر هذا النضال حتى نحقق أهداف شهدائنا، مرةً أخرى، في شخص الرفيق قاسم، نستذكر جيمع شهداء الحرية بكل تقدير واحترام".