ديرسم: السجون هي من أهم ركائز مفهوم الإبادة لدى الدولة التركية الفاشية

اكد عضو لجنة السجون في حزب العمال الكردستاني، بيرو ديرسم، بأنه إذا انتفض الجميع ضد الوحشية الممارسة في السجون، وتحملو المسؤولية التي تقع على عاتقهم، فهذا وحده يمكن أن يعزز الانتفاضة.

تحدث عضو لجنة السجون في حزب العمال الكردستاني، بيرو ديرسم، لوكالة فرات للأنباء عن سياسة الدولة التركية تجاه المعتقلين السياسيين في السجون ومقاومة المعتقلين والدعم الخارجي.

وصرح بيرو ديرسم أن الدولة التركية القاتلة نفذت مفهوم الهجوم المستمر والشامل منذ 24 تموز 2015، وقال: "الهدف الأساسي للدولة التركية هو أنه في ظل ظروف الحرب العالمية الثالثة، استخدمت كل إمكانياتها ووسائلها لإبقاء الشعب الكردي بلا مكانة والقضاء على إنجازات الكرد التي تحققت بتضحيات عظيمة، قبل كل شيء لقد اتخذ القائد آبو مقاومته أساس ضد سياسة الإبادة هذه، بمقاومة لا مثيل لها ضد جميع ممارسات التعذيب الجسدي والنفسي وفرضها، كما وأظهر الإرادة الكبيرة لقيادة النضال من أجل الحرية على خط النصر في ظل ظروف إمرالي، في هذا الصدد، تعتبر مقاومة القائد أوجلان في إمرالي مهمة جداً وذات مغزى، إنها الحلقة الرئيسية وأروع قمة للمقاومة ضد الفاشية نيابة عن جميع  الشعوب الكرد، الأتراك والشرق الأوسط  وضد مفهوم "إما الاستسلام أو الإبادة"، بينما منح القائد آبو أملاً جديداً للشعوب بحل "الأمة الديمقراطية" لمشاكل كردستان وتركيا والشرق الأوسط، و جعل من إمرالي ساحة مقاومة ونضال ضد الفاشية من أجل تنفيذ هذا الحل.

قوات الكريلا تخوض مقاومة أسطورية على الخط الفدائي

وذكر ديرسم أن مقاومة لا مثيل لها يتم خوضها في مناطق الدفاع المشروع تحت قيادة قوات الدفاع الشعبي HPG ووحدات المرأة الحرة YJA Star، وقال: "في ظل أصعب الظروف يخوض مقاتلو الكريلا  على الخط الفدائي مقاومة أسطورية ضد القوة العظمى للعدو ووسائله التقنية واستخدامه للأسلحة المحظورة، تعتبر قوات الكريلا رمزاً للوعي والإيمان والإرادة، كما توضح ممارسة نضال لا مثيل له للولاء للقائد، الشعب وقيم النضال والحرية والإيمان بالنصر، هذه المقاومة العظيمة عندما تحطم كل مخططات الاستعمار والخيانة وتتسبب في انهيار كبير، فإنها في نفس الوقت تصبح قوة معنوية كبيرة لشعبنا وشعوب المنطقة والإنسانية التقدمية وتعزز إرادة المقاومة.

المقاومة الاجتماعية ستقضي على الحكومة الفاشية

وصرح ديرسم إن المقاومة الكبيرة لمقاتلي الكريلا والشعب ضد ممارسات الإبادة في الخارج لم تسمح للعدو بتحقيق أية نتائج وأدت إلى انهيار الفاشية، وتابع: " لقد لعبت مقاومة السجون أيضا دوراً مهماً، أن المقاومة التي تتم بالجسد، الإرادة، الإيمان والوعي هي المقاومة الأكثر كرامة وذات معنى وقدسية، يجب أن يعلم الجميع أن الروح، الموقف والمقاومة جديرة بمقاومة قائدنا في إمرالي وهي المقاومة التي تتم خوضها على الخط الفدائي في الخارج، وتتعايش أيضاً في السجون،و في بيئة تتحول فيها كل لحظة من حياتنا اليومية إلى عذاب، نواجه حقيقة سجن يعيش ويقاوم 24 ساعة في اليوم على خط التضحية.

في شمال كردستان وجنوبها وروج آفا وجميع أنحاء العالم، يخوض شعبنا وأصدقائهم، بقيادة الكريلا ومقاومة السجون في إمرالي، مقاومة لامثيل لها حول نموذج قائدنا، ورغم أن هذه المقاومة التي تطورت بمعنى المقاومة الاجتماعية فيها بعض نقاط الضعف والقصور، إلا أنه من الواضح أنها ستتطور أكثر في خط ينمو ويتطور يوماً بعد يوم ويزداد مستوى تأثيره، المقاومة الاجتماعية القائمة على حرب الشعب الثورية، بقيادة النساء والشبيبة، والتي ستكمل مقاومة الكريلا والسجون، خاصة في شمال كردستان وروج آفا، ستقضي على جميع الحكومات الفاشية الرجعية والمستبدة والقاتلة في الشرق الأوسط وتركيا".

يتم ممارسة السياسات الخاصة ضد عشرات الآلاف من المعتقلين

وأشار ديرسم إلى أن السجون هي من أهم ركائز مفهوم الإبادة للدولة التركية الفاشية، وتابع: "الإدارة الفاشية التي تحيد جميع الفئات الاجتماعية في الخارج، تتجه الآن نحو الاعتقالات، وتمارس سياسات خاصة ضد عشرات الآلاف من المعتقلين المحتجزين في الداخل، بهذا المعنى، يمكننا أن نوضح بإيجاز الهدف من سياسات الحرب الخاصة للفاشية التي تنفذها في السجن، قبل كل شيء، الهدف ليس ترك أي شخص يكافح ويصعد المقاومة في الخارج وجعل المجتمع بلا قائد، ثانياً، يهدف إلى ترهيب المجتمع وجعله يتراجع عن نضاله من خلال الاعتقالات وظروف السجن المتفاقمة، ثالثاً، اعتقال القادة الأكثر مقاومة في المجتمع وممارسة التعذيب والقمع عليهم وكسر إرادتهم وبالتالي عزلهم عن النضال، رابعاً، يتم تنفيذ سياسة قتل المعتقلين الذين لا يستسلمون ويقاومون في السجن والانتقام وإبقائهم تحت التعذيب والضغط الشديد، بالإضافة إلى ذلك،  مع سياسات الحرب الخاصة المختلفة، تهدف إلى إبعاد المعتقلين الثوريين عن النضال لفترة طويلة.

في السنوات الأخيرة استشهد 50 معتقل

وأفاد بيرو ديرسم أن من أصعب حالات الموت هو القتل بالهيروين وقال" من خلال تصريحات جمعية حقوق الإنسان ‏التي وردت في الاعلام أنه في الأعوام الأخيرة فقد قرابة 50 سجين ثوري ووطني حياتهم في السجون، نستطيع القول ‏بأنه كل أسبوع يتم قتل واحد من رفاقنا في السجون، وهذه ليست صدفة أو شيء طبيعي بالنسبة لرفاقنا الذين يقاومون ‏جميع أنواع القمع والتعذيب التي تمارسها الفاشية على مدى ثلاثين عاماً في السجون، في العام الأخير وحينما اقتربت ‏مدة سجنهم، استشهدوا، يمارس بحقهم القتل الممنهج وكمثال الشخص المصاب بالسرطان عليه ان يعالج تحت مراقبة ‏طبيب، وأن يكون مهجعه نظيفاً و تحت حماية خاصة، تركه في حجرة لا تتوفر فيها أدنى مقومات النظافة ولا يتم علاجه ‏ويتعرض لظروف سيئة، يعني قتله، وهذا ظهر من خلال العديد من الذين استشهدوا.‏

الدولة التركية تفعل كل شيء تجاه السجناء السياسيين المرضى من اجل أن يفقدوا حياتهم، على الرغم من وجود بعض ‏المواد حول هذا الموضوع في قوانينهم، إلا أن عملية الممارسة تتشكل من خلال عدم تطبيق هذه المواد من القانون، ‏هناك أحكام في القانون لتأجيل العقوبة على السجناء الذين عادة ما يكونون في حالة مرضية خطيرة وغير قادرين على ‏الاعتناء بأنفسهم، لكن المؤسسة المرخصة في هذا المجال هي مؤسسة الطب الشرعي، أفاد معهد الطب الشرعي أن‏80 ‏في المائة من مرضى السرطان والمعاقين، "قادرون على البقاء في السجن"، معالجة السجناء المرضى داخل السجون ‏بسبب ظروف التعذيب في السجون، والعقوبات التأديبية، والاحتجاز في الزنازين الانفرادية، وانعدام الظروف الصحية ‏والغذائية، وعدم نقلهم تعسفياً إلى المشفى، والفحوصات وهم مقيدو الأيدي، حالات الاستشهاد نتيجة هذه الممارسات هي ‏بالتأكيد بسبب المرض، سياسة القتل تنفذ بشكل ممنهج ومدروس".‏

سياسات القمع والانتهاك في السجون تمت عبر المقاومة والنضال

وأشار ديرسم ان سياسات القمع والتعذيب التي تمارسها تركيا في سجونها تتصدر جدول الأعمال في العدد من المرات ‏وقال: "الأهم من ذلك نضال ومقاومة السجناء، فالسجون تعد الساحة الرئيسية لنضالنا، لذلك فإن موقف المقاومة لدى ‏أسر الثوريين والوطنيين يلعب دوراً مهماً في افشال سياسات العدو، وفي تنمية المقاومة الاجتماعية، وفي انتصار شعبنا؛ ‏نضالنا من أجل الحرية له إرث كبير وخبرة كبيرة في مقاومة السجون، حيث تشكلت المقاومة التي بدأت في الثمانينيات ‏في سجن آمد أصبحت شكلاً لروح المقاومة وخط النصر في 14 تموز، لدينا ارث نضالي لأكثر من 40 عاماً من خلال ‏مقاومة السجون، كما ان مقاومة إمرالي التي يقودها القائد اوجلان، والتي تستمر في عامها الرابع والعشرين بلا هوادة، ‏لا تستند فقط إلى المقاومة في جميع مجالات النضال، ولكن أيضاً على خط المقاومة لدينا طوال الـ 24 عاماً الماضية في ‏السجن.‏

هناك مقاومة جدية في السجون على أساس شعار "المقاومة حياة" على الرغم من وجود العديد من القضايا والانتهاكات، ‏وهذه المقاومة تمنحنا قوة معنوية وعاطفية جادة في كفاحنا من أجل تحقيق النصر.‏

لم يظهر الشكل الكافي من الدعم للسجناء

وفي ختام حديثه أكد ديرسم إن دعم ومساندة السجناء ما زالت ضعيفة وقال: "للأسف ان دعم السجناء داخل المعتقلات ‏غير كافي في مواجهة سياسات القمع والتعذيب الممارسة بحقهم، هناك نقاط ضعف ونواقص جدية في هذا المجال، وعلى ‏الرغم من ضآلة العدد، إلا أن حملة مناوبة العدالة، التي بدأتها مجموعة من أقارب السجناء، تتواصل بعزم كبير ضد ‏جميع انتهاكات وسياسات العدو منذ شهور، وعليه نهنئ هذه العائلات ونحيي مقاومتها، يجب أن يعلموا أنهم ‏يقودون مقاومة مهمة للغاية، إلا أن المقاومة التي بدأتها مجموعة من العائلات لم تتابع منذ شهور، وهذا يدل على وجود ‏أخطاء ونواقص جسيمة في هذا المجال.‏

إن دعم السجناء في السجون ليس فقط واجب ومسؤولية أقارب السجناء، لقد اعتقل رفاقنا هؤلاء في السجون لأنهم كانوا ‏يقودون نضال الشعب من أجل الحرية، لهذا دعمهم تقع على عاتق شعبنا بجميع اطيافه ومؤسساتنا والمكونات الوطنية، ‏تم اعتقال رفاقنا هؤلاء لأن لديهم توجهاً ثورياً وارث نضالي ضد الفاشية ويوجهون هجمات قاسية ضد الفاشية، وعليه ‏فإن جميع الدوائر الديمقراطية الثورية وهياكلها المنظمة ضد الفاشية عليها واجب ومسؤولية حماية مقاومة السجون، ‏يجب على كل شعبنا، المؤسسات الكردستانية المنظمة، جميع الدوائر الثورية، المثقفين والفنانين الذين يحاربون الفاشية، ‏أن يأخذوا هذا الموقف على أنه واجبهم ومسئوليتهم وأن ينخرطوا في الحركة.‏