مراقب سياسي: إذا قامت حرب في العراق ستكون لصالح حكومتي تركيا وايران
سلط الكاتب والمراقب السياسي عادل عمر الضوء على الأزمة السياسية في العراق، وقال " إذا قامت حرب في العراق، فستكون أكبر فرصة لتركيا وإيران لاحتلال قسم من الأراضي العراقية".
سلط الكاتب والمراقب السياسي عادل عمر الضوء على الأزمة السياسية في العراق، وقال " إذا قامت حرب في العراق، فستكون أكبر فرصة لتركيا وإيران لاحتلال قسم من الأراضي العراقية".
في الآونة الأخيرة، وبناءً على دعوات زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، توغل أنصاره إلى المنطقة الخضراء واستولوا على مجلس النواب، كما طالب صدر من خلال أنصاره، إلغاء البرلمان والدستور والمحكمة الاتحادية، لكن مطلب الصدرهذا لم تقبله الأحزاب السياسية الأخرى في العراق.
علاوة على ذلك، تم تمركز قوة أمنية إضافية في بغداد، وفي هذا السياق، لا يزال الصراع الحالي مستمراً بين الشيعة.
وحول ذلك تحدث الكاتب والمراقب السياسي، عادل عمر، لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن الأزمة والأحداث الحالية في العراق وقيم حل الوضع على هذا النحو.
العثمانيون أصبحوا سبباً لعدم قبول المكونات العراقية بعضها البعض
وسلط عمر في بداية حديثه، الضوء على تاريخ إنشاء العراق وقال: "عندما تم طرد العثمانيون من المنطقة، بقيت بعض الثقافات العثمانية، مثل عدم قبول مكونات أخرى، في العراق، ترك العثمانيون ورائهم العديد من النزاعات بين شعوب المنطقة، العراق في مثل هذا الوضع كأنها تم خيطها بالرقع، فمنذ بداية تشكيل الدولة العراقية لم تكن هناك قوة وطنية، لأن كل الأحزاب قد تأسست على أساس الأمة، المذهب والعشيرة، فأهداف كل هذه الأحزاب ليست خدمة الشعب وإنما من أجل السلطة فقط".
النزاعات على السلطة مهدت الطريق لأزمات الحالية
وتحدث عمر عن النزاعات السياسية الحالية في الحكومة العراقية الاتحادية بعد الإطاحة بنظام البعث، وتابع قائلاً: " لقد تأسس نظام بين الأحزاب السياسية في العراق في عام 2003، حيث باستطاعة جميع هذه الأحزاب الحالية أن تأخذ مكانها في سيادة الحكومة وفقاً لمصالحها الخاصة والعمل معاً، واستمر هذا الوضع حتى فترة اندلاع الصراعات الداخلية بشأن قضية السلطة".
على الكرد والسنة عدم التدخل في حرب الشيعة
وصرح الكاتب والمراقب السياسي، عادل عمر، إن ظاهرة الفساد والسرقة ازدادت في جميع الأحزاب المتواجدة في العراق، والشعب أصبح مستاءً من هذا الوضع، وذكر عمر أن أهالي المنطقة مستاؤون جداً وغير راضين عن السرقة والفساد ويعانون منها، وأضاف قائلاً: إنه " يوجد قسم كبير من الشيعة بين أهالي العراق لا يكنون المحبة للصدر، ويريد الصدر أيضاً أن يظهر للشعب بأنه سيجري تغييرات وسينهي ظاهرة السرقة والفساد، ويستخدم قوة الشعب في الوقت الراهن، لأجل القضاء على النظام الحالي، ففي الوقت الراهن، هناك اقتراحان لهذه التوترات والنزعات، الأول هو اندلاع حرب من شأنها إراقة الدماء، لا أحد من الأطراف ولا شعب المنطقة يريدون حدوث ذلك، والآخر، يجب أن يتوافقوا مع بعضهم البعض، ومن ناحية أخرى، يجب أن لا يتدخل الكرد والسنة أن إلى هذه الحرب في حالة إقامة الحرب".
كل من أتى فرض سلطته على العراق
ونوه عمر أن الصدر الذي يريد إلغاء البرلمان، الدستور والمحكمة الاتحادية العليا، أهدافه هذه، تعني الهجوم ومن الصعب جداً تنفيذه، وقال: أن "الأطراف لم تعمل أبداً كدولة في العراق، لقد واصلت وجودها دائماً كسلطة، انظر إلى تاريخ من فرض سلطته على العراق، ما يحاول فعله الصدر تحت اسم الديمقراطية، ليس الديمقراطية إنما الإطاحة بالنظام الحالي الذي شكل بالدستور العراقي وانسجام الأطراف المتواجدة فيه، وهذا الأمر غير مقبولاً من قبل الدول الأخرى".
الحرب ستكون لصالح تركيا وإيران
ولفت عمر الانتباه إلى تدخلات القوى الحاكمة المهيمنة في السياسة العراقية ، وذكر قائلاً: أن "الدول الحاكمة تدير السياسة العراقية، والآن أصبح مستقبل المرحلة السياسية في العراق في أيدي الدول المهيمنة كدولة روسيا وأمريكيا، كما أن الحرب التي ستدار في العراق ليست في مصلحة روسيا وأمريكا، لكنها ستصبح فرصة لتركيا وايران لاحتلال قسم من الأراضي العراقية".
على الجميع العمل لأجل المصلحة الوطنية
و أعرب الكاتب والمراقب السياسي في مدينة كركوك بجنوب كردستان، عادل عمر، عن آرائه بشأن الحل في الوضع الراهن في العراق، وقال: "يجب على جميع الأطراف السياسية في العراق، مكوناتها وقوميات أن تراجع نفسها من أجل حماية مصالح وأرواح مواطني العراق وعدم السماح بتأجيج نيران الصراعات، لأن العدو الأجنبي يحاول تأجيج نار الصراعات السياسية والحرب في العراق، لقد أريقت الكثير من الدماء في العراق عبر التاريخ، لذلك يجب على الكرد، العرب، السنة والشيعة وكافة المكونات الأخرى أن يعملون من أجل تحقيق المصلحة الوطنية والقومية من أجل العيش المشترك ولا لسفك الدماء بعضهم البعض".