بيوار أونفر: مخمور لن تقبل سياسات الحصار قط

صرح عضو العلاقات الخارجية في مخيم مخمور بيوار أونفر أنه خلال اللقاءات، قال لهم المسؤولون العراقيون أنهم سيقومون ‏بتسييج محيط المخيم بالأسلاك الشائكة: وقال بأنهم لن يقبلوا بذلك قط. ‏

في الآونة الأخيرة وبالرغم من الهجمات المتزايدة لدولة الاحتلال التركي والحزب الديمقراطي الكردستاني على مخيم الشهيد رستم جودي (مخمور)، قال المسؤولون العراقيون لإدارة المخيم أنهم سيقومون بتسييج محيط المخيم بالأسلاك الشائكة.

تحدث عضو العلاقات الخارجية في مخيم مخمور بيوار أونفر ‏لوكالة فرات للأنباء حول هذا الموضوع وموقف أهالي المخيم منه.

تزامنت هجمات الدولة التركية مع الحصار ضد المخيم

كيف هو وضع مخيم مخمور الآن...؟

منذ فترة طويلة، ويتعرض مخيمنا لحصار من جميع الجهات، من ضروريات الحياة بدأً من الطعام والشراب إلى الصحة، ومن هناك إلى التعليم والاقتصاد، كما أن هناك عوائق جدية في الذهاب والإياب، الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) نفسه فرض حصاراً طويل الأمد على المخيم، لم يسمح لمواطنينا بأي حال من الأحوال بالذهاب إلى مناطق كردستان لتلبية احتياجاتهم، إحدى النقاط التي يجب على المرء الانتباه إليها هي الهجمات المتزايدة لدولة الاحتلال التركي على شعبنا بالتزامن مع الحصار، هذه الهجمات لا تزال مستمرة، في الوقت نفسه، ازدادت هجمات تركيا على مخمور، هذه الهجمات وهذا الحصار لها هدف واحد، وهو كسر إرادة شعبنا، وإيصاله إلى مستوى تحطيمه، هذا المخيم الذي له تاريخ ثلاثون عاماً من النضال، في طريق الحرية والديمقراطية من أجل حياة حرة في شمال كردستان.

جرت لقاءات من أجل تأمين حاجات الشعب والقيام بمسؤولياتها

في الآونة الأخيرة جرت بعض اللقاءات، وكنتم ضمن الوفد، نرى بأن هناك ضغط كبير على المخيم من جانب الحكومة العراقية، ما الذي طُلِبَ منكم في تلك اللقاءات...؟

إن المخيم ومنذ عام 2017 مرتبطة بمحافظة نينوى أو الحكومة العراقية إدارياً وأمنياً، إن العراق مجبرة على القيام بمسؤولياتها حيال أهالي المخيم وتلبية احتياجاتهم، ومن أجل أن تقوم العراق والمنظمات التي تعنى بشؤون اللاجئين بمسؤولياتهم، عقدنا معهم العديد من الاجتماعات، بعد الحصار زاد وضع أهالي المخيم المعيشي سوءاً، ومن أجل أن تستطيع الحكومة العراقية كسر هذا الحصار، وان تقوم بدورها، عقدنا بعض اللقاءات، في هذا الإطار زار العديد من الأطراف العراقية والوفود مخيم مخمور وأعطوا وعوداً بتلبية احتياجات أهالي المخيم، كل هذه اللقاءات جرت أمام أنظار الأمم المتحدة.

أعطوا وعوداً ولم ينفذوه، وبقيت حبراً على ورق

اللقاءات التي جرت، هل كانت بشكل بروتوكول مكتوب أم كانت فقط وجهاً لوجه...؟

اللقاءات كانت مكتوباً ووجهاً لوجه أيضاً، كما كان على شكل تقرير أيضاً، دونت فيه احتياجات أهالي المخيم، ووقعت عليه وزارة الداخلية من أجل أن تقوم مفوضة الهجرة والمهجّرين بمهمتها وحل هذه القضايا، وتقديم الاحتياجات العاجلة، كل هذه الوعود لم تُنَفَذ، في العام الماضي وفي إطار هذه الاتفاقيات، زار مركز شورته والوفد الإداري المرتبط بالعراق المخيم وسكنوا فيه، عدا ذلك لم تأتي المفوضية لحل المشاكل.

لم يتم التطرق بأي شكل من الأشكال مسألة تسييج المخيم بالأسلاك الشائكة خلال اللقاءات ولم يتم قبولها

قبل الآن كانت هناك محاولات من أجل تسييج محيط المخيم بالأسلاك الشائكة، وإدارة المخيم رفضت ذلك، وقال إن هذا القرار لم يتم بحثه والموافقة عليه خلال الاجتماعات، وبحسب معلوماتنا أنه تم إصدار قرار بهذا الشأن مرةً أخرى، ما مدى صحة ذلك، هل يوجد شيء من هذا القبيل أم لا...؟

سواء في اللقاءات في بغداد أو مع الوفود التي جاءت إلى المخيم، لم يتم بحث تسييج المخيم أو إنشاء الأعمدة حول المخيم، قلنا مهما كانت القضية، تعالوا وناقشوها مع الشعب والمجلس، نحن منفتحون على المناقشات، في العام الماضي، أرادوا فجأة تسييج المخيم، وقف سكان المخيم في وجه ذلك ولم يقبلوه، بالنسبة لموقف أهالي المخيم، تمت مناقشة هذه القضية في ذلك الوقت، ولكن ذلك القرار تم اتخاذه سراً، خلال اجتماعاتنا مع الأمم المتحدة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في الاجتماعات حول المخيم، أوضحوا أنهم ليسوا مع قرار تسييج محيط المخيم، هذا الموقف ليس صحيحاً، أنتم لاجئون سياسيون، لا يمكن فرض أي شيء على اللاجئين السياسيين دون طلبهم.

وضع الأسلاك حول المخيم هي نتيجة اتفاقيات تركيا والحزب الديمقراطي الكردستاني وأطراف عراقية عدة

ما الذي حدث لتكرار هذا القرار اليوم ...؟

هناك أيدي خارجية تتدخل في الوضع السياسي والأمني في العراق في محاولة لتغيير الوضع الحالي يومياً، نحن نعلم أن هذه المحاولات التي من شأنها إحاطة المخيم بالأسلاك الشائكة هي مطلب دولة الاحتلال التركي ومطلب الحزب الديمقراطي الكردستاني، كما لقسم كبير في الحكومة العراقية علاقة مع الدولة التركية في هذه المسألة، وهذه نتيجة الاتفاقيات التي تجريها هذه الأطراف، يحاولون كسر إرادة أهالي مخمور.

يحاولون القضاء على مخمور التي هي صورة لمجازر وإبادات ارتكبتها تركيا

بعد اللقاءات الأخيرة التي طالبت بوضع سياج حول مخيم مخمور، حدث هجوم بعدها مباشرةً، في هذا الهجوم استشهد أحد قاطني المخيم وهو أبوزيد عبد الله عبيد، كيف تقيمون ذلك وما هي علاقتها مع القرار التي اتخذ في الاجتماع الأخير...؟

استشهد أحد مواطنينا الوطنيين الرفيق أبوزيد في هذا الهجوم، كل هذه الهجمات تهدف لكسر إرادة شعبنا، وكذلك كسر إيمان أهالي المخيم الذي يتحسر على الحرية والعودة إلى الوطن والديار، إن أهالي يعتبرون المخيم كقضية ضد الدولة التركية، مثال بارز في نظر الرأي العام والعالم، هو نتيجة مجزرة وإبادة ارتكبتها الدولة التركية، إنها صورة لذلك، تريد محو هذه الصورة، هناك علاقة، يريدون كسر هذه الإرادة بضغوط الحصار والهجمات ووضع العراقيل، واستسلامنا، أهالي المخيم يقاومون ويقولون إنهم لن يتنازلوا عن إرادتهم وكرامتهم، نحن محاصرون من ثلاث أطراف وهي العراق، طرف آخر وهو الحزب الديمقراطي الكردستاني(PDK ) وهذا الطرف لا يسمح بأي شكل من الأشكال أن نتحرك، في هذه الحالة، لا جدوى من وضع الأسلاك، عند مدخل المخيم يوجد جنود عراقيون يطلق عليهم اسم الشرطة، يريدون ترهيب هذا الشعب بهذه الهجمات، هذا ليس شهيدنا الأول على هذا الطريق، شعبنا لن يتراجع خطوة إلى الوراء، اتخذ الأهالي قراره على أنهم لن يقبلوا بإحاطة المخيم بالأسلاك الشائكة، نحن منفتحون على النقاش والرد على أسئلتهم، لا ينبغي لهم قبول مطالب الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني، والقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم والوفاء بوعودهم.

نحن نرى أن الأمم المتحدة تتحرك وفق مطالب وتقارير الحزب الديمقراطي الكردستاني، خلال اللقاءات مع ممثلي الأمم المتحدة، هل طلبتهم منهم متابعة ورؤية وضع أهالي مخمور بأنفسهم داخل المخيم...؟

إن الوفود التي تأتي من قبل الحكومة يوجد بينهم ممثلو الأمم المتحدة، مسألة الإحصاء وكذلك منح الهوية كلها حدثت تحت تحت إشراف الأمم المتحدة، في العام الماضي، زاروا بيت بيت وأحصوا وسجلوا كل شيء، عايشوا حياة المخيم، وبقوا في منازل السكان المحليين لمدة شهر تقريباً عندما تم إجراء الإحصاء لقد تلقوا احتياجاتهم من الأهالي، في أي من الاجتماعات، لم تنوه الأمم المتحدة إلى وجود قوات أخرى في المخيم التي تدعيها الدولة التركية أو الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) بأي شكل من الأشكال.

الأمم المتحدة قبلت بالأهالي كلاجئين ولكنها صامتة

حينها، لماذا لا تبدي موقفها...؟

موقف الأمم المتحدة هو موقف سياسي، في وقت، كان هناك الكثير من الهجمات والفظائع على الشعب الكردي، ولم تبدي أي موقف، لا يمكننا الفصل بين هذا الصمت الكلي حيال الشعب الكردي ومخمور، إن موقف الأمم المتحدة متعلق بالموقف العام، بالأمس قُتِل مواطن من المخيم قبلته الأمم المتحدة كلاجئ، لكنها لم تدلِ ببيان، حتى أنها لم تطلب معلومات، الحكومة العراقية صامتة ايضاً، هذا الصمت هو تعاون، "اهجموا وخوّفوا، فنحن نريد أن نضع مطالب الدولة التركية موضع التنفيذ" هذا هو الطلب، كل الهجمات والحصارات والمطالب تأتي من نقطة واحدة.

في مقدمتهم الشعب الكردي، على جميع الذين يملكون الضمير والوجدان والمنظمات الإنسانية ان ينتفضوا في وجه الدولة التركية المتوحشة

أخيراً، هل من رسالة أو مطلب تريدون إيصالها...؟

دعوتي للشعب الكردي والشخصيات التي تملك الضمير والوجدان والمؤسسات والمنظمات التي تقوم بالمهمة الانسانية والأخلاقية أن يقفوا في وجه وحشية الدولة التركية وفي وجه الظلم الذي يتعرض له لاجئو مخمور على مدى 30 عاماً، الذين يريدون العيش بكرامة، وأن يكون لديهم موقف، وألا يقبلوا بذلك، يجب أن يكون الشعب الكردي في خضم المقاومة والنضال في كل مكان، بهذه الطريقة فقط يمكننا وقف هذه الهجمات الفاشية للدولة التركية.