قيّم عضو لجنة السجون في حزب العمال الكردستاني، بيرو ديرسم، لوكالة فرات للأنباء، الوضع في سجون الدولة التركية، والقمع والتعذيب الذي يمارس بحق المعتقلين في الآونة الأخيرة، وكذلك مقاومة المعتقلين. .
وحيّا بيرو ديرسم في بداية حديثه القائد عبد الله أوجلان وجميع رفاقه المعتقلين بكل احترام ومحبة، واستذكر شهداء النضال من أجل الحرية في شخص شهداء السجون.
كما وصرح بيرو ديرسم إن هجمات الدولة التركية الفاشية تتزايد في كل مكان وتحاول تحقيق نتائج بمفهوم هجوم شامل.
محاولة كسر إرادة الثوار واستسلامهم
وأوضح بيرو ديرسم أن إحدى ركائز مفهوم الهجوم هذا هو السجن، وقال: "إنه مفهوم الهجوم واسع وشامل، بحيث أنه يشمل جميع أجزاء المجتمع وساحات النضال، لذلك، فإن إحدى ركائز هذا المفهوم هو السجن، لأنه المكان الذي يحاولون جمع الأشخاص الذين لا يرضخون لسياساتهم ويناضلون في المجتمع واعتقالهم، بهذه الطريقة، يحاولون من خلال سجن الأشخاص، توجيه رسالة إلى المجتمع، ويريدون أن يقولوا: "إذا كنت تعمل أو تقاوم أو تنتفض ضدنا، فسيكون مكانك السجن"، وفي نفس الوقت، يمارسون الكثير من الضغط والقمع بحق المعتقلين ويحاولون فرض الاستسلام عليهم وكسر إرادتهم، ولهذا فإن الضغط تزايد للغاية".
وذكَّر بأن النظام التركي يعاني من خسائر فادحة في ساحة المعركة، وتابع قائلاً: "لقد وصل إلى نقطة الانهيار، في الواقع، يعيش حالة لا يستطيع الصمود والوقوف فيها، والآن قدموا جميع موارد البلاد وأصبح مدين للجميع، واستسلم بالكامل لقوى مختلفة، ويرى نضالنا هو المسؤول عن هذا الوضع، لذا فهم يقتربون من رفاقنا المعتقلين على أساس الانتقام".
ونوه بيرو ديرسم بأن سياسة الحكومة التركية في السجون باتت على هذا النحو، وقال: "إنه نهج يريد كسر الإرادة والاستسلام والانتقام، لذلك لا توجد حقوق ولا قانون ولا دستور في السجن كما يتم انتهاك حقوق الإنسان أيضاً، وليس لديهم حل لمثل هذه المشكلة، يعني لقد تم إبطالها جميعاً، ويريدون تحقيق النتائج بأفعال تعسفية حتى النهاية، يريدون كسر إرادة الأشخاص وإجبارهم على الاستسلام، نظراً لأنهم لا يستطيعون فعل ذلك فإنهم يريدون الانتقام".
تحويل السجون إلى مناطق التعذيب
وأشار بيرو ديرسم إلى أن نظام الدولة التركية حوّل السجون إلى مناطق للتعذيب والقتل، وقال: "ليس من قبيل المصادفة أن الكثير من رفاقنا استشهدوا في الآونة الأخيرة، وهذا يدل على أنهم رفعوا مستوى الهجوم".
وبشأن المجازر التي ترتكب في السجون قال بيرو ديرسم: "إنهم يمارسون التعذيب والقمع بحق رفاقنا المعتقلين حيث تسببوا باستشهاد البعض من رفاقنا على الفور، وظهور آثار التعذيب على أجساد رفاقنا الذين تم نشر صور جثامينهم على وسائل الإعلام في الآونة الأخيرة، واتضح أن رفاقنا لايستشهدون بسبب مرض أو نوبة قلبية، بل يستشهدون بسبب ممارسة التعذيب والقمع بحقهم، وإعدام بعض رفاقنا أيضاً، يجب أن نعرف هذا، أن بعض رفاقنا المرضى يفارقون الحياة بسبب ظروف السجن، وهذا كله يعتبر أساليب في القتل، يجب فهم الموضوع على هذا النحو".
كما ذكّر بيرو أنه في إيران أيضاً، يتم تنفيذ عقوبة الإعدام عملياً، لكن في هذا البلد، لا يُقتل عدد كبير من السجناء السياسيين كما هو الحال في تركيا كل عام.
هناك تقليد للمقاومة على مدى 40 عام في السجون
ولفت ديرسم أيضاً الانتباه إلى المقاومة التي يتم خوضها في السجون وقال: "هناك تقليد للمقاومة التي تشكلت في 14 تموز، وهو تقليد للمقاومة على مدى 40 عاماً، والآن يمثل رفاقنا في السجون هذا التقليد بطريقة قيّمة، يعني هناك مقاومة جدية ضد مقاربات فاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية لكسر الإرادة، ومع ذلك، يجب إيجاد الأساليب والطرق الصحيحة للمقاومة، وهنا أيضاً يجب إظهار عدم قبول الأساليب التي يتم فرضها عملياً، لأن العدو يفرض شيئاً كل يوم، إذ دائما اتخذنا نهجاً مثل الإضراب المستمر عن الطعام، الصيام حتى الموت ضد كل واحد منهم، فإننا نكون قد وصلنا إلى النقطة التي يسعى إليها العدو، كما ويريد العدو خلق مثل هذا الوضع، لذا يجب على جميع رفاقنا التركيز على تصعيد النضال، ويجب أن يعرفوا أنهم جزء من النضال العام الذي يتم خوضه".
وأكد بيرو ديرسم مثلما يقاوم مقاتلو الكريلا في الجبال يقاوم رفاقنا في السجون، وقال: "مثلما يقاوم شعبنا في المدن، فإن رفاقنا يقاومون أيضاً في السجون، حيث يطبق العدو مفهوم هجوم شامل في كل مكان، ضد هذا، يجب على رفاقنا أن يحولوا كل ساحة يعيشون فيها إلى ساحة النضال والمقاومة، من أجل تتويج هذا النضال بالنصر، يجب أن يروا المقاومة مساهمة كبيرة وأن ينضموا على هذا الأساس".
يجب دعم المقاومة في السجون
وذكّر بيرو ديرسم بأهمية التضامن مع المقاومة في السجون ودعمها وقال: "أجل، يخوض رفاقنا في السجون مقاومة كبيرة، ويفشل رفاقنا السياسات الفاشية لحزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية في السجون على أعلى مستوى".
وأشار بيرو ديرسم إلى ضرورة دعم مقاومة هؤلاء الرفاق من الخارج وقال: "إذا لم ندعمهم من الخارج، فإن القمع، المجازر والإجراءات التعسفية على هؤلاء الرفاق ستزداد وتتعمق، لذلك، فإن مسؤوليات مهمة تقع على كاهلنا جميعاً، في الواقع، التضامن مع المقاومة في السجون ودعمها تعني المقاومة ضد حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، كما إنها شكل من أشكال المقاومة ضد الممارسات، السياسات وسياسة الإبادة الجماعية لفاشية حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية، لذا يجب تقييم الموضوع معاً، خلاف ذلك، لا ينبغي أن يكون النهج القائم على تعذيب رفاقنا في السجون أكثر من اللازم، رفاقنا في السجون يقاومون، يجب أن نتخذ مقاومتهم أساساً لنا ونلتف حول تلك المقاومة وتقويتها كي نحصل على نتائج".
وفي ختام حديثه، دعا بيرو ديرسم المثقفين، الديمقراطيين والوطنيين إلى دعم المقاومين في السجون وقال: " لايمكننا هزيمة فاشية حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية إلا من خلال المقاومة والنضال الاجتماعي ".