بسي أرزينجان: شكل العلاقة التي يفرضها النظام يستعبد المرأة-تم التحديث

ذكرت بسي أرزينجان أن شكل العلاقة التي يفرضها النظام يستعبد المرأة، وقالت: "يجب خوض النضال ضد عقلية السلطة والدولة، فإذا لم يكن هناك نضال، فلا يمكن إقامة علاقة رفاقية أو علاقة حقيقية".

شاركت عضوة منسقية منظومة المرأة الكردستانية (KJK) بسي أرزينجان في برنامج  'Xwebûn' على فضائية (Jin TV) وأجابت على أسئلة الصحفية آرجين بايسال بشأن المحبة والعلاقات الأسرية.   

ونوّهت بسي أرزينجان إلى مقولة القائد عبدالله أوجلان "أنا لا أقول بأنه يجب إقصاء العائلة بشكل كامل، ولكن يمكن تغييرها" وتحدثت عن رأي الحركة التحررية للمرأة حول الموضوع.

وذكرت بسي أرزينجان أن الحداثة الرأسمالية كانت دائماً مبنية على عبودية المرأة، وقالت بهذا الصدد: "عندما يلقي المرء انتباهه إلى الدول القومية، يلاحظ أن العائلة بأكملها ترزح تحت سيطرة الدولة، لأن كل شيء محصور في يد الرجل، والعائلة مبنية وفقاً لنفوذ الرجل، والمصدر الرئيسي للتسلسل الهرمي والسلطة هي العائلة، والسلالة الحاكمة مهمة جداً في الشرق الأوسط، ويعمل العديد من الناس على السلطة مثل العائلة، والعديد من الدول العربية تتبوأ السلطة مثل الأسرة، حيث أن عائلات بدرخان وطالباني وبارزاني على هذا النحو، ويطمح أردوغان أيضاً إلى القيام بنفس الشيء، فالرجل يفعل كل شيء من أجل بناء عائلة، لأنه يحصر كل طاقة وذهن المرأة، ويصبح لديها أطفال وتربيهم، وتعيش في البيت حياة ضيقة، وحتى عندما تخرج فإنها لا تزال تعيش وفق أيديولوجية الأسرة لأنه ليس لديها علم أو تنظيم، حيث تلعب العائلة دوراً سيئاً في ظل الدولة القومية، وتستعبد المرأة، بل وتضع الرجل تحت سيطرتها وتجعله ما يُسمى برئيس البيت، فلا يوجد مستقبل قوي للأطفال أيضاً، ولا يستمع أحد للأطفال، ولا يمكن للطفل أن ينشأ بشكل جيد ضمن العائلة، فقد تم استخدام كل عائلة كأداة للسلطة".

ولفتت بسي أرزينجان الانتباه إلى العلاقات، وقالت بهذا الخصوص: "إن الحياة تتكون من المرأة والرجل، وبالطبع ستكون هناك علاقة وروح رفاقية بينهما، وبخصوص كردستان كيف هو الوضع القائم فيها، ينبغي على المرء النظر إلى هذا الموضوع، ففي السابق، كانت علاقة المرأة-الرجل تستند بشكل أكبر على الحب والاحترام والعيش معاً، ولكن، تغير هذا الأمر، وينبغي علينا مناقشة ذلك الأمر أيضاً، فالجميع يقول "العشق"، هل هذا هو العشق حقاً؟ فنحن نعمل على تقييم وضع الرجل والمرأة، وتعاملهما مع بعضهما البعض، ونرى أن هناك خداعاً كبيراً هنا، حيث أن النظام بذاته يمثل حرب خاصة، ويجري تنفيذ هذه الحرب الخاصة في كردستان المبنية على الخداع والأكاذيب، بطريقة قذرة ووحشية، حيث يتم حرمان المرأة من كل شيء، وحبسها في البيت، ويتم السيطرة عليها في الخارج باستمرار، ولا يُسمح لها بالانتماء إلى نفسها، ولا يُسمح بتحقيق المساواة بين الرجل والمرأة، ففي حالة كهذه، كيف يمكن إذاً الحديث عن العشق؟ فعلى أي أساس يستند الحب؟ وكيف يمكن الحديث عن علاقة إيجابية، إذا كان الرجل دائماً هو الذي يقرر، ويفعل ما يريده هو، ولا يأخذ بعين الاعتبار إرادة المرأة؟

أمعنوا النظر إلى كردستان، ينبغي للمرء تقييم هذا الأمر بشكل مختلف جداً، عندما يتصاعد نضالنا، تكتسب المرأة الإرادة، حيث يتم تُنفيذ أقذر وأكبر الاعتداءات ضد المرأة الكردية، فالمرأة الكردية لديها قدرة قوية للغاية فيما يتعلق بالحرية، وفي الوقت الذي كان فيه نضالنا عظيماً واستشهدت العديد من النساء، كانت إيديولوجية القائد أوجلان بالنسبة للمرأة هي الريادة، حيث قام المرأة بتنظيم نفسها، وقامت بأداء الدور المنوط بها في الجيش والانتفاضات والسياسة، وانتاب نظام السلطة خشية كبيرة، ويسعى لأن يكون المجتمع سيئاً بشكل أكبر، فعندما يفسد المجتمع، فلا يمكن للمرأة الانضمام إلى النضال التحرري، فإذا سقطت المرأة، فإن المجتمع أيضاً سوف يسقط، فهم يريدون شن الهجوم على مجتمعنا في شخص المرأة، حيث أن الحرب الخاصة تُمارس بشكل مكثف ضد المرأة والشبيبة، فهم يريدون القضاء على طاقة المرأة والشبيبة، وقدرة الحياة البديلة والمعارضة والنضال والحرية في شخص المرأة الشابة، حيث يذهبون إلى قرى كردستان برفقة الجنود والشرطة والفرق الخاصة ويفعلون أشياء سيئة". 

وأكدت بسي أرزينجان على أنه ينبغي للمرأة أن تكون قوية جداً، وقالت بهذا الخصوص: "كانت المرأة تسير فقط في 25 تشرين الثاني ضد عنف الرجل، ولكن بعد أن تعاظم نضال المرأة، شارك الكثير من الرجال في هذه المسيرات، حيث خرج الرجال في المسيرات في كل من روج آفا وحلب وكوباني والجزيرة، إلى ماذا يشير هذا الأمر؟ إذا كانت المرأة قوية، وتعمل على تنظيم نفسها، فيمكنها تغيير الرجل أيضاً، وينبغي على الرجل عدم قبول الوضع الحالي، ويجب على كل من الرجل والمرأة أيضاً أن يغيرا نفسيهما، ويجب عليهما مناقشة علاقة قائمة على أساس الحرية والمساواة، وهناك حاجة إلى النضال والحرب والمعرفة من أجل البديل".           

وفي نهاية حديثها، أوضحت بسي أرزينجان أنه يجب خوض نضال قوي ضد العدو، وقالت بهذا الصدد: "إن بلادنا محتلة، إذا لم نعبر عن موقف صحيح في مواجهة المحتلين، فلن تتمكن من عيش الحب الحقيقي، ويجب خوض النضال ضد عقلية الدولة والسلطة الحاكمة، وإذا لم يتم خوض النضال، فلا يمكن إقامة روح رفاقية حقيقية أو علاقة حقيقية".