تحدث عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني، جمال شريك، لوكالة فرات للأنباء (ANF) حول مؤامرة 15 شباط الدولية التي حيكت ضد القائد عبد الله أوجلان.
وذكر "شريك" أنه وبعد مؤامرة 15 شباط عام 1999 التي أسر خلالها القائد عبد الله أوجلان، لا يزال القائد آبو ينير الطريق في إمرالي بالمقاومة التي يخوضها، ويلهمنا بأفكاره ويخلق الثورة داخل الثورات، وأشار عضو اللجنة المركزية لحزب العمال الكردستاني إلى أنه يتوجب على شعب كردستان وأصدقائه أن ينضموا إلى النضال الذي يقوده القائد آبو في كل المجالات، وقال "شريك" إن هذا هو سبب أهمية المسيرة التي ستنظم في 17 شباط في مدينة كولن بألمانيا، ودعا جمال شريك الكرد في أوروبا إلى الانضمام إلى هذه المسيرة الكبيرة.
وأضاف: "مضت 25 عاماً على أسر القائد آبو، ربع قرن يعني فترة زمنية من الحياة تتضمن مراحل وتطورات مهمة، أحيي القائد آبو الذي يقضي كل لحظة من لحظاته في نضال ومقاومة عظيمين في إمرالي وأريد أن أشير إلى أن مقاومته أصبحت مصدراً وطريقاً للإنسانية جمعاء، كما أنحني احتراماً وامتناناً لذكرى الشهداء الذين أضرموا النيران بأجسادهم تحت شعار "لن تستطيعوا حجب شمسنا".
لقد بلغت العزلة المشددة على القائد آبو ذروتها، وهم يريدون حجب أفكار وفلسفة القائد آبو وعدم السماح لها بالوصول إلى الجميع، لقد أسر العديد من القادة الثوريين في تاريخ العالم، وقد مورست عليهم ضغوطات مشددة ولكن لم ترتقي هذه الضغوطات المشددة إلى مستوى ما يتعرض له القائد آبو، وبطبيعة الحال هناك أسباب لذلك، وعندما يركز المرء جيداً على أسباب أسر القائد آبو، سوف يدرك حينها أسباب ونتائج الاختلاف بينهم، لأن القائد آبو لم يقد النضال من أجل الحرية والديمقراطية في بلد واحد فحسب، بل إنه أبعد من ذلك بكثير، وهو قائد يتحلى بهذه الصفات العظيمة.
وفي المرحلة الحالية، أصبح القائد آبو قائداً عالمياً، وهذا أحد أسباب الأسر المطلق، وعندما يتم تطبيق سياسة العزلة، فإن كل من أصبح شريكاً في المؤامرة الدولية وصمت عن المؤامرة هو شريك في هذه الجريمة اللاإنسانية".
وصرح جمال شريك أن تعاون القوى الحاكمة مع دولة الاحتلال التركي هو أحد الأسباب الرئيسية لهذا الصمت، وتابع: "في الواقع، ليس من الحكمة أن نطلق كلمة "صمت" على هذا الأمر، لأن موقفهم ضد العزلة المشددة والمفروضة على القائد آبو لا يعني الصمت بحد ذاته، وعلى العكس فهو أبعد من ذلك بكثير ويعني أن هؤلاء هم المسؤولين الحقيقيين عن العزلة المشددة المفروضة على القائد آبو، ومواقفهم الحالية مستمدة من هذا الأمر تماماً، وعندما تقال عبارة المؤامرة الدولية يجب على الجميع أن يدرك من هم المتورطون في تلك المؤامرة وأن المؤامرة لا تقتصر على قوة واحدة وهذه القوى ليست صامتة بل متواطئة، وتظهر حقيقة المؤامرة الدولية أيضاً هذا الشيء بحد ذاته، وما يحدث اليوم أيضاً يؤكد ذلك".
القوات المتورطة في المؤامرة مسؤولة أيضاً عن العزلة
وصرح جمال شريك بأن هجمات الحرب النفسية ضد القائد عبد الله أوجلان تزايدت وتم التخطيط ضد تواجده، وقال: "في 6 أيار 1996 جرت محاولة اغتيال فاشلة في دمشق على هذا الأساس، واستمرت هذه الهجمات بعد عام 1996 دون أن تفقد زخمها، لقد جرت محاولة لممارسة ضغط كبير على القائد، وشاركت في ممارسة هذه الضغوط قوى دولية ومحلية، كما شارك فيها الرئيس المصري حسني مبارك.
لقد أرادوا محاصرة النظام السوري ووضعه تحت الضغط، وأخيراً، هدد قائد القوات البرية التركية أتيلا أتيش، الذي ذهب إلى حدود هاتاي في الأيام التي سبقت 9 تشرين الأول، بشكل مباشر باحتلال سوريا، وعلى هذا الأساس تم وضع المؤامرة الدولية موضع التنفيذ، وفي هذا الصدد، كانت مؤامرة 9 تشرين الأول بمثابة تدخل من جانب القوى الرأسمالية العالمية، التي كانت المسؤولة الرئيسية عن الحرب، وذلك بإشراك المتعاونين معها في النقطة التي وصلت إليها العملية التي بدأت بالحرب العالمية الثالثة، وقد تم هذا التدخل بشخص القائد، لقد تم تطويره ضد الثورة الكردستانية وكان يهدف بشكل مباشر إلى تحييد حزب العمال الكردستاني وقائده من خلال الحد منهما، عندما يتم النظر في كل هذه الأحداث وتحليلها بعناية، سيكون من المفهوم بشكل أكثر وضوحاً سبب بقاء القائد آبو في عزلة مطلقة اليوم ولماذا تتواطأ القوى الدولية في ذلك، لقد كان الوقت الذي أعقب 9 تشرين الأول دائماً في هذا الاتجاه.
في كل هذه الهجمات التي شنت ضد القائد آبو وحزب العمال الكردستاني وشعب كردستان الوطني، والتي كانت بمثابة مؤامرة دولية، أظهرت القوى العميلة والخائنة نفسها، وبتعبير أدق، لم ينفوا دورهم بأي شكل من الأشكال، وكما حدث في عام 1992، أخذت الدولة التركية والحزب الديمقراطي الكردستاني وقوى كردية مختلفة شعبها وأرادت تحقيق النتيجة، فقد أخذت نفس الجهات الفاعلة مكانها في مؤامرة 9 تشرين الأول، وقد أصبح اتفاق واشنطن في 17 أيلول 1998 أوضح علامة على ذلك، وفي العملية اللاحقة، استمرت هذه الهجمات بشكل دائم".
وذكر جمال شريك إن الحرب العالمية الثالثة يتسع مداها وتزيد من حدتها، وقال: "لقد تحولت الحرب في غزة إلى حرب يمكن القول أن دول الشرق الأوسط منخرطة فيها بالكامل، وبطبيعة الحال، فإن قوى رأس المال العالمية مسؤولة عن ذلك، أي أنهم قوى متآمرة، لا يمكن تقييم عمق العزلة المطلقة التي يعاني منها القائد آبو بشكل مختلف عن هذا.
وإذا انتبه المرء، فقد تم بعد 15 شباط 1999، القبض على القائد آبو، وفي 11 أيلول 2001، تم الهجوم على مركز التجارة العالمي في نيويورك، وفي الأيام التالية، وبسبب هذا الهجوم، تم التدخل العسكري في أفغانستان والعراق، ومع عزل القائد آبو والهجمات القذرة على حزب العمال الكردستاني ومقاتلي حرية كردستان والشعب الوطني لكردستان، تستمر الحرب العالمية الثالثة.
"الأصوات ترتفع حول العالم ضد العزلة "
وقال شريك إن قوى المؤامرة لم تحقق هدفها خلال الـ 25 سنة الماضية، وقال: "لم يتمكنوا من إنهاء وجود حزب العمال الكردستاني، ولم يسمح القائد آبو للمؤامرة الدولية أن تصل إلى هدفها بمقاومته، كما سار حزب العمال الكردستاني على الطريق الذي افتتحه القائد آبو وحقق إنجازات عظيمة، لقد تم قبول القائد آبو كقائد أممي للشعوب والإنسانية بالنموذج الذي طوره، وبهوية قائد الشعب الكردستاني، وترتفع الأصوات في كل أنحاء العالم، وتنظم المظاهرات والحملات ضد العزلة المطلقة للقائد آبو، فشعب كردستان لم يغادر الساحات منذ أيام ليندد بالمؤامرة الدولية، ونتيجة لهجمات شرطة الدولة، فقد العديد من الأشخاص حياتهم، ولابد إنه في تلك العملية، كان هناك أولئك الذين كانوا في موقف مختلف، وكان الحزب الديمقراطي الكردستاني من بينهم أيضاً، في الواقع، لقد عبر الحزب الديمقراطي الكردستاني PDK عن موقفه بشكل واضح ، وأعلن معارضته للقائد آبو وحزب العمال الكردستاني.
بعد المؤامرة، هاجم الحزب الديمقراطي الكردستاني الكريلا
وذكر شريك أنه يجب على الجميع أن يكون على دراية ببرامج الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي تستخدم اسم كاروكس في الاتصالات اللاسلكية ويجب ألا يتم نسيانها ويجب أن تكون معروفة لدى جميع الكرد، ولم تقتصر هجمات PDK على ذلك، بل شن هجمات أخرى ضد الكريلا، وعندما كان يبحث عن طريقة للهجوم على الكريلا، زاد من نشاطه الاستطلاعي والاستخباراتي في مناطق الكريلا بالمعلومات التي حصل عليها من العناصر الخائنة، لقد جهز تنظيم عصابات الكونترا المنظمة بإدارة عزيز ويسي، والتي تم تنظيمها في دهوك – زفيت، الفتية الذين بقوا في صفوف الكريلا لفترة، لاستخدامهم في مثل هذه الهجمات.
وفي الأيام التي تلت 9 تشرين الأول 1998، حشد الحزب الديمقراطي الكردستاني عصابات الكونترا لمهاجمة النقاط التي تتواجد فيها قوات الكريلا، وفي الواقع، كانت هذه الهجمات التي شنها الحزب الديمقراطي الكردستاني جزءاً من المؤامرة الدولية، وكما احتفلوا بالمؤامرة الدولية في أجواء احتفالية على أجهزتهم اللاسلكية، كانوا يحاولون أيضاً لعب دورهم من خلال الهجمات المضادة، وكان الهجوم الذي نفذوه في غارى في 13 تشرين الأول 1998 تعبيراً عن هذا الواقع، وفي هذا الهجوم، استشهد 14 من رفاقنا وهم؛ نيركز (نجاح سليمان)، روكن عكيد (موسى يوسف)، جركز هيلين (نرمين أكوش)، جيا زيباري (محمد رشيد)، بيريتان دفريم (فيكن بايرم)، زنارين جودي (بسي كارتال)، ميرخواز (صبري كولر)، شهرزول عفرين (إيلهان ممو)، رنكين روشن (آيتن إكينجي)، جياكر (نهاد سعدي)، شرفين شورش (نجلا بيلكين)، محبة كويي (هاتيجا تان)، بير (علي نارين) و جاندا كوباني (سميرة محمد)، ثم استمرت هذه الهجمات.
وكان الهجوم ضد قوات الكريلا المتمركزة في متينا في 13 أيار 1999 مشابهاً للهجوم الذي وقع في غارى، حيث قامت قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني مرة أخرى بإجبار عصابات الكونترا على مهاجمة الكريلا وقتلهم، منهم سنان آمد (مراد دميرهان)، وعكيد بارتزان (محمد بدير)، وروجبين سرحات (سادغول أوكمن)، وبهذه الطريقة، أظهر الحزب الديمقراطي الكردستاني مرة أخرى أنه جزء من المؤامرة الدولية، واليوم يظهر هذا الدور بوضوح شديد، والآن، ونحن ندخل ذكرى سنوية جديدة لمؤامرة 15 شباط، فإن التواجد المستمر للحزب الديمقراطي الكردستاني في المناقشات والهجمات المكثفة هو تعبير ملموس عن ذلك، ولهذا السبب، عند ذكر المؤامرة الدولية، لا بد من رؤية دور المتآمرين ودور الحزب الديمقراطي الكردستاني في هذه المؤامرة.
إذا كان القائد آبو في عزلة وكان حزب العمال الكردستاني يتعرض لهجوم مستمر، فإن للحزب الديمقراطي الكردستاني دور في ذلك، ويعبر عن طلبه دائماً للقوى الرأسمالية، ويصر على هذا الأمر حتى الآن، ويجب أن يعلم الجميع جيداً أن أحد الأطراف الرئيسية المسؤولة عن عزل القائد آبو هو الحزب الديمقراطي الكردستاني وأن يتصرف وفقاً لهذه الحقيقة.
ويُظهر القائد آبو مقاومة كبيرة ويجب أن نكون جديرين بمقاومة القائد آبو ونتصرف وفقاً لذلك، وهذا يعني أيضاً توسيع نطاق النضال، وسيتم ذلك من خلال حرب الكريلا والانتفاضة الشعبية، وسيقوم شعب كردستان وأصدقاؤه بذلك من خلال دعم نضال القائد آبو.
وعلى هذا الأساس، في 10 تشرين الأول 2023، بدأت حملة في أوروبا ببيان أصدقاء شعب كردستان، إنها خطوة كبيرة، وانطلقت الحملة تحت شعار "الحرية للقائد آبو الحل للقضية الكردية"، وهذه الحملة المعلنة تظهر تأثيرها في كل أنحاء العالم اليوم، حيث تنظم المظاهرات، وتعقد المؤتمرات، وتُدلى البيانات، وتنظم المسيرات، هذا هو النضال الذي طورته البشرية في هذا المجال من السياسة الديمقراطية والبرنامج الديمقراطي، لقد تم تطويره في أجزاء مختلفة من العالم، ويستمر في التقدم كل يوم، وبالإضافة إلى ذلك، لقد نهض الشعب في شمال كردستان، وكل يوم، ينظم النشطاء "مسيرات الحرية" في كل مكان، وبهذه الطريقة، تم إبطال الكذبة القائلة بأنه إذا تم عزل القائد آبو فإن هذا النضال "سينتهي"، فقد انتشرت اليوم أفكار القائد آبو أكثر من أي وقت مضى، وزاد تأثيرها، وهذا في حد ذاته يبين كيف يجب أن يقف الناس في وجه المؤامرة الدولية، السجناء في السجون يحتجون بالإضراب عن الطعام وأهالي السجناء يحتجون بالفعاليات، إننا نواجه حقيقة كهذه، هناك أيضاً عمليات كريلا كبيرة جداً، إنها تشن حرباً كبيرة وفعالة ضد جيش يستخدم القنابل النووية التكتيكية والغازات الكيماوية بمساعدة الناتو، والتي تهز دولة الاحتلال التركي بضربات موجعة وتفك رموز أكاذيبها، إن عمليتي ساريا وروكن في مرسين، وأردال وروجهات في أنقرة تعبران عن معنى تاريخي، هل هذه كلها مرضية؟ كلا، في العام الخامس والعشرين للمؤامرة الدولية؛ يجب أن نعمل بهذه المعرفة ونواصل النضال، وهذا واجبنا ومسؤوليتنا.
"يجب على الجميع المشاركة في مسيرة كولن"
وفي الأيام المقبلة، في 17 شباط 2024، سيتم تنظيم مسيرة في مدينة كولن بألمانيا، ويبين هذا التجمع كيفية وجوب التعامل مع مثل هذه العملية، ولهذا السبب، فإن أي شخص يستطيع الوصول إلى هذا التجمع أو المظاهرة في أوروبا، وخاصة في ألمانيا، يجب أن يقبل أن يكون هناك كواجب ومسؤولية، ويصطحب معه من يستطيع ذلك، يجب على جميع الكرد، وأصدقاء الكرد، وكل من يسمي نفسه ثورياً، وديمقراطياً، واشتراكياً، أن يشاركوا في هذا التجمع، يجب على كل من يعيش في ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، إسبانيا واليونان، يجب على كل من يعيش في أوروبا أن يشارك في مسيرة كولن، ويجب أن تكون هناك مشاركة جيدة لتظهر بوضوح للقوى المتآمرة ما هي نتائج المؤامرة بالنسبة لهم، وفي العام الخامس والعشرين للمؤامرة، أحيي المقاومة العظيمة للقائد آبو وأنحني بكل احترام لجميع رفاقنا الشهداء في شخص شهداء "لن تستطيعوا حجب شمسنا".