في الجزء الثاني من اللقاء مع وكالة فرات للأنباء، تحدث الرئيس المشترك للمجلس التنفيذي في منظومة المجتمع الكردستاني (KCK) جميل بايك عن المزاودات على الشعب الكردي في اجتماع القمة لحلف الناتو في العاصمة الاسبانية مدريد والتهديدات على روج آفا وضغوط حكومة العدالة والتنمية والحركة القومية في تركيا وكردستان والأزمة السياسية في العراق وجنوب كردستان.
وهذا هو الجزء الثاني من المقابلة
لقد زادت الدولة التركية من تهديداتها باحتلال روج آفا وشمال وشرق سوريا، يا ترى، لماذا زادت الدولة التركية من هذه التهديدات في مرحلة كهذه، فهل لهذه التهديدات علاقة مع الأحداث الجارية في العالم...؟
إن الدولة التركية المتمثلة بحكومة حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية هي عدوة للشعب الكردي، وتسعى لإبادة الشعب الكردي، والسياسة التي تتبعها مبنية على هذا الأساس، لقد حددن روج آفا كهدف لها وتقولها علانيةً " سوف ادخل إلى روج آفا واحتل مناطق أخرى"، فإذا لم يستطيعوا فعل ذلك من خلال المزاودات التي يقومون بها، فإنهم بالنتيجة سيفعلون ذلك استناداً إلى تلك المزاودات، على شعبنا في شمال شرق سوريا أن يدرك هذه الحقيقة، وأن الدولة التركية لا تعادي الشعب الكردي فقط، بل تعادي كافة الشعوب في سوريا، كما تعادي الديمقراطية الحرية والمراة والشبيبة وكل شخص لا يقوم بخدمتها، ولذلك يجب على شعوب شمال وشرق سوريا أن يروا هذه الحقيقة، وألا يخدعوا أنفسهم و يتراخوا، يجب أن يثقوا بأنفسهم وينظموا انفسهم ويستعدوا لحرب الشعب الثورية من جميع الجوانب، من اجل الوقوف ضد أي خطوة قد تقوم بها دولة الاحتلال التركي والتصدي لها بدون تردد، الدولة التركية تسعى لإخراج الكرد من روج آفا وتوطين مرتزقتها فيها، وتغييرها ديمغرافياً كما تفعل ذلك في عفرين وسري كانيه وكري سبي، وفرض سلطتها على تلك المناطق وضمها إلى الأراضي التركية فيما بعد، تحاول استخدام المرتزقة السوريين ضد الشعوب، والحكومة السورية تتواطأ معها في ذلك، ولذلك جلبت مرتزقة جبهة النصرة إلى عفرين، واكملت استعداداتها لاحتلال مناطق جديدة، يبازرون على هذا الشيء والتي سينفذونها في النهاية، يجب على شعبنا ألا يثق أبداً بالقوى الخارجية، بل يثق بقوته وان يحضّر نفسه من اجل حرب كبيرة، أظن أنه استخلص بعض النتائج من تجربة عفرين وسري كانيه وكري سبي، فإذا احتلت الدولة التركية تلك المناطق وغيّرت ديمغرافيتها، فإن السبب هو تلك الدول الخارجية وهي التي افسحت المجال للدولة التركية، والشيء الآخر هو أنه ظهرت بعض النواقص في تلك الفترة هناك وتمت الاستفادة منها، أظن أنه تم استخلاص الدروس من تلك الأخطاء والنواقص، فلو قامت الدولة التركية بتلك الهجمات الاحتلالية مرةً أخرى، فأنا على قناعة بأنه لن يتكرر ما حدث في عفرين وسري كانيه وكري سبي، لأن الشعب استخلص منها نتائج، بأن الخروج من بلده ماذا يعني وما الحياة التي سيعيشها، على شعبنا ألا يقبل بالعبودية، عليه ان ينظم نفسه في الدفاع المشروع ويطوّره، ليس هذا فحسب، بل إلى جانب القوات العسكرية، عليه أن يكون مستعداً ليناضلوا ويقاوموا معاً، فإذا قاوموا معاً، فلن تستطيع الدولة التركية ومرتزقتها التغلب عليهم، يمكن أن يلاقوا بعض الصعوبات ولكنهم سوف ينتصرون، وستنتصر الإنسانية أيضاً، اتخذت الدولة التركية في عام 2022 مناطق الدفاع المشروع كأساس لها وأرادت تصفية قوات الكريلا، ولكن ظهرت الحرب الأوكرانية الروسية واتخذت الدولة التركية هذه الحرب كفرصة لها، وبالرغم من الحرب التي تخوضها في مناطق الدفاع المشروع، فإنها لا تستطيع تحقيق شيء، ومع مرور الوقت تتلقى خسائر كبيرة وضربات موجعة من قبل مقاتلي الكريلا، كما اتخذت من الحرب الروسية الأوكرانية كفرصة لها وتوجهت نحو روج آفا، تبازر من أجل تحقيق أهدافها على الشعب الكردي.
برأيكم كيف يجب أن يكون موقف شعب روج آفا وقوات شمال وشرق سوريا في مواجهة تهديدات الدولة التركية الفاشية باحتلال المنطقة؟
فإذا استعد شعبنا إلى جانب قواته العسكرية، فلن تتمكن هذه الدولة من تحقيق النتائج، إلى أن يتم تطوير تنسيق وتكتيات الحرب بشكل صحيح، فستنتهي أيضاً سلطة حزب العدالة والتنمية والحركة القومية، وسيتحرر كل من الشعب الكردي والشعب التركي إضافة إلى الشعوب الأخرى في المنطقة من هذا البلاء، هذه حقيقة، من الضروري لشعبنا أن يضع هذا الهدف نصب عينيه، وفي الوقت نفسه يطرحه للشعب الآشوري، العربي، التركماني، والشركسي ولكل شعوب في هذه المنطقة ووضعه في جدول أعمال نضالهم، هذا الهدف هو هدف عظيم وسينتج نتائج عظيمة أيضاً، فالدولة التركي هي عضو في حلف الناتو، وعندما بدأت الحرب الأوكرانية والروسية، رأت الدولة التركية أن الدول الأمريكية والأوروبية تقف ضد روسيا، وهي أيضاً عضو في الناتو، اعتقدت بأنها إذا قامت خطوة في تنفيذ عملياتها الاحتلالية في مناطق روج آفا، فلن يعارضها كل من حلف الناتو، أمريكا وأوروبا، ولقد وضعت في حسبانها بأنهم سيغضون الطرف ويساعدونها، كما أنها رأت أن أمريكا وأوروبا وحلف الناتو شكلوا جبهة ضد روسيا، وروسيا مضطربة للغاية وتريد الاستفادة من ذلك. وهذا يعني أن روسيا وأمريكا وحلف الناتو بحاجة إلى تركيا في بعض الجوانب، وتستطيع تركيا في هذا الإطار ابتزازهم وإجبارهم على قبول مطالبها، فإذا توجهت بالفعل نحو روج آفا، فهذا هو السبب الرئيسي، لأنها استفادت من الصراع الداخلي بين الناتو وروسيا، يجب أن يرى شعبنا هذه الحقيقة، على شعبنا تعزيز وحدته الوطنية بالتضامن مع جميع أبناء شمال وشرق سوريا والوقوف معاً في مواجهة الاحتلال واستكمال استعداداته للحرب، لأن الدولة التركية حتماً سوف تستخدم الطائرات، الدبابات، والمدافع، ومن أجل الحرب هناك ضرورة اتخاذ بعض التدابير الأخرى، مثلاً يقطعون المياه عن شعبنا، يجب اتخاذ التدابير بحفر الآبار، ويمكنهم أيضاً أتخاذ تدابير أخرى من ناحية الغذاء والأدوية، وتدريب وتنظيم أنفسهم على أساس الدفاع المشروع، وبإمكان البعض مساعدة القوات العسكرية، إذا استعدوا في هذا الإطار، حتى لو هاجمت الدولة التركية ومرتزقتها مناطق شعبنا، حتى لو وقفت بعض الدول وراءهم وساعدتهم، يستطيع شعبنا هزيمتهم وتحقيق نصر عظيم.
في الآونة الأخيرة، ازدادت اعتداءات وضغوط فاشية تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية على المؤسسات الديمقراطية والشعب الكردي في تركيا، وتعرض الإعلام الحر أيضاً للضغوطات واعتقل في هذا السياق العديد من الصحفيين الكرد، لماذا زادت فاشية تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية من ممارسات العنف والضغط في هذه المرحلة؟
لأن حكومة العدالة والتنمية والحركة القومية قد أصبحت ضعيفة وتخشى من فقدان السلطة، ولكي لا تفقد السلطة ومن اجل اخفاء هزيمتها، فإنها تمارس الضغط والوحشية، حيث لم يبقى لديها حل سوى ممارسة القمع والعنف، ولن تتمكن من مواصلة سلطتها إلا عبر ممارسة القمع، الهجمات، التعذيب، القتل، الاعتقال، والإهانة، فهي تسعى لترهيب كل الشعوب المعارضة لسلطتها، بينما تقوم باعتقال العديد من الأبرياء وتعذيبهم، في محاولة لكسر إرادتهم وإجبارهم على الاستسلام، إنها تقتل من لا يستسلم لها وتدعي إنه مات بسبب المرض أو أنتحر، أي أنها تقدم حججاً كثيرة على هذا النحو، ولا تسمح لعائلاتهم بتسليم جثامين ذويهم، تستراً على حقيقة التعذيب الذي تسبب باستشهاد السجناء، إن السلطات تمنع تسليم الجثامين لذويهم، على الرغم من وجوب إطلاق سراح بعض السجناء، إلا أنها لا تطلق سراحهم، وبهذه الأساليب تسعى استسلام السجناء، وتخويف الأشخاص في خارج السجين حتى لا يشاركوا في الأنشطة، ويقول أولئك في الخارج أيضاً إنهم لا يجب أن يشاركوا في النشاطات لكيلا يسجنوا ولا تنطبق هذه السياسة عليهم، فالأشخاص المعتقلين في السجون، هم الذين يقفون في الطليعة وهم من يخدمون المجتمع، فإذا تمكنوا من إجبارهم على الاستسلام، فسيتمكنون بكل أريحية لاستسلام المجتمع، انظروا الآن، لقد قتلوا آلاف الأشخاص من الشعب الكردي، هؤلاء الأشخاص هم الذين قادوا المجتمع، الديمقراطيون والاشتراكيون، رغم ذلك أن الدولة التركية تبرر جرائم الجناة الذين اقدموا على قتل هؤلاء الأشخاص في محاكمها، ماذا يعني هذا؟ أي أن كل من قتلتم هم من الكرد، والديمقراطيين، والاشتراكيين، سلمت أيديكم، وبهذه الطريقة، يتم تشجيع أولئك الذين يريدون القيام بهذه الجرائم، بعبارة أخرى، يقولون، انظروا، بإمكانهم القيام بهذه الأشياء، فنحن نعفوا عن أولئك الذين ارتكبوا هذه الجرائم بحقكم، ونبين بامتلاكهم الحق، لا تخافوا، وافعلوها، لقد حوّلوا كردستان وتركيا إلى مكان للتعذيب، إنهم يمارسون التعذيب ليس فقط في داخل السجون، ولكن أيضاً في الأحياء، الشوارع وعلى طول الطرق، وحوّلوا تركيا وكردستان إلى سجن كبير، كما أنهم يقومون بإنشاء سجن مغلق آخر داخل سجن مغلق، لا يسمحون للفنانين القيام بأعمالهم الفنية، لقد اعتقلوا العديد من الصحفيين وما زالوا يفعلون ذلك، لقد أصدروا قانوناً يقضي بوجوب عدم معرفة أحد بممارساتهم في التعذيب، القمع والحرب، يريدون إخفاء كل شيء وخداع الجميع والتظاهر بأن كل شيء طبيعي في تركيا، وعلى الرغم من محاولة سلطة حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية إخفاء الحقائق، فإنها لا تنجح في ذلك، المقاومة تكسر الحظر، مهما حاولوا إخفائها، فالمقاومة قوية للغاية، فالمقاومة التي يتم خوضها في إمرالي والجبال وضمن الشعب تؤكد قوتها، مهما فعلوا، لا يمكنهم من إسكات الشعب والصحفيين.
حدثت انتخابات في العراق ولكن لم تتشكل الحكومة، وانسحبت حركة الصدر من البرلمان والتي كانت لها أعضاء كثر فيه، لماذا تزداد الأزمة السياسية في العراق ولا يمكن إيجاد حل لهذه الأزمة، فما هو الحل برأيكم...؟
حالات الاستياء آخذ في الازدياد، لم يعد بإمكانهم إدارة سلطتهم، لقد حانت نهاية سلطتهم، سبب ظهور الأزمات المنتشرة هو عدم وجود مقاربة ديمقراطية، في مكان لم تؤخذ فيه الديمقراطية في الحسبان، سوف تتفاقم المشاكل، اذا لم تحل المشاكل في العراق فستتعمق الازمة لأنه لا ديموقراطية ولا وعي في العراق، على هذا الأساس لا توجد طرق لحل المشاكل، ولهذا السبب تحدث الأزمة، في العراق يتم اتخاذ الدولة القومية والسلطة كأساس، إذا لم يتم حل المشاكل، فالسبب هو هذه العقلية، لهذا السبب يجب تغيير هذه العقلية، والتخلي عن الدولة القومية والسلطة، يجب اتخاذ نظام ديمقراطي كأساس وبهذا الشكل سيتم حل المشاكل، في الانتخابات الماضية أظهر الشعب هذا الشيء بكل وضوح، حيث قاطع الكثيرين الانتخابات ولم يدلوا بأصواتهم، لم يعد هناك ثقة بالأحزاب ولا بالانتخابات، وهذا يدل على أنهم يريدون نظاماً ديمقراطياً، والذي يمارس السياسة في العراق عليه أن يرى ذلك جيداً، والبدء بالتغيير من نفسه، ليستطيع إحداث تغيير في العراق، والسبب الآخر في تعميق الأزمة في العراق هي الدول الخارجية، بحيث تلعب دوراً رئيسياً في السياسة العراقية، لا يفكرون بالشعب بالعراقي بل يسعون وراء مصالحهم ويمارسون السياسة بناءً على ذلك، يثيرون الفتن والعداوة والشقاق داخل المجتمع، وإحدى هذه الدول هي تركيا، بالتعاون مع الحزب الديمقراطي الكردستاني وعائلة البارزاني تسعى لتحقيق أهدافها في العراق وفي جنوب كردستان، كما ظهر في الاعلام، أن الذين يقال لهم في العراق بأنهم من الاستخبارات التركية يقومون بتنظيم انفسهم في كركوك، كما أسست تركيا الكثير من القواعد في العديد من المناطق، ومع مرور الوقت تزيد من نفوذها في جنوب كردستان، تمارس الاستخبارات التركية عملها في كركوك والموصل وفي مناطق أخرى، تركيا أسرت كل من العراق وجنوب كردستان وعائلة البارزاني، على هذا الأساس تجدد أهدافها لتحقيق الميثاق الملي والعثمانية الجديدة، إن تركيا تشكل تهديداً كبيراً وتعزز التقسيم الذي تعانيه العراق، تسعى لجعل جنوب كردستان جزءاً من الأراضي التركية، بذلك سوف تضغط على الحكومة العراقية، على كافة شعوب الشرق الأوسط أن تدرك حقيقة سياسة أردوغان وبخجلي، يجب ان يعلموا ما قام العثمانيون بهم عبر التاريخ، فإذا لم يقبلوا بظهور الدولة التركية العثمانية الجديدة، عليهم الوقوف في وجه الدولة التركية وتعاون الحزب الديمقراطي الكردستاني معها، فلو قاموا بذلك، فلن تستطيع أخذ العراق كرهينة.
بعد الحرب الروسية الأوكرانية، أصبحت العلاقات بين قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) أقوى وكما أصبح تفعيل الناتو على جدول الأعمال مجدداً، في الاجتماع الأخير للحلف في مدريد تم وصف الصين إلى جانب روسيا كتهديد لأول مرة، برأيكم وفقاً لذلك، ما هي اللوحة التي ينتظرها العالم في المستقبل؟
يواجه نظام الحداثة الرأسمالية أزمة داخلية، ويسعى الآن جاهداً للخروج من مستنقع أزمته وإلى أي مدى وصلت أعماله حتى الآن، لكنه لم يحقق اية نتيجة، لهذا السبب تدور حرب عالمية ثالثة في الوقت الحالي ومركزها الشرق الأوسط وكردستان، كما أنه يريد حل الأزمة من خلال هذه الحرب، وإذا اندلعت الحرب بين أوكرانيا وروسيا، فهي نتيجة لذلك، بمعنى آخر، إن المشاكل والصراعات الموجودة في نظام الحداثة الرأسمالية قد تسبب في نشوب هذه الحرب، لأن روسيا هي من ضمن نظام الحداثة الرأسمالية، لكنها وبرغم وجودها في النظام، لم تكتمل انضمامها الى رأس المال العالمي، إنهم يريدون ضم روسيا بالكامل إلى رأس المال العالمي، لكي لا تخلق مشاكل لنظام الحداثة الرأسمالية، فإذا اندفعت أمريكا وأوروبا وحلف الناتو نحو روسيا، فهذا هو السبب، إنهم يريدون إضعاف الحكومة الروسية وإجبارها على الانضمام إلى نظامهم بالكامل، لأجل عدم خلق مشكلة للنظام، كما أنهم يريدون التأثير على الصين أيضاً، أنها خطت خطوات متقدمة في مجال الاقتصاد والتكنولوجيا، كما أن أمريكا ترى أن النظام الصيني يشكل تهديداً لمصالحها، وتريد منع هذا، وهي أيضاً من ضمن نظام الحداثة الرأسمالية، وتوجد بعض التناقضات داخل النظام، أي أنه يمكن للجميع المشاركة في النظام وفقاً لقوتهم، والبعض غير راضي عن مناصبهم، فهم يريدون الحصول على مركز قوي في النظام ولعب دور أكبر بداخله، أن أمريكا وإنجلترا اللتان تقودان هذا النظام تعتبرانها تهديد كبير عليهما وتسعيان لوقفها، ويريدان عبر حرب عالمية ثالثة، إنشاء ترتيب في النظام بأساليب وطرق مختلفة ومن ثم حل المشاكل التي تواجه النظام، هذا الأمر صعب ومن غير ممكن حل المشاكل والأزمات التي تحدث في داخل النظام بسرعة، يريدون حل المشكلة، لكن هذا أيضاً يخلق مشاكل جديدة، تقول الصين إنها تريد بدء حرب باردة، لكن هذا ليس صحيحاً، لن تبدأ حرب باردة، لقد تقدمت الحرب الباردة بسبب وجود نظام الحداثة الرأسمالية، ومن قال بأنه اشتراكي، حتى لو كانت هناك رأسمالية في جزء من هذه الاشتراكية، فقد خلقت صراعات كبيرة، وتطورت الحرب الباردة على هذا الأساس، لكن اليوم لا توجد مثل هذه الظروف، الصين وروسيا هما من ضمن هذا النظام الرأسمالي، أيديولوجيتهم وفلسفتهم واحدة، لذا لن تكون هناك حرب باردة كما كان من قبل، لكن ستكون هناك خلافات وستبنى نزاعاتهم على أساس إدراجهم في النظام، البعض غير راضي عن موقفهم، ولهذا السبب يتم اختبار هذه النزاعات، لقد قال القائد آبو في مرافعاته: `هناك احتمال أن يحدث اتفاق بين نظام الحداثة الرأسمالية والنظام الديمقراطي’، يبدو أن هذا الاحتمال يحدث الآن.
قدمت الدولة التركية في اجتماع حلف الناتو في مدريد بعض الشروط من أجل الموافقة على انضمام السويد وفنلندا للحلف، بان عليها دعمها في حربها ضد الكرد، كيف تقيمون هذا الوضع وهذه النتائج...؟ لماذا تقوم الناتو بدعم الدولة التركية في حربها ضد الكرد...؟ في مواجهة ذلك، ما السياسة الواجب ان يتبعها الشعب الكردي...؟
الناتو يساند الدولة التركية منذ بداية ظهور هذه الحركة، تم تقديم هذه المساعدة وما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، لأن الدولة التركية دولة في حلف الناتو، لماذا انضمت تركيا إلى الناتو، ولماذا حسنت علاقاتها مع أوروبا؟ لأنها تريد بناء دولة قومية في تركيا، والقضاء على جميع الشعوب واللغات الأخرى، والإبقاء فقط على اللغة والدولة والشعب وعلم تركيا، وتذكر هذا دائماً، وبسبب ذلك ترتكب بمجازر بحق الشعب، لكي تتمكن من تنفيذ هذه السياسة والحصول على نتائج، انضمت إلى حلف الناتو وطوّرت علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأخرى، للحصول على المساعدة منهم وعدم الوقوف ضدها عند تنفيذ هذه السياسة، نرى أن تركيا ترتكب العديد من المجازر وتقضي على الشعوب، لكن لا أحد يرفع صوته، لا أحد يصدر صوتاً حيال استخدامها الأسلحة الكيماوية والأسلحة النووية والقنابل المختلفة ضد مقاتلي الكريلا، تقوم بغزوات ومذابح ولا صوت لأحد، لأنها دولة في الناتو، إذا لم يقبل الناتو ذلك، فلن تستطيع تركيا القيام بذلك، ولكنه يغض الطرف ويشجع تركيا، أراد أولوف بالمه تطوير الاهتمام والمساعدة مع حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، عندما رأوا هذا، منعوا ذلك الشيء، وقاموا باغتياله واتهموا حزب العمال الكردستاني باغتياله، وبالتالي شنوا مؤامرة ضد حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، على هذا الأساس، تم اتخاذ العديد من القرارات ضد حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، وتم وضعهم على قائمة الإرهاب، كما تستغل الدولة التركية ذلك وتقول إن لي الحق في القتل أينما كان هناك عضو في حزب العمال الكردستاني، بناءً على هذا القرار، تقوم تركيا بهذه الأشياء، أي أن الناتو منح تركيا الفرصة، بينما كانت حركتنا تتطور في البداية، كانت توقظ الشعب الكردي، أظهر نظام الحداثة الرأسمالية المشكلة الكردية، إن نظام الحداثة الرأسمالية هو الذي نفذ سياسة الإبادة على الكرد ودفع تركيا إلى تطبيق اتفاقية لوزان على الكرد، إن الذي قام بالمؤامرة الدولية ضد شعبنا في شخص القائد آبو هو أيضاً نظام الحداثة الرأسمالية ومؤسساته وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الآن يرون أن الآمال تتزايد من اجل القائد آبو وحزب العمال الكردستاني، كما تنتشر أفكار ونماذج القائد آبو، تماماً كما في البداية مع مؤامرة قتل أولوف بالما، يريد الآن تطوير مؤامرة مماثلة، في اجتماع الناتو الذي انعقد في مدريد، اتخذوا قرارات ضد حركتنا وضد الشعب الكردي وروج آفا، قال أردوغان بوضوح "يجب على الجميع قبول السياسة التي أديرها، إذا قبلوها، فسأقبل عضوية السويد وفنلندا"، قبلت مدريد انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو، معنى ذلك أن مدريد قبلت بسياسة أردوغان ضد حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي، وهي سياسة تسعى لتصفية حزب العمال الكردستاني وابادة الشعب الكردي، وهي سياسة العثمانية الجديدة وسياسة الاتحاد الترقي ضد شعوب المنطقة، الاتفاقية التي ابرمت في لوزان يقومون بتجديدها اليوم، كشف هذا الاجتماع حقيقة أمريكا وأوروبا وحلف الناتو، كانت بعض حقائقهم مفهومة من قبل، لكن بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، غيروا وجوههم وقالوا: "سنؤسس الديمقراطية وحقوق الإنسان، وسنقف ضد الديكتاتورية"، بهذه الطريقة، أرادوا تعريف أنفسهم على أنهم أناس طيبون، في الحرب بين أوكرانيا وروسيا، أعلنوا أنهم ضد الاحتلال، وإنهم مع أوكرانيا، إنهم يحمون شعب أوكرانيا، كما أن الشعب ضد الحرب والاحتلال، على هذا الأساس انتفض البعض، وأرادوا أن يضعوا ذلك في خدمتهم، نظفوا وجههم القبيح حتى حصلوا على بعض النتائج، قالوا إنه مع الشعب الذي يقف ضد الاحتلال والحرب، ومع ذلك ، ولكن في اجتماع مدريد، انكشفت وجوههم، إلى أي مدى هم ذو وجهين ومنافقون، كما ظهر إلى أي مدى يؤسسون مصالحهم ، يخدعون الشعوب والإنسانية.
تركيا كانت تقول إن 'لدي مشاكل في الدفاع'، من الذي يهدده؟ حزب العمال الكردستاني والكرد، تركيا تعرّض الكرد للإبادة الجماعية، أي أنها تقوم بحماية نفسها من خلال ارتكاب الإبادة الجماعية بحق الكرد، لا يوجد تهديد كردي على تركيا، فالدولة التركية تهدد الكرد وتريد القضاء عليهم، إنه يقضي على ما هو موجود باسم الكرد وكردستان، الوحيد بدون حماية هو الشعب الكردي وليس الدولة التركية، إن نظام الحداثة الرأسمالية يقف جنباً إلى جنب مع سياسة الإبادة الجماعية لتركيا، يجب أن يرى شعبنا هذا جيدًا، لقد طوروا قراراً بشأن روج آفا ولبّوا طلب تركيا بشكل أساسي، تقوم تركيا الآن بعمليات قتل كل يوم في روج آفا، يهاجمون كل يوم بالطائرات والدبابات والمدافع ويقتلون الناس، تركيا تقوم بالتغيير الديموغرافي، أليست هذه سياسة احتلال وسياسة القضاء على الكرد؟ هذا يعني أنهم طوروا قراراً بشأن روج آفا وليس من أجل روج آفا، إن الاحتلال الذي طوّرته تركيا في روج آفا هي بأوامرهم وقراراتهم، لولا طائراتهم لما كان هناك احتمال أن تتقدم تركيا خطوة إلى الأمام، من أجل ذلك، يجب على شعبنا، وخاصة شعب روج آفا، رؤية حقيقة الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وحلف شمال الأطلسي، بأنهم قبلوا بالسياسة التي يتم اتباعها ضد الكرد، ولأنهم وافقوا، زادت تركيا من هجماتها بعد ذلك الاجتماع ضد الكريلا وضد روج آفا وجنوب كردستان، مما زاد من مقتل الأشخاص، تزايد اعتقال الفنانين وحالات التعذيب في تركيا، وهذا ما يوضح بشكل خاص قولهم، افعل ما تشاء ضد حزب العمال الكردستاني والكرد الأحرار، عدا ذلك، فإن التقييمات التي تم إجراؤها حول هذا الاجتماع ليست صحيحة، قالوا" نحن ضد داعش"، خاض مقاتلو الشعب الكردي مقاومة عظيمة ضد داعش، وقدموا آلاف الشهداء ، وأنقذوا البشرية من خطر داعش، في ذلك الوقت، كيف هم أصدقاء روج آفا؟ هذا كله خداع، إذا كانوا حقاً ضد داعش، فمن حارب داعش وحافظ على قيم الانسان ودفع ثمناً باهظاً؟ هذا واضح، الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني، يجب أن يظهروا الاحترام لهما، لكنهم يرون سياسة تركيا ويقبلونها، شعبنا يرى ذلك، لا أحد يستطيع أن يخدع الشعب الكردي بعد الآن، لا أحد يستطيع تنفيذ سياسات الابادة وفرض مصالحه الخاصة على الشعب الكردي، لقد مضى ذلك الوقت، والآن الشعب الكردي متيقظ، لذلك لا يمكن لأحد أن يجعل القائد عبد الله أوجلان وحزب العمال الكردستاني يستسلمون، بغض النظر عما تفعله الدولة التركية، وبغض النظر عما يفعله أولئك الذين يتعاونون معهم، لا يمكنهم جعل الشعب الكردي وحزب العمال الكردستاني والقائد آبو أن يستسلموا، الشعب الكردي قدم لهم خدمة جليلة، إنهم مدينون للشعب الكردي، وعليهم أن يدفعوا ديونهم.