باور ديرسم: نحن دعاة الحوار بين الأطراف الكردية

دعا القيادي في مركز الدفاع الشعبي (NPG)، باور ديرسم، الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) إلى ضرورة اتخاذ الموقف الصائب والسعي إلى حل المشاكل عبر الحوار وعدم الانجرار وراء الحسابات الخاطئة.

أشار باور ديرسم، القيادي في مركز الدفاع الشعبي (NPG) أن التوتر الأخير الذي تسببت به القوات التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، تزامناً مع سياسات الحزب الديمقراطي تلحق الضرر بالمصالح الوطنية والمكتسبات التي أنجزها الشعب الكردي بتضحيات كبيرة لعشرات السنين في جنوب كردستان والأجزاء الأخرى من كردستان.

ونفى بدوره أي مسؤولية لحركة التحرر الوطني الكردستاني عن التوتر والأزمة الراهنة في جنوب كردستان، وقال: "حركتنا ليست مسؤولة عن التوتر الحاصل، على العكس تماماً تبدي صبراً لا محدوداً وحساسية قصوى لأجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية للشعب الكردي وسد الطريق أمام اندلاع حرب محتملة".

مخطط القضاء على حركتنا على أجندة أعمالهم

وشدد ديرسم على ضرورة أن ينتبه الشعب الكردي إلى المخططات التي تحاك ضد حركة التحرر الوطني الكردستاني، والتي تستهدف مكتسبات ومصير الشعب الكردي برمته، وقال: "على شعبنا أن يدرك جيداً أن مخطط القضاء على حركة التحرر الوطني الكردستاني موجود على طاولة أعمال القوى المعادية التي تسعى لتطبيق سياسة الإبادة الجماعية بحق الكرد، ولأنهم يرون حزب العمال الكردستاني عائقاً يحول دون تحقيق أهدافهم، يسعون بداية إلى القضاء على حزبنا وحركتنا".

وأضاف: "هناك بعض القوى الدولية التي تشجع تركيا وتدعمها بشكل كامل سياسياً وعسكرياً في مخطط القضاء على حزب العمال الكردستاني".

يرون حاجة إلى طرفٍ كردي في مخطط التصفية هذا!

وأوضح باور ديرسم أن القوى المعادية للشعب الكردي ترى حاجة إلى طرف كردي لتحقيق أهدافها من مخطط التصفية هذا والقضاء على حزب العمال الكردستاني، وقال: "أعداؤنا يدركون تماماً أن مؤامرتهم هذه لن تنجح دون وجود طرف كردي متواطئ معهم، ولذلك يسعون إلى استغلال تواطئ بعض الأطراف الكردي، كأداة لتحقيق مآربهم ومؤامرتهم، ولا شك في وجود طرف كردي ضمن المخطط التآمري الذي يستهدف حركتنا، حيث أن بعض القوى من جنوب كردستان وبشكل خاص خلال العامين الأخيرين، بدأت تنشط فجأة في هذا السياق وتقبل على أعمال عسكرية من قبيل محاولة حصار قواتنا والتضييق عليهم، إلى جانب الحرب الإعلامية والنفسية الخاصة التي تمارسها ضد حركتنا".

ما يقدم عليه الحزب الديمقراطي يثير المخاوف

ونوه ديرسم إلى دولة الاحتلال التركي والقوى الداعمة لها تمكنت من إقناع بعض القوى من جنوب كردستان للانضمام إلى المخطط المعادي لحركتنا، وتشير سياسات الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى سيرها نحو هذا المخطط، وقال: "كل المواقف والتصريحات التي تصدر عن الحزب الديمقراطي والخطوات التي يقدم عليها، تشير إلى تورطه في هذا المخطط، وهذا الأمر يولد المخاوف لدى حركة التحرر الوطني الكردستاني ويلحق الضرر بمكتسبات الشعب الكردي برمته؛ حتى وإن لم يكن الحزب الديمقراطي بأكمله متورط في هذه المؤامرة، إلا أنه من المؤكد تورط قسم منه في هذا المخطط التآمري، ونأمل ألا يستمر ضمن هذه المؤامرة ولا يرتكب هذا الخطأ التاريخي بوقوفه في صف أعداء الشعب الكردي، لأن ذلك سيكون سبباً في ضياع جميع انجازات ومكتسبات شعبنا".

الدولة التركية نفسها لا تعترف إرادة إقليم كردستان

وتطرق باور ديرسم إلى الحرب الإعلامية والنفسية التي تشنها الوسائل الإعلامية الرسمية وغير الرسمية المحسوبة على الحزب الديمقراطي الكردستاني، قائلاً: "إن بعض الوسائل الإعلامية الموجهة لتنفيذ أجندات الحرب الخاصة، تنشر مدعية أن حزب العمال الكردستاني لا تحترم سيادة وإرادة حكومة إقليم كردستان! على العكس من ذلك تماماً، إننا نبدي كامل الاحترام تجاه إرادة وإدارة جنوب كردستان قولاً وفعلاً، حيث شهد شعبنا كيف هبت قواتنا لأجل حماية مكتسبات الشعب في جنوب كردستان ودافعت قواتنا عن جنوب كردستان في وجه هجمات داعش الإرهابي في العديد من المناطق؛ ولكن ما يجب أن يعلمه شعبنا وكذلك إدارة جنوب كردستان، أن من لا يبدي الاحترام والاعتراف بإرادة حكومة إقليم كردستان، هي الدولة التركية نفسها! نعم، شهدنا ذلك في استفتاء استقلال كردستان 2017، عندما أعلن شعبنا إرادته على صناديق الاقتراع، وكانت حينها الدولة التركية برئاسة تحالف أردوغان- بخجلي على رأس الرافضين لهذا الاستفتاء ومن بعدها الحكومة العراقية، حيث أعنت الدول التركية علانية أنها لا تعترف بإرادة الشعب الكردي؛ كما تجدر الإشارة إلى أن الدولة التركية تقف وراء جميع الأزمات التي تعاني منها جنوب كردستان".

ودعا ديرسم بدوره، الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK) إلى ضرورة اتخاذ الموقف الصائب والسعي إلى حل المشاكل عبر الحوار وعدم الانجرار وراء الحسابات الخاطئة.

قوات البيشمركه ترافق أرتال الجيش التركي إلى أن تصل قواعدها

وأكد القيادي في مركز الدفاع الشعبي على أن قوات الكريلا متفانية وتضحي لأجل شعب جنوب كردستان ، وقال: "يتقصدون تغطية الاحتلال التركي لجنوب كردستان، حيث قام الحزب الديمقراطي الكردستاني بتقديم أراضي جنوب كردستان للدولة التركية، حيث أسس الجيش التركي المحتل عشرات النقاط والقواعد العسكرية والاستخبارية، كما أن قوات البيشمركه ترافق أرتال الجيش التركي إلى أن تصل قواعدها، وهذا يعني تماماً ما يفعله العبد لسيده".

صراع الأطراف الكردية خدمة كبيرة للدولة التركية

ولفت باور ديرسم الانتباه إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني يدفع بقوات خاصة تتبع له، تدعى "هيزا كولان" وكذلك القوة العسكرية المسماة "بيشمركه روج" نحو مناطق قوات الكريلا للتضييق على مناطق تمركز قوات الكريلا، مشيراً إلى أن أي صراع بين الكتل والأطراف الكردية لن يخدم المصلحة الوطنية الكردستانية بالمطلق وستكون خدمة كبيرة ومجانية للدولة التركية، وقال: "في الواقع لولا حس المسؤولية والصبر الكبير والحساسية الايجابية التي تبديها حركتنا، وكذلك السيطرة المطلقة لمركز قيادة الدفاع الشعبي على قوات الكريلا، كانت الأمور تتجه نحو الأسوأ وكانت لتحدث خسائر أيضاً، ولذلك نتحرك بحس المسؤولية، لأننا ندرك تماماً أن صراع الأطراف الكردية خدمة كبيرة للدولة التركية؛ حيث تسعى دولة الاحتلال التركي جاهدة لافتعال صراع في الداخل الكردي بيد الحزب الديمقراطي الكردستاني (PDK)، وعلى الجميع ألا يدرك ألاعيب ومصائد الدولة التركية ويحرص على عدم الوقوع فيها".

وتابع ديرسم حديثه، حيث قال: "إن كانت هناك أطراف كردية تقول في قرارة نفسها "أن حزب العمال الكردستاني (PKK) ينهار وينتهي، لأن الدولة التركية تشن هجمات واسعة عليه وأن الحزب فقد قوته، أو أن هناك مخطط تصفية للقضاء على حزب العمال الكردستاني يحظى بتأييد ودعم بعض القوى الدولية، ولذلك هي فرصة للتخلص من حزب العمال الكردستاني!" حينها نقول لهم: أنكم تقعون في حسابات خاطئة، لأن أعداء الشعب الكردي حاولت كثيراً القضاء على حركة الحرية، وأثبتت التجارب أن حلم القضاء على حزب العمال الكردستاني عصي على التحقيق".

قرارين هامين

تحدث باور ديرسم عن مواقف وقرارات القيادة المركزية للدفاع الشعبي (NPG) حيال الوضع الراهن، حيث قال: "قرارنا واضح جداً وهو أننا لن نحارب ضد أية قوة كردية، ولا توجد أية حجة شرعية محقة لنشوب مثل هذا الصراع، ولذلك لم نعلن أية حرب ضد أية قوة كردية، وهذا هو قرارنا ألأول؛ أما قرارنا الثاني، هو حق الدفاع المشروع، وأننا سندافع عن أنفسنا ونرد بقوة على اية قوة كانت تقدم على مهاجمة مناطقنا وقواتنا، ولن نساوم أو نتنازل في هذا الموضوع لأي أحد، وإذا كنا نبدي المرونة الآن، هذا ناتج عن سعينا نحو حل المشاكل، وليس ناتج عن ضعف أو ما شابه، على العكس تماماً، فنحن نبدي أقصى درجات روح المسؤولية والصبر والحساسية تجاه الوضع الراهن من أجل الحفاظ على المكتسبات الوطنية للشعب الكردي في جنوب كردستان وباقي الأجزاء الأخرى".

وأشار ديرسم أيضاً إلى أن إصرار الحزب الديمقراطي على التحركات العسكرية للقوات التابعة له، والساعية إلى التضييق على ساحة فعاليات قوات الكريلا، من شأنها أن تتسبب في فقدان السيطرة في بعض المناطق ونشوب اشتباكات غير حميدة؛ وقال: "يجب ألا يمهد أحد الأرضية للألاعيب والمكائد، في كل مرة يخرجون إلينا بأسماء جديدة لقواتهم، ونحن نعلم أن قوات البيشمركه الاعتياديين غير راضين عن ذلك وكذلك شعبنا في جنوب كردستان غير راضٍ عن هذا الوضع، ولكن بعض القوى الكردية التي تتلقى أوامرها من الدولة التركية تصر على المضي قدماً في سياساتها المتواطئة، ولكنها لن تنجح في مسعاها".

أية معارك أو حرب محتملة لن تقتصر على مناطق متينا، كاري، خاكورك

حذر القيادي في مركز الدفاع الشعبي (NPG)، باور ديرسم، من احتمالية نشوب معارك أو حرب محتملة، قائلاً: "أية حرب محتملة لن تكون في مصلحة احد، وستلحق أضراراً جمة بالمصلحة الوطنية للشعب الكردستاني وبالأخص شعبنا في جنوب كردستان، لأن أية معارك أو حرب محتملة لن تقتصر على مكان واحد أو جغرافية محصورة، أي يجب ألا يفكر أحد أن المعارك ستبقى محصورة في متينا أو كاري أو خاكورك! بل ستؤثر بشكل بالغ ومباشر على جميع أجزاء كردستان من روج آفا وهولير ودهوك وسوف تنتشر في كل مكان، وقبل كل شيء ستقضي على البنية الاقتصادية لجنوب كردستان وتسبب ضائقة كبيرة لشعبنا وتخلق أزمات جديدة، ولن تبقى مجرد صراع قوتين!

نحن دعاة الحوار

وفي ختام حديثه، دعا باور ديرسم جميع الأطراف الكردستانية إلى ضرورة اتخاذ الموقف الوطني الصحيح، وقال: "على الجميع أن يعرف حزب العمال الكردستاني جيداً ويبني سياساته على هذا الأساس ولا ينجر وراء الحسابات الخاطئة، ونحن دائماً وأبداً دعاة الحوار للحفاظ على المكتسبات الوطنية للشعب الكردستاني".