يتظاهر أهالي المدن العراقية، منذ يوم أمس الخميس، ضد مجزرة قرية برخ التابعة لناحية زاخو التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي وتتوسع أكثر فأكثر، بالإضافة إلى إغلاق السفارة التركية في العاصمة العراقية بغداد، وإسقاط العلم التركي، اغلقت مراكز إصدار التأشيرات التركية في جميع أنحاء العراق.
وفي هذا السياق، نظم ناشطون مدنيون من مدينة كركوك في جنوب كردستان، أمس، فعالية احتجاجية أمام مركز إصدار التأشيرات التركية.
وأعرب أحد النشطاء المدنيين، زانيار جمعة، الذي نظم الاحتجاج، عن استيائه وموقفه ضد قصف دولة الاحتلال التركي على منطقة زاخو، وذلك خلال حديثه لوكالة فرات للأنباء (ANF).
هناك رسالة من وراء هذا الهجوم التركي
أفاد الناشط المدني، جمعة، في بداية حديثه، أنه قرر بصفته ناشطاً مدنياً اتخاذ موقف وإبداء استيائه من قصف الاحتلال التركي للسياح العرب في منطقة زاخو، وقال: "للأسف، أن الحكومة الفيدرالية العراقية وحكومة إقليم كردستان لا تفهمان أهداف تركيا الحقيقة ورسالتها الموجهة لهما، لأن تركيا تعلن من خلال قصفها هذا بأنها لا تخوض حربها ضد حزب العمال الكردستاني فحسب، بل أن هدفها الرئيسي في الواقع هو استهداف شعب العراق عامةً، والهدف الآخر لهذا القصف الذي استهدف السياح هو أن إقليم كردستان ليس مكاناً آمناً للسياح، وفي هذا الإطار، توجيه السياح لزيارة تركيا كبديل للمناطق السياحية في إقليم جنوب كردستان، فهذه حرب اقتصادية أيضاً لأنها بلد يعيش على السياحة ".
لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي هي بيد رجل تركي
وسلط جمعة الضوء على مستوى التدخل التركي في شؤون العراق وأضاف قائلاً: "يجب على حكومتي إقليم كردستان والعراق الرد على تركيا من الناحية الاقتصادية، في سبيل إغلاق باب إبراهيم خليل لفترة على الأقل: ففي هذا الوقت، ستراجع تركيا سياساتها، للأسف، لا يمكنهم إظهار موقف داخلي ضدها، هذا لأن رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان العراقي الآن يتحرك بناءً على أوامر رجل تركي، وهو أرشد الصالحي، الذي يُعرف نفسه على صفحته الخاصة على أنه جزء من تركيا، ويعلن ولاءه لتركيا، ومن الضروري إقالة ذلك الرجل التركي من منصبه في البرلمان العراقي حتى يتمكنوا من اتخاذ موقف ضد تركيا ".
على الحكومة العراقية وقف الرحلات السياحية إلى تركيا
وتابع زانيار جمعة بالقول: "الموقف الأول للحكومة العراقية الذي يجب اتخاذه ضد القصف التركي، هو ضرورة وقف الرحلات السياحية إلى تركيا، لأن اقتصاد تركيا يعتمد على السياح العراقيين كمصدر للقوة الاقتصادية، للأسف، فإن الحكومة العراقية لا تتبع هذا الأسلوب في الأساس، حالياً موقف الحكومة وتصريحاتها جيدة جداً لكنها لا تستمر، وبسبب ذلك، من الضروري أن تتخذ الحكومة العراقية إجراءات جادة، بما يستلزم إغلاق السفارات والمراكز الرسمية لتركيا، حيث أننا كناشطين أغلقنا مركز التأشيرات في تركيا اليوم، لكن في حال إذا لم تطبق الحكومة الأسلوب اللازم فلن يستمر هذا".
على الحكومة العراقية اتخاذ مواقف قوية لأجل دماء شهدائها
وتحدث الناشط المدني من مدينة كركوك، زانيار جمعة، في نهاية حديثه، عن نشاطه في إغلاق مركز التأشيرات التركية في مدينة كركوك، وقال: "اليوم، نحن النشطاء وعدد من مدنيي كركوك نظمنا فعالية احتجاجية لإغلاق مركز حكومة تركيا في كركوك، وقد نجحنا في إغلاقه، وللأسف لم يشارك ممثلو وأعضاء الأحزاب الكردستانية في الفعالية، يجب على الحكومة اتخاذ موقف جاد بهذا الصدد، لأن النشطاء المدنيين يمكن أن يلعبوا دوراً مهماً إلى حد ما، فإذا أرادت الحكومة والبرلمان إرضاء المواطنين لأجل الولاء لدماء الشهداء، فمن الضروري اتخاذ مواقف شديدة اللهجة أساساً لها ضد الهجمات الوحشية التي تنفذها دولة الاحتلال التركي.