استمرار مقاومة دير سورب سركيس

مازال دير سورب سركيس الأرمني في سور آمد يقاوم.

 من الدلائل التي تشير إلى أن السلطة الحاكمة تريد طمس التاريخ والثقافة، هي منطقة سور في آمد.

بعد حكم الهوريين-الميتانيين، تعاقب الآشوريون والآراميون وأورارتو والسكيثيون والميديون والفرس والمقدونيون والرومان والمروانيون والحمدانيون والسلاجقة والعديد من الحضارات الأخرى على حكم مدينة آمد، حيث بنوا العديد من دور العبادة خلال تلك الحقب، إحدى أماكن العبادة التي بقيت صامدة حتى يومنا هذا هي دير سورب سركيس اليي يبلغ عمرها 500 عام مضت.

وبُني هذا الدير في حي علي باشا في القرن السادس عشر، واُستخدم كمخزن للتموين خلال الإبادة الجماعية للأرمن، وفيما بعد تم تحويل دير سورب سركيس إلى مصنع الحقائب الصغيرة، وانهار الدير بشكل تدريجي على مر السنين، حيث تمت سرقة ونهب العديد من أحجاره.

لا يزال يقاوم في مدينة سور

ويُعرف هذا الصرح أيضاً باسم دير خضر إلياس حيث يقاوم في منطقة سور، وتعرّض بعض أجزاء الدير للتدمير وفُتحت ثقوب في جدرانه، بما يكفي لمرور المرء من خلالها، كما سُرقت العديد من الحجارة التي عليها نقوشٌ أو كتابات قديمة، لكن الدير مازال يقاوم في وجه الاحتكار والإبادة الثقافية والحرب، فعلى الرغم من أن الدولة ارتكبت الإبادة الجماعية في منطقة سور آمد، بقي الدير صامداً.

استمرار الإبادة الجماعية

لقد تم هدم العديد من المنازل التاريخية في الحي، وبناء أبنية جديدة من أجل محو الذاكرة التاريخية للحي وجعلها طي النسيان، حيث لا تزال تتواصل الاعتداءات على ثقافة وعقيدة أهالي مدينة سور، الذين دُمرت منازلهم ونُفيوا قسراً من سور. وقد أدى حظر التجوال إلى تدمير 6 أحياء من مدينة سور وفقدان العشرات من الأبرياء لأرواحهم، فالأشخاص الذين دمروا النصب التذكارية العائدة لخمسة آلاف عام مضت، وصبوا فوقها الخرسانة، يريدون بهذه الطريقة إخفاء جريمتهم المرتكبة ضد الإنسانية، ومن الواضح جداً أن هؤلاء اللصوص يسعون لإبادة الذاكرة التاريخية والثقافية.