عندما تقدم مرتزقة داعش نحو كوباني ووصلوا إلى تلة مشتى نور، وقعت اشتباكات عنيفة بينهم وبين المقاتلين والمقاتلات الكرد، في الخامس من تشرين الأول وعندما حاولوا السيطرة على هذه التلة، ادخلت آرين ميركان عبر عمليتها الفدائية، مستوى المقاومة إلى مرحلة أخرى، ليست آرين ميركان فقط، بل نفذت المقاتلة ريفان كوباني أيضاً عمليتها الفدائية ولفتت الأنظار إلى مقاومة كوباني من خلال البطولة والشجاعة وولاء المرأة لأرضها.

ولدت آرين ميركان (دلارا كينج) عام 1992 في قرية (هوسي) التابعة لناحية موباتا في مدينة عفرين المحتلة، آرين التي أكملت دراستها في قرية ميركان، حينما كانت تذهب إلى المدرسة كانت تلبس في يدها سِوار عليها كلمات باللغة الكردية، ولأن استاذها كان يُهين ويحتقر اللغة الكردية، كان يشتد غضبها، ولأن آرين كانت متعلقة بنضال حرية كردستان قبل ذلك، فقد ظهر هنا طريق آخر، في عام 2007 انضمت إلى صفوف حرية كردستان، بشخصيتها الحماسية والقوية وبخصائصها الفكرية العميقة، أصبحت قائدة لنضال النساء في فترة قصيرة، مع مقاومة كوباني، انضمت إلى صفوف وحدات حماية المرأة (YPJ) من أجل حرية شعبها وحماية الأرض التي عاشت وتعيش فيها.

من خلال عملية آرين ميركان دخلت مقاومة كوباني مرحلة جديدة، كان العالم يراقب كوباني والنضال ضد داعش، في 6 و7 تشرين الأول، قامت مظاهرات احتجاجية في كردستان وخاصة في شمال كردستان ومن ثم انتشرت في شرق وجنوب كردستان، كما نزل أصدقاء الشعب الكردي إلى الساحات والشوارع في العديد من دول العالم.

ولدت ريفان كوباني (مدينة مامو) عام 1994 في كوباني، وفي عام 2014 انضمت إلى حركة حرية كردستان، ريفان التي شاركت في مقاومة كوباني في الصفوف الأمامية وقادت المقاومة العنيفة في القرى، ترعرعت في كوباني التي ولدت فيها، وفي الاشتباكات العنيفة مع مرتزقة داعش قامت بتفجير نفسها بينهم، وبهذه العملية الفدائية غيرت مجرى حرب الوجود واللا وجود.

آرين وريفان اللتين تعتبران رموز ثورة روج آفا، لعبتا دوراً رئيساً في المكتسبات التي تحققت في روج آفا، بالعمليات الفدائية التي حولت كوباني إلى مقبرة لمرتزقة داعش الإرهابي، أثبتتا دور المرأة مرةً أخرى في التاريخ.