استذكرت القيادية في قوات حماية المرأة في شرق كردستان (HPJ)، آريَن آري، شهداء حركة المرأة اللاتي وصلن إلى مرتبة الشهادة في شهر تشرين الأول وخاصةً في 25 تشرين الأول، وبدأت آريَن آري حديثها عن الثورة الشعبية التي بدأت في شرق كردستان وإيران بشعار "المرأة، الحياة، الحرية"، وقيمت التقدم الذي حققته المرأة في قيادتها للثورة الديمقراطية.
شهداء حركة حرية المرأة أناروا لنا خط النضال
وقالت آريَن آري في بداية تقييمها: "في البداية، استذكر جميع شهداء الثورة في شخص الشهيدة زيلان، وخاصةً رفاقنا الكريلا الذين استشهدوا في سبيل الحرية جراء الأسلحة الكيماوية بكل إجلال وإكرام ونجدد عهدنا على تصعيد مقاومتهم وتعزيزها، لقد أسس القائد عبد الله أوجلان برنامج تجيش المرأة تخليداً لذكرى استشهاد هذه الشهيدة العظيمة، وبدأ بإبداء مقاومة لا مثيل لها لأجل هذا البرنامج، لقد أوضح شهداء حركة حرية المرأة خط النضال لنا وأناروا طريقنا نحو الحرية، وعلى هذا الأساس، أصبح جيش المرأة اليوم حركة للمرأة وأصبحت هذه الحركة بشكل عام أملاً وإيماناً للحرية بالنسبة لجميع النساء في العالم بأسره، لهذا السبب تنضم المرأة إلى هذه المنظمة أفواجاً أفواجاً، وتقاومن ضد النظام الأبوي بفكر وفلسفة القائد أوجلان، لا يمكن فهم معنى وأهمية ذلك إلا من خلال فهم إرث حركة حرية المرأة.
التاريخ لم يشهد أبداً حرباً ومقاومة كهذه من قبل
تنظم المرأة الآبوجية نفسها من جميع الجوانب لأجل بناء حياة ومجتمع مرتبط بطبيعته الحقيقية، كما أنها تدرب ذاتها لأجل قيادة قوية، لأجل قيادة واسعة، ولأجل حياة حقيقية، وتكافح وتنشر هذا الكفاح والنضال في أجزاء كردستان الأربعة بالمنظمات التي شكلتها، وأن القائد أوجلان هو الذي علم المرأة القتال بهذه الطريقة ضد مفهوم النظام الأبوي للذهنية الذكورية، واليوم تواصل المرأة اللواتي تستمدن قوتهن من القوة التي منحها القائد أوجلان لهن، حرب الوجود في الجبال، السجون، والشوارع، في الواقع في جميع ساحات النضال ضد العدو، الاحتلال، والفاشية، فأن نظام السلطة والاحتلال في المنطقة يريدون ارتكاب إبادات كهذه في كردستان بحيث لا يتركون أي أثر لتاريخنا، ثقافتنا، ولغتنا على وجه الأرض، تستخدم دولة الاحتلال التركي جميع الأساليب وتقنيات حلف شمال الأطلسي (الناتو) ضدنا حتى العامين الماضيين، لكنها فشلت ولم تحقق أية نتائج، لهذا السبب بدأت باستخدام الأسلحة الكيماوية بأكثر الطرق وحشية ومخالفة للمعايير، فهي تريد الانتصار وتحقيق بعض النتائج بهذه الهجمات اللاإنسانية واللا أخلاقية، على الرغم من أن الأسلحة الكيماوية محظورة استخدامها دولياً لأجل حماية الحياة والصحة في جميع أنحاء العالم، إلا أن هذه الأسلحة المحظورة تستخدم اليوم في جبال كردستان بإذن من حلف الناتو وأمام أنظار العالم أجمع، وفي هذا الإطار يلتزم العالم الصمت أمام هذه الأعمال القذرة والقاتلة، وكلما ألتزم العالم الصمت، كلما زاد الناتو من دعمه، وتكثف دولة الاحتلال من هجماتها، وتزيد حربها على أعلى مستوى في مخالفة المعايير، وفي إطار هذه المرحلة، استشهد 17 مقاتل من الكريلا الأبطال في الآونة الأخيرة، نتيجة هجمات الأسلحة الكيماوية للدولة الاحتلال التركي، فالدولة القاتلة تريد القضاء على حركة الحرية من خلال هذه الهجمات القذرة، وفي خضم هذه الخطط والممارسات، فإن أولئك الذين يقدمون لهم أكبر دعم ويقدم جنوب كردستان إلى تركيا وحلف الناتو، هم الكرد العملاء، والقوات التي تنتهج الخيانة، وفي هذا الإطار، يخوض رفاقنا الكريلا قتالاً عظيماً ضد الاحتلال والخونة بروح فدائية عظيمة وإرادة قوية من الفولاذ، فهذه الحرب والمقاومة قل نظيرها عبرالتاريخ، لأننا نعلم أنه لا يوجد طريق آخر بالنسبة لنا، سوى المقاومة لأجل تحقيق وطن حر وحياة حرة، وعلى هذا الأساس، سنناضل ونقاوم في أجزاء كردستان الأربعة، وبشكل عام، وفي هذا الوقت من الثورة، أن الشيء الذي يربط المقاتلون الآبوجيون بأهدافهم هو الارتباط بخط الشهداء وروح الشهيدة بيريتان، لأن روح القيادية بيريتان، هي تلك الروج التي تبعث الأمل والإيمان بالنصر في كردستان وتقوي قوة المقاومة لدى جميع الثوار الآبوجيين، وتزيد من إرادة الحرب، وبسبب هذه الحقيقة، فإن كل امرأة تدرك وجودها وتريد محاربة النظام الأبوي تتبع خط الشهيدة بيريتان وتنضم إلى صفوف الحرية.
الشعوب قيّمت جريمة قتل جينا أميني على أنها إبادة جماعية بحق الشعب والمجتمع
ينتشر فكر وفلسفة القائد أوجلان في الأجزاء الأربعة من كردستان وجميع أنحاء العالم أبضاً، وعلى وجه الخصوص، فأن الأشخاص الذين ينبض قلببهم لأجل الحرية والديمقراطية يجتمعون حول هذا الفكر، اليوم، الانتفاضة التي بدأت تحت شعار ’المرأة، الحياة، الحرية‘، في شرق كردستان وإيران، هي مثال على هذا الواقع، لقد أنتفض الشعب بقيادة المرأة ضد نظام ولاية الفقيه، هذا النظام يقتل المرأة تحت أسم الشريعة، كما أنه يعتدي عليهن ويغتصبهن بهذه الذريعة، وفي الوقت نفسه لا يعتبر إرادتهن ومبادرتهن موجودة، بمعنى أخرى، فأنه يعتبر المرأة وحقوقها غير موجودة، بينما هذه الممارسات والسياسات التي يتم تنفيذها على المرأة تعني أنها تنفذ على المجتمع، لذلك تقيم النساء والمجتمع في شرق كردستان وإيران على أن مقتل جينا أميني يتعبر إبادة بحق المرأة والمجتمع بأكمله، ولهذا السبب انتفض المجتمع بمبادرة المرأة في وجه الدولة الإيرانية الاحتلالية، وتحولت هذه الانتفاضة إلى موجة للانتفاضات وانطلقت من شرق كردستان وامتدت إلى إيران وحظي بالدعم من العالم بأكمله، لأن مشاكل المرأة قد تغير ألوانها في كل منطقة أو بلد، لكنها في الأساس تكون مشاكل ذاتها التي تعاني منها المرأة، فهي نتاج نفس النظام، على هذا الأساس، حتى لو كان دعم النساء في العالم ليس في مستوى كافي، فهناك حاجة ماسة إلى بناء منظمة واسعة بإيديولوجية تحرير المرأة، لأجل الحصول على نتيجة حقيقية ضد النظام الأبوي، وعليها تقديم الدعم والمساندة لانتفاضات شرق كردستان وإيران بشكل أكثر راديكالية, هذا لأن صدى صوت الذي يرتفع في الشوارع يكون نور الحرية، وهذه الوحدة التي شكلت هي علامة على الديمقراطية المؤكدة، وهذه الانتفاضة التي تصاعدت يوماً بعد يوم هي مرحلة الثورة.
المطالبة بإيران ديمقراطية
لقد أدرك مجتمع شرق كردستان وإيران أن حرية المجتمع مرتبطة بحرية المرأة وأن هذه الحرب القذرة التي يشنها النظام الأبوي ضد المرأة هي في الواقع تشن ضد المجتمع، لهذا، اليوم ينتفض المجتمع في شوارع شرق كردستان وإيران من أجل حياة حرة وديمقراطية ويطالبون بحقوقهم المشروعة، لم تعد المرأة والمجتمعات في هذه المنطقة يقبلون القرارات التي تتخذها السلطات لهم ويقاومون ضد تلك القرارات، ولكي تكون هذه الانتفاضات الحالية فعالة، يجب أن تناضل جميع شرائح المجتمع دون توقف وأن تنظم مقاومتها ونضالها الحالي حتى النهاية، وفي ضوء هذه الحقائق والواقع نرى أن مطالب الشعب لا يمكن تحقيقها إلا بإيران ديمقراطية".
حان الوقت لحماية ثورة المرأة
نحن قوات حماية المرأة في شرق كردستان (HPJ) ندعم منظومة المرأة الحرة في شرق كردستان (KJAR) ونقول إن جميع النساء بحاجة إلى تبني جميع الإنجازات التي حققها القائد أوجلان لأجل ثورة المرأة، وعلينا أن ندافع عن هذه الثورة بروح موحدة، بمنظمة قوية بحب كبير، لأجل تحقيق النصر العظيم، لقد حان الوقت لحماية كرامتنا، وطننا، وثورتنا، وهذا الموقف مسؤولية تقع على عاتق كل واحد منا، ولهذا السبب يجب أن يكون لكل فرد دوره الخاص ومهمته الثورية في الوقت الحالي، فأن شهداء هذه القضية هم تعليمات لهذه الحقيقة، لذلك، تبني أهداف وآمال الشهداء بالحرية في هذه المرحلة، هو واجب ومسؤولية أساسية لكل وطني، وعلى هذا الأساس، يجب أن تتحلى كافة النساء في الساحات بحماية قوية وأن يتحدن حتى النهاية".