تستمر الاحتجاجات على مقتل جينا أميني، فمنذ أكثر من شهر، انتفض الشعب في شرق كردستان وإيران تحت قيادة المرأة، حيث أعلن حزب الحياة الحرة الكردستاني (PJAK) وجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان (KODAR) قبل عدة أيام عن مقترحاتهما من أجل الحل، وتحدثت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستاني، زيلان فجين، حول هذا الموضوع لوكالة فرات للأنباء-ANF.
وذكرت زيلان فجين أنه بعد اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، انتفض الشعب الإيراني على الدوام ضد سياسات النظام الحالي القائمة ضد المرأة والمجتمع وتصرفاته السياسية، وقالت: "كان هناك امتعاض شديد ضد النظام الحالي وأفعاله التي تستهدف المرأة والمجتمع والشعوب، حيث استمرت المطالبة بالتغيير بشكل متواصل، ولكن النظام الحالي كان يجابه دائماً مطالب الديمقراطية مثل المساواة والحرية للمرأة والشعوب بالعنف الشديد وممارسة الضغط والتصرفات اللاإنسانية."
وأكدت زيلان فجين أنه تم التعبير في شخص جينا عن مطالب تحقيق العدالة والديمقراطية والمساواة والحرية للشعوب الإيرانية، وتابعت قائلةً: "يتم إنكار الكرد، والعرب، والبلوش، والأذريين، وباختصار كل الشعوب والمعتقدات الدينية والعرقية في إيران تتعرض للإنكار؛ وتعتبرها غير موجودة بالأساس وتواجه مطالبها المشروعة بالعنف الشديد، لذلك، تمسكت النساء بشكل أكثر بقضية جينا، ولكن، في شخص جينا وتحت قيادة المرأة تمسك الشعب بمستقبله الحر، لأنه في بلدٍ لا تكون فيه المرأة حرةً ، لن يحيا أحد بالحرية."
ونوّهت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستاني إلى أن جينا كانت امرأة كردية، وقالت: "لذلك فإن أحد الجوانب التي يجب حتماً اعتمادها وأخذها بعين الاعتبار هو أن مركز الانتفاضة هو كردستان، لقد انطلقت الانتفاضة من كردستان، فيما أصبحت طهران، وتبريز، وبلوشستان والأحواز صدى صوت كردستان، وبهذا الشكل أصبحت كردستان مركزاً لجميع الشعوب الإيرانية الأخرى."
يجد الشعب الحل في الديناميكيات الداخلية
وأوضحت زيلان فجين أن انتفاضة ثورة الحرية التي تقودها المرأة مازالت مستمرة، وقد مضى على انطلاقها 40 يوماً وتابعت قائلةً: "إن المرأة والشعب مصممون على قرارهم ويقولون، بأنهم لن يغادروا الميادين ما لم يتم إجراء التغيير وإيجاد حل جذري، في حين أن النظام الإيراني رد حتى الآن على المطالب فقط من خلال العنف المفرط، حيث تسبب بمقتل المئات من الأشخاص، واعتقال آلاف الأشخاص وتعذيبهم، وعليه أنا على يقين بأن المرأة والشعب من الآن فصاعداً لن يتراجع ولو خطوة إلى الوراء بعد كل هذا العنف الشديد والاعتداءات، لأنه أخذ كل شيء بعين الاعتبار وانتفض على هذا الأساس، فالأحداث التي تجري الآن دليل على هذه الحقيقة، في حين كيف يجب أن يكون شكل الحل، وأين، وما هو الحل الواقعي؟ ستكون المسؤولية بهذا الصدد على عاتق القوى السياسية، فبقدر ما تكون المسؤولية على عاتق التنظيمات الاجتماعية والسياسية فالنظام أيضاً لديه مسؤوليات بهذا الخصوص.
وسوف لن يكون لصالح النظام بأن تبقى البلاد ضمن جو الحرب والعنف، فالأحداث التي جرت في الشرق الأوسط يجب أخذها بعين الاعتبار والحسبان، فالعراق وسوريا إحدى الأمثلة الحية، ويحب أخذ الدورس والعبر من الأحداث التي جرت في هذين البلدين، لذلك، من خلال الانصياع لمطالب الشعب، وإدراك مطالب الشعب، ينبغي القبول بإجراء التغيير الديمقراطي، وإذا ما ألقى المرء نظرة إلى الوضع، فسيتبين أن الشعوب لم تناشد ولن تستنجد بالقوى الخارجية لتحقيق مطالبها، لأنهم شاهدوا بأعينهم حالة البلدان التي تدخلت فيها القوى القائمة على ذهنية الدولة القومية الرأسمالية، حيث كان مصير هذه البلدان، هو عدم الاستقرار والدمار والحرب الدائمة، لذلك يجدون الحل في الديناميكيات الداخلية ويستندون عليها.
وفي خضام كل ذلك، فإن أحد الشعارات الأساسية للقوميات الأذرية والعربية والفارسية والبلوشية والكردية أيضاً كان على هذا النحو: "نحن داعمين لبعضنا البعض، واعتمادنا على بعضنا البعض"، وبناءً على ذلك، يجب على النظام الإيراني أن يأخذ حقيقة الشعوب والمجتمعات والمرأة بعين الاعتبار وأن يتعامل معها وفقاً لذلك."
يجب بناء الإدارات المحلية
وأشارت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستاني، زيلان فجين، إلى أنهم يعرّفون حلهم للقضية على أنه هو الخط الثالث، وقالت بهذا الصدد: "إن القوى التي تمثل هذا الخط ، والتي مع مطالب المساواة والديمقراطية والحرية للمرأة، هي بمثابة جبهة وتحالف الحرية والديمقراطية للشعوب، وقد كنا قدمنا قبل فترة قريبة خططنا ومقترحاتنا حول إيجاد الحل باسم حزب الحياة الحرة الكردستاني- PJAK وجمعية الحرية والديمقراطية في شرق كردستان-KODAR، فالمطالب التي تنادي بها المرأة والشعب اليوم هي مقترحاتنا من أجل الحل، وإذا أردنا أن نكون أكثر واقعيين؛ يجب إعادة تقييم دستور البلاد على أساس المعايير الديمقراطية، حيث يتوجب على الدستور الأساسي أن يضمن وجود وهوية الشعوب وجميع الإثنيات العرقية والدينية والثقافية في إيران على أساس المساواة والحرية والديمقراطية، ويجب أيضاً إنشاء إدارات محلية وتعزيزها، على أساس وحماية وحدة الأراضي الإيرانية، ولكي تستطيع التعبير عن نفسها وتمثل نفسها بحرية ومساواة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وجميع مجالاتها، يجب على الدستور الأساسي أن يكفل حقوق المرأة، كما يجب أن تؤخذ إرادة الشبيبة كأساس وأن يتم التسليم بها على أنها قوة لبناء المستقبل الحر للبلاد، فعلى هذا الأساس يتوجب التعامل والتصرف."
نحن على استعداد للتحالف مع جميع القوى من أجل المستقبل الحر لشعبنا
وأكدت الرئيسة المشتركة لحزب الحياة الحرة الكردستاني، زيلان فجين، بأن العالم بأجمعه يركز اهتمامه على إيران وشرق كردستان، وتابعت قائلةً: "يجب الأخذ بعين الاعتبار بأن الكرد مع المرأة هم القوة القيادية لهذا البلد"، وأضافت زيلان فجين، "إذا اتبعت سياسة وطنية حقيقية وقُدمت مشاريع على هذا الأساس فسوف يتم تقبلها من قِبل جميع الشعوب الايرانية، فالشعب الفارسي هتف في المظاهرات بشعار "كردستان كردستان أنتِ العين والنور لإيران"، وهتف الآذريون قائلين، "كردستان ثائرة، وأذربيجان داعمة"، كما ردد البلوش أيضاً بشعارات حول الدور القيادي لكردستان، ولذلك فإن نجاح هذه المرحلة مرتبط بدور كردستان، ويجب على الشعب الكردي وكردستان وكذلك جميع الأحزاب الكردستانية أن تأخذ هذه الحقيقة بعين الاعتبار وتتصرف على أساسها، ويجب عليهم الرجوع عن سياسات الحداثة والإصلاح، فالهدف المنشود يحب أن يكون بناء الأمة الديمقراطية، والوحدة والتحالف الوطني، باختصار، يجب أن يكون التعامل على هذا النحو."
وأشارت زيلان فجين إلى أنهم قدموا قبل فترة قريبة مشروعاً مؤلفاً من 10 نقاط من أجل تعاون الأحزاب الكردية وقالت: "لقد قدمنا مؤخراً وثيقة اقتراح مكونة من 10 نقاط، والتي أُعلن فيها أنه يجب على جميع القوى الكردية أن تتوحد تحت علم جمهورية مهاباد الكردية وتناضل، ونحن على استعداد تام للتحالف مع القوى التي تتبنى مطالب شعبنا ومستقبله الحر كأساس، ونحن لدينا مشروع بهذا الصدد، و كـ حزب وحركة، نستند على قوتنا الذاتية."