خلال الأيام الماضية، قام زكريا يابجي أوغلو بزيارة إلى منطقة مصيف صلاح الدين (بيرمام) في هولير، حيث حظي باستقبال حار من قبل مسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني. هذه الزيارة تأتي في وقت يتصاعد فيه التوتر بشأن العلاقات بين حكومة إقليم كردستان والدولة التركية.
تاريخ مثير للجدل، ما هو حزب هدى بار؟
حزب هدى بار يُعتبر امتدادًا لـ “حزب الله التركي”، وهو تنظيم سياسي ذو طابع قومي وديني متطرف، يُتهم بالضلوع في عمليات إرهابية ضد الكرد في تركيا، حيث يُعتقد أن أعضاءه كانوا وراء مقتل نحو 17 ألف كردي في تسعينيات القرن الماضي. ويُذكر أن أعضاء الحزب قد تلقوا تدريبات عسكرية واستخباراتية في إيران وتركيا.
وتشير تقارير إلى أن حزب هدى بار استخدم من قبل الدولة التركية كأداة لمواجهة الكرد عبر جهاز الاستخبارات التركي “جيتيم”. في عام 1992، كشف تحقيق صحفي العلاقة بين حزب هدى بار والدولة التركية، مما أدى إلى اغتيال عدد من الصحفيين والباحثين الذين تناولوا هذا الملف.
الدعم المتبادل بين حزب العدالة والتنمية وحزب هدى بار
في انتخابات 2019، أعلن حزب هدى بار دعمه لحزب العدالة والتنمية التركي، مما أثار انتقادات من المعارضة الكردية. وفي المقابل، أفرجت الحكومة التركية بين عامي 2019 و2022 عن مئات المعتقلين المنتمين لحزب الله التركي، بمن فيهم قيادات بارزة متورطة في عمليات اغتيال، مما عزز الشكوك حول وجود تحالف غير معلن بين الحزبين.
تساؤلات وشكوك حول موقف بارزاني
هذه الزيارة أثارت تساؤلات حول سبب استقبال مسعود بارزاني لرئيس حزب هدى بار، رغم الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه بممارسة الإرهاب ضد الكرد. وتأتي هذه الخطوة في وقت تواصل فيه الدولة التركية قصفها لمناطق إقليم كردستان، مما يسفر عن سقوط ضحايا من المدنيين الأبرياء.
ويُعد هذا اللقاء جزءًا من سلسلة من التطورات السياسية التي تشير إلى تحالفات جديدة في المنطقة، وسط مخاوف من تأثيرها على الأوضاع الأمنية والإنسانية في إقليم كردستان.
تبقى الأسئلة قائمة حول ما إذا كان هذا التقارب يمثل نوعًا من التفاهم بين القوى السياسية في المنطقة، أو إذا كان يُشكل خيانة لدماء الآلاف من الكرد الذين قُتلوا على يد هذا الحزب في الماضي.
المصدر: وكالة روج نيوز