أهالي إقليم الجزيرة يحيون ذكرى شهداء مجزرة حلبجة

أحيا أهالي مناطق إقليم الجزيرة في روج آفا، وعبر تنظيم العديد من الفعاليات، ذكرى شهداء مجزرة حلبجة.

ويصادف اليوم الأربعاء، الذكرى السنوية الـ 34 لمجزرة حلبجة التي ارتكبت بحق الكرد في حلبجة بجنوب كردستان، حيث راح ضحيتها نحو 5 آلاف مواطن، إلى جانب إصابة ما بين 7 و10 آلاف مواطنٍ آخر.

ونظمت في إقليم الجزيرة، اليوم الأربعاء، فعاليات متفرقة في "الحسكة، والدرباسية، وتل تمر، والهول، وزركان، وقامشلو وعامودا" من قبل مجالس النواحي، حيث ألقيت كلمات في وقت واحد ظهر اليوم، بمشاركة العشرات من أهالي النواحي وأعضاء المجالس.

قامشلو وعامودا

استذكاراً لشهداء مجزرة مدينة حلبجة في جنوب كردستان، الذين قضوا خنقاً بالسلاح الكيماوي عام 1988 على يد نظام صدام حسين، أدلى حزب الاتحاد الديمقراطي (PYD) في مدينة قامشلو وناحية عامودا ببيان إلى الرأي العام.

وقرأ بيان مدينة قامشلو من قبل عضو حزب الاتحاد الديمقراطي في قامشلو، نظام الدين حسين، وذلك أمام مبنى الحزب في المدينة.

أما في عامودا، فقد قُرأ البيان من قبل عضوة حزب الاتحاد الديمقراطي في عامودا، هناء خالد، في ساحة الشهيد جهاد، وذلك بمشاركة العشرات من الأهالي وأعضاء المؤسسات المدنية، وسط إغلاق تام لجميع المحال التجارية في الناحية.

واستهل البيان بالقول: "يصادف اليوم إحياء الذكرى السنوية الـ 34 للمجزرة الوحشية التي حدثت في حلبجة 16 آذار عام 1988، إثر القصف بالسلاح الكيماوي المحرم دولياً من قبل النظام الشوفيني العراقي البعثي، وأدى إلى استشهاد خمسة آلاف شخص وجرح أكثر من عشرة آلاف أخرين، معظمهم من النساء والأطفال".

وأكد البيان أن سياسة الإبادة الجماعية التي انتُهجت بحق الكرد في مدينة حلبجة تعتبر الأبشع على مر التاريخ، وتابع: "هذه جريمة وحشية بحق الإنسانية، فيما أثبت الكرد للعالم بأن مثل هذه الجرائم لن تثنيهم عن التمسك بقضيتهم المشروعة والعادلة".

وعاهد البيان في ختامه، جميع الشهداء والقائد عبد الله أوجلان بمواصلة النضال والمقاومة حتى إنهاء جميع أشكال العنف والظلم بحق الشعوب.

الحسكة

أدلى مجلس مخيم سري كانيه الخاص بالمهجرين عن منطقة سري كانيه المحتلة، والواقع شرق مدينة الحسكة، ببيان إلى الرأي العام تنديداً بمجزرة حلبجة.

وقرا البيان أمام مجلس المخيم بحضور العشرات من المهجرين، وإدارة المخيم، من قبل الرئيسة المشتركة لمجلس المخيم فضيلة حسين.

وجاء فيه: "في السادس عشر من آذار، تمرُّ الذكرى السنوية الـ 34 لمجزرة حلبجة الشهيدة في إقليم كردستان العراق، والتي قصفت بالسلاح الكيماوي من قبل النظام البائد في العراق في ١٦ آذار 1988".

وتابع "مازالت هذه الجريمة المروّعة تشكل جرحاً عميقاً في وجدان وتاريخ الشعب الكردي، وتعكس حجم الظلم والاضطهاد الذي تعرّض له الكرد على يد الأنظمة القمعية الديكتاتورية".

مضيفاً "إننا في مجلس سري كانيه، إذ ندين هذه الجريمة وكل الجرائم المرتكبة بحق الشعوب جراء السلاح الكيماوي، وندعو أن تكون هذه المأساة دافعاً ومحفّزاً لبذل المزيد من الجهود لتعزيز وتطوير إقليم كردستان في جميع المجالات، وحماية المكاسب التي تحققت بفضل دماء الشهداء، والعمل على توحيد الصف الكردي في مواجهة التحديات والصعوبات في هذا الظرف الدقيق التي تمرُّ به سوريا والعالم".

 ودعا البيان المجتمع الدولي لاعتبار السادس عشر من آذار يوماً عالمياً لمكافحة الأسلحة الكيماوية ومنع استخدامها.

وحث البيان الشعب الكردي لأخذ العبر من التاريخ وجعل هذه الذكرى الأليمة حافزاً لرص الصفوف ومواجهة التحديات والحفاظ على المكتسبات المتحققة وحافزاً لتوحيد الجهود وتضافرها والإسراع في إنهاء حالة الانقسام.

الدرباسية وزركان

وفي الدرباسية، أدلى مجلس ناحية الدرباسية ببيان إلى الرأي العام بمناسبة مرور 34 عاماً على ارتكاب مجزرة حلبجة في باشور كردستان، قرئ من قبل الرئيس المشترك لمجلس ناحية الدرباسية رستم بكر بمشاركة العشرات من الأهالي وعضوات وأعضاء المؤسسات المدنية والعسكرية، في ساحة شهداء الحرية بمركز الناحية.

وكذلك قُرأ البيان المشترك نفسه في ناحية زركان من قبل عضوة مجلس الناحية رهف القاطع، بعد وقوف العشرات من أهالي الناحية، وأعضاء مجلس الناحية، دقيقة صمت إجلالاً لأرواح المجزرة.

وقال البيان "نستذكر جميع شهداء الحرية والكرامة في عموم كردستان وننحني إجلالاً وإكباراً لأرواحهم الطاهرة، في الذكرى الرابعة والثلاثين لمجزرة حلبجة المروعة التي قام بها النظام البعثي العراقي ضد الشعب الكردي في باشور كردستان في 16 آذار عام 1988".

وأشار البيان إلى أن مجزرة حلبجة حلقة في سلسلة من جرائم القتل والتهجير والإبادة الجماعية الممنهجة ضد الشعب الكردي من قبل الأنظمة الديكتاتورية المغتصبة لكردستان.

ونوّه البيان إلى أن الرأسمالية العالمية سعت عبر تقسيم كردستان إلى أربعة أقسام للسيطرة على جغرافية الشرق الأوسط، وطمس الهوية التاريخية والحضارية والثقافية للشعب الكردي على أرضه التاريخية، عبر اضطهاد الكرد وارتكاب جرائم الإبادة الثقافية والعرقية بحقهم.

ولفت البيان إلى أن سياسة الأنظمة السلطوية حرمت الشعب الكردي من أبسط حقوقه، كحق الحياة والمساواة والعيش بكرامة والتعلم باللغة الأم، وجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية، وحرموهم من ممارسة الحياة السياسية والحزبية والمشاركة في الحكم، واتخاذ القرار، والجنسية واعتبارهم أجانب على أرض أسلافهم.

وقال البيان إن الشعب الكردي رفض الواقع المتردي المفروض عليه من قبل هذه الأنظمة الديكتاتورية والمغتصبة لأرض كردستان عبر تنظيم نفسه وصنع ثورته بالاعتماد على إيمانه وعقيدته وحقه في الحياة والعيش بكرامة.

وأضاف البيان "في سبيل ذلك، ضحى الشعب الكردي بالآلاف من أبنائه وبناته الذين استشهدوا في جبال كردستان، وضحوا بأرواحهم في سبيل إيقاد شعلة الحرية، شعلة نوروز، من جديد ليس في كردستان فحسب؛ بل في عموم بقاع الأرض.

الهول

كما ونظمت محاضرة بالمناسبة ذاتها في ناحية الهول التابعة لمقاطعة الحسكة، من قبل مكتب حزب الاتحاد الديمقراطي في الناحية، حضرها العشرات من أهالي الناحية وبمشاركة أعضاء الحزب.

وتمحورت المحاضرة التي ألقيت من قبل الإداري في حزب الاتحاد الديمقراطي بالناحية، إدريس يونس، حول التعريف بالمجزرة، وتاريخها، والدوافع والتداعيات، وتأثيرها، وكيفية تمكين الجهود لتفادي مثل هذه المجازر، والحد منها عبر المقاومة.

وتناولت المحاضرة أيضاً المجازر التي ارتكبت بحق الكرد في باشور وباكور ورج آفا على أيدي الحكومات المغتصبة لكردستان، وكذلك المجازر التي ارتكبت من قبل الأطراف نفسها بحق الأرمن، والمجازر التي ارتكبتها دولة الاحتلال التركي بحق شعوب شمال وشرق سوريا.

وأكدت المحاضرة في مجملها أن المجازر التي وقعت، وتقع ليست إلا نتاج سياسات الدول المتصارعة على السلطة، والرافضة لإرادة الشعوب الساعية إلى الحرية والديمقراطية، والتي تنأى بنفسها عن الصراع على السلطة والحكم.

تل تمر

فيما وقف العشرات من أهالي ناحية تل تمر التابعة لمقاطعة الحسكة، لمدة 5 دقائق أمام مؤسسة عوائل الشهداء في الناحية، استذكاراً لشهداء مجزرة حلبجة.