بمناسبة 21 شباط، اليوم العالمي للغة الأم، نشرت لجنة التعليم في منظومة المجتمع الكردستاني KCK بياناً بعنوان "اللغة ليست فقط تكوين الوعي الاجتماعي، بل هي أيضاً العنصر الأساسي في تكوين التنشئة الاجتماعية".
وجاء بيان لجنة التعليم في KCK على النحو التالي:
في اليوم العالمي الخامس والعشرين للغة الأم؛ نبارك للقائد آبو الذي حمل أمل الحرية لشعبنا الذي حظرت هويته ولغته، لمستوى النضال الذي لا مثيل له، لشهدائنا الذين خلدوا في سبيل وجود شعبهم ولغتهم وحريتهم، لشعبنا والشعوب المقاومة، التي لم تستسلم أبداً ولم تركع أبداً لتكون ذاتها على الرغم من كل القيود والتعذيب والأحكام، إن كل لغة هي الناقل والذاكرة لتاريخ وثقافة وأدب وفن وسياسة وفلسفة حياة المجتمع الذي يتحدث تلك اللغة، كشعب يناضل من أجل الوجود والحرية، لم ننظر إلى اللغة قط باعتبارها مجرد وسيلة للتواصل؛ لقد اعتبرنا اللغة هي الموقف الأساسي للنضال في إحياء ثقافتنا وإيصال هويتنا إلى المستقبل وحماية وجودنا.
وفي حين تركت ثورة اللغة قبل عشرة آلاف عام على أراضي كردستان، بقيادة المرأة الكردية، بصمتها على تطور الإنسانية، فقد حظرت الدول القومية اليوم، بسياساتها المتعلقة بالجريمة اللغوية والجريمة الثقافية في نفس الأراضي، ثقافتنا، ومنعت شعبنا رواد الثورة اللغوية من العيش والقراءة والكتابة والسياسة بلغتهم؛ وأصبح التعليم بلغة واحدة إلزامياً في جميع مجالات الحياة.
لقد حُكم على شعبنا بالسجن بتهمة التعليم باللغة الكردية، لقد قُتلوا بسبب غناء الأغاني الكردية، وأُغلقت مؤسساتنا اللغوية والثقافية التي فُتحت بصعوبة كبيرة، ومُنع شعبنا المحتجز في السجون من الدفاع عن نفسه بلغته الأم مع الخطاب الفاشي "لغة غير معروفة"، وتم رفع ملخصات الإجراءات ضدهم بسبب رقصهم على الموسيقى الكردية.
وترتبط المادة 42 من دستور الدولة التركية بمفهوم "أمة واحدة، لغة واحدة" والتي تحظر التعليم باللغة الكردية وتقول؛ "بخلاف اللغة التركية، لا يمكن إعطاء وتعليم لغة أخرى للمواطنين الأتراك باعتبارها لغتهم الأم في المؤسسات التعليمية"، وهذا استخفاف بالشعب ولغاته بمفهوم الدولة القومية الذي ولدته الحداثة الرأسمالية، وتركيا نفسها أخضعت مئات الآلاف من الأطفال الكرد والعرب في عفرين وسري كانيه وكري سبي المحتلة، باسم التعليم، لسياسات الجريمة اللغوية والثقافية أمام أعين العالم، وقبل أيام قليلة فقط، تم حظر مسرحية باللغة الكردية في إسطنبول، وبعد يوم واحد، تم احتجاز أم مسنة لساعات في مطار إسطنبول لأنها لا تعرف اللغة التركية، وفي شرق كردستان، حُكم على العديد من المعلمين مثل سيوان إبراهيمي وزارا محمدي، الذين حوكموا من قبل نظام الدولة الإيراني بتهمة تهديد "الأمن القومي"، بالسجن لفترات مختلفة ، وقد سلط فرض التعليم بلغة واحدة على الشخص الكردي الضوء على عداء النظام الثيوقراطي تجاه الكرد، وعلى الرغم من أن أحد أكبر وأبقى إنجازات شعبنا في جنوب كردستان هو التعليم باللغة الأم، إلا أن الساحة التعليمية في الجنوب اليوم يتم التعامل معها على أنها ساحة صراع بين الأطراف، كما أن احتجاجات المعلمين والطلاب المستمرة منذ سنوات في الجنوب، تكشف ضعف سياسات حكومة الإقليم وعدم اهتمامها بمجال التعليم، ولا ينبغي للناس أن يتوقعوا تطور التعليم الكردي من مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني الذين قطعوا كعكة في وسط هولير بمناسبة الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، ونظراً لأن مشاكل التعليم لا يمكن حلها من خلال مسألة الرواتب وحدها، فيجب أن تستمر الفعاليات الجذرية ضد سياسات التعليم الحالية حتى تحقيق النتائج.
ورداً على خطاب وفعاليات ونضال الكرد المقاومين في شمال كردستان القائلين أن "التعليم باللغة الأم حق عالمي ويجب تطبيقه في جميع مراحل التعليم"، فإن عقلية الدولة الفاشية العنصرية تتظاهر بأنها تمنح الأفضلية للكردية، وهو ما يجب ضمانه دستورياً، وذلك عن طريق تحويلها إلى حالة "مقرر اختياري" في المدارس الثانوية، ولا ينبغي أن ننسى أن هذه الدولة هي التي افتتحت قناة TRT 6 لإذلال الكرد باللغة الكردية وبث دعاية الدولة الفاشية للكرد باللغة الكردية، إن تخفيض الحق في التعليم باللغة الأم إلى مقرر دراسي اختياري هو استمرار لسياسات الإبادة الجماعية والمجازر الكردية، والذين يروجون لهذه السياسة هم هيئة البث التابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني روداو وهدى بار التي تعتبر امتداداً لحزب الكونترا الذي كان يتم رفضه في شمال كردستان باسم دوموز باغجلاري ، والذي قتل المثقفين والمعلمين والطلبة والكتاب والصحفيين وسط الشارع ودخل البرلمان من المحاصصة الحاكمة اليوم، وعلى الجميع أن يعلموا ذلك جيداً؛ هدى بار بالنسبة إلى شمال كردستان هو نفس الحزب الديمقراطي الكردستاني بالنسبة إلى جنوب كردستان، والرسالة التي وجهتها الدولة التركية لكليهما هي خدمة الدولة، بالأمس، كانت هدى بار تطلق النار على الكرد في الشوارع، واليوم يسيرون في نفس الشوارع، عليهم أن يعلموا ذلك؛ الكرد لا ينسون، ومثل الأمور الجيدة؛ الكرد لا ينسون الأمور السيئة؛ التاريخ لا ينسى ولا يغفر أبداً.
إن التعليم باللغة الأم في كافة مراحل التعليم ليس فضلاً بل هو حق؛ المادة الاختيارية هي لغة ثانية غير اللغة الأم، إن التعليم باللغة الأم، وهو حق عالمي، لا يمكن اختزاله في مجرد دورة دراسية اختيارية، لا شك أن شعبنا سيتخذ موقفاً واعياً ضد سياسة إسقاط النضال وتطوير المقررات الاختيارية إلى الاستيعاب الطوعي مع مرور الوقت، وسيضع الحق في التعليم باللغة الأم في قلب كل تحركاته وفعالياته ضد فرض الاحتلال للمقررات الاختيارية.
في هذه المرحلة بالذات، يعد نموذج التعليم في شمال شرق سوريا نموذجاً هائلاً للقوة الذاتية والإرادة الذاتية لجميع الشعوب التي تناضل من أجل الوجود والهوية واللغة في المنطقة والعالم، فهو يقوم على تعزيز المساواة والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وحقوق الطفل، وهو بالتالي دليل على أن حياة أخرى ممكنة تتجاوز الحياة التي فُرضت علينا منذ قرون، وأننا، كأشخاص، نستطيع أن نعيش متعددي اللغات والثقافات، وعلى قدم المساواة مع اختلافاتنا، وتتولى إدارة روج آفا الذاتية أيضاً مهمة تعزيز نظام التعليم متعدد اللغات وإزالة العوائق التي تحول دون تطويره.
إننا في لجنة التربية والتعليم في KCK، بمناسبة اليوم العالمي للغة الأم، نؤكد مرة أخرى أن الحق في التعليم باللغة الأم والتمتع على قدم المساواة بهذا الحق هو حق عالمي، وبهذا المعنى فإن المطالبة بالتعليم باللغة الأم هي أكثر مشروعية من كل المطالب الأخرى، لذلك لا بد لشعبنا في كل مكان أن يرى في التحدث والكتابة باللغة الكردية عملاً ضرورياً لتخليد اللغة الأم، وأن يناضل من أجل تأمين التعليم باللغة الأم وإزالة العوائق القانونية أمام استخدام اللغة الأم، وألا يسمح أبداً بسياسة تسويقية موجهة نحو لغة واحدة، وبهذا نهنئ مرة أخرى شعبنا وكل الشعوب المناضلة باليوم العالمي للغة الأم".