الفدائيين السبعة لتلة سور
حوّل المقاومون بقيادة القياديين بوطان وزنارين تلة سور إلى قلعة للمقاومة على مدى 80 يوماً، فالموقف الذي يتم إبداءه في متينا وتلة بهار، هو من نتاج أبطال تلة سور، والآن، يرفع رفاقهم ورفيقاتهم راية النصر في زاب ومتينا.
حوّل المقاومون بقيادة القياديين بوطان وزنارين تلة سور إلى قلعة للمقاومة على مدى 80 يوماً، فالموقف الذي يتم إبداءه في متينا وتلة بهار، هو من نتاج أبطال تلة سور، والآن، يرفع رفاقهم ورفيقاتهم راية النصر في زاب ومتينا.
يبرز خلال كل فترة تاريخية، حدث أو شخص إلى الواجهة، ويكون السبب في حصول بداية جديدة، وخطوة جديدة، ووعد جديد، ويكون ممثل الرفاقية والمقاومة والموقف المشرّف، ويصبحون رواداً بارزين لحرب الكريلا، وقد حوّل القادة، بوطان وزنارين وسرهلدان وآركيش ودلال وأوزغور وباز، تلة سور إلى قلعة للمقاومة في 14 تموز، وأعادوا مرة أخرى روح المقاومة لكمال وخيري إلى مسرح التاريخ.
وشنّت دولة الاحتلال التركي في 21 نيسان 2021، عملية عسكرية واسعة ضد ساحة آفاشين بمفهوم هجومي جديد، واستمرت هذه العملية العسكرية في مام رشو والشهيد سردار والساحة بأكملها، ومع بداية شهر حزيران، توجهت دولة الاحتلال التركي نحو منطقة باسيا بعد فشلها في الحصول على نتائج من مام رشو والشهيد سردار والمواقع الأخرى.
ونجت من مجموعة من مقاتلي الكريلا ووقعت في أيدي مجموعة أخرى للكريلا، لأن آفاشين أصبحت مثل جحيم بالنسبة لهم وكانوا يحترقون في نار الجحيم كل يوم، واستعد المقاتلون بقيادة القادة بوطان وزنارين وسرهلدان لمقاومة تلك الفترة، حيث كانت مواقعهم أنفاق تلة سور، أما سلاحهم كان إيمانهم وإرادتهم، كانوا يريدون جعل كردستان مقبرة للجنود الأتراك الذين أتوا للاحتلال، فكل واحد منهم قاد المعركة كجنرال وقطعوا الأنفاس على المحتلين، واستعدت الدولة التركية الفاشية لأيام عديدة للاقتراب من مواقع تلة سور، حيث كانت تقصفها يومياً، لكن لم يجرؤ جندي تركي واحد على الاقتراب من مواقع الكريلا.
وكانوا يعلمون أن مقاتلي ومقاتلات الكريلا لديهم الشجاعة والإصرار في مواجهتهم وأنهم لن يغادروا أرضهم أبداً مهما حدث، وكان موقف تلة سور هو موقف مقاومة 14 تموز، وقد مرت 3 سنوات على هذه المقاومة التاريخية، ولا تزال مقاومتهم وإرادتهم ودعواتهم حية في أعيننا، كما أن مقاومة تلة سور تمثل روح حزب العمال الكردستاني في العديد من الجوانب، فحيثما يتواجد روح حزب العمال الكردستاني، يتواجد النصر هناك، وأينما يتواجد فدائي للقائد أوجلان، لا يوجد أي عائق، وقد سطرّ الفدائيون السبعة لتلة سور روح مقاومة كمال بير مرة أخرى، وكانوا يقاتلون ويناضلون بشكل مستمر في الخنادق ضد احتلال الدولة التركية، وهناك أمر آخر لا يمكن التعبير عنه بالكلمات، العلاقات الرفاقية، حيث كانت الرفاقية الصحيحة التي أسسوها لتحقيق النصر هي رفاقية حزب العمال الكردستاني، فقد كانوا رفاق نفس القضية، وكان هدفهم واحداً، وكانت قلوب الأبطال السبعة تنبض في نفس اللحظة لنفس الشيء.
سطروا التاريخ بمقاومتهم الممتدة لـ 80 يوماً
مثلما أطلق المقاومون في سيان بقيادة شورش بيت شباب العنان لبداية لحقبة جديدة، ومثلما أظهر المقاومون بقيادة سرحد كرافي وروكَن كَفر في مام رشو كيف سيسير النضال، فقد أصبح مقاومو تلة سور بقيادة القياديين بوطان وزنارين ممثلين لأولئك الذين أحبوا الحياة كثيراً لدرجة أنه كان بإمكانهم التضحية بحياتهم من أجلها، وجعلوا من تلة سور ذات معنى بدمائهم وأصبحوا رفاق درب، وأصبحت تلة سور مقراً لهم بكل بهيبتها وعظمتها، وحاربوا جنباً إلى جنب ضد دولة الاحتلال التركي وحققوا أهدافهم، فالحياة لا تنتهي بالاستشهاد، بل تبدأ من جديد، وكل استشهاد يعزز النضال والحرب، وحوّل أبطال تلة سور في غضون 80 يوماً تلة سور إلى قلعة للمقاومة، واستمروا في القتال دون توقف، ورفضوا الاستسلام في أنفاق تلة سور في ظل أصعب الظروف على مدى 80 يوماً، وضحوا بحياتهم وتصدوا لكل هجوم فاشي، وسطروا أسطورة الروح الفدائية لمدة 80 يوماً، ودخلوا صفحات التاريخ كمقاتلين للقائد أوجلان.
وأخذوا راية المقاومة من سرحد وشورش وروكَن، وجعلوها ترفرف حتى أنفاسهم الأخيرة، وعلى مدى ثلاث سنوات، لا يزال رفاقهم يرفعون راياتهم ويخوضون النضال من آفاشين إلى زاب ومن متينا إلى غرب زاب بروح مقاومة تلة سور، ووصلت مقاومة الكريلا في مواجهة دولة الاحتلال التركي، التي بدأت بشن الهجوم بمفهوم جديد في عام 2021، إلى ذروتها، وأصبح مقاتلو ومقاتلات الحرية أقوى في المجال التكتيكي مع مقاومات مام رشو وتلة سور وورخليه وسيان في غضون هذه السنوات، ودافعوا عن خنادقهم حتى النهاية لتدمير المحتلين والخونة، واصبح كل واحد منهم مثل بوطان وزنارين، وجعلوا من موقفهم معياراً للحياة ومقاومتهم قدوة، وانتقموا بمهاجمة المحتلين بروح فدائية، فالموقف الذي يتم إبداءه في متينا وتلة بهار هو من نتاج أبطال تلة سور، ولقد تركوا بصماتهم على عصرهم وأصبح كل واحد منهم أيقونة للمقاومة، والآن، يرفع رفاقهم بفخر واعتزاز راية النصر في زاب ومتينا.