دوران كالكان: الحياة الحرة لا يمكن تحقيقها إلا بالدفاع عن النفس-تم التحديث

قال دوران كالكان، عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، إن الدفاع عن النفس يشمل الجمع بين المعرفة والتنظيم والعمل، قائلاً: "إذا أردنا أن تكون هناك حياة، فيجب أن تكون حرة، والطريق إلى الحياة الحرة يمر من خلال الدفاع عن النفس".

أشار عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، دوران كالكان، إلى أن الشخص الذي لا يدافع عن نفسه لن يكون حراً، وقال إنه بدون الدفاع عن النفس، لا يمكن تنظيم مجتمع ديمقراطي، وأكد كالكان أن الأمن أهم من الخبز والماء بالنسبة للمجتمع الكردي اليوم، وقال: "في هذا الصدد، يجب أن يكون الدفاع عن النفس محور النضال من أجل الحرية وتنظيم مجتمع ديمقراطي"، مشدداً على أن المقاتلين المحترفين والمجتمع المنظم والدفاع عن النفس معاً هو ما يخلق نظام الدفاع عن النفس للأمة الديمقراطية.

وأجاب دوران كالكان عضو اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني على أسئلة وكالة فرات للأنباء.

صرح القائد عبد الله أوجلان أن "المجتمعات التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، ستهزم"، ماذا يعني التأكيد على هذا الكلام بالنسبة للشعب الكردي اليوم؟

إن تأكيد القائد آبو بأن "المجتمعات التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها، ستهزم" يعني أن الدفاع عن النفس بالنسبة للشعب الكردي اليوم هو أكثر أهمية من أي شيء آخر، حتى أكثر من الخبز والماء، لأن ذهنية وسياسة الإبادة تسعى دائماً إلى القضاء على الكرد، وعندما ننظر إلى التاريخ نرى أن العديد من المجتمعات التي لم تستطع الدفاع عن نفسها قضيت عليها ومحيت من التاريخ، إن عقلية ونظام الإبادة تجاه الكرد التي تم إنشاؤها في الربع الأول من القرن العشرين تهدف في المقام الأول إلى تدمير وعي الدفاع عن النفس وتنظيم المجتمع الكردي، في ظل هجوم الإبادة الذي دام 100 عام، تم تدمير الوعي بالدفاع عن النفس والتنظيم والعمل في المجتمع الكردي إلى حد كبير، وعلى هذا الأساس، نعلم أن الكرد وصلوا إلى حافة الانعدام في منتصف السبعينيات، إن ظهور القائد آبو ونضال حزب العمال الكردستاني هما في الأساس محاولة وجهد لوقف هذا الانعدام وخلق وجود حر، وبعد 50 عاماً من النضال، تم كسر وإضعاف هجمات الإبادة هذه إلى حد كبير، إن عقلية وسياسة الإبادة لم يتم هزيمتها وتدميرها بالكامل بعد، بل على العكس من ذلك، تقوم قوى الإبادة بشتى أنواع الهجمات مستندة إلى مؤامرة دولية لتحقيق أهدافها، بالطبع، أولاً وقبل كل شيء، هدفها هو التدمير الكامل لوعي وتنظيم الدفاع عن النفس بين الكرد، ولهذا السبب، يستهدف قوى الإبادة القائد آبو والكريلا في البداية ويسعى إلى القضاء عليهم، ولهذا فإن حقيقة ووجود القائد آبو والكريلا يمثلا الوجود القومي للمجتمع الكردي، هذا هو الوعي والتنظيم والعمل للدفاع عن النفس، وبهذا المعنى، فإن حزب العمال الكردستاني هو حركة الدفاع عن النفس للمجتمع الكردي، لذلك، من أجل الوجود والعيش بحرية، يجب على المجتمع الكردي أن يفهم بشكل صحيح ويحتضن بقوة حقيقة القائد آبو والكريلا، وكمعادلة عملية، يجب على جميع الكرد الذين يحملون السلاح أن يطوروا أنفسهم وينظموا أنفسهم ويتخذوا الوعي بالدفاع عن النفس كمعرفة أساسية، بمعنى آخر، يحتاج المجتمع إلى الارتقاء بنفسه إلى المستوى الذي يمكنه من كسر وهزيمة جميع أنواع هجمات الإبادة.

المجتمع الكردي بشبيبته ونسائه وأطفاله وشيوخه وساسته ومؤسساته الثقافية والاجتماعية، باختصار، يتعرض لهجوم من قبل دولة الاحتلال التركي بكل معنى الكلمة، لقد أصبحت الدولة ومؤسساتها أكبر تهديد أمني للمجتمع الكردي، كيف سيحمي الناس أنفسهم من هذه الهجمات، أي نوع من الدفاع عن النفس يجب أن يطوروه، ماذا عليهم أن يفعلوا؟

في الواقع، إن جميع الدول القومية التي تعبر عن إبادة المجتمع، بعبارة أخرى، تهدف الدول القومية إلى تدمير المجتمع وتفرد الحاكم، ولذلك أصبحت الدول القومية ومؤسساتها أكبر تهديد أمني للمجتمعات، وفي كردستان، يواجه المجتمع الكردي إبادة جماعية، بعبارة أخرى، فإن الدول ومؤسساتها التي تهيمن على كردستان تريد بشكل أساسي تدمير المجتمع الكردي، ورغم أن هذا التدمير يأتي بشكل رئيسي في شكل إبادة ثقافية، والتي تشمل جميع أساليب الإبادة من المجازر الجسدية والهجرة القسرية والتغيير الديمغرافي في كردستان، يتم تنفيذ هجوم إبادة جماعية واسعة النطاق ضد المجتمع الكردي، وفي هذه الحالة كيف سيحمي المجتمع الكردي نفسه؟ أولاً؛ من الضروري معرفة أنه يتعرض لإبادة جماعية، أي أنه يواجه خطراً أمنياً، ثانياً؛ معرفة أن الدولة ومؤسساتها هي التي تريد القضاء عليه، بمعنى آخر الوصول إلى الحالة الصحيحة ووعي العدو، ولن يطلق على قوات الدولة ومؤسساتها اسم "قوات الأمن"، ثالثاً؛ إدراك أنه وحده القادر على ضمان أمنه والشعور بالمسؤولية على هذا الأساس، والنقطة الأخيرة، ضمان الوعي بالدفاع عن النفس والتنظيم والعمل لضمان سلامته، بمعنى آخر، تدريب وتنظيم النفس على أسس الدفاع عن النفس، واتخاذ الإجراءات اللازمة لذلك والدفاع عن النفس ضد الهجمات.

باختصار، لا تقل "دفاعاً عن النفس" وتلتزم الصمت، بل يجب التعامل مع الدفاع عن النفس بشكل صحيح وكاف، وعدم  تفويض الدفاع عن نفسه، أي أمنه، للآخرين، في الوقت الحاضر، يعتقد بعض الناس أنهم إذا قالوا "الدفاع عن النفس"، فسيتم ضمان سلامتهم هذا خطأ، ومن الأساليب الخاطئة الأخرى في الدفاع عن النفس عدم معرفة حقيقة الدولة والعدو بشكل صحيح والنظر إليهما على أنهما "قوة أمنية"، إن النهج الغير المناسب للدفاع عن النفس هو تفكيك محتوى الدفاع عن النفس ورؤيته فقط كمسألة وعي أو فقط كمسألة تنظيم وعمل، يعرّف البعض الدفاع عن النفس بأنه مجرد حالة من الوعي، ولا شك أن هذا غير كاف، ولا يزال البعض الآخر يرى أن الدفاع عن النفس مجرد ممارسة، أي تنظيم وعمل، ومما لا شك فيه أن هذا غير كاف أيضاً، فالدفاع عن النفس هذه الأمور بأكملها، وبعبارة أخرى، فهو يشمل المعرفة و الوعي بالإضافة إلى التنظيم والعمل، إن النظر إلى الدفاع عن النفس فقط على أنه وعي وعدم تحويله إلى تنظيم وعمل ليس أكثر من قول أشياء لطيفة، وإذا عكسنا ذلك، فإن النظر إلى الدفاع عن النفس كممارسة فقط وعدم رؤية البعد الواعي له يؤدي إلى كل أنواع الممارسات الخاطئة، لا ينبغي للمرء أن يرتكب مثل هذه الأخطاء أبداً وأن يحدد الدفاع عن النفس وفقاً لإرادته، ومن الضروري التعامل مع الدفاع عن النفس ضمن سلامة الوعي والتنظيم والعمل، والتعامل معه بشكل صحيح على هذا الأساس وتنفيذه بنجاح.

وبناءً على ذلك يظهر أيضاً الجواب على سؤال ما يجب فعله حيال هذه القضية، في البداية، سوف يفهم محتوى مفهوم الدفاع عن النفس بدقة وبشكل كاف، وسوف يفي بمتطلباته بنجاح في الممارسة العملية، ولهذا السبب سيرى نفسه مسؤولاً عن أمنه ولن يترك أمنه لأي شخص آخر، سوف يكتسب الوعي الصحيح للدفاع عن النفس وتدريب نفسه بشكل صحيح، ولن يترك هذا التعليم على المستوى المعرفي فقط، بل سينظم ويجهز نفسه من كل جانب، التنظيم والتدريب مهمان للغاية؛ إذا لم تكن هذه العناصر موجودة، فلن تكون هناك حركة ناجحة، وإذا كان مستوى المعرفة متدنياً، فلن يتمكن من فعل أي شيء ضد الهجمات وحماية نفسه، والباقي هو التصرف بحذر وانتباه وإظهار الشجاعة والتضحية بالنفس للدفاع ضد الهجوم.

في الواقع، أن في مضمون السؤال المنهج والتوقع الذي يعتمد على المعنى؛ "أتمنى لو أن بعض الناس فعلوا ذلك ولم نثقل كاهلنا، عندها كان سيتم حل مشكلتنا الأمنية بشكل صحيح"، إن الدمار والإبادة يخلقان مثل هذا المزاج والفهم داخل المجتمعات والأفراد، ولهذا السبب تتم مناقشته كثيراً ولا يتم تلبية احتياجاته، وهذا هو المطلوب بالنسبة لهم، يشير هذا إلى أن عمليات القتل والإبادة تتم بنجاح، بعد ذلك، أول شيء يجب فعله هو القضاء التام على هذه الأفكار والمفاهيم ومحوها من عقلنا وقلبنا، وعندها سنجد إجابات صحيحة وكافية لسؤال ما يجب علينا فعله لضمان أمننا، ولكن إذا لم يتم ذلك، وحتى لو تمت مناقشته، فلن يتم التوصل إلى الحل الصحيح، إذن النقطة الأساسية هي أننا بحاجة للتخلص من أخطاء الدفاع عن النفس.

إن الحقيقة أن وجود وحرية الكرد وكردستان لا يمكن أن توجد بدون الدفاع عن النفس ويتم فهمها بشكل أفضل كل يوم، إن ضمان ذلك هو بالطبع القضية الرئيسية للشعب بأكمله، وتقوم بعض التنظيمات المحلية بتنظيم فعاليات، ولكننا نرى أن هناك توقعات كبيرة من الكريلا والقوى المهنية، ماذا تودون القول حول هذه القضية، وكيف يجب أن يشارك الشعب ككل في مقاومة الدفاع عن النفس، وكيف يمكن توجيه جميع الشرائح الاجتماعية إلى الدفاع عن النفس؟

في الواقع، ليس الكرد وحدهم، بل لا يمكن لأي فرد أو شعب أو مجتمع أو مجتمع في هذا العالم أن يعيش بحرية دون الدفاع عن نفسه، الدفاع عن النفس يعني "الأمن"، فالأمن هو أحد الشروط الأساسية الثلاثة للوجود، إلى جانب الغذاء والإنتاج، إذا حقق الفرد أو المجتمع أمنه بقوته، وإذا استطاع أن يتغذى بقوته، وإذا هيأ الظروف لاستمرار وجوده، فإنه يستطيع أن يكون موجوداً ويعيش بحرية، باختصار، هناك رابط غير قابل للكسر بين الأمن والحرية، أولئك الذين لا يستطيعون ضمان الأمن لا يمكن أن يكونوا أحرارا، ومن ترك أمانه إلى غيره صار عبداً له، لا يمكنه تحقيق حياة حرة إلا إذا ضمن أمنه، لذلك، يجب على كل من يريد أن يكون حراً ويعيش بحرية أن يضمن أمنه، ليس هناك أعذار لهذا، أي شخص في مثل هذه الحالة يعني أنه فقد بالفعل الكثير من حريته، مما لا شك فيه أول شيء يجب القيام به هنا هو تجنب المفاهيم الخاطئة والمواقف الخاطئة.

وعندما ننظر إلى التاريخ، نرى أن حياة كل العشائر والقبائل والناس مبنية على الدفاع عن النفس، فالحياة القبلية والعشائرية بين الكرد والحياة العشائرية بين التركمان مبنية بالكامل على الدفاع عن النفس، وبالتالي فهم أحرار، ماذا يعني هذا أو كيف يحدث؟ ومن الواضح أن كل شخص، رجلاً كان أو امرأة، يحمل سلاحاً يتلقى تدريباً على الدفاع عن النفس، ويتعلم كيفية استخدام السلاح، ويتم تنظيمه على أساس الدفاع، وعندما يواجه أي هجوم، يقوم الجميع بواجبهم، هذه هي حياة المجتمع الحر.

ومن المعروف أن هذا الوضع تغير مع ظهور نظام السلطة والدولة، واستولت الحكومة والدولة على السلاح والأدوات الأمنية من أيدي المجتمع، وركزت السلطة في داخلها وأعلنت نفسها "جيش، قوات أمنية"، وبما أن السلطة والدولة تتشكلان من العقلية الأبوية والتسلسل الهرمي والهيمنة الذكورية، فقد أصبح كل الأمن حكراً على الدولة والرجل، وعلى هذا الأساس، تم باستمرار نزع سلاح المرأة والمجتمع وجعلهما عاجزين ومعتمدين على الرجل والدولة لمدة خمسة آلاف عام.، الآن، إذا أراد المرء حقاً التخلص من هذا الوضع، فمن الواضح أن ما يجب فعله هو إزالة السلطة والسلاح من مركزية الدولة والرجال، ولهذا فمن الضروري أن تصل المرأة والمجتمع كله إلى الوعي الأمني الصحيح وأن يتثقفوا وينظموا ويجهزوا أنفسهم على هذا الأساس، هكذا تتشكل حقيقة الشعب المحارب، وهو التعبير الذي كثيرا ما يستخدمه القائد آبو، ولا داعي للتذمر من هذا الموضوع أو محاولة البحث واختراع أشياء أخرى.

وفي الوضع الراهن، فإن الفهم والموقف الذي يتوقع الأمن من الكريلا أو القوات المهنية هو في الواقع فهم وموقف قبل بالفعل سيادة الذكور والدولة، لا يمكنك أن تكون حراً بهذا الفهم والموقف، ثم، أولًا وقبل كل شيء، من الضروري تغيير هذا الفهم والمزاج والموقف، واكتساب الفهم والموقف الصحيحين للأمن من خلال الرؤية الواضحة للرابطة التي لا غنى عنها للحرية والأمن، لهذا، من الضروري محاربة الفهم والمواقف الخاطئة، مما لا شك فيه أن القوى الثورية يجب أن تقود هذا النضال أولاً، ويجب أن يقوده حزبنا، ويجب أن يكون بناء أمتنا الديمقراطية على هذا الأساس بالكامل، إن القوة التي ستكون الأكثر نشاطا في النضال من أجل كل هذه الأمور هي الصحافة والنشر والفن والأدب، إنهم بحاجة إلى محاربة الأخطاء ووضع الاشخاص المناسبين في المكان المناسب، لقد تم بالفعل تدمير المجتمعات من قبل الدول القومية، لقد تعرض الكرد بالفعل لهجمات الإبادة منذ قرن من الزمان، لذلك، لا يمكن أن نتوقع منهم التخلص من الأخطاء المعنية تلقائياً، وحتى عندما تظهر الحقيقة للمجتمعات، فإنها ليست في وضع يسمح لها برفضها، ولذلك، تحتاج المجتمعات إلى تثقيفها بالفهم الصحيح للأمن، فالمسؤولية الحقيقية تقع على عاتق المسؤولين عن تثقيف المجتمعات، وعلى قيادة الحزب والكريلا والصحافة والنشر والفن والأدب أن تؤدي هذا الواجب، والمشكلة الرئيسية تنشأ من الضعف وعدم الكفاءة هنا، ويجب على القوى المسؤولة عن تثقيف المجتمع أن تعرف كيف تتغلب على أوجه القصور والضعف لديها وتؤدي واجباتها بنجاح، إذا تم توعية الرأي العام والمجتمع بالدفاع عن النفس بمستوى صحيح وكاف، وإذا تم تصحيح الأخطاء في هذا الصدد والتغلب على نقاط الضعف، وإذا تم تدريب المجتمع وتنظيمه على أساس الدفاع عن النفس، فسيتم حل المشكلة، لا توجد وسيلة أخرى.

قوات الكريلا التابعة لكم هي أيضاً جزء من الدفاع عن النفس، ما هو دور قوات الكريلا في سياق الدفاع عن النفس؟ هل تعتقدون أنها تركت وحدها ولا تحظى بدعم كافٍ في هذه المقاومة؟ إذا كان الأمر كذلك، ما الذي يجب فعله لضمان أن الكريلا والشعب في حرب الدفاع عن النفس يكمل كل منهما الآخر في الحرب ضد الفاشية؟

إن دور ومهمة مقاتل الكريلا في الدفاع عن النفس هو الريادة، صحيح أن الحرب اليوم يتم خوضه من قبل الكريلا، ولا تستمر الحرب إلا بقيادتهم، وبهذا المعنى يمكن القول أيضاً أن المقاتلين يناضلون وحدهم، ولا ينبغي التعبير عن ذلك على النحو التالي: "تُرك المقاتلون وحدهم"، وفي الماضي القريب، تم التعبير عن هذه الآراء بطرق مختلفة، لكننا ناقشنا وقيمنا هذا الوضع بكل أبعاده في الأشهر والسنوات الأخيرة، لقد قمنا بإعادة تقييم وتخطيط مفهوم الدفاع عن النفس لخط الحداثة الديمقراطية، لقد بنينا هذا المفهوم على أساس المقاتلين المحترفين الذين يعتبرون الرياديين، والدفاع الذاتي المحلي الذي هو القوة الأساسية، وبعبارة أخرى، نحن نتعامل مع الكريلا والدفاع عن النفس ككل، نحن نعرّف الكريلا بأنها القوة الرائدة والدفاع عن النفس باعتباره القوة الرئيسية، ويفهم من هذا التعريف أن القوة الرئيسية التي تدرب وتنظم وتدير الدفاع عن النفس هي الكريلا، لذلك، إذا كان الدفاع عن النفس ضعيفاً والحرب تجري حالياً على أكتاف الكريلا، فإن المقاتل هو المسؤول الأول عن ذلك، وبما أن الناس لا يستطيعون تدريب وتنظيم أنفسهم، وبما أن هذا التدريب والتنظيم والإدارة ستتم بشكل رئيسي من قبل قيادة الكريلا، فإن ريادة الكريلا هي المسؤولة بشكل رئيسي عن ضعف الدفاع عن النفس، بمعنى آخر، بدلاً من انتقاد الآخرين، ينتقد المقاتل نفسه بسبب الوضع الحالي ويهدف إلى إزالة أوجه القصور على هذا الأساس.

ولكي تتكامل الكريلا وحرب الدفاع عن النفس، يجب تدريبهما وتنظيمهما وتعبئتهما معاً، إن ريادة حزبنا والكريلا هي المسؤولة عن ذلك، وينبغي أن تكون هذه بالأساس مهمة الحزب بأكمله ومهمة الكريلا، بمعنى آخر، يجب تثقيف الشعب، وخاصة الشبيبة والنساء، وتنظيمه وحثه على النضال على هذا الأساس، وينبغي تصحيح المفاهيم الخاطئة لدى الرأي العام حول الدفاع عن النفس والتأكد من ظهور الوعي والممارسة الصحيحة للدفاع عن النفس، وبطبيعة الحال، يجب على كل من يطلق على نفسه اسم الوطني والتحرري أن يعرف أن عليه مثل هذا الواجب، وأن يؤمن بأن الحياة الحرة لا يمكن تحقيقها إلا بالدفاع عن النفس، وأن يدافع عن واجبه على أساس وعي قيادة الحزب والكريلا.

هناك خطأ فادح جداً في الوضع الحالي في شمال كردستان، على سبيل المثال، هناك دكتاتورية فاشية تقوم على الإبادة، ولكن يُعتقد أنه لا يمكن التغلب على هذه الديكتاتورية إلا من خلال التنظيم القانوني والعمل الجماهيري الديمقراطي، ومع ذلك، فإن هذا الفهم ليس صحيحاً، الفاشية تعني الهجوم الشامل والحرب، ولا يمكن للنضال ضد الفاشية أن ينجح إلا إذا تم تطويره على أساس الحرب الثورية، ومع ذلك، في الوضع الحالي، لدى الشعب فكرة خاطئة مفادها أنه لا يمكن تحقيق النتائج إلا من خلال النضال من أجل السلام والديمقراطية، والصحافة والقوى المنظمة مسؤولة عن ذلك، في البداية، يجب تصحيح هذا الوعي الخاطئ على الفور ويجب إدراك أن المقاومة الشاملة ضد دكتاتورية الإبادة الفاشية على أساس الحرب الثورية المناهضة للفاشية لا يمكن إلا أن تحقق النجاح، لقد ارتكب الجميع تقريباً أخطاء وأوجه قصور جسيمة في هذا الصدد، يجب أولاً القضاء على هذه الأخطاء وتصحيحها من خلال النقد الذاتي، بمعنى آخر، من الضروري القيام بالدعاية والتدريب الصحيحين على أساس خطوط أيديولوجية واستراتيجية، لقول الحقيقة للشعب وجعل من الممكن محاربة نظام الإبادة الفاشي بشكل صحيح وكامل بهذه الطريقة، سيتم خوض نضال صحيح وكامل.

لقد كشف القائد أوجلان أهمية الدفاع الاجتماعي عن النفس بشكل جلي وواضح بقوله: "ربما يرتكبون مجزرة في آمد، كيف ستحمون أنفسكم، هل ستأتي الكريلا وتنقذكم من المجازر؟" كما أنه منذ اليوم عدم التقييم وحتى الآن ارتكبت العديد من المجازر ضد المجتمع، وفي هذا السياق، ما الذي ينبغي للمجتمع والشعب أن يفعلوا وكيف يدافعون عن أنفسهم؟  

بدايةً وقبل كل شيء، إننا يصفتنا حزب وقيادة للكريلا نأخذ هذا النقد للقائد أوجلان على عاتقنا ونتحمله، ونتعامل معه في سياق النقد الذاتي، لأن الشعب ليس بمقدوره تطوير وتدريب ذاته بذاته، فالحزب وقيادة الكريلا هما اللذان يقومان على تدريب وتنظيم المجتمع، ويرغب القائد أيضاً أن يتم تدريب الشعب وتنظيمه بشكل صحيح ومناسب فيما يتعلق بالدفاع عن النفس، ونحن مصممون على تنفيذ هذه المهمة بنجاح، وهو ما لم نتمكن من القيام به بالشكل المطلوب حتى الآن لأسباب معينة، وفي هذا السياق، ينبغي لأبناء شعبنا، ولا سيما الشبيبة والمرأة، أن يثقوا بنا، بالطبع سننظمهم وندربهم، لكن ينبغي على الشعب أن ينهض وينظم نفسه بنفسه، ولهذا السبب، يحتاج الشعب إلى إعداد نفسه لتدريب من هذا النوع، وأن يتخلص من المفاهيم الخاطئة القديمة.

وكما أسلفنا آنفاً، لا يمكن القضاء على النظام الفاشي والمستبد فقط بالتنظيم القانوني والأنشطة الجماهيرية الديمقراطية، أي أن هذا ليس كافياً، فقبل كل شيء، لا بد لشعبنا أن يحرر نفسه من هذا المفهوم الخاطئ، ويحتاج إلى أن يعرف الطريقة الوحيدة لهزيمة الذهنية والنظام الفاشي والمستبد يكون من خلال خوض النضال الشامل القائم على أساس حرب الشعب الثورية، وإلى جانب ذلك، لا بد له من أن يظهر اهتماماً كبيراً لأنشطة الكريلا والدفاع عن النفس ويقدم المساندة وينخرط فيها، وهكذا تبرز نقطة الضعف في هذه النقطة، فكل الوطنيين لا يعملون فيما يتعلق بالانضمام إلى صفوف الكريلا، حتى أننا نعلم أشخاصاً يعتبرون أنفسهم كوطنيين ويمنعونهم من التحاق شبابهم وأقاربهم ويكونون عقبة أمام توجههم، حيث أن وطنية من هذا النوع لا يمكن أن تكون، ولا بد لنا من التخلص من الأشخاص الذين يتصرفون على هذا النحو، كما أنه لا توجد مشاركة ومساعدة كافيين من الأشخاص الذين يعملون فيما يتعلق بالدفاع عن النفس، وبعبارة أخرى، هناك حالة من الإفراط في التقنين، وتُعاش حالة من فقدان الموقف الثوري والتحول إلى الإصلاحية الحازمة، ومن الضروري أن يتخلص المجتمع من هذا الأسلوب والذهنية القانونية والإصلاحية المتزايدة، ولا بد للشعب من فهم حرب الدفاع عن النفس فهماً صحيحاً وأن يتصرف وفقاً لذلك، مع العلم أن الشرط الأول للواجب الوطني هو المشاركة في حرب الدفاع عن النفس ودعمها، وعلى الرغم من ذلك، يجب علينا أن نثقف أنفسنا وبيئتنا في إطار الوعي الوطني الصحيح، وينبغي لنا أن ندرك أننا نخوض حرب الوجود والحرية الأكثر قسوة في التاريخ، ويجب علينا أن نشارك في هذه الحرب وأن نتصرف وفقاً لأسس هذه الحرب، أي، أنه يجب على الجميع الانتباه إلى أسلوب حياتهم وحركتهم وأسلوب أعمالهم، فالشعب الكردي يتعرض لهجمات الإبادة الجماعية، ولا بد من معرفة ذلك الأمر، وألا يسكت الشعب في مواجهة هذه الهجمات، ومن الضروري على الجميع تنظيم وإعداد أنفسهم، وعدم التصرف من تلقاء أنفسهم واتخاذ الاحتياطات اللازمة ضد كل الهجمات المحتملة والعمل والعيش وفقاً لهذه الأسس، كما أنه من الضروري أيضاً أن يكون الشعب حذراً ضد جميع أنواع هجمات الإبادة الجماعية بشكل جماعي وأن يتصرفوا وفقاً للأسس التي ذكرنها، أي بعبارة أخرى، سوف نضمن أمننا بأنفسنا، فقوات الدولة لا توفر الأمن لنا، بل على العكس من ذلك، تسعى للقضاء علينا، ولهذا السبب، لا ينبغي أن نعهد بأمننا إلى القوات التابعة للدولة، ويجب أن نكون مستعدين دائماً، وأن نكون مستعدين وأن نتخذ من هزيمة المعتدين كأساس بالنسبة لنا ضد كل أنواع الاعتداءات دون أن يعتريه أي تردد، وبالطبع، هذا وضع وفهم جيدين، ولكنه وقع في التاريخ، فقد أقصتنا الذهنية الفاشية والمستبدة عن هذا الواقع وأبرزت الموقف والذهنية المستسلمة والإصلاحية، كما أننا بحاجة إلى رؤية هذه الحقيقة بشكل جديد والتخلص من كل أنواع المواقف والمفاهيم التي تقوم على الاستسلام والإصلاح. 

تتعرض المرأة للقتل بشكل يومي، وهناك سياسة ممنهجة للدولة قائمة على الإبادة الجماعية، خاصة ضد النساء، ومؤخراً، تعرضت ناكيهان أكارسل للاغتيال في وسط مدينة السليمانية، وتبنى ممثل الدولة التركية في العراق مسؤوليته بشكل علني عن ارتكاب هذه المجزرة، ويقول القائد عن المرأة "يجب عليها عدم الذهاب إلى الساحات الاجتماعية غير الآمنة بدون ضمان الدفاع عن النفس"، كيف يكون تطوير الدفاع عن النفس للمرأة؟ وما يعني الدفاع عن النفس بالنسبة للمرأة؟      

قبل عدة أسابيع مضت، كانت منسقيتي حزب حرية المرأة الكردستانية (PAJK) ومنظومة المرأة الكردستانية (KJK) قد أصدرتا بياناً مشتركاً حول الدفاع عن النفس، ودعتا جميع النساء إلى اكتساب وعي وتنظيم صحيحين للدفاع عن النفس واتخاذ الإجراءات على هذا الأساس، ونحن كحزب العمال الكردستاني نتفق أيضاً مع الإعلان والنداء المذكورين، وبالطبع، فإن وضع المرأة أشدة قسوة بكثير في اليوم الحالي، وفي الوقت نفسه، يسلط الضوء بوضوح من خلال السلطة الذكورية ونظام الدولة، على حقيقة الحداثة الرأسمالية وعلى حداثتها الأخيرة، وفي الواقع، فإن الوضع الذي تعيشه المرأة هو أيضاً الوضع الذي يعيشه المجتمع، وليست المرأة فقط وحدها من يجري إقصائها عن الوعي والتنظيم والعمل في مجال الدفاع عن النفس، بل في الوقت نفسه إقصاء المجتمع بأكمله أيضاً، وبهذه الطريقة طوّرت السلطة المستعبدة القمع والاستغلال.

ومن الواضح أن اضطهاد المرأة والمجازر المرتكبة بحقها ليسا أحاديي الجانب، بل متعددة الجوانب، ففي ظل نظام الحداثة الرأسمالي الحالي، لا توجد في الواقع حياة متوقعة للمرأة، حيث أن النظام استعبد المجتمع بأكمله، وجعل المرأة أيضاً عبدة للعبيد، ولا توجد على الإطلاق طريقة أخرى لحياة المرأة سوى أن تكون ما تريده الدولة الذكورية وتكون في خدمتها، ففي هذا النظام، تُقتل المرأة روحياً وعاطفياً، وكذلك فكرياً وجسدياً بشكل علني، كما أن القانون وكل قواعد النظام مبنية على استعباد المرأة، وأُعلن أن عدد النساء اللواتي قُتلن في تركيا خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2024 قد بلغ 185 امرأة، حيث تُقتل امرأتان كل يوم تقريباً، وهذه هي المعروفة والمرئية، لكن بالطبع المجازر المرتكبة بحق النساء المجهولة وغير المرئية أكثر بعشرات المرات من التي يتم الإعلان عنها، ولهذا السبب، فإن الوعي والتنظيم والنشاط في مجال الدفاع عن النفس ضروري للمرأة أكثر من أي شخص آخر.

ففي الوضع الحالي، الدفاع عن النفس هو السبيل الوحيد للحياة والوجود الحر بالنسبة للمرأة، وخلافاً لذلك من غير الممكن للمرأة أن تحمي نفسها من التحرش والاغتصاب والمجازر، وأن تعيش بحرية، وباختصار، الوعي والتنظيم والنشاط في مجال الدفاع عن النفس ضروري وإلزامي للمرأة أكثر من أي شخص آخر، ولا يمكن تحقيق واكتساب الوعي والإرادة والحياة الحرة إلا بهذه الطريقة، ونظراً لأن النظام الحالي يهاجم المرأة ويخشاها أكثر من غيرها، فإنه يُقدم على فعل ذلك لإبقاء المجتمع تحت العبودية، وبطبيعة الحال، فإن هزيمة الحداثة الرأسمالية وبناء الحداثة الديمقراطية على أساس التجمع الديمقراطي والفرد الحر لن يكون ممكناً وحقيقياً إلا على أساس حرية المرأة، وعلى هذا الأساس يتطور وعي ونشاط نسائي مهم، وإذا لم تتضرر من التشوهات البرجوازية الصغيرة، فإن تنظيم ونضال المرأة الصحيح والفعّال سوف يتطور على أساس الدفاع عن النفس، وإن تجربة الدفاع عن النفس والنضال التحرري اللذان طورتهما المرأة الكردية على أساس وحدات المرأة الحرة-ستار هي مثال ملموس للجميع بالنجاحات التي حققتها.

عند الحديث عن الدفاع عن النفس والمقاومة، بالطبع يتبادر إلى ذهن الإنسان أولاً الشبيبة، ما دستور الدفاع عن النفس الذي يجب أن تكون عليه الشبيبة الكردية؟ وما هي الطريقة والأسلوب اللذين يجب عليهم اتباعهما في المجال الاجتماعي؟

لقد نجحت الشبيبة الكردية مع تأسيس حزب العمال الكردستاني وكريلا حرية كردستان في تحقيق دور ومهمة تاريخية، وكما هو معروف أن حزب العمال الكردستاني هو حزب للشبيبة، والكريلا هي أيضاً التنظيم الأساسي للشبيبة، ولهذا السبب، فإن خط الشبيبة هو الكينونة الحزبية والكريلاتية، والدفاع عن النفس هو الشكل الأساسي لنضال الشبيبة وتنظيمهم، والأعمال الأخرى غير ذلك تأتي لاحقاً بالنسبة للشبيبة.      

ولكن على الرغم من أن هذا هو الواقع، إلا أن أنشطة الشبيبة في شمال كردستان بات قانونياً إلى حد كبير في وضعه الحالي القائم، فيما أن أنشطة الشبيبة في روج آفا تندرج أيضاً في سياق تنفيذ أنشطة ثانوية مثل المسيرات الجماهيرية.

ومما لا شك فيه، لا بد من أن يكون لدى الشبيبة تنظيمهم المستقل لكي يتمكنوا من إبراز إرادتهم، ولكن الخط الذي سيتحقق فيه هذا التكوين التنظيمي هو الأمر المهم، وإذا لاحظتم، فإن أساليب التكوين التنظيمي والنضال المرن قد أصبحت في الآونة الأخيرة أساس أنشطة الشبيبة، وفي رأينا أن مثل هذا الوضع خاطئ، وإذا أخذنا المصطلح المستخدم في السؤال كأساس، فإن مبدأ دستور النشاط والتكوين التنظيمي لدى الشبيبة يجب أن يكون الدفاع عن النفس، وكحزب وكريلا، يجب على حركة الشبيبة أن تكون القوة الرائدة والرئيسية للدفاع عن النفس، وينبغي أن تشكل الشبيبة القوة الأساسية لجيش الدفاع عن النفس في المجتمع، وبالإضافة إلى ذلك، يجب على الشبيبة أن يقودوا جميع التدريبات والأنشطة والتكوينات التنظيمية الاجتماعية وخاصة قيادة الانتفاضات.  

حسناً، هل بإمكان الشبيبة القيام بمهمة موسعة كهذه؟ إذا تم تدريبهم وتنظيمهم بشكل صحيح، نعم يمكنهم القيام بذلك، ولكن يجب أن نعلم أن الأنظمة المهيمنة دائماً ما تسد الطريق أمام النشاط والتنظيم الثوري وتفسح المجال أمام الأشكال الإصلاحية، وأمام وضع من هذا النوع، لا ينبغي للحركات الشبابية أن تخطئ، ولا ينبغي لها أن تتخلى عن الصعوبات وتهرع إلى الأبواب المفتوحة على مصرعيها، وبالأخص في ظل ظروف الفاشية والإبادة الجماعية، من الضروري أن يتخذ تنظيم الشبيبة الأسلوب غير القانوني كأساس ويعمل على تحقيقه، فإذا أصبح تنظيم الشبيبة قانونياً في ظل الظروف الفاشية، فإن جميع التكوينات التنظيمية الأخرى ستصبح أكثر قانونية؛ وإذا أصبحت أنشطة الشبيبة إصلاحية، فإن الأنشطة الأخرى ستكون عديمة الفعالية بالكامل، ولهذا الشبب، لا بد من إعادة تقييم أنشطة الشبيبة من جديد، والإصرار على تطويرها في الاتجاه الصحيح.

عند الحديث عن الدفاع عن النفس، يتبادر إلى ذهن الإنسان المقاومة الجسدية، وهو أمر مفهوم في الواقع عندما يتم فرض الإبادة الجماعية على شعب ما، ولكن باستثناء المقاومة الجسدية، ما هي أبعاد الدفاع عن النفس؟

كمقاومة، هناك أيضاً أساليب مختلفة للدفاع عن النفس، مثل المقاومة الروحية، والمقاومة العاطفية، والمقاومة التوعية، والمقاومة الثقافية، أي مثل الانتفاضة والحرب، ويمكن تقييم كل واحدة من هذه المقاومات في سياق الدفاع عن النفس، فكل أساليب المقاومة هذه ضرورية وذات معنى في ظل ظروف الفاشية والإبادة الجماعية، وكل أساليب المقاومة هذه غير فعالة وغير مثمرة إلا إذا كانت مبنية على حرب الدفاع عن النفس والالتزام بها، والأمر نفسه ينطبق على الدفاع عن النفس، وسيكون الدفاع عن النفس في نهاية المطاف صحيحاً وذا معنى إذا تم تناوله اعتماداً على الحرب الدفاعية، لأنه يعطي النتائج، وجميع أشكال الدفاع عن النفس الأخرى التي لا ترتبط بالحرب الدفاعية أو تتناولها ستظل غير مثمرة، ولهذا السبب، لا ينبغي الوقوع في الخطأ عند تعريف الدفاع عن النفس، وعدم النظر إليه كفكر وشعور وموقف فقط، بل ينبغي النظر في هذه الأمور جنباً إلى جنب مع الحرب الدفاعية، وقد قمنا في هذا الصدد بانتقاد بعض المفاهيم الخاطئة في الأعلى، وفي رأينا، إن التقييم أكثر دقة على هذا الأساس. 

ماهو نوع صلة الوصل الموجودة بين التنظيم الاجتماعي والدفاع الذاتي الاجتماعي؟

أكدنا فيما سبق أن الذاتي يعني الامن، فالأمن هو أحد الشروط الأساسية الثلاثة للوجود من خلال الامتلاك والكثرة، أو أن الأمن هو أحد الشروط الأساسية الثلاثة للوجود، فتقوم التنشئة الاجتماعية الذي هو شكل وجود الإنسانية على هذه الشروط الأساسية الثلاثة، أي أنه يتم تحديد التنظيم الاجتماعي بوجود هذه الشروط الثلاثة، يتخذ المجتمع الطبيعي في التملك (أي الاقتصاد)، وفي الزيادة (أي في العلاقة بين الجنسين) والمساواة في الاختلافات أساساً له، ويستخدم قوته في الأمن (الدفاع الذاتي) على أساس الحرية.

إن هجوم الذهنية، نظام الحكم والدولة على المجتمع هو نتاج عقل الرجل، ويعتمد بشكل أساسي على هذه النقاط الثلاثة، ويتطور في الاقتصاد من خلال تقسيم الملكية الخاصة للفرد، في الزيادة، القضاء المساواة على أساس الاختلافات بين الجنسين، ونظام ومفهوم السلطة الذكورية، ويتطور في الأمن أيضاً من خلال القضاء على الدفاع الذاتي لنظام الشرطة والجيش الذي يدافع عن نفسه، في نهاية المطاف يعتمد كل نوع من النضال الاجتماعي الديمقراطي الذي يتم تطويره ضد الدولة والنظام الحكومي على الملكية الجماعية ضد الملكية الخاصة للفرد، وحرية المرأة ضد السلطة الذكورية (أي المساواة على الاختلافات)، ويأخذ الدفاع الذاتي أساساً له ضد قوة الجيش والشرطة، أي أن تنظيم مجتمع ديمقراطي ممكن من خلال مجتمع ديمقراطي وحرية المرأة والدفاع الذاتي.

نفهم من هنا كيف لا يمكن تحقيق التنظيم الاجتماعي الديمقراطي دون اتخاذ المجتمع الديمقراطي وحرية المرأة كأساس، لا يمكن تحقيق التنظيم الاجتماعي الديمقراطي دون الدفاع الذاتي، لا شك أن هذه الحقيقة تنطبق اليوم بشكل أساسي على المجتمع الكردي، ولكن لأنه المجتمع تعرض على مدى قرون للإبادة الجماعية، لا يمكنه اكتساب وجوده وحريته إلا من خلال نضال الشعب الثوري القائم على أساس الدفاع الذاتي، كون يُطلب من نظام الحداثة الرأسمالي العالمي تدميره، و الدفاع الذاتي هو في الخطة الأولى للشعب الكردي، وكما أوضحنا، فإن أمن الكرد يأتي أولاً من الخبز والماء، ولذلك، فإن وضع الدفاع الذاتي ضمن نضال الحرية والتنظيم الاجتماعي الديمقراطي هو أمر صحيح وأيضاً ضروري، فمثلاً إن التنظيم الديمقراطي للمجتمع الكردي، أي بناء الأمة الديمقراطية، يمكن تحقيقه بشكل أساسي على أساس الدفاع الذاتي وما حوله، يمكن بناء الحياة المجتمعية الديمقراطية وحرية المرأة على أساس الدفاع الذاتي، ينطبق هذا الوضع في أساسه على المرأة أيضاً، لذلك يشترط أن يكون التنظيم الديمقراطي للكرد والمرأة على أساس الدفاع الذاتي،  فقط يمكن لأولئك الذين ينظرون إلى المشكلة بهذه الطريقة النجاح، ومن لا يتقبل الأمر بهذه الطريقة، مهما قال أو فعل، فلن ينجح وسيخدم دائمًا النظام الظالم القاتل.

مثال: يشن الجنود وعناصر الشرطة هجماتهم في منصف الطريق وأمام الكاميرات على البرلمانيين والأشخاص الذين تم انتخابهم، ويُمارس التعذيب.

يعد مجلس الشعب الأكبر لتركيا مؤسسة تابعة للجمهورية التركية مثل جميع القوميات - الدول، ولذلك فإن الذين يتم اختيارهم لهذه المؤسسة، يصبحون في الأساس موظفين لدى الحكومة، يختارهم المجتمع في الواقع لكنهم في الواقع يصبحون موظفين لدى الدولة، ويعدون بحماية مصالح المجتمع في الساحات الانتخابية، وحماية وجود ومصالح الدولة في المجلس، وتصرف بالمقابل الدولة الرواتب لهم وتعتني بهم، بالطبع يريدون مقابل هذا جعلهم أدوات لسلطتهم المتبعة على المجتمع، بينما يمارس جميع أنواع الضغوطات والهجمات على الأشخاص الذين لا يضعون أنفسهم في مثل هذا الموقف، مثل البرلمانيين الكرد ، إنه وضع واضح ومفهوم، لذلك من الصعب أن تكون ممثلاً في برلمانات قوميات الدول، أكثر من محاولة حماية مصالح المجتمع ضد الدولة.

وفي إطار هذا السؤال إذا جئنا إلى واقع تركيا وكردستان، في ظل واقع الدولة الفاشية والطاغية والإبادة الجماعية، فمن الصعب حقاً أن تصبح عضواً في البرلمان، تطالب الدولة من الأشخاص التي عينتهم كموظفين لديها دعم جميع ممارستها الفاشية، القمعية والإبادة الجماعية، وإذا أراد الأشخاص المذكورين معارضة ذلك بسبب فهمهم الديمقراطي أو بسبب الوعود التي قدموها للمجتمع، فسوف تهاجمهم الدولة بروح الانتقام، في الواقع يحدث ذلك كثيرًا، ما الذي يجب فعله في هذه الحالة؟ في رأينا يجب أن يتم إخبار الشعب بالوضع الحقيقي بكل وضوح وحقيقة في البداية وقبل كل شيء، بدلاً من خداع الشعب بالقول إنهم يستطيعون فعل شيء أكثر، ففي النهاية تريدهم الدولة أن يخدعوا المجتمع، وعندئذ سيفعلون بالضبط ما تريده الدولة، ومن جهة أخرى يجب أن يحاولوا القيام بالأشياء المحدودة التي يمكنهم القيام بها بحذر شديد، او يجب عليهم تنظيم أنفسهم والتحرك دائمًا بطريقة منظمة وحذرة، وبهذا الشكل عليهم أن يحموا أنفسهم من الجيش والشرطة، أكثر من هجمات العصابات الفاشية، أي أن التحرك وفق الذاتي، ربما تكون هذه الساحة أيضاً ساحة جدية وصعبة جداً للنضال، كما يجب مواصلة هذا النضال بطريقة منظمة وحذرة، بالطبع لأن هناك خطر الضغط والهجوم، يجب ألا تهرب من النضال، لكن محاولة النضال بطريقة غير منظمة وغير دقيقة لن تحقق النجاح.

هناك خصوصية أخرى مهمه يجب ذكرها هنا وهو؛ وليس صحيحاً ان يتأمل الشعب وخاصة المرأة الشبيبة المزيد من البرلمانيين المذكورين، ويجب ألا ينسوا أنهم موظفون عموميون ويتحركون وفقًا لقوانين الدولة، لا يستطيع أولئك الذين يتبعون قوانين الدولة أثناء الحرب ضد الإرهاب وقمع الدولة أن يفعلوا الكثير، ويجب أن يُعرف هذا ولذا لا يجب إعطاء البرلمانيين دوراً إضافياً في نضال الحرية على العكس يجب أن يستمروا وينصروا النضال بقوة الشعب ودون قوانين الدولة، أي أن حشد الشعب يجب أن ينظم نفسه ويعرف كيف ينتفض.

كيف يتم الدفاع الذاتي الاجتماعي وحماية ثقافة الشعب وقيمه الثقافية في الساحة الثقافية؟ ما الذي يجب فعله من أجل هذا؟ ما هي أهمية الفعاليات كالثقافة والفن، الأدب والسينما لنظام الدفاع ذاتي للأمة الديمقراطية؟ ما هو وضع الكرد والمؤسسات الديمقراطية في هذه الساحة كنضال مؤسسي وعملي في الوضع الراهن؟

يصبح شعب ما معروفا من خلال لغته، تاريخه وقيمه الثقافية، والشعب الذي لا يساند هذه القيم، لا تستطيع حمايته وتنميته، ولا يمكنه أن يصبح شعباً أو مجتمعاً، والإبادة السياسية هي القضاء الكامل على هذه القيم، النهب والسلب، يتبع هجوم وحشي بأساليب غير مسبوقة في القرن الماضي في كردستان ويستمر تدمير، نهب اللغة، التاريخ والثقافة ومحاولة تتريكها على أعلى المستويات، ويجب على حركة الحرية أن تكون حساسة في كل هذه الساحات، وأن تطور تنظيماتها وتقوم بالنضال الفّعال،  على سبيل المثال يتم القضاء على اللغة الكردية عن طريق الانحلال، ولكن الموقف المنظم والفّعال للغاية ضد هذا ليس موضوعاً للحديث، حيث يتم نهب الثقافة والقيم التاريخية للكرد، وتدميرها من جهة، وسرقتها إلى مناطق أخرى من جهة أخرى؛ لكن الرد المنظم والكافي على مثل هذه الحوادث ليس موضوع للمناقشة، تتعرض الغابات والطبيعة في كردستان للنهب، ولا يوجد رد فعل مناسب ضدها، وهذا كله يعني عدم فهم التنظيم الذاتي، يجب تطوير رد الشعب المنظم على الفور والانتفاض وكأن القيامة قامت ضد هذا النوع من هجمات الإبادة الجماعية، لقد عرفنا أعلاه بالدفاع الذاتي على أنه الوعي، التنظيم والعمل، بلا شك في البداية هناك حاجة ضرورية ولفهم الدفاع الذاتي ذلك لتطوير التنظيم والنشاط، ومن الضروري أن يتم تدريب المجتمع بشكل كافٍ بفهم الدفاع الذاتي، كما يتم التدريب على الدفاع الذاتي بطرق مختلفة، ومع ذلك يعد دور وسائل الإعلام ودور الفن والأدب أمرًا مهمًا للغاية ويحدد العادات في هذا النوع من التدريب الاجتماعي، وخاصة الأدب والفن يشكلان أساس التعليم المذكور، لأن تحليلهم عميق؛ فله القدرة على مخاطبة الروح والمشاعر والعقل معاً، ولذلك التدريب الاجتماعي أعمق وأقوى وتنظم الأعمال الفنية والأدبية، لسوء الحظ لا يزال الأدب والفن الكردي ضعيفين للغاية في الوضع الحالي، وهي بعيدة كل البعد عن القيام بدورها في تثقيف وتدريب المجتمع، بالإضافة إلى إن ما هو موجود حاليا ليس كافياً تماماً، لذلك من الضروري تعزيز الأعمال الفنية والأدبية لتطوير فهم الدفاع الذاتي في المجتمع، يجب إنجاح هذا مهما كانت العقبات والصعوبات التي تواجهكم.

ويقول القائد إنه إذا لم يتحد الدفاع الذاتي والمقاومة مع بناء مجتمع أخلاقي، سياسي وديمقراطي، فلن يدوم ذلك، كيف تقيمون العلاقة بين الدفاع الذاتي والبناء الاجتماعي وبناء الأمة الديمقراطية؟ كيف يجب أن يكون نظام الدفاع الذاتي في الأمة الديمقراطية؟

حددنا العلاقة بين بناء الأمة الديمقراطية والدفاع الذاتي، لقد أكدنا انه يجب بناء الأمة الديمقراطية على أساس المجتمع الديمقراطي، حرية المرأة والدفاع الذاتي، وقلنا خاصةً أن الدفاع الذاتي هو الخطة الأولى لكردستان، قمنا بتعريف موجز لنظام الدفاع الذاتي للأمة الديمقراطية مرة أخرى، إن الحلقة الأولى لنظام الدفاع الذاتي للأمة الديمقراطية هي الكريلا الاحترافية، إن الكريلا المحترفين هي القوة التدريبة، التنظيمية الرائدة، إن نظام حماية الأمة الديمقراطية غير ممكن من دون قيادة الكريلا المحترفين، إن قيادة الكريلا المحترفة هي في الوقت ذاته قيادة الحزب ولا يمكن أن يحدث شيء في كردستان بدون قيادة الحزب، على حد قول القائد آبو إن قيادة الكريلا المحترفة مهمة جدًا وذات مغزى.

من الواضح أنه بدون قيادة الكريلا المحترفين لا يمكن تحقيق نظام الدفاع الذاتي لأمة ديمقراطية، ولكن فقط من مع الكريلا المحترفين أيضاً لن يتطور نظام الدفاع الذاتي للأمة ديمقراطية بشكل كافٍ، ولذلك فإن الحلقة الثانية في نظام الدفاع الذاتي في الأمة الديمقراطية هي الدفاع الذاتي للشعب، بمعنى آخر كل من يستطيع حمل السلاح سواء كان ذكراً أو أنثى يجب أن يتلقى تدريباً على الدفاع الذاتي، ويتم تنظيمه على هذا الأساس، إن تنظيم الدفاع الذاتي للشعب هو القوة الأساسية لنظام الدفاع الذاتي للأمة الديمقراطية، هذه القوة ليست محترفة، إنما محلية، من الممكن أن نسميهم كريلا محليين، يواصل أولئك الذين يتخذون أماكنهم في هذه القوة حياتهم الاقتصادية والاجتماعية ويتحملون المسؤولية على أساس العمل في الدفاع الذاتي.

الحلقة الثالثة لنظام الدفاع الذاتي للأمة الديمقراطية، هي التنظيم الجماعي للشعب في الساحات الاقتصادية، الاجتماعية والسياسية، أي أنه على خط الكونفدرالية الديمقراطية والتنظيم الشبكي، فهو خلق مجتمع منظم، بلا شك أن تنظيم كافة الساحات الاجتماعية، الاقتصادية، السياسية والثقافية يجب أن يقوم على الدفاع الذاتي ويخدم الدفاع الذاتي، ويعبر هذا المجال أيضًا بهذا الشكل عن ردود فعل الشعب، الانتفاضات والفعاليات.

بالمختصر تشكل الكريلا الاحترافية دفاعاً محلياً عن النفس ذاتياً، ومجتمعاً منظماً، ونظام الدفاع الذاتي للأمة ديمقراطية، وتلعب الشبيبة والرمأة أيضاً دوراً أساسياً في هذا الأمر، لا يوجد مال أو راتب في خدمة الدفاع الذاتي، خدمة الدفاع الذاتي تعتمد بشكل كامل على الخط الفدائي، تعتبر فدائية صالحة للكريلا الاحترافية كما هي صالحة للدفاع الذاتي المحلي والتنظيم الاجتماعي، وبهذه الطريقة يصلون إلى حقيقة الشعب المحارب الذي أصبح منظم والكريلا في خط الفدائية، إن أسلوب الكريلا هو الأسلوب الأساسي لنظام الدفاع الذاتي للأمة الديمقراطية، الشيء الرئيسي هو الوصول إلى الشعب الكريلا، ومن الضروري أن يتم تدريب جميع قوات الدفاع الذاتي وتنظيمها من الجوانب العسكرية والأيديولوجية.

ما الذي يعبر عنه الدفاع الذاتي في إطار حماية الثورة والإنجازات؟ ما هو دور الدفاع الذاتي في نضال حماية ثورة روج آفا وإنجازاتها، التي تتعرض بشكل واضح للهجمات اليومية؟ وكيف يمكن تعزيز الحماية الاجتماعية في هذه الساحة؟

بالطبع إن حماية الإنجازات الثورية أمر أساسي دائماً لكن هذه الحماية لا يجب أن تكون على أساس سلبي، بل على أساس فّعال، لا تنخرطوا في أساليب ضيقة وقديمة تحت مسمى حماية الإنجازات، وكما يُعرف إن أفضل وسيلة للدفاع هي الهجوم، الأمر نفسه ينطبق على حماية الإنجازات الثورية، أي أن أفضل حماية للمنجزات الثورية هو تعميق الثورة نشرها وتطويرها المستمر، تصبح الثورات التي لا تتقدم ولا تتعمق قديمة الطراز وتتلاشى من الداخل، ولا يمكن لأي قوة أن تمنع هذا.

ينطبق هذا المفهوم اليوم على غرب كردستان، يمكن ان تتعرض ثورة روج آفا دائمًا للهجوم في عالم الدولة والسلطة، طالما أن هناك حكومة ونظام دولة فمن المستحيل منع ذلك، بدلًا من القول بأن الهجمات المذكورة لن تحدث والمطالبة بتوقفها في ذلك الوقت يجب الأخذ في الاعتبار أن هذه الهجمات ستكون موجودة دائمًا، وتطوير نظام للدفاع الذاتي يتضمن إجراءات لتجنب الهجمات المذكورة ومنعها من التسبب بالضرر، وهذا يشمل في جوهره تطوير الإجراءات الدفاعية وتعميق الثورة ونشرها.

الوضع الحالي في روج آفا مرتبط بظروف اليوم وهو منفتح على التغيير، لا أحد يستطيع أن يمنع هذا، والمهم هنا هو مواصلة عمليات التغيير المذكورة على أساس الدفاع الذاتي لتطوير الثورة، هناك العديد من الفرص والإمكانيات لتحقيق ذلك في روجافا اليوم، المهم هنا هو تقييم الفرص والإمكانيات الموجودة بشكل فعال أنه بدلاً من الشكوى من الهجمات وتمني السلامة من الآخرين، أي أنه يجب تدريب، تنظيم وتوجيه المجتمع كله وكل من يحمل سلاحاً على أساس الدفاع الذاتي، ومن الواضح أن هذه الفرص والإمكانيات كثيرة هنا، ويجب أن يُعرف أن شعوب شمال وشرق سوريا وحدها تستطيع حماية غرب كردستان أو شمال وشرق سوريا، ولا يستطيع أي شخص آخر حمايتها، لذا ينبغي تدريب، تنظيم وتوجيه الشعب على أساس الدفاع الذاتي من الناحية  الفكرية والعسكري لكي يتمكن هؤلاء من القيام بواجب الدفاع بنجاح.

أكد القائد آبو أن الدولة القومية تترك المجتمع دون دفاع ذاتي ويقول: "لا يمكن تصور كارثة أكبر من فقدان المجتمع للدفاع الذاتي"، كيف يمكن للمجتمع أن يدافع عن نفسه؟ كيف يمكن تنظيم دفاع كامل ذاتي ضد الرأسمالية والدولة القومية؟ كيف يمكن تطوير الجبهة الدفاعية؟

إن اجتمعت كل الأشياء التي عبرنا عنها حتى الآن يعطي الإجابة على هذا السؤال، فبالطبع، إن تحقيق نظام الدفاع الذاتي الشامل ليس بالوضع الذي يمكن تحقيقه مرة واحدة وبسهولة، هذا عمل نضالي ويتطور مع مرور الوقت، الشيء المهم هنا هو أن يكون لديك كخط كهذا للدفاع الذاتي، وللقيام بذلك يجب البدء من الخطوات الأولى والمحاولة دائماً، والباقي يتطور ويحدث خلال الممارسة، إن اتباع نضال الحداثة الديمقراطية القائم على أساس الدفاع الذاتي، مع مراعاة الظروف الملموسة ينطبق في كل الساحات ضد نظام الحداثة الرأسمالية، المهم هو أن يكون لديك مثل هذا الوعي والتصميم الواضح، مع شجاعة وفدائية عظيمين، وأن تعرف كيفية العمل بصبر ونضال، والباقي يتحقق بالممارسة، لأن هذا العالم ذاهب على هذا النحو، لن تقبل النساء والشعب بمثل هذه الحياة من العبودية لفترة أطول، إذا تواجدت حياة فيجب أن تكون حرة، الطريق إلى الحياة الحرة يمر أيضًا من الدفاع الذاتي.

لذلك يجب أن يكون شعارنا الأساسي هو؛ لا حياة دون الدفاع الذاتي، لتطوير الحرية والديمقراطية في كل ساحة.