منبج بين شبح الماضي وآمال الحاضر -1

عامان مرا على تحرير منبج، ولا تزال جراح الأهالي تنزف من وحشية تنظيم "داعش" الإرهابي.

مضى يومان ونحن في هذه المدينة، مئات العائلات التي لاقت المآسي على يد تنظيم "داعش" جميعها رفضت التحدث عن ذلك، لا أستطيع نسيان حديث الأم التي شاهدت ولدها وهو يذبح على يد التنظيم، وحديثها: "لماذا تريدون فتح جراحنا مرة أخرى".

منبج هي تلك المدينة التي رفضت الخنوع والخضوع لداعش، لاقى أهلها الكثير من الظلم والتعذيب، لن يستطيع أحد نسيان ذلك اليوم والمشاهد التي جرت يوم التحرير وكيف أن المدينة وشعبها خلعوا عنهم السواد في ذلك اليوم.

أهالي منبح هم فقط من يستطيع وصف تلك المشاعر، لذلك فهم ينظرون إلى ذلك اليوم كيوم تاريخي، منبج مدينة ليست كبيرة جدا، لكنها تعج بالحركة والحياة، تمشينا في أزقة وشوارع المدينة ودارت في نفوسنا العديد من الأسئلة، ماذا يعمل أهالي منبج؟ وكيف يحصلون على حاجاتهم اليومية؟ لماذا كل هذه الحركة في هذه المدينة الصغيرة.. هذه الأسئلة تدور في خاطر كل من يقوم بزيارة منبج.

 تتم إدارة منبج من قبل المجلس المدني هناك، والذي بدوره قام ببناء العديد من اللجان حسب متطلبات المجتمع، مثل لجنة الصحة والتربية،المرأة والشباب والإقتصاد والعدل، الثقافة والزراعة والإتصالات ولجان أخرى.

عندما ذهبنا إلى مديرية المدينة كانت مليئة بالحركة، وشُكلت لذلك لجنة لتسهيل سير أمور المواطنين.

وتحدث فاروق ماشي، الرئيس المشترك للمجلس المدني في منبج، لوكالة فرات للأنباء (ANF) قائلاً: "مع مرور سنتين وبناءنا للعديد من اللجان لكن لا زلنا نقول إننا لم نحقق شيئاً، لأننا يوميا نحاول تحقيق متطلبات وحاجات الشعب".

ومنبج من ناحية أخرى تعد غنية، ويتمثل ذلك الغنى في تنوع أهلها؛ ففيها الكرد والعرب والتركمان والجركس، عدا عن ذلك فهي من حيث تكوينها الإجتماعي متنوعة الطوائف والعرقيات كما يقطنها العديد من العشائر التي تتميز كل منها بخصوصيتها، لذلك فإن كل شخص يزور منبج يحبها.