يعد محمود كلو عضواً في فرقة جيا التي اتخذت من منزله مركزا لها ومنها انطلقت لتتوسع في اعمالها؛ عمل محمود كلو في هذه الفرقة الكردستانية لمدة عامين وعام مع فرقة ارارات، ولديه ثلاثة أطفال انضموا للفرقة سائرين على درب والدهم.
وتحدث محمود كلو على تشكيل فرقة جيا الكردستانية وعن اعمالها، التغييرات التي طرأت على فرقة ارارات والاحتفالات بعيد نوروز في تلك الفترة والضغوطات والعراقيل التي كان يتسبب بها النظام السوري آنذاك، مؤكداً انهم تعرفوا على نوروز ومعناها الحقيقي من خلال حزب العمال الكردستاني (PKK)، وقال: "لقد أدركنا ماهية نوروز ومعناها الحقيقي ولماذا يتم الاحتفال به في 12 من ربيع كل عام بعد تعرفهم على فكر حزب العمال الكردستاني وتوسعه في روج افا، لعب حزب العمال الكردستاني دوراً ريادياً في توعية الشعب وجعلهم يدركون حقيقة وجوهر الأمور، كان هناك أحزاب عديدة لكنها لم تفعل شيء لتوعية الشعب الكردي، اما حزب العمال الكردستاني علمنا حقيقة كردستان، لهذا وجدنا انفسنا واكتشفنا هويتنا ووجودنا ضمن حركة هذا الحزب".
صرح محمود كلو أن نوروز كان بمثابة نزهة في عام 1985 لكن حدث تغييرات فيه بعد ذلك وقال: "تحول نوروز لمرحلة جديدة مختلفة عن سابقاتها، على سبيل المثال، كنا نحتفل بنوروز على شكل نزهات كما يفعل شعب جنوب كردستان الآن، لكن بعد توسع فكر حزب العمال الكردستاني وفلسفة القائد اوجلان بات الشعب في روج افا يتحرك كموج البحر الى ساحات نوروز، عندما ينظر المرء الى الاحتفالات بنوروز سابقا ويقارنها مع الاحتفالات بها في المرحلة الراهنة سيجد فرقا شاسعاً".
وذكر محمود كلو أن الفرص كانت محدودة للغاية آنذاك، حيث كانت الاستعدادات لنوروز بالإمكانيات المتاحة في تلك المرحلة بسبب الضغوطات والسياسات القمعية من قبل النظام السوري حينها وقال: "كان هناك الكثير من المصاعب والعراقيل، وكان النظام السوري يمارس ضغوطاً كبيرة، ولم يكن باستطاعة أحد حضور نوروز بالأزياء الكردية، كنا نذهب الى ساحات نوروز بلباسنا الاعتيادي وعندما كنا نصل الى ساحات نوروز كنا نستبدلها باللباس الكردي وكانت فرقة جيا من ضمن الفرق التي كانت تواكب أعياد نوروز، كنا نصعد المسرح وكان أصحاب الكاميرات الذين كانوا يواكبون الاحتفالية ملثمون حتى لا يتعرف عليهم عناصر النظام السوري وكنا نخبئ المعدات والأجهزة في سيارات المدنيين حتى لا يستولي عليها، كان للاحتفالات بنوروز معنى حقيقي بالرغم من الضغوطات والعراقيل التي كنا نتعرض لها.
وعن تشكيل فرقة جيا تحدث محمود كلو وقال: "كانت هناك تجهيزات عام 1984 وحينها انطلقت فرقة خلات، وفي عام 1985 تم تشكيل فرقة جيا، حيث اجتمع أعضائها وأطلقوا عليها اسم جيا، كان كل من محمد صالح ولقمان جمعة عضوين في الفرقة وغيرهم العديد من الرفاق، الغالبية من أعضاء فرقة جيان كانوا من عائلتنا وكانوا يتقنون اللغة الكردية لهذا كانوا يطلقون عليها اسم "فرقة عائلة كلو"، لقد اتخذت فرقتنا مقولة الشهيد مظلوم دوغان عندما قال "المقاومة حياة" أساس لها، والشعب في روج افا ارتبط بفرقة جيا، لأنها لم تكن فرقة موسيقية فقط، بل كانت تحوي فرقة للمسرح والرسومات الخاصة وكانت تعرض مسرحيات عن الخيانة مع الثورة".