تغنى الكثير من الفنانين والشعراء بعيد نوروز وألفوا آلاف القصائد والقصص والأغاني في الشرق الأوسط في سياق الاحتفالات بعيد نوروز.
يبلغ عمر ثقافة الاحتفال بعيد نوروز أكثر من 2600 عام، وقد احتفل بها الشعب الآري كعيد على الأرض القديمة، فثقافة نوروز والطقوس الأخرى هي ثقافة التزمت بالثقافة الشفوية لآلاف السنين واستمرت حتى يومنا هذا، لكن هذه الثقافة قد تغيرت مع مرور الوقت وتغيرت ألوان وأنماط بعض الأصول الثقافية، واختفى بعضها وانتشر بعضها الآخر؛ عندما ننظر إلى الأوضاع الجغرافية لكردستان نجد أن الشعب الكردي اوقد شعلة نوروز في الجبال والقرى والبلدات منذ آلاف السنين ويحتفل بـ "اليوم الجديد" ويطلقون مثل هذه الأغاني والطقوس؛ ففي القرنين السادس عشر والسابع عشر، تغنى الكثير من الشعراء وألفوا العديد من الدواوين والقصائد من الشاعر الكردي ملاي جزيري، أحمدي خاني إلى العديد منهم في يوم "نوروز"، فثقافة الاحتفال بنوروز، أو الاحتفال به كعطلة كردية، ما زالت مستمرة في الأجزاء الأربعة من كردستان منذ سنوات والى يومنا هذا.
يؤجج الكردستانيون شعلة نوروز في كل قرية وحي وناحية وبلدة ومدينة في الأجزاء الأربعة من كردستان، وكل فنان كردي يتغنى بهذا العيد بحماس وروح معنوية عالية، ومن بينهم الفنانة الكردستانية برمال جم التي ألفت من قصيدة دلدار ولات، أغنية بمناسبة عيد نوروز 2022، والذي سيحتفل به الكردستانيين تحت شعار "حان وقت النصر" وأهدته لأرواح الشهداء الذين أججوا شعلة نوروز بأجسادهم.
وتحدثت الفنانة برمال جم لوكالة فرات للأنباء (ANF) عن أغنيتها الجديدة "مدينة نوروز" التي ألفتها لـــ نوروز هذا العام، بأن هذه الأغنية عن مدينة المقاومة آمد الكردستانية وقالت: "أهدي هذا النتاج لأرواح الشهداء الذين أضرموا النار بأجسادهم كلما تعرضت حرية الكرد للخطر.
وأكدت جم إن العديد من الفنانين تغنوا بعيد نوروز وأطلقوا أغاني وطنية وقالت: مضت مدة طويلة ولم يؤلف فيه الفنانين نتاجات حيال نوروز، قد يكون سبب ذلك صمت شعب آمد، لكنني دائماً أشعر بروح آمد الصامدة في أعماق قلبي، حتى في لحظات الصمت يمكن أن يتحول فجأة إلى بركان متفجر؛ لن يقبل شعب آمد ولا أي جزء من كردستان الصمت والقمع، لهذا نقول مرة أخرى: آمد أنتي مدينة نوروز؛
وأضافت الفنانة الكردستانية برمال جم: هذه الأغنية تحكي قصتها التجارب التي مرت بها آمد، وهي من كلمات الشاعر دلدار ولات وألحاني، كما ساهم الفنانين ممو كول ومظلوم روشن في تسجيل الأغنية، ـوجه بالشكر لكل الزملاء الذين ساهموا في إخراج هذه الأغنية ونجاحها.
وتحدثت برمال جم عن كيفية تحول عيد نوروز الى عيد الكفاح والنضال والمقاومة، وكيف أصبحت مدينة آمد مدينة المقاومة منذ أمد التاريخ والى يومنا هذا، وقالت: لأنها مدينة نوروز، لأنها مدينة مظلوم دوغان الذي أضرم النار بجسده في سجن آمد يوم نوروز، وأجج شعلتها ونادى بأعلى صوته "المقاومة حياة" وأصبح كاوا العصر…. وفي التسعينيات من القرن الماضي، عندما توسعت مقاومة الشعب الكردي في كل مكان، ظهرت الفناة الكردية التي أضرمت النار بجسدها في آمد وتوحدت مع شعلة نوروز، كانت أول فتاة كردية انتفضت على الظلم والطغيان، كانت طالبة جامعية ورائدة في مقاومة وصحوة المرأة الكردية، إنها المناضلة زكية ألكان، حيث وصل نوروز إلى مرحلة أخرى بعمليتها هذه؛ الآن عندما يتحدث الكرد عن نوروز، يتذكر المرء إرادة المرأة الكردية على أسوار آمد، لن ننسى للحظة النضال الذي دار في شوارع صور، في سجون آمد، في احياء وأبراج آمد، إنه صوت وخطى العديد من الأبطال والمقاتلين الذين أصبحوا رفاق بمشاعرنا وأغانينا، لهذا أصبحت أمد مدينة نوروز، ومدينة المقاومة؛ خرجت هذه الأغنية بإحساس ابناء الجبال الأبطال وشعبنا الذي لم يرضخ للعدو، كنت أرغب في تقديم هذه الأغنية للشعب الكردي وخاصة لشعب آمد البطل ونوروز آمد، وأتمنى أن تصل اغنيتي هذه الى قلب كل كردي وطني محب لشعبه و مخلص لقضيته.