وسط تدفق المجموعات الارهابية من سوريا الى ليبيا البرلمان التركي يعقد جلسة للتصويت على قرار ارسال جنود الى ليبيا

من المزمع أن يعقد البرلمان التركي،اليوم الخميس، جلسة طارئة للتصويت على تفويض طلبه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان لإرسال جنود إلى ليبيا لدعم حكومة الوفاق التي يقودها فايز السراج.

عرضت الرئاسة التركية الاثنين الماضي على رئاسة البرلمان، مذكرة التفويض بشأن إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، حملت توقيع إردوغان.

وجاء في مذكرة التفويض، أن من الاعتبارات التي تدفع تركيا نحو إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا، "حماية المصالح الوطنية انطلاقا من القانون الدولي واتخاذ جميع الاحتياطات اللازمة ضد المخاطر الأمنية والتي مصدرها جماعات مسلحة غير شرعية في ليبيا".

ونوهت المذكرة بأن تقدير زمن إرسال قوات تركية إلى ليبيا ومكان انتشارها، سيكون في عهدة إردوغان، كما أوضحت أن مدة التفويض ستكون عاماً واحداً قابلة للتمديد.

وكان إردوغان قد صرح في العاشر من الشهر الجاري بانه مستعد لإرسال جنود بلاده إلى ليبيا دعما لحكومة السراج، وذلك بموجب الاتفاق الموقع بين الطرفين.

ومن جانبه ذكر نائب الرئيس التركي، فؤاد أوقطاي، الأربعاء، أن أنقرة ربما تحجم عن إرسال قوات إلى ليبيا إذا أوقف الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجومها على حكومة السراج وانسحبت.

مشيراً بالقول:"بعد إقرار البرلمان مشروع القانون ربما يحدث أن نرى شيئا مختلفا. موقفا مختلفا ويقولون حسنا، سننسحب ونوقف الهجوم. وحينها لماذا نذهب إلى هناك؟"

وأشار أوقطاي في تصريحاته إلى أن محتوى مذكرة التفويض يتيح كل شيء، بدءا من المساعدات الإنسانية وحتى الدعم العسكري.

وذكر أن مذكرة التفاهم تم توقيعها مع السراج وجرى بموجبها تحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة لتركياوضمان استخدام الموارد في المياه الإقليمية للبلدين.

وحول مدة بقاء القوات التركية في ليبيا حال موافقة البرلمان إرسال جنود إليها، قال أوقطاي: "ذلك مرتبط تماما بالوضع والمخاطر في ليبيا"

وفي وقت سابق نسب راديو فرنسا الدولي (RFI) على موقعه الإلكتروني إن التقارير التي تتحدث عن وجود مرتزقة سوريين أرسلتهم تركيا إلى ليبيا، تتزايد في البلد الغارق في الفوضى منذ سنوات.

وأشار إلى أن مقاطع فيديو انتشرت في نهاية الأسبوع الماضي، تظهر وجود هؤلاء في طرابلس.

وأضاف راديو فرنسا أن مصادر مختلفة أبلغته بأن المرتزقة السوريين نقلوا على متن طائرات تابعة للخطوط الجوية الأفريقية الليبية وشركة طيران الأجنحة المملوكة لعبد الحكيم بلحاج الذي وصفه RFI بـ"الجهادي المقيم في تركيا".

وتابع أن هدف هؤلاء المقاتلين يتمثل في "مد يد المساعدة للميليشيات الإسلامية الموالية لحكومة الوفاق" بقيادة فايز السراج، مشيرا إلى أنه بين يومي الجمعة والأحد الماضيين، هبطت أربعة طائرات في مطار معيتيقة نزل منها مقاتلون سوريون من الفصائل الموالية لأنقرة.

وكان مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، رامي عبد الرحمن،قد صرح لراديو فرنسا الدولي بأن 500 مقاتل سوري على الأقل موجودون بالفعل في ليبيا، مشيرا إلى أنه تم نقل ألف آخرين إلى تركيا على أن يرسلون إلى طرابلس.

وكان الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية المؤقتة حاتم العريبي قد اتهم من خلال اتصال مع العربية، حكومة الوفاق بنقل مرتزقة من إسطنبول.

وفي خضم هذه الاحداث قال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان من خلال اتصال هاتفي مع احدى وحداته العسكرية المحتلة لاحدى الهضاب في ولاية هكاري " نحن بصدد اتخاذ خطوات جديدة ومختلفة في كل من ليبيا وشرق البحر المتوسط. ونأمل في أن يحقق جنودنا في شرق المتوسط ملاحم بطولية كتلك التي حققها "أمير البحارة العثمانيين" خير الدين بربروس(1478-1546)، وهم بالفعل سيواصلون كتابة تلك الملاحم".

في خطوة تعكس مدى اطماع اردوغان وسياساته الاستعمارية في المنطقة .