مصر واليونان تؤكدان اتساق المصالح المشتركة بينهما في شرق المتوسط وسط توترات مع تركيا

تلقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء اليوناني كرياكوس ميتسوتاكيس، حيث بحثا تطورات القضية الليبية والأوضاع في شرق المتوسط، وسط تحضيرات أوروبية لقمة مع دول "جنوب الاتحاد".

وصرح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية بأن الاتصال تناول مساء اليوم التباحث حول بعض الملفات الاقليمية في مقدمتها تطورات القضية الليبية، حيث استعرض الرئيس ثوابت ومحددات الموقف المصري تجاه الأزمة في ليبيا، لا سيما فيما يتعلق بتقويض التدخلات الأجنبية غير المشروعة في الشأن الليبي التي تزيد من تفاقم الاوضاع الامنية علي نحو يؤثر علي استقرار المنطقة بالكامل.
من جانبه؛ أشاد رئيس الوزراء اليوناني بالجهود المصرية المخلصة وجهودها الدؤوبة الرامية إلى تسوية النزاع واستعادة السلام في كافة الأراضي الليبية، مؤكداً أهمية العمل على العودة الي المسار السياسي كحل أصيل للأزمة الليبية، وذلك بما يتسق مع القرارات الأممية ذات الصلة ومخرجات مؤتمر برلين، مع رفض أى تدخل خارجي في هذا الخصوص.
كما تم تناول سبل تعزيز مسيرة التعاون المشترك التي تجمع البلدين على مختلف الأصعدة، سواء على الصعيد الثنائي أو في إطار آلية التعاون الثلاثي بين كل من مصر وقبرص واليونان، حيث تم التوافق علي اتساق المصالح المشتركة بين البلدين في منطقة شرق المتوسط، وأن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات في هذا الإطار، والذي من شأنه أن يفتح آفاق التعاون بين دول المنطقة في مجال الطاقة والغاز.
وفي وقت سابق، أكدت اليونان أنها ستقوم بـ"كل ما هو ضروري" للدفاع عن حقوقها السيادية استجابة لخطط تركيا للمضي قدما في مهمة التنقيب عن النفط والغاز جنوب الجزر اليونانية في شرق البحر المتوسط.
ووصف المتحدث باسم الحكومة اليونانية ستيليوس بيتاس، مهمة التنقيب التركية بأنها انتهاك مباشر للسيادة اليونانية وحليفتها قبرص، حسبما ذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية.
وأضافت الشبكة أن النزاع على الموارد الهيدروكربونية في البحر المتوسط بين أثينا وأنقرة أدى إلى نشر تركيا سفنهما البحرية في المنطقة؛ حيث تستعد سفينة البحث "ريس" في إجراء مسح للمنطقة.
وقال بيتاس: "تؤكد الحكومة لجميع الأطراف أن اليونان لن تقبل انتهاك سيادتها وستفعل كل ما هو ضروري للدفاع عن حقوقها السيادية".
في خطوة رمزية للغاية، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس عن تضامنه مع اليونان وقبرص برسالة على الفيسبوك باللغة اليونانية، حسبما ذكرت صحيفة كاثميريني اليونانية.
وقال ماكرون "مرة أخرى ، أود أن أعرب عن تضامن فرنسا الكامل مع قبرص واليونان ضد انتهاك تركيا لحقوقها السيادية".
وقال "يجب ألا نقبل التهديدات للمنطقة البحرية لدولة عضو في الاتحاد الأوروبي".
وقال ماكرون إن قضايا الطاقة والأمن في منطقة البحر الأبيض المتوسط تنازعها على نحو متزايد السلطات التي ليس للاتحاد الأوروبي تأثير يذكر عليها.
وقال: "على أوروبا أن تدافع عن سيادتها"، مضيفاً أنه سيدعو قريباً إلى اجتماع لدول جنوب الاتحاد الأوروبي.
إلى ذلك، دعت وزارة الخارجية الأمريكية تركيا إلى وقف خطط أنشطة التنقيب في منطقة بحرية بين قبرص وكريت.
وقال بيان لوزارة الخارجية الأمريكية "إن الولايات المتحدة تشعر بقلق عميق إزاء خطط تركيا المعلنة لإجراء مسح للموارد الطبيعية في المناطق التي تؤكد اليونان وقبرص تبعيتها لهما في شرق البحر الأبيض المتوسط. ونقلت وسائل الإعلام اليونانية عن فيليب ريكر، القائم بأعمال مساعد وزير الشؤون الأوروبية والأوراسية في وزارة الخارجية الأمريكية ، قوله "نحن قلقون بشأن الأعمال الاستفزازية التي تثير التوترات في المنطقة". واضاف "هذه مساحة استراتيجية معقدة. سأكرر الرسالة التي بعثناها من قبل من واشنطن، وكذلك من أماكن أخرى في أوروبا ، لإثناء السلطات التركية على إجراء عمليات تثير التوترات".