حذر وزير الخارجية خلال مؤتمر صحفي في ختام مباحثاته مع نظيره العراقي، من أن الهجمات التركية على شمال شرقي سوريا تهدد بعودة تنظيم داعش الإرهابي، مشددا على تشديد التأمين على السجون التي تضم عناصر من داعش، وقال أن عدد هؤلاء العناصر المحتجزين في شمال سوريا كبير.
وبحث وزير الخارجية الفرنسي مع المسؤولين العراقيين قضية نقل ومحاكمة الإرهابيين الأجانب، ومن بينهم 60 فرنسيًا محتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية في شمال شرق سوريا، في الوقت الذي تشن فيه تركيا عدوانها الذي أدى إلى فرار بعضهم والتهديد بهرب آخرين.
وتركّزت المُباحَثات بين وزيري خارجية العراق وفرنسا على تعزيز التعاون الثنائي، وتدعيم الجانب الأمنيّ على الحُدُود بين العراق وسوريا؛ لمنع تسلّل الإرهابيِّين إلى داخل الأراضي العراقـيّة.
وأكّد وزير الخارجية العراقي محمد الحكيم موقف العراق حيال قضيّة الدواعش المُتواجدين على الأراضي السوريّة في مُخيّم (الهول) بأنّه معنيّ بتسلم الإرهابيّين الدواعش الذين يحملون الجنسيّة العراقية وعوائلهم، وسيُحاكَمون في المحاكم العراقـيّة وفق القوانين النافذة، وأنّ العراق غير معنيّ بالإرهابيّين الأجانب الذي قاموا بعمليّات إرهابيّة خارج العراق، وعلى دولهم أن تتكفل بهم.
كما بحثا عدداً من القضايا الإقليميّة والدوليّة التي تحظى باهتمام البلدين. ومنها: العمليّة العسكريّة التي تقوم بها تركيا في شمال شرقيّ سوريا، وجُهُود حلّ الأزمة في سوريا، ودور العراق في محاولة التخفيف من حِدّة التوتر بين إيران وأمريكا، وجُهُود التقريب بين إيران والسعوديّة.
وبحث الجانبان التحضيرات اللازمة للزيارة المرتقبة للرئيس الفرنسيّ ماكرون إلى بغداد التي يزمع إجراءها في إطار تعزيز العلاقات بين البلدين.
من جهته، وزير الخارجيّة الفرنسيّ جان إيف لودريان أكّد تضامُن فرنسا، واستمرارها في تفعيل الشراكات مع العراق في مجال الأمن والبناء، مُوضِحاً: أنّ فرنسا سبق أن خصّصت مليار يورو للمُساهَمة في دعم العراق. لافتاً إلى أهمّية عقد التحالف الدوليّ لاجتماع سريع لبحث الأوضاع في سوريا، مُشِيداً بالدور الذي تقوم به بغداد لتفادي التصعيد بمنطقة الخليج العربيّ، وتعزيز سلامة الملاحة.
واستقبل رئيس العراق الدكتور برهم صالح، اليوم الخميس، في قصر السلام ببغداد، وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان والوفد المرافق له.
وأكد الرئيس صالح، ضرورة تكثيف الجهود لدعم العراق في الحفاظ على أمنه واستقراره، وعدم منح الفرصة للعصابات الإرهابية لإعادة تجديد نشاطاتها، وتهديد أمن المنطقة والعالم خاصة وأن العراق لايزال يعاني من الآثار المدمرة لجرائم تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف رئيس العراق أن التوغل العسكري التركي في شمال سوريا سوف يقوّض جهود المجتمع الدولي في مكافحة الإرهاب، مشدداً على ضرورة إيقاف العمليات العسكرية التركية في سوريا، وتدارك الكارثة الإنسانية في مناطق النزاع بصورة عاجلة.