قمم مكة تكشف عزلة إيران وتركيا عن محيطهما.. ومساع لابعاد شبح الحرب عن الخليج

كشفت القمم الثلاثة التي دعت إليها السعودية لمواجهة التهديدات الإيرانية، عن اتساع العزلة الإقليمية التي تعاني منها تركيا وإيران، في الدوائر الثلاثة الحيوية، الخليجية والعربية والإسلامية، لتحركهما في الشرق الأوسط.

يمثل غياب الرئيسين الإيراني حسن روحاني والتركي رجب طيب أردوغان، عن قمة منظمة التعاون الإسلامي المرتقبة غدا في مكة المكرمة، مؤشرا على حجم العزلة التي تعاني منها أنقرة وطهران، بعد سنوات وربما عقود من مساعي البلدين لإحتلال موقع القيادة في العالم الإسلامي، وفي الوقت الذي يفرض البروتوكول على الرئيس التركي تسليم رئاسة القمة الإسلامية للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وكلف أردوغان وزير خارجيته مولود جاويش أوغلو بحضور القمة نيابة عنه، وسيمثل رئيس الوزراء القطري الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني بلاده في القمم الثلاث بما في ذلك القمة الإسلامية المقررة الجمعة، والتي لن يحضرها الرئيس الإيراني حسن روحاني، ولا وزير خارجيته محمد جواد ظريف الذي أناب عنه مسؤلا بوزارة الخارجية للحضور للقمة.

ووصل الرئيسان العراقي برهم صالح، والمصري عبد الفتاح السيسي إلى السعودية اليوم اليوم الخميس إلى السعودية للمشاركة في كلٍ من القمة العربية الطارئة، والقمة العادية لمنظمة التعاون الإسلامي، واللتين ستعقدان على التوالي بمكة المكرمة اليوم وغداً، ٣٠ و٣١ آيار/ مايو الجاري

وتنطلق اليوم في مكة المكرمة أعمال القمتين الخليجية والعربية اللتين دعت إليهما السعودية بشكل طارئ، على أن تُعقد القمةُ الرابعة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي غدا الجمعة.

ويتضمن مشروع جدول أعمال اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة في دورته غير العادية التي ستعقد منتصف ليل الخميس الجمعة في قصر الصفا بمكة المكرمة، بحث الاعتداءات على سفن تجارية في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية المتحدة، وما قامت به ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران بالهجوم على محطتي ضخ نفط بالمملكة العربية السعودية.

وطالبت السعودية العالم الإسلامي برفض تدخّل إيران في شؤون الدول الأخرى، قبيل انعقاد قمم مكة المكرمة الثلاث.

الولايات المتحدة تواصل ردع إيران

وقبل ساعات من انطلاق القمتين الخليجية والعربية منتصف الليلة، أكد المبعوث الأمريكي المعني بإيران، برايان هوك، اليوم الخميس، أن بلاده سترد باستخدام القوة العسكرية، إذا هاجمت إيران المصالح الأمريكية.

وقال المبعوث في حديث للصحفيين، قبل قمتين طارئتين للزعماء العرب تستضيفهما السعودية لمناقشة التهديد الإيراني في المنطقة:  "كنا واضحين بأننا سنرد عسكريا في حال تم استهداف مصالحنا من قبل إيران"، بحسب سكاي نيوز عربية. وكشف هوك أن الإنفاق العسكري في إيران انخفض بنسبة 28 بالمئة، منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، مشيرا إلى أن الاقتصاد الإيراني يعاني حالة من الركود منذ ذلك الحين.

وأوضح أن المبعوث الأميركي إن هناك أدلة تؤكد أن الوضع المالي لحزب الله اللبناني "ليس قويا". وبدوره، قال مستشار الأمن القومي الأميركي، جون بولتون، الخميس، إنه "سيتم تقديم أدلة على تورط إيران في الاعتداء على السفن في خليج عمان، إلى مجلس الأمن الأسبوع المقبل". وشدد على أن الخطر الإيراني لم ينته، لكن التحرك الأمريكي السريع للرد ونشر القوات ساعد في ردعه.

جارة إيران النووية مستعدة للدفاع عن الحرمين

وفي سياق متصل، وصل رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان إلى المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة الاسلامية المقررة غدا، وقالت وزارة الخارجية الباكستانية، الأربعاء، إن رئيس الوزراء عمران خان سيؤكد خلال القمة الإسلامية التي دعت لها السعودية، ضرورة التضامن والوحدة بين دول العالم الإسلامي.

وأكدت باكستان في تصريحات سابقة على دعمها للسعودية ضد التهديدات التي تمس بلاد الحرمين، وشددت الجارة النووية لإيران على استعدادها لاستخدام القوة العسكرية للدفاع عن أمن المقدسات الاسلامية في مكة المكرمة،

وشارك وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي.

وأوضح بيان الخارجية الباكستانية أن عمران خان سيركز على ضرورات التضامن ودعم القضايا الإسلامية، ومكافحة خطر "الإسلاموفوبيا"، وتعزيز التعاون في مجالات التعليم والصحة والاقتصاد. ويسعى خان أيضا إلى الحصول على دعم الدول الاسلامية في نزاعه مع الهند، وتدعم منظمة التعاون الإسلامي باكستان في نزاعها مع الهند بشأن منطقة كشمير، لا سيما بعد ارتفاع حدة التوتر وتبادل اختراق المجال الجوي بين البلدين خلال الشهور الماضية، بحسب البيان.

والتقى الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين اليوم، وزير خارجية باكستان شاه محمود قريشي، وذلك على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي التحضيري للقمة الإسلامية العادية، في دورتها الرابعة عشرة في مكة المكرّمة. وثمن قريشي دور المنظمة في عقد اجتماع مجموعة الاتصال حول جامو وكشمير، مؤكداً أن باكستان ستظل داعمة لعمل وأنشطة المنظمة.